الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / رؤية “مواطن عادى” ورأى “أستاذ”، وبيان لجنة السياسات!!

رؤية “مواطن عادى” ورأى “أستاذ”، وبيان لجنة السياسات!!

نشرت فى الوفد

4-11-2009

       تعتعة الوفد

رؤية “مواطن عادى” ورأى “أستاذ”، وبيان لجنة السياسات!!

هذه “رؤية مواطن”، كتبتها منذ ربع قرن، عقب انفجار جهاز الأمن المركزى فى 24 نوفمبر سنة 1986، وقد نشرت فى مجلة فصلية ملاكى (الإنسان والتطور) توزع عشرات كل عدد، وذلك بعد أن عجز صاحبها أن ينشرها فى جريدة قومية أو معارضة، أما ما ذكرنى بها، وجعلنى أقتطف منها اليوم، فهو حديث الأستاذ القدير محمد حسنين هيكل، وفيما يلى بعض المقتطفات الحرفية، من رؤية المواطن (إلا ما جاء بين قوسين تعويضا لما حذف.. حتى يصل المعنى).

أولا: الدلالات (دلالات حادث الأمن المركزى …)  

(1)         أن هيبة الدولة قد اهتزت.

(2)         أن كبتاً خفيا قد تراكم (ويتراكم).

(3)         أن منطقا (رسميا)  سطحيا يتعامل مع نبض البشر.

(4)         أن نظام التجنيد – عامة، وخاصة – يحتاج تعديلا إنسانيا ثوريا طويل المدى.

ثانيا: بعض المحاذير:

محاذير عاجلة فورية:

  1. أن نكتفى بالبحث عن السبب المباشر دون فحص الأرضية الخطرة.
  2. أن ننسى، فنستمر دون هزة جذرية فى كل موقع، كل موقع.
  3. أن يظل تعيين الوزراء بالأقدمية، والترقى، والتخصص الدقيق!! والمعرفة الشخصية – وليس بالانتماء السياسى والموقف الثورى والإبداع من واقع تقمص الجماهير.

محاذير آجلة،

  • ثمة قوى ظاهرة على السطح بأقل درجة من الفاعلية.
  • وقوى فعلية محركة بأخطر وسائل الظلام.
  • وقوى كامنة فارغة ملأها غاز (وعى مكتوم متململ)قابل للاشتعال فى أية لحظة.
  • وقوى انتاجية مهدرة أو عاجزة رغم أنها ليست ميتة، ومازالت واعدة

وفيما يلى مزيد من تصنيف ذلك:

أولا: القوى الظاهرة:

  1. الدولة: وهى الآن مجموعة بيروقراطية، تسير غالبا بالقصور الذاتى مقطوع مواصلاتها مع الناس إلا من خلال السكرتارية،ومديرى المكاتب، وموظفى الاعلام.
  2. الأحزاب: مشروعات أمِلة بلا شارع أو ناس (وهمية- أو حسنة النية)

                                                      أ‌-        الوطنى: (حزب وهمى: الوجه الآخر للسلطة) أصحاب مصالح متبادلة.

                                                    ب‌-      التجمع: أصحاب عقيدة، مثاليون، بلا إبداع.

                                                    ت‌-      الوفد: أصحاب ثأر، تاريخيون، بلا شباب

                                                    ث‌-      الأحرار: كان صحيفة، واستقلت (تم تأجيره  من الباطن!!).

                                                     ج‌-       العمل: أصحاب حماس، بلا تجديد

                                                     ح‌-       الأمة: يصلح صورة كاريكاتيرية لأى مما سبق.

(3)   الصحافة:

القومية: …… (ترديد التعليمات . و سرادقات احتفالية للحكام والحزب الحاكم المزعوم).

الحزبية (والمستقلة) : صفارات إنذار بلا جدوى، وبعض  قصائد عمودية فى الفخر والهجاء.

ثانيا: القوى الفعلية

(1)    المؤسسة السلفية الدينية: وهى القوة المثالية اليائسة من نفسها، والباحثة عن حلول مغلقة،  والقادرة على تحريك المشاعر، (ثم من يدرى…) ….

(2)    المؤسسة العسكرية: وهى القوة التى بدأت (تدخل السياسة) بالصدفة فى 23 يوليو، ثم استمرت بالقصور الذاتى رغم احتواء الشعب للثورة، ثم أخذت أشكالا متعددة (لا نعرف حقيقة أبعادها)

(3)    المؤسسة “اليسارية التاريخية”: (وهى قوة مثالية أيضا، تجمدت فأصبحت سلفية وهى تعيد وتزيد داخل الأوراق الثقافية أكثر من وعى الناس)

(لم يذكر المواطن فى رؤيته الباكرة، لا المؤسسة المالية المحلية الطاغية، ولا المؤسسة العالمية المغيرة : النظام العالمى الجديد، ربما كان تأثيرهما أخبث وأخفى فى ذلك الوقت)

ثالثا: القوى الكامنة:

وهى تشمل الغالبية العظمى من الناس، وهى فى حالة خليط عجيب، من:  الانتظار، والتخلى، والفرجة، والابتسام البارد، والسخرية، والشماتة، والشفقة والخوف، مما يجعلها كتلة من الفراغ، يملؤها غاز سرى يمكن أن ينفجر فى أى وقت وأى اتجاه، كما أنها يمكن أن تساق بعض الوقت (قد يطول!!) فى أى اتجاه أيضا (تحت تأثير أى من القوى الفعلية الظاهرة ، بل والتحتية أكثر- كما يمكن أن تثور : أنظر بعد)  

رابعا: القوى الانتاجية: وهى القوة البشرية الجاهزة للفعل، وتمثل جماع وعى الناس حالة كونهم يشعرون بالمسئولية بدرجة كافية، وهى  مُهدرة بدرجة منذرة، ومتزايدة من خلال السفر للرزق، والسفر للهجرة، ثم التواجد فى أماكن العمل بلا عمل…إلخ ، مما أدّى إلى سلبية لها تجلياتها – مثلا – فى:

(1)      الزراعة: بطيئة وعاجزة: وتقليدية  ( إهدار المياه، والحلول الجزئية – غير الثورية)

 (2) الصناعة: وهى محدودة ومتراجعة: ( عدم التخصص فيما يوافق الزراعة وطباع ثقافتنا، مع ضعف الرؤية التصديرية)

(3) قوة الإبداع  الفكرى، وهى مُعَطَّلة أو مكبلة من خلال : النقل الحرفى من القديم أو من ثقافة أخرى، وفرط الاهتمام بالحصول على الشهادات المفرغة من محتواها، وخدعة البحث العلمى الصورى والمنظرى، والاختفاء فى، أو الاكتفاء بـ، : الألقاب العلمية المتصاعدة، وخداع الجوائز الرسمية، ثم فرط التخصص، أو العمل فى غير التخصص، كذلك تسييس الفن، وأخيرا : القهر الفكرى من المؤسسات الدينية والحكومية والتقدمية على السواء.

المعادلة الخطرة: أنهى المواطن رؤيته بالتصور التالى فى شكل معادلات

Þ   قوى سياسية ظاهرة عاجزة + قوى الغالبية كامنة متنحية = فراغ .

Þ   قوى انتاجية ضعيفة وبطيئة + قوى سرية فاعلة ومنتهزة = يأس  يغْلى

Þ   فراغ + يأس يغْلى = تراكم غاز التفجر الرخو (القابل للاشتعال).

Þ   غاز التفجر+ شرارة [بالصدفة (اشاعة) أو بفعل فاعل (القوى التحتية)]= انفجار (كما حدث)

(إلى أن تتاح الثورة !! أو التدمير حسب درجة الإعداد وحجم المسئولية الجماعية)

بيان لجنة السياسات أول نوفمبر 2009

آخر لحظة: بعد انتهائى من هذا المقال، اقتحمنى مذياع السيارة  وأنا أقودها عائدا من جنوب سيناء فاستمعت  بالصدفة لخطاب السيد  أمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى،  كله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قلت: إذا كان هذا المواطن العادى صاحب هذه الرؤية الباكرة قد جُنَّ يأسا سنة 1986 فكتب ماسبق، قبل أن يتولى هذا السيد منصبه لينجز هو أو حزبه أو حكومته كل ما قال؟ فلماذا ظلت الأمور كما هى تماما حتى عادت تظهر فى فكر أستاذ عارف موسوعى يقظ مسئول بحجم الأستاذ هيكل آخر سنة 2009 ؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *