الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / ديونٌ وحمير، و”حروب العمُلات”

ديونٌ وحمير، و”حروب العمُلات”

نشرت فى الوفد

19-5-2010

 تعتعة الوفد

ديونٌ وحمير، و”حروب العمُلات”

انتهى مقالى الأسبوع الماضى “رّوبوت المال: وأسلحة “الدمار الجديد”، بوعد مزعج يقول:  “طبعا: لنا عودة وعودة،”!!، وهأنذا مضطر للوفاء بوعدى، برغم استمرار جهلى. إنقاذا للموقف قلت: أقتطف من بعض النصوص، أو عنها، ما قد يفى بالوعد، وأترك للقارئ أن يكمل هو:

المقتطف الأول:

من كتاب “نظريات المؤامرة 2005 تأليف: ماتياس بروكرز، ترجمة كاميران حوج (2005):

  1. “…قادت العولمة الاقتصادية فى يومنا هذا إلى مزيد من مركزة رأس المال المالى فى أيدى عدد من الممثلين يقل يوما بعد يوم…”
  2. ثم يستشهد المؤلف بـ “ابراهام لنكولن، 21/11/1864ـ وهو يحذر، “….وستسعى سلطة المال هذه إلى أن تمد فى عمرها..حتى تتجمع الثروة فى أيدى البعض ويقضى على الجمهورية (الأمريكية).

المقتطف الثانى:

 عن كتاب “حروب العملات“”The currency wars”  الذى يناقش مؤامرة  تدبرها البنوك الكبرى المملوكة لليهود منذ القرن التاسع عشر لتقويض “المعجزة الصينية” الاقتصادية، وقد ألفه الباحث الأمريكي من أصل صيني “سنوغ هونغبينغ”، ونشر سنة 2006

  1. “… ويرى المؤلف أن تَراجع سعر الدولار وارتفاع أسعار البترول والذهب ستكون من العوامل التى ستستخدمهما عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للاقتصاد الصيني
  2. “….اتهم المؤلف في كتابه عائلة روتشيلد وحلفاءها من العائلات اليهودية الكبرى بأنها تتحين الفرصة للنزول بسعر الدولار الامريكى الى أدنى مستوى له (وهو ما يحدث حاليا) حتى تفقد الصين فى ثوان ما تملكه من احتياطى من الدولار ( الف مليار دولار)
  3. “... يكشف الكتاب كيف أن قوة عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلات يهودية اخرى مثل عائلة روكفلر وعائلة مورجان أطاحت بحياة ستة رؤساء أمريكيين لا لشىء إلا لأنهم تجاسروا على الوقوف فى وجه هذه القوة الجبارة لمنعها من الهيمنة على الاقتصاد الامريكي
  4. …. ويستشهد المؤلف بمقولة “لناتان روتشيلد” بعد أن أحكمت العائلة قبضتها على ثروات بريطانيا ” لم يعد يعنينى من قريب او بعيد من يجلس على عرش بريطانيا لأننا منذ ان نجحنا فى السيطرة على مصادر المال و الثروة فىالامبراطورية البريطانية فإننا نكون قد نجحنا بالفعل فى إخضاع السلطة الملكية البريطانية لسلطة المال التى نمتلكها “.

مقتطف أبسط، من بريدى الإلكترونى (الميل):

وسط غابة من الأرقام والمعلومات حول الموضوع وصلنى من ابن أخى فى استراليا هذا “الميل” بعنوان: “ديون وحمير”، ربما أشفق على عمِّه أن يعلن جهله هكذا على الملأ، فأرسل يفهمنى :

طلبوا من خبير أن يبسط للناس أسباب الكارثة المالية (العالمية فاليونانية) الجارية  فضرب هذا المثل:

  ذهب تاجر إلى قرية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع آخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. عندها قال التاجر لهم: مستعد أن أشتري منكم الحمار بخمسين دولارا، ثم اختفى الرجل بدءا من إجازة نهاية الأسبوع،

  زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير فى قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا 

أرسل التاجر مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، وهكذا دفعوا كل مدخراتهم، بل واستدانوا جميعا من بنك القرية فأخرج البنك كل السيولة الاحتياطية لديه، ..ثم  بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار استمر اختفاء التاجر الذي عرض الشراء بخمسين دولارا، وهكذا أصبح أهل  القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذى أفلس وأصبح لديهم حميرا لا تساوى خُمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك وإن تركها لهم أفلس، فلن يسدده أحد بمعنى آخر: أصبح على القرية ديون، وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها، وهكذا ضاعت القرية وجاعت، وأفلس البنك وانقلب الحال ، رغم وجود الحمير، وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد.

(تمرين: احذف كلمة “حمار” وضع مكانه أية سلعة أخرى: شقة – سيارة – مؤسسة خاصة..إلخ، وسوف تتعرف على ما يجرى…)

مثال تطبيقى:  البترول ارتفع إلى 150 دولار فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس والآن انخفض البترول إلى أقل من 60 دولارا  … ولم ينخفض أى شيء مما سبق .. ، وهكذا

انتهى المقتطف (وبه أمثلة أخرى لا تسمح بها المساحة)!!

الشعر أذكى وأعمق:

كنت أكتب “تعتعة” لصحيفة أخرى (الدستور) تصدر اليوم أيضا فى محاولة ترجمة تداعيات خطاب أوباما، فجاءتنى الترجمة نظما بالعامية، انتبهت إلى أن بعض أبياتها تتناول الموقف أوضح.

 هل معقول وأنا بجهلى هذا، أن يتسحب شعرى من ورائى يشرح الموقف أحسن منى:

………..

 (عايز تعرف سر الملاعيبْ ؟  

طبْ خـد عندك :!!!)

 

تِـسْـكـُتْ،  تكسَبْ

تِفهمْ، تتعبْ!

تسحبْ، تلعبْ

 تضرب له  كده ييجى كام تعظيمْ

تلقى الملاليم صارت ملايين

والسوق الحرّة  الممتازة

تدى لجنابك بزّازَة

 

وانتَ يا قاعد جنب الراديو

تستنى أمانى ماهيش عندو

 تقدر  تشبعْ، رغْى وشعارات،

ووعود، وعهود، وخطب وحاجاتْ،

ترمى الزَّهْـرَايهْ: تتمايلْ

حتى لو ورقك مش هايلْ

تربط بطنك بحزام الصبر

تتكرع ريحة “الفكر الحر”

..إلخ

يا خبر!!،

هل يمكن أن يكون الشاعر بداخلى أكثر معرفة بألعاب الاقتصاد منى؟

قلت أُنهِى سلسلة المقتطفات بما تيسر من شعرى بالفصحى:

 

المقتطف الأول: من قصيدة “مدينة الملاهى” (23/7/1982 ديوان البيت الزجاجى والثعبان)

….

إفتحْ‏ ‏عينَـك‏ْْ، أقدِمْ‏ ‏تكسبْ

فالحظ‏ ‏اليومَ‏ ‏لأولاد‏ ‏الأفعى ‏

من‏ ‏وُلدوا‏ ‏من‏ ‏لدغةِ‏ ‏عقربْ‏ ‏

إحذر‏ ‏تتركْ‏ ‏طبخة‏ ‏أمسٍ‏ ‏مكشوفهْ

اللعبة‏ ‏أن‏ ‏تخفىَ ‏سرَّك‏ ‏

تقلب‏ ‏وجه‏ ‏ثلاثةِ‏ ‏أوراقْ

تلقَى ‏حبات‏ ‏العرق‏ ‏اللزجة‏ ‏

-عملة‏ ‏نقد‏ ‏صدئهْ- ‏

فوق‏ ‏الولد‏ ‏المخفى ‏وجهه

تقلبْ‏ . . . . .‏تخسرْ‏ ‏

أحسِـنْ‏ ‏وضع‏ ‏الطلقهْ ‏

توجيه‏ ‏الوِجههْ

ثبـِّت‏ ‏قدمكْ‏ ‏

هدِّئْ ‏هزة‏ ‏زندكْ

تلقى ‏نفسك‏ ‏فى ‏عين‏ ‏البؤرةْ‏،

والبؤرة‏ ‏حفره‏-‏

‏ ‏دوّامهْ‏ ‏

أسرعْ‏ ‏قبل‏ ‏السحبِ‏ ‏العاجل‏ ‏

دورانٌ‏ ‏حولَ‏ ‏الموتِ‏ ‏الآمِلْ‏

‏- 2-‏

السوق‏ ‏انفضـَّـتْ‏ ‏

والآنية‏ ‏المقلوبة‏ ‏مازالت‏ ‏تخفى ‏فى ‏رحم‏ ‏الغيب

أرقام‏ ‏السحب‏ ‏القهر‏ ‏العُهر‏ ‏

‏أقدِمْ‏ ‏تكسبْ‏ ‏

إسحبْ‏ ‏جرِّب‏

‏…..

أفيون ‏السعدِ‏ ‏دعارهْ‏ ‏

دارتْ‏ . . .‏دارتْ‏ . . . ‏دوّاره‏ ‏

فتدحرجت‏ ‏الكرة‏ ‏الأثقلُ‏ ‏فى ‏غير‏ ‏الخانه‏ْْ ‏

 

المقتطف الثانى: من قصيدة “النشوة والمنزول”(نفس الديوان: 2 أغسطس 1981)

 (فى البورصةْ):

فضَّ‏ ‏الشيخ‏ ‏بكارة‏َ ‏عقل‏ ‏الأطفال‏ ‏السـُّـذَّجْ

أقرأَهـُمْ‏ ‏فأعادُوا‏: ‏لغة‏ ‏العصر‏ ‏الأعرج‏:

‏”باسم‏ ‏الموت‏ ‏الذهبِ‏ ‏الأصفرِ‏ ‏والأسود‏:

 ‏الأشطرُ‏ ‏ألزجْ، ‏والأحوجُ‏ ‏أغنجْ،

‏والقرشُ‏ ‏لمن‏ ‏يحذقُ‏ ‏خطفهْ، ‏أو‏ ‏ساسَ‏ ‏الناسْ

لا‏ ‏تسأل‏ ‏عن‏ ‏شىءٍ ‏إن‏ ‏يظهرْ‏ ‏لك‏ ‏تكفرْ،

فاشكرْ‏ ‏واصبرْ‏. . . .

من‏ ‏حضر‏ ‏القسمةَ‏َ ‏يقتسمُ

من‏ ‏أخذَ‏ ‏الصـُّـرَّةَ ‏يبتسمُ

….إلخ

وبعد

يبدو – فعلا- أن شعرى يفهم فى الاقتصاد أكثر منى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *