الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / الحضارة‏ ‏الشفاهية‏، ‏والمواثيق‏ ‏المضروبة، والمفاوضات السرية

الحضارة‏ ‏الشفاهية‏، ‏والمواثيق‏ ‏المضروبة، والمفاوضات السرية

نشرت فى الوفد

22-9-2010

  تعتعة الوفد

الحضارة‏ ‏الشفاهية‏، ‏والمواثيق‏ ‏المضروبة، والمفاوضات السرية

الإنسان‏ ‏حيوان‏ ‏ناطق‏، ‏وقد‏ ‏ظل‏ ‏يتميز‏ ‏بهذه‏ ‏الميزة‏ ‏مئات‏ ‏الآلاف‏ ‏من‏ ‏السنين‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يخترع‏ ‏الكتابة‏، ‏فهل‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تحل‏ ‏الكتابة‏ ‏محل‏ ‏المشافهة؟‏ ‏ثم‏ ‏إننا‏ ‏نحن‏ ‏العرب‏ ‏قد‏ ‏بنينا‏ ‏وعينا‏ ‏من‏ ‏قديم‏ ‏على ‏المشافهة‏ ‏والمواجهة‏ ‏والرواية‏، ‏رواة‏ ‏الشعر‏ ‏قديما‏، ‏ثم‏ ‏رواة‏ ‏القص‏ ‏الشعبى ‏والملاحم‏ ‏الشعبية‏ ‏الذين‏ ‏ظلوا‏ ‏وما‏ ‏زالوا،‏ ‏يتناقلون‏ ‏التاريخ‏، ‏ويحفظون‏ ‏نبض‏ ‏وعى ‏الناس‏ ‏جيلا‏ ‏بعد‏ ‏جيل‏.‏

حين‏ ‏ظهرت‏ ‏الكتابة‏ ‏انتقل‏ ‏الإنسان‏ ‏نقلة‏ ‏رائعة‏ ‏وهامة‏، ‏وأضيفت‏ ‏إلى ‏إمكاناته‏ ‏ما‏ ‏وسّع‏ ‏أفقه‏، ‏وحفظ‏ ‏ذاكرته‏ ‏حتى ‏بدا‏ ‏وكأن‏ ‏ما‏ ‏راح‏ ‏يحفظه‏ ‏بالكتابة‏ ‏هو‏ ‏امتداد‏ ‏لخلايا‏ ‏دماغه‏، ‏فأى ‏ثورة‏ ‏وأى ‏إنجاز‏!! ‏لكن‏ ‏الأمور‏ ‏أخذت‏ ‏تتطور‏ ‏ليس‏ ‏كلها‏ ‏إلى ‏أحسن‏.‏

مع‏ ‏تراجع‏ ‏المشافهة‏ ‏قل‏ ‏التواصل‏ ‏المباشر‏ ‏بين‏ ‏البشر‏، ‏وجها‏ ‏لوجه‏، ‏لسانا‏ ‏لأذن‏، ‏وحل‏ ‏محله‏ ‏الكلام‏ ‏المكتوب‏. ‏وحتى ‏التواصل‏ ‏بالأصوات‏ ‏أخذ‏ ‏يتم‏ ‏عبر‏ ‏الهواتف‏ ‏ثم‏ ‏عبر‏ ‏الإنترنت‏، ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يدمج‏ ‏مع‏ ‏إيجابيات‏ ‏تطور‏ ‏الإنسان‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏وإن‏ ‏كان من بين‏ ‏مضاعفاته‏ ‏أن‏ ‏اتسعت‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الأفراد‏، ‏وحرموا‏ ‏من‏ ‏ريح‏ ‏الحضور‏ ‏المباشر‏، ‏ورائحة‏ ‏العرق‏ ‏الحيوى، ‏ونبض‏ ‏النظرات‏ ‏العميق‏.‏

ما‏ ‏علينا‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏التطور‏ ‏بما‏ ‏له‏ ‏وما‏ ‏عليه‏.‏

ثم‏ ‏أخذت‏ ‏الكتابة‏ ‏تزحف‏ ‏رويدا‏ ‏رويدا‏ ‏على ‏كل‏ ‏مجالات‏ ‏حياتنا‏، ‏بدءا‏ ‏بالعقود‏ المكتوبة ‏وانتهاء‏ ‏بالمعاهدات‏. ‏قلنا‏ ‏هذا‏ ‏حسن‏ ‏أيضا‏، ‏فليكن‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏مدون‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏نضل‏ ‏ولا‏ ‏ننسي‏.‏

ثم‏ ‏زحفت الكتابة‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏- ‏إحلالا‏ ‏أيضا‏ – ‏إلى ‏منطقة‏ ‏أصعب‏ ‏وأكثر‏ ‏غموضا‏: ‏حين‏ ‏انتشرت‏ ‏بدعة‏ المواثيق‏ ‏العامة، والخاصة، وتضمنت ‏وما‏ ‏يسمى ‏بحقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏وحقوق‏ ‏الطفل‏، ‏وحقوق‏ ‏المرأة‏. ‏..إلخ، لكن هل يمكن أن تنمو القيم وتمارس الأخلاق بمجرد تسجيل قواعدها فى مواثيق؟

حين‏ ‏وصفت‏ ‏السيدة‏ ‏عائشة‏ ‏رضى ‏الله‏ ‏عنها‏ ‏رسول‏ ‏الله‏ ‏صلى ‏الله‏ ‏عليه‏ ‏وسلم‏ ‏بأنه‏ ‏كان‏ ‏خلقه‏ ‏القرآن‏ ‏كان‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏تنبيه‏ ‏ضمنى ‏إلى ‏أن‏ ‏السلوك‏ ‏والأخلاق‏ ‏هى “‏ممارسة‏ ‏فعلية‏” ‏يومية‏ ‏وليست فقط كلمات أو‏ ‏شعارات‏ أومواثيق أو معاهدا.

لا‏ ‏مفر‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏نعترف‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المواثيق‏ ‏التى ‏تلوح‏ ‏وكأنها‏ ‏مقدسة‏ ‏ليست‏ ‏سوى ‏تسجيل‏ ‏كتابى ‏لما‏ ‏هو‏ ‏التزام‏ ‏أخلاقى ‏أولا‏ ‏وقبل‏ ‏كل‏ ‏شىء، أما حقيقة تنفيذها، ومدى الوصاية على ذلك والتحيز من خلالها، فهذا أمر آخر.‏

إن‏ ‏الموقف‏ ‏الأخلاقى ‏له‏ ‏مستويات‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نلغى ‏أيا‏ ‏منها‏ ‏ونكتفى ‏بما‏ ‏نثبت‏ ‏على ‏الورق‏ ‏مهما‏ ‏بدا‏ ‏ما‏ ‏نثبت‏ ‏براقا‏ ‏وجميلا‏ ‏وواعدا‏، هناك‏ ‏المستوى ‏الخلقى ‏الذى ‏يشهد‏ ‏به‏ ‏عامة‏ ‏الناس‏ (‏بما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏العرف‏)‏، وهناك‏ ‏المستوى ‏الإيمانى ‏بين‏ ‏الإنسان‏ ‏وربه‏ (‏بل‏ ‏الإنسان‏ ‏على ‏نفسه‏ ‏بصيرة‏، ‏ولو‏ ‏ألقى ‏معاذيره‏).‏

إن‏ ‏حقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏قبل‏ ‏وبعد‏ ‏المواثيق‏ ‏هى ‏ممارسة‏ ‏خلقية‏ ‏إننسانية دينية‏ ‏فى ‏المقام‏ ‏الأول‏. ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏الكلام‏ ‏المكتوب‏ ‏لا‏ ‏يمثل‏ ‏إلا‏ ‏السطح‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏ننكر‏ ‏ضرورة‏ ‏الالتزام‏ ‏به‏، ‏لكنه‏ ‏أبدا‏ ‏ليس‏ ‏نهاية‏ ‏المطاف‏. الممارسة‏ ‏الأخلاقية‏ ‏لا‏ ‏ُيُظهر‏ ‏صدقها‏ ‏الحقيقى ‏إلا‏ ‏العدل‏ ‏الحقيقى

حين‏ ‏يحرم‏ ‏إنسان‏ ‏من‏ ‏أرضه‏، ‏ويهدم‏ ‏بيته‏، ‏ويطلق‏ ‏عليه‏ ‏الرصاص فى فراشة‏ ‏مع‏ ‏سبق‏ ‏الإصرار‏ ‏والترصد‏، ‏ولا‏ ‏يحاسب‏ ‏مرتكب‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الجرائم‏ ‏بما‏ ‏جاء‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المواثيق‏ ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏نشك‏ ‏فى ‏المواثيق‏ ‏وفى ‏كاتبها‏ ‏وفى ‏الأوصياء‏ ‏عليها‏ ‏على ‏حد‏ ‏سواء‏.‏هل‏ ‏يحتاج‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏ميثاق‏ ‏مكتوب‏ ‏ليتمكن‏ ‏إنسان‏ ‏على ‏أرضه‏ ‏أن‏ ‏يعلن‏ ‏أنه‏ ‏ولد‏ ‏عليها‏ ‏هو‏ ‏وأجداده‏، ‏وأن‏ ‏من‏ ‏حقه‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏على ‏أرضه‏ ‏هذه‏ ‏وأن يكون له‏ ‏اسم‏ ‏وجواز‏ ‏سفر‏ ‏وهوية؟ هل‏ ‏يحتاج‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏ميثاق‏ ‏مكتوب‏ ‏ليسمح‏ ‏لإنسان‏ محروم من العودة إلى أرضه ليرى ‏أمه‏ ‏التى ‏حال‏ ‏مغتصب‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏أن‏ ‏يقبل‏ ‏يدها‏، ‏فتدعو‏ ‏له‏ ‏ذات‏ ‏صباح؟

إن‏ ‏الحضارة‏ ‏الشفاهية‏ ‏كانت‏ ‏تلزم‏ ‏الإنسان‏ ‏بالكلمة‏، ‏وبالعهد‏، ‏وبالوفاء‏، ‏كانت‏ ‏الكلمة‏ ‏تتسق‏ ‏مع‏ ‏الفعل‏ ‏بالضرورة‏ ‏لأنه‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏دليل‏ ‏على ‏صحة‏ ‏الموقف‏ ‏أو‏ ‏متانة‏ ‏الخلق‏ ‏إلا‏ ‏الممارسة‏ ‏المعلنة‏ ‏وشهادة‏ ‏الناس‏، ‏ثم‏ ‏علاقة‏ ‏الإنسان‏ ‏بربه‏ (‏وضميره‏)، ‏وحين‏ ‏انقلب‏ ‏الحال‏ ‏إلى ‏الكتابة‏ ‏أمكن التمادى فى‏ ‏التلاعب‏ ‏المقصود‏ ‏وغير‏ ‏المقصود‏.‏

هل‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نصدق‏ ‏أن‏ ‏مجلسا‏ ‏مثل‏ ‏مجلس‏ ‏الأمن‏، ‏يوقف‏ ‏مصير‏ ‏أمة‏ ‏على ‏أداة‏ ‏التعريف‏ ‏فيظل‏ ‏الخلاف‏‏ ‏ما يقرب من نصف‏ ‏قرن‏ ‏حول‏ ‏ما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الانسحاب‏ ‏الإسرائيلى ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏من‏ “‏أراض‏ٍٍ” ‏أم‏ ‏من‏ “‏الأراضي‏”، ‏ويقال‏ ‏إن‏ ‏النص‏ ‏الإنجليزى ‏يقول‏ ‏إنها‏ “‏أراض‏” ‏فى ‏حين‏ ‏يقر‏ ‏النص‏ ‏الفرنسى ‏أنها‏ “‏الأراضي‏”، ‏ماذا‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏القرار‏ ‏كان‏ ‏شفهيا‏ ‏؟‏ ‏هل‏ ‏كان‏ ‏الأمر‏ ‏يحتاج‏ ‏إلا‏ ‏إلى ‏خلق‏ ‏قويم‏، ‏ومنطق‏ ‏سليم‏ ‏يقول‏ “‏على ‏المحتل‏ ‏أن‏ ‏ينسحب‏”. ‏وخلاص!!‏. ‏ينسحب‏ ‏من‏ ‏ماذا‏‏؟‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏التى ‏احتلها‏ يا أخى!! كلام ‏مفهوم لا يحتاج كتابة يا ناس!!‏. ‏‏ألا‏ ‏يدل‏ ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏الذى ‏اتخده‏ ‏مندوب‏ ‏انجلترا‏ – ‏بقصد‏ ‏واضح‏ – ‏وهو‏ ‏يحذف‏ ‏أداة‏ ‏التعريف‏ – ‏على ‏طبيعة‏ ‏الأخلاق‏ ‏الكتابية‏ ‏دون‏ ‏الشفاهية‏ .‏

إن‏ ‏حقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏تمارس‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏حقوق‏ ‏الله‏ ‏سبحانه

إن‏ ‏حقوق‏ ‏الآخر‏ ‏هى ‏هى ‏حقوقى ‏على ‏نفسى ‏لأكون‏ ‏بشرا‏ ‏سويا‏ ‏أما‏ ‏م‏ ‏رب‏ ‏العالمين‏. ‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أكون‏ ‏إنسانا‏ ‏أستأهل‏ ‏الأمانة‏ ‏التى ‏حملتها‏، ‏والرسالة‏ ‏التى ‏علىّ ‏أن‏ ‏أوصلها‏ ‏إلى ‏بنى ‏جنسى ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏اعتبرت‏ ‏أن‏ ‏حق‏ ‏الغير‏ ‏على ‏هو‏ ‏حقى ‏على ‏نفسى. ‏

 إن‏ ‏جذورحقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏تتكون‏ ‏ونحن‏ ‏ننمى ‏تلك‏ ‏العلاقة‏ ‏المنتظمة‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏يوميا‏ ‏بصورة‏ ‏جادة‏ ‏وحقيقية‏ ‏ومستمرة‏ . ‏إن‏ ‏عملية‏ ‏تكوين‏ “‏الداخل‏”، ‏وليس‏ ‏فقط‏ نمو ‏الضمير،‏ ‏تحتاج‏ ‏سنين‏ ‏طويلة‏، ‏وناسا‏ ‏حقيقيين‏، ‏ودينا‏ ‏طيبا‏، ‏ووعيا‏ ‏مشتملا‏. ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏نكتب‏ ‏”ما‏ ‏يلزم” و”ما لا يلزم” ‏ ‏أو‏ ‏لا‏ ‏نكتبه، ‏قد‏ ‏تفيد‏ ‏الكتابة‏، ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تدهورت‏ ‏الأخلاق‏، ‏واختلت‏ ‏القيم‏ ‏أن‏ ‏تحدد‏ ‏المعالم‏، ‏لكنها‏ ‏أبدا‏ ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تحل‏ ‏محل‏ ‏موقف‏ ‏الممارسة‏ ‏والكلمة‏ ‏الصادقة‏.‏

إن‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يتصل‏ ‏بإنجازات‏ ‏الإنسان‏ ‏التى ‏تتصل‏ ‏بوعيه‏ ‏وعلاقاته‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يحتوى ‏الجديد‏ ‏منها‏ ‏القديم‏، ‏لا‏ ‏أن‏ ‏يحل‏ ‏محله‏. ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تحتوى ‏الكتابة‏ ‏المشافهة‏ ‏لا‏ ‏أن‏ ‏تحل‏ ‏محلها، كما‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يحتوى ‏الحاسوب‏ ‏والتواصل‏ ‏الإلكترونى ‏الكتابة‏ ‏والتواصل‏ ‏الشفهى ‏لا‏ ‏أن‏ ‏يحل‏ ‏محلها‏.‏

لا‏ ‏وصاية‏ ‏لورقة‏ ‏مكتوبة‏، ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏اسمها‏ ‏براقا‏،‏على ‏الوعى ‏البشري‏.‏

ولا‏ ‏وصاية‏ ‏لرسالة‏ ‏ممهورة‏ ‏بأدق‏ ‏الأختام‏ ‏على ‏علاقة‏ ‏الإنسان‏ ‏بربه‏.‏

لابد‏ ‏أن‏ ‏نحافظ‏ ‏على ‏إيجابيات‏ ‏العرف‏ ‏ونحن‏ ‏نكتب‏ ‏القوانين

ولابد‏ ‏أن‏ ‏نحافظ‏ ‏على ‏إيجابيات‏ ‏العلاقة‏ ‏بالله‏ ‏ونحن‏ ‏نمارس‏ ‏العرف‏.‏

“بل‏ ‏الإنسان‏ ‏على ‏نفسه‏ ‏بصيرة‏، ‏ولو‏ ‏ألقى ‏معاذيره‏” ‏حتى ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏معاذيره‏ ‏هذه‏ ‏قانونا‏ ‏أو ميثاقا.

(خاتمة: قرأت للتقدير الوطنى الجميل الأستاذ سلامة أحمد سلامة فى جريدة الشروق السبت 18-الجارى كلمة يصف فيها ما يجرى فى شرم الشيخ، جاء فيها “.. لا يبقى أمام المراقب المهتم بما يجرى أمام أو خلف الكواليس غير البحث عما تقوله لغة الجسد: فى تعبيرات الوجوه، وحركات اليدين، ونظرات العينين، والابتسامات الزائفة، واللفتات الحائرة، لتكتب سطور أغرب مفاوضات للسلام من نوعها فى العصر الحديث.. لا أحد يعرف فحواها ولا مرجعيتها ولا بنودها إلا ما ذكرته التصريحات فى عناوين عامة مبهمة، تتحدث عن قيام الدولة الفلسطينية التى توصف بأنها مستقلة ذات سيادة ومترابطة… وقد حرص الجميع على التمييع..إلخ” (انتهى المتقطف)

هذه لغة أحدث من اللغة الشفاهية، ومن لغة المواثيق، فحمدت الله أننى لا أشاهد مثل هذه البرامج، وإلا قرأت بقية اللغة المشفرة ، قبل أن تصلنى معاهدة سلام مشبوهة “مكتوبة” بالحبر السرى، “فالإثم ما حاك فى الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *