الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الأخبار / كابوس العودة: سيناريو وإخراج الفلو

كابوس العودة: سيناريو وإخراج الفلو

نشرت فى جريدة أخبار اليوم

01/10/2011

تعتعة أخبار اليوم

كابوس العودة: سيناريو وإخراج الفلول

قال البنت لأخيها: هل سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى على أحلامنا

قال أخوها: إيش عرفنى تسألينى بصفة ماذا؟

قالت: بصفتك أخى، وربنا خلق لك عقلا مثلى

قال: بصراحة أنا أشك أحيانا أن لك عقل أصلا

قالت: يعنى الحق علىّ أن أكرمك وأعاملك معاملة المثل؟

قال: مثل ماذا؟ أنا لو تركت نفسى أفكر مثلما تفكرين بعقلك هذا فسوف أذهب فى ستين داهية

قالت: أكثر مما أنت فيه ؟

قال: قال بطلى قلة حياء وقولى ما عندك وأمرى إلى الله

قالت: لقد قلته حين سألتك هل سيحاسبنا الله سبحانه على أحلامنا، ولم تجب .

قال: طبعا ، الله سبحانه سيحاسبنا على كل شىء بما فى ذلك ما تخفى الصدور؟

قالت: وهل الأحلام هى مما تخفى الصدور؟

قال: طبعا ، وإلا فمن أين تجىء لنا؟

قالت: رجحت أن الفلول هم الذين حشروا هذا الحلم فى نومى حشرا

قال: ألم أقل لك أنك ليس عندك عقل أصلا، فلول ماذا ؟ وحشروا كيف؟ إحكى يا شيخة إحكى خلنا نتسلى

قالت: لا طبعا، أنا خائفة

قال: قلت لك أنت طول عمرك جبانة ، خائفة مِنْ مَنْ؟

قالت: من ربنا

قال: ولكن الله سوف يحاسبك على ما حلمت به سواء حكيته أم لم تحكه

قالت: الله أرحم منكم مليون مرة، وأعدل، وهو يعرف أن هذا الحلم هو من وسوسة الفلول

قال: لكن يبدو أن المسألة طريفة تستأهل الحكى

قالت: طريفة ماذا ،وهباب ماذا؟ ولكن قل لى أولا: هل المجلس العسكرى سوف يحاسبنا على الأحلام

قال: ألم يبلغك أنهم ألغوا المحاكمات العسكرية للمدنيين

قالت: لا يا عم !! الاحتياط واجب

قال: والله العظيم يخيل إلى أنك تؤلفين، ولا هو حلم ولا يحزنون

قالت: رأيتَ كيف!! أنت تتهمنى حتى قبل أن أحكيه، بل ربما تبلغ عنى السلطات

قال: سلطات ماذا ؟ الله يسامحك، أنت تعرفين أننى أكتم أسرارك حتى عن والدينا

قالت: وأعرف أيضا أنك لا تستطيع أن تقاوم شهوة الكتابة السياسية.

قال: الله !!! الله!!إذن هو حلم سياسى ، بصراحة هذا أدعى أن تحكيه لى، بدلا من أن تستفتينى فى الدين.

قالت: تحلف لى أولا أنك لن تحكيه لأحد

قال: والله العظيم ثلاثا لن أحكيه لعقللوق ، لكننى لا أعدك أننى لن أكتب عنه

قالت: على شرط ألا تذكر إسمى

قال: موافق

قالت: حلمت يا سيدى أن المجلس العسكرى قدم استقالته للدكتور عصام شرف، فلم يقبلها واشترط موافقة المجلس العسكرى نفسه، وأن هذا بناء عن استشارة الدكتور يحيى الجمل، فعاد المجلس ورفض استقالة نفسه، لكنه لم يسحبها بناء عن تعليمات أعلى، وأحالها إلى مجلس الأمن الذى قبل الاستقالة بالأغلبية، وامتنعت إسرائيل عن التصويت، فاستعملت أمريكا الفيتو، وأجلت قبول الاستقالة حتى تتأكد من ولاء المجلس المجهول، وأن مبارك قد تاب وأناب عن محاولات الاستقلال و”الفلفصة”

قال: يا خبر مهبب أرجوك لا تكملى

قالت: لا، المسألة ليست على كيفك، سوف أكمل غصبا عنك، وسوف تستمع لى، أنا أكاد أجن

قال: أمرى إلى الله، ثم ماذا؟

قالت: انتقل المنظر إلى المحكمة، وقام مبارك فجأة من على السرير وكأنه لم بستلق عليه أبدا، وإذا به كان يرتدى الزى العسكرى تحت البيجامة المخططة، واتجه بسرعة ونشاط وهو يشوح بيديه كما اعتدنا على حركته، وإذا بباب القفص ينفتح كأنه قال له كلمة السر، ثم فجأة عاد على أدراجه أكثر نشاطا، واتجه إلى جمال ابنه غاضبا وقال له بصوت واضح: “كنت آحسبك أذكى من ذلك” ، ثم أشار إلى علاء وقال له: “أما أنت فسوف أؤجل حسابك الآن إكراما للمرحوم، لكن بلغ أمك أنه “كفاية”، ثم رجع إلى الباب المفتوح، واتجه إلى منصة القضاء مباشرة دون أن يمنعه الحرس، ثم صافح القاضى أحمد رفعت وشكره، و…

قال أخوها: كفى كفى ! كفى تأليفا..

قالت: والله العظيم هذا حصل، والباقى ألعن، وهو ما أفزعنى حتى صار كابوسا لا حلما

قال: لا أريد أن أسمع الباقى ، أشم رائحة دماء كثيرة

قالت: صحيح، إيش عرفك؟ فقد غمرت دماء فيضانية مليونية كأنها الطوفان، غمرت الشوارع والميادين، وبالذات ميدان التحرير، فرحت أعدو خوفا، وموجات الدماء تلاحقنى وتلطخنى من كل جانب

قال: كفى كفى

قالت كأنها لم تسمع: أخذت أعدوا أعدوا، أعدوا وأنكفئ وأقوم، حتى وجدت مبنى مكتوب عليه وزارة الإعلام العولمى التآمرى الحديث، فدخلته مستغيثة، فهل تعرف ماذا وجدت؟

قال: ماذا؟

قالت: وجدت حفلا به أغلب المحررين، وأشهر ضيوف التوك شو، ومعظم الكتاب أمثالك، يتسلمون “جوائز العودة المباركية” لأنهم صبروا حتى نجحوا فى المناورة على الثوار، حتى تعود الأمور إلى نصابها

قال: الآن تأكدت أنك ألـّفت هذا الحلم لتسفيه ما أكتب

قالت: إنتظر، للحلم بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *