الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة: 1-7-2016

حوار/بريد الجمعة: 1-7-2016

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 1-7-2016

السنة التاسعة

العدد:  3227

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

ليكن!!

لا أملك إلا أن أواصل!!

وكل عام ونحن نحاول، ولكل ما يسعى به وإليه، واثقا  أن”سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر.

******

  قراءة فى كراسات التدريب

نجيب محفوظ

صفحة (242) من الكراسة الأولى

أ. يوسف عزب

وصلني اسلوبه هنا مثل اسلوبه في قصصه بالضبط عندما يواجه موضوعات مثل هذه: صفات ثلاثة تجدهم في كتابته: المواجهة، الاتزان، النهاية المفتوحة، بامل جميل ورقيق.

 سَرَدَ المشكلة باخطر ما يخيفنا “الارهاب لم يمت كما أملنا وتوقعنا فنحن فى بلوى كل يوم خبر عن ضحية وشهيد وتتصل ذلك أنباء القبض على ارهابيين فى القاهرة قبل ان ينفذوا مخططاتهم”

  ثم الاتزان والحياد في عدم القطع بل يتصل به القبض على الاخوان الذى قيل فى تفسيره أن المقصود هو ابعادهم عن الانتخابات.

“الخلاصة ان الارهاب لم يمت ومسلسل الجرائم لم يتوقف، وهذا يؤكد ان التصدى له بالأمن وحده غير كاف وانه يجب ان يقاوم فى اطار العمل السياسى الشامل، وسوف نشهد معركه انتخابية ساخنة، وسوف يعطى الارهابيون أصواتهم للاخوان إن لم يكن حبا فيهم فكرها فى الاخرين”.

واخيرا “جمال الامل والنهاية المفتوحة” وعدم قفل الباب في وجه القاريء حيث الحال يطالبنا بالمزيد من العمل (نجيب محفوظ).

 د. يحيى:     

ما هذا يا يوسف؟ ألم تلاحظ ما ذكرتُه فى قراءة هذه الصفحة، وهو ما كتبته الأسبوع الماضى من أن هذه الصفحة هى أقرب إلى المقال(!) وليست تداعيات، وأنه بالتالى أبعد ما يكون عن الإبداع الطليق، وبالتالى هى أبعد ما تكون عن أسلوبه فى قصصه،

هذا كلام يا يوسف يكتبه أى صحفى متوسط أو مبتدئ، وما احتفيتُ به إلا لفرحتى بتواضع شيخنا وهو يعلمنا كيف نهتم بالعادى جدا وأنه قادر على ذلك بنفس قدرته أن يغوص فى العمق، وقد كتبه أمانة مع نفسه وهو يدرب يده للعودة للكتابة، وكأنه يفكر بصوت مسموع، لا أكثر.

هذه الطريقة فى الكتابة لا تميز إبداع الأستاذ أصلا، وهى أبعد عن عمق إبداعه، وتكاد تكون أقرب إلى “وجهه نظر” التى كان يكتبها فى الأهرام، والتى تحفظتُ عليها مرارا.

لعلك  تكون قد قرأت نشرة أمس الخميس (على تدريباته)، ثم نتفق أو نختلف على نقاط معينة، ولا نكتفى بهذا التعميم الذى أرفضه لو سمحت.

شكرا جزيلا

******

حالات وأحوال:

استلهام الثقافة الفرعية للفروض العلاجية

قهر الانوثة، فرفض الحياة: برفض الأكل “حالة نهى”

أ. يوسف عزب

الفرض هنا اقرب الي الفن أو الحدس، ومعتمد علي تكوين شخصي للطبيب، وأنا اتصور انه لو طبيب اخر مجتهد ومتعلم  وليس له هذا التكوين وبيضع فروض علمية الا يمكن للعلم او الطب انه يساعده في وضع فروض صحيحة

 د. يحيى:     

التعريف العلمى يا يوسف لما هو “فرض” هو أن  الفرض: إجابةٌ محتملة”

 وهذه الحالة لم يمض على لقائى بها سوى ثلاثة أسابيع وقد سجلت اللقاء والمناقشة مع الزملاء واستغرق ذلك – حتى الآن – أكثر من ثلاث ساعات بالصوت والصورة، ومازلت أتابع الحالة وأتحقق من الفرض من واقع الممارسة الإكلينيكية!! بل إن هذا الفرض قد حرّك خيالى فأنتج قصة ظهرت أول أمس (الأربعاء)، وهى خيال خالص كما بينت فى مقدمة لها لأشرح تصورى عن “الثقافة السلبية المقابلة”، وأرجو أن تكون قد قرأتها (نشرة 29-6-2016 “سيدنا يعلم أولاده “قلة الأدب”).

ثم أى “علمٍ” تعنى يا يوسف؟ وهل تقصد أننى لست مجتهدا ولا متعلما وطبعا ولا عالما؟ ألم تلاحظ منهجى كل هذه السنين الأقرب إلى المنهج الفينومينولوجى حيث يستحيل فصل الفاحص عن “ما” و”من” يفحصه،

 هكذا يرجح عندى أنك لم تقرأ نقدى للعلم المؤسسى أصلاً، وقد كتبت عن ذلك (بل وعن خطره ومضاعفاته) مئات الصفحات فى النشرات وغير النشرات، ثم: ألم تتابع رفضى لحماس شيخنا تحت شعار “العلم هو الحل”؟، وقد أثبت الرابط حتى يرجع القارئ إلى نصه، وأعيد ذكره لك الآن. (فى شرف صحبة نجيب محفوظ، يوم الخميس 9/2/1995، نشرة 1/7/2010).

وكل عام وانت بخير

رمضان كريم.

******

  الطبنفسى الإيقاعحيوى (63)

 Biorhythmic Psychiatry

  الجذور (10)

حالات الوجود المتبادلة  (2)

الجنون فى رحاب العقل

أ. طلعت مطر

استاذىى االفاضل

 اتفهم جيدا ما تقصده من تبادل الحالات الثلاثة وأتفهم ايضا الصعوبة فى تسمية “حالة الجنون”

الاشكال هو فى مفهوم الجنون فى الطب النفسى المعاصر بحسب التقسيمات الحالية مثل التقسيم الامريكى الخامس أو النقسيم العالمى العاشر وكذلك مسودة الحادى عشر لأنه مفهوم سطحى جدا غير مفهوم الرخاوى أو أريتى، وانما يتلخص فى الاعراض التى هى الهلاوس أو الضلالات دون الدخول فى نوع التفكير كما أورده اريتى والتغيرات المعرفية عند الفصامى. فلايستطيع الطبيب النفسى المعاصر الذى يتبع هذه التقسيمات أن يشخص الجنون الا بتواجد هذه الأعراض . وثمة إشكالية أخرى هى فى الترجمة الانجليزية لكلمة الجنون العربية إلى ما  psychosis  أو madness وأظن أن الأخيرة هى أقرب الى ماتعنيه . فنحن فى ثقافتنا الشعبية قد ننعت شخصا بالجنون دون أن نعنى تماما أنه مريض عقلى. ولذا أقترح أن نسمى الحالة هى حالة الجنون الصحى او الجنون الغير مرضى

 د. يحيى:     

عندك حق يا طلعت، وقد وصلنى تعقيبك الذكى المناسب فى وقته بعد أن أفتقدت أية إشارة من زملائى وطلبتى الأقرب الذين أقدّم لهم هذه الفروض والمفاهيم فى المرورات الإكلينيكية أسبوعيا، وفى الندوة الشهرية كلما سنحت الفرصة، فيرون المنهج والتطبيق رأى العين.

كما أشكرك لتفهمك حيرتى فى التسمية، ولعلك لاحظت كيف انتقلت من تعبير “حالة الجنون” إلى “حالة الجنون/اللاجنون” وهو وصف غريب لكننى اطمأننت إليه أكثر حين وصلنى اقتراحك تسميتها “حالة الجنون الصحى”، وأخيرا عدت أعدل عن استعمال اللفظ كلية خشية غلبة المعنى السلبى عند المتلقى، فأسميت الحالة “حالة الحيرة المفترقية الخلاقة” وإن كنت غير راض عن ذلك، فكدت أتراجع وأضع بجوارها أو قبلها التعبير المستقل “الجنون/اللاجنون” كما ترى فى الشكل الذى اقحمته على البريد اليوم.

ويبدو يا طلعت أننى مصر على احتواء هذا التفكيك الإيقاعى الدورى فى نبض مسيرة حياة البشر الطبيعية: لعله يحول دون غلبة الاغتراب والخضوع التسيلمى للسلطة الجاثمة سواء من العلم المؤسسى أم من الإغارة الاحتكارية المالية العولمية التى ظهرت فى تقسيمات السلطات العلمية لأمراضنا وتوصيفها، تماما كما ظهرت مقابلاتها فى البنوك والشركات العابرة للقارات.

دعنى أعترف يا طلعت لك أننى أنوى أن أقدم بعض التفصيل للتمييز بين هذه الحالات الثلاث بالنسبة للوظائف النفسية كل على حدة، كما فعلت فى دورات المخ الأخرى: مثلا دورة “النوم/الحلم/اليقظة” فى “ملف الوعى”، وايضا دورة “أطوار النبض النمائى المتكررة طول العمر” دورات “الانعزال/الكرّ فرّ/ثنائية الوجدان”.

ولكن دعنى أستبق الأحداث وأقحم على البريد مؤقتا هذا الشكل الذى تصورت أنه سوف يسهل مهمتى، مع أننى أخشى أن يزيدها إلغازا، ومع ذلك فلعلى فى نشره فى بريد الجمعة على غير العادة يفيد فى الرد على تعقيبك، وأيضا التعقيب التالى للابن إسلام محمد وومن بعده.

ولكن لنؤجل عرض الشكل لما بعد تعقيب الابن إسلام محمد فهو متعلق به أيضا.

******

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (58)

Biorhythmic Psychiatry

    الجذور (5)

 الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ  (4)

الطور الكرّفرّى التوجسى

حركية الاقتراب والابتعاد توجُّساً وخيفة!

أ. إسلام محمد

أشعر يا دكتور أن هذه الأطوار بشكل عام تنزع وتهرب إلي (حالة الجنون) وليس الجنون فهل هذا صحيح؟. وإن كان كذلك فهل يختلف النتاج من هذا النزوع بأشكال مختلفة من معيارية الصحة النفسية.وهل نحن ننزع إلي المغامرة والمقامرة؟

 د. يحيى:     

شكرا يا إسلام، دائما تطمئننى تعلقياتك أكثر من الزملاء الأطباء الذين عادة ما آمل فى متابعتهم، دون جدوى، وإليك هذا الشكل مؤقتا فهو يتفق غالبا مع ما ذكرت انت والابن د. طلعت مطر وأيضا قد يعين فى الرد على التعقيب التالى للابن الذكى المثابر عمر صديق (وهو غير متخصص) لكنه يشجعنى بشكل شديد الكرم والأمانة.  

******

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (63)

 Biorhythmic Psychiatry

  الجذور (10)

حالات الوجود المتبادلة  (2)

الجنون فى رحاب العقل

أ. عمر صديق

استاذي العزيز،

استوقفتني بعض الافكار من اليومية

– الشكل التوضيحي يعطي نفس الحجم رسماً للثلاث حالات، هل هذا ما يحدث فعلاً؟ بمعنى اننا نعيش الحالات حجماً بهذا التساوي؟ لم يصلني هذا المعنى من قراءتى لليومية

 د. يحيى:     

فتح الله عليك يا عمر أكثر فأكثر، فعلا الشكل يوحى بنوع من تساوى الحالات مع بعضها البعض، وهو ضد الحاصل على طول الخط، خاصة وأننى الآن دخلت إلى منطقة الثوانى وأجزاء الثوانى، وأن حالة الجنون مثلا قد تستفرغ فى الدورة الواحدة بعض هذه الوحدات فى حين أن حالة العادية قد تقلب لساعات أو أكثر (فيما ما يحدث أثناء النوم)، هذا علما بأن الحالة الظاهرة لا تتعارض مع دورات نبض تناوب الحالات تحت سطحها، فالمسألة بيولوجية تطورية أساسا، وليست سلوكية معقلنة أصلا.

شكرا جزيلا لإتاحتك الفرصة لهذا التوضيح.

 أ. عمر صديق

الان بدت لي اوضح يوميات التعتعة التي كنت تكتبها، وبدت لي انها تسمية ليست واصفة للحالة بمعنى انك كنت تنتج كتابات ذات معنى وابداع ومع ذلك تسميها تعتعتة! هل هذا تواضع منك استاذي

– وصلني مفهوم طيب من حالة الجنون كونها حركة طبيعية وهذا لعله ما يجعلنا نشعر بحيرة في اوقات معينة ؟ سؤالي هل لنا دخل في تحولاتنا بين هذه الحالات ام هي مفروضة بشكل او بأخر علينا؟ وشكراً لك استاذي العزيز.

 د. يحيى:     

لعلك لاحظت يا عمر فى آخر إجابتى على تعقيبك السابق أن المسألة ليست إرادية معقلنة بقدر ما هى غائية طبيعية بيولوجية، وكل ما نستطيع عمله هو تهيئة الفرض لننمو ونتطور فى جو طبيعى صحى كما خلقنا الله، وهذا يتطلب عمق النظر فى الطبيعة البشرية قبل وبعد السلوك الظاهر، وأيضا قبل وبعد التحليل النفسى التفسيراتى الجاهز.

  أ. عمر صديق

شعرت بأحراج وانت تشكرني على شرحي للمثل العراقي في بريد الجمعة، هو انا اطول انه حضرتك تسألني سؤال، شكراً لك على تعليمنا الادب.

 د. يحيى:     

يا رجل ، يا رجل يا ابنى، انت بأمانة تلقيك صاحب فضل فى استمرارى برغم ندرة (أو انعدام: كما هو اليوم) التعليقات من مختصين اعتادوا ما اعتادوا عليه

والله يفعل ما يشاء ويختار

شكرا جزيلا، حفظك الله.

******

الإيقاع الحيوى

د. رجائى الجميل

يحضرون رغما عنهم ..  في الحضور..  من يغلق نوافذه ..  يرتد الي نفسه ..  منفصلة ..  رغم حضورها ..  من ورائه!!!

من يفتح نوافذه ..  يتعرف علي انينه ..  يبحث عن اصله ..  عن وصله ..  يدرك الادراك ..  يهرب ..  يحاط ..  يعاود الهرب ..  تحاصره نفسه ..  اصله ..  وصله.

يواجه بحتم العبور ..  الي كهف الوجود الناضح ..  كي يبدأ لأم الاصل ..  بحتم الوصل. ..  يبزغ ضوء وهاج ..  يهديه الي حتم الطريق ..  الي الطريق ..  عند حدود..  مفترقات الطرق

يتمسك ..  بأهداب الاصل ..  تحاول ان تجذبه قوي حلزونية ..  كي تصرفه ..  عن الصراط ..  يسقط ..   ليقفز ..   اذا صدقت ..  ارادة اليقين ..  لا يأتي ..  يتأتي اليقين ..  الا في رحلة الظلام ..   النور!!!

كي يعرف..   يدرك ..  حتم الادراك ..   حتم الكدح ..   حتم الوصول ..  حتم اللأم.

تصله رسالة ..  ان الذي فرض عليك الحياة ..  لرادك الي ميعاد ..   وأن الوعد يتحقق ..  وأن الارض يرثها ..  من عبد ..   عرف ..   أدرك ..   وصل.

 د. يحيى:     

يا عم رجائى، انت تعلم أننى أنشر إبداعك مضطرا، فهو أوْلى بمكان أكثر انتشارا أو تخصصا فى نشر الإبداع الصرف،

ومن ناحية أخرى أنا أشك فى أن جمهور من نخاطب هنا – إن وجد جمهور أصلا – يهتم بهذا الإبداع الصعب.

لكن لك الفضل فى طمأنتى أن وعيا أمينا يساير ما أحاول ، فيطمئننى إلى إبلاغى بمشاركتك سلامة الوعى البينشخصى العادى بيننا.

وكل عام وانت بخير “وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *