الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (243) (الكراسة الثانية رقم 1)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (243) (الكراسة الثانية رقم 1)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 30-6-2016

السنة التاسعة

العدد:  3225

mahfouz 2

    صفحة 243

(الكراسة الثانية رقم 1)

30-6-2016_1

لو القينا‏ ‏نظرة وراءنا ‏ونحن ‏

‏نودع‏ ‏عام‏ 1995 ‏فمن ‏هي‏ ‏الشخوص

 ‏ ‏التي‏ ‏تركت‏ ‏أثرا‏ ‏إنسانيا حسنا‏‏؟

 بينما ‏ ‏نحن‏ ‏نرجع‏ ‏الي‏ ‏الذاكرة‏ ‏ولا‏ ‏تسجيل‏ ‏لدينا‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏نوع‏ ‏كان

‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏يصادفني‏ ‏حسني

‏ ‏مبارك‏ ‏وبيريز‏ ‏بسعيهما الدائب

 ‏إلي‏ ‏السلام‏

 ‏رئيسة ‏وزارء ‏تركيا‏ ‏التي‏ ‏جاء‏ ‏

حزبها‏ ‏في‏ ‏المرتبة‏ ‏الثالثة‏ ‏وهي‏ ‏تمارس‏ ‏السلطة

‏ ‏كلينتون‏ ‏له دور فى ‏ ‏حل‏ ‏مشكلة

‏  ‏البوسنة‏.‏

عرفات‏ ‏لإنجازه‏ ‏في‏ ‏خدمة

‏ ‏القضية‏ ‏الفلسطينية‏.‏

وعلي‏ عزت ‏ودوره‏ ‏ف30-6-2016_2ي‏ ‏الدفاع‏

 ‏عن‏ ‏قضية‏ ‏البوسنة‏.‏

الإنجازات‏ ‏العلمية‏ ‏التي

‏ ‏أصبحت ‏للأسف‏ ‏لا‏ ‏نكاد‏ ‏نذكر

‏ ‏أصحابها‏ ‏لتحولها‏  إلى مؤسسات

 أكبر من جهود فردية.

‏ (….؟؟؟؟؟؟..) ‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏نصيب‏ ‏مصر‏ منه  ‏(؟؟؟؟)

ثم محاولة‏ ‏أغتيال‏ ‏مبارك‏ ‏

‏ ‏ثم تفجير السفارة المصرية

‏ ‏في‏ ‏باكستان

‏ و‏اللهم‏ ‏أنصر من ينصرك‏ ‏

نجيب‏ ‏محفوظ

     30/12      

قبل القراءة:

مفاجآت صفحتى اليوم متعددة:

أولا: هذه أول كتابة فى الكراسة الثانية رقم (2)، وأنا لا أكاد أصدق أننى أنهيت الكراسة الأولى وباقى خمس كراسات بالتمام والكمال، فمتَىَ؟ ومَنْ؟ إذن ماذا؟.

ثانيا: هذه أول مرة يتجاوز شيخنا كتابة “الواجب اليومى” صفحة واحدة فيكتب اليوم صفحة وأكثر من نصف.

ثالثا: هذه شهادة عن عام كامل انقضى، وهو الذى بدأ بعد الحادث الأثم (13 أكتوبر 1994) بأربعة أشهر، وطبعا شيخنا لم يكن يتابع الأحداث إلا من خلال ما يُقْرأ له، أو من حوارات جلسات الأصدقاء، وهذه الصفحة مكتوبة يوم 30 ديسمبر 1995 ( أى فى اليوم السابق للكريسماس).

رابعا: هذه صفحة مليئه بالآراء السياسية الموضوعية التى يتميز بها شيخنا فى كتابته الصحفية (وليست بالضرورة الابداعية الروائية) فهى أقرب إلى زاوية “وجهه نظر” بالأهرام.

خامسا: الربع الأخير من الصفحتين يكاد لا يقرأ والتقريب مَزْلق كما تعلمون.,

سادساً : وبالرغم من أنها لا تعتبر مفاجأة فى المقالات دون التداعيات اختفت البادئة المعتادة باسمىْ كريمتيه بعد اسمه، حتى اسمه لم يكتبه اليوم فى البداية، ولا حتى البسملة.

وبعد

هذا مقال أيضا فى صفحة وبضع صفحة، يقيِّم فيه شيخنا أحداث عام  1995بأكمله، بكل إحاطة وأمانة!

القراءة:

  • اهتم شيخنا وهو يقيم العام المنصرف بالاشخاص قبل الأحداث.
  • اعتدت أن تصلنى شهادة الأستاذ “للسلام” غير شهادته “لمعاهدة السلام”، هذا ما وصلنى حتى قبل أن ألقاه، فهو يعتقد ويعلن أن تحديات السلام ليست أقل من تحديات الحرب، وأن السلام هو بداية حرب جديدة طويلة ومستمرة، وقد دفع عن هذه الشهادة ثمنا ليس قليلا وهو يتلقى الهجوم المستمر من أكثر من مصدر، وقد صمد فى موقفه بأمانة ولم يتزحزح، مع التوصية المستمرة بضرورة دوام الحرب الجديدة، وكم أعلن رأيهُ أن هذه الحرب المستمرة المرجّوة لم تبدأ بعد بالدرجة المناسبة من المسئولية بعد كل هذه السنين، (نحن فى ديسمبر سنة 1995).
  • ماذا حدث من مبارك وبيريز حتى يستحقان هذا الثناء، ومن ناحيتى فإنى أعتقد أن مبارك كان حريصا ألا يورط نفسه أكثر من التوصية بالعمل على الحفاظ على إيجابيات الجارى، أما بيريز فليس عندى علم بأنه كان يسعى – هو أو أى اسرائيلى مسئول– إلى سلام حقيقى، إلا لحساب دولته وطموحها وتخطيطها ومؤامرتها.
  • تحيّة شيخنا لرئيسة وزراء تركيا فى محلها وهى تتفق مع موقفه من الديمقراطيه، ورأيه الذى عرضته الاسبوع الماضى، وأنه حتى لو أخطأت الديمقراطية فى الاختيار لفترة محدوده فإنها قادرة على تصحيح نفسها بنفسها لدرجة ثقته فى قدرتها على إزاحة الإخوان، وقد ناقشت هذا الرأى الاسبوع الماضى، وعارضته دائما ، ومازلت عند رأيى!، صحيح إنه لمدعاة للمديح أن رئيسة وزراء  دولة لا تتدخل فى الانتخابات وهى على رأس السلطة، فتسمح بأن يُنزل شعبُها حِزْبَهَا من موقعه إلى المرتبة الثالثة، وهو ما زال فى الحكم، ولا أخفى أننى فرحت بهذه الشهادة، لكن تحفظاتى تتجاوز مجرد هذا المظهر لو حسبناها على المدى الطويل بعد أن أحلّ المال والاعلام المبرمج ما يسمى الرأى العام محل الوعى العام (إلى أخر ما ذكرت فى مواقع أخرى).
  • دور كلينتون فى البوسنة غير واضح بالنسبه لى حتى الآن، لكننى أحترم رأى شيخى جدا، ثم إننى أشك دائما فى موقف أمريكا طول الوقت مهما لاح أنه أحيانا فى جانب العدل، لكننى أحترم رأى شيخى هنا وسوف أحاول الرجوع إلى دور كلينتون فى البوسنه لعلى أتبين ما رحب الاستاذ به.
  • لعرفات ودوره فى القضية الفلسطين تاريخ طويل لا يُنكر، ومازلت أذكر ياسر شابا قويا متحمسا، يدرَّبنا فى ملاعب جامعة القاهرة، وأنا بعد فى إعدادى الطب سنة 1950 استعدادا للإسهام فى كتائب المقاومة إلى قنال السويس لتحرير مصر من الانجليز، وكان شابا عربيا مليئا بالإخلاص والشجاعة  وقد تابعت كفاحه وعناده وسياسته باحترام حَذِر، وسوف أرجع إلى اتفاقيه اوسلو  فى13  سبتمبر 1993، فأنا لست ملما بكل التفاصيل، وإن كنت اعتبر أن قيام اسرائيل بقتله بالسم لانهاء حياته فى 11نوفمبر2004 هو شهادة لصالحه ختمت حياته أشرف ختام.
  • أما عن عزت بيجوفيتش فأنا أحبه حبا شديدا وكتابه عن الإسلام بعنوان: “الإسلام بين الشرق والغرب” ما زال يمثل لى مثالا لأرقى ما كُتِبَ عن هذا الدين العظيم عمقا، وإحاطة، ودفاعا، وتنويرا، وأعتقد أن دوره فى البوسنة مرتبط أشد الارتباط بشخصيته وإيمانه وتحضره وفلسفته النابعه كلها من الإسلام، وقد توقفت عند تعبير الأستاذ عن دوره فى الدفاع عن قضية البوسنة، لأن هذا بديهى فالبوسنة هى بلده، وما حدث بها هو من أصعب المأسى الإنسانية، وأذكر أننى كتبت فى الأهرام مقالا بعنوان:  مأساة‏ ‏سيربرينسكا‏ ‏ودوافع‏ ‏الكفر‏ ‏والإرهاب‏!!‏ بتاريخ: 20-7-1995، أى قبل تاريخ تدريبات الاستاذ فى هذه الصفحة بحوالى خمسة أشهر، وقرأت هذا المقال للأستاذ، وبرغم أنه أثنى عليه من حيث المبدأ، إلا أنه أضاف قائلا أنه مقال ملئ بالمرارة والألم أكثر من احتمال القارئ، وبدا لى – من فرط رقته – أن عنده حق فلنقرأ هذه الفقرات من هذا المقال الآن لاستيعاب تعليقه جاء فى مقدمة المقال ما يلى:

“………فلتسقط‏ ‏إذن‏ ‏كل‏ ‏الكلمات‏ ‏وأولها‏ ‏كلماتى، فأنا…. ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏  ‏أنسى ‏أو‏  ‏أتناسي‏،…………. ‏الألم‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏احتمالى ، ‏والصمت‏ ‏ليس‏ ‏فى ‏متناولي‏، ‏والعجز‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏قدراتي‏، ‏والخزى ‏من‏  ‏أنى ‏ما‏ ‏زلت‏ ‏أعيش‏ ‏مع‏ ‏هؤلاء‏  القتلة ‏فى ‏هذا‏ ‏العصر:‏ ‏يغمرنى ‏لكنه‏ – ‏للأسف ‏–  ‏لم‏ ‏يشل‏ ‏قلمى، أقابل‏ ‏شيخى ‏الجليل‏ ‏وأشكو‏ ‏له‏ ‏بثى ‏وهمى ، ‏يشاركنى، ‏ولا‏ ‏تخفى ‏عليه‏ ‏حدة‏ ‏ما‏ ‏أنا‏  ‏فيه‏.‏

‏  ‏أذهب‏ ‏للنوم‏ ‏فإذا‏ ‏الأطفال‏ ‏الخواجات‏ ‏المسلمون‏ ‏يختبئون‏ ‏معى ‏تحت‏ ‏الغطاء‏، ‏أهدهدهم‏ ‏لكنهم‏ ‏لا‏ ‏ينامون‏، ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أكذب‏ ‏عليهم‏ ‏أو‏ ‏أطمئنهم‏، ‏حتى ‏دورة‏ ‏المياة‏ ‏لم‏ ‏يترددوا‏ ‏أن‏ ‏يدخلوا‏ ‏خلفى ‏إليها‏ ‏يمسكون‏ ‏بطرف‏ ‏ثوبى ‏فَزَعاً‏ ‏وحيرة‏.

كانت‏ ‏قصيدة‏ ‏فاروق‏ ‏جويدة‏ ‏عن‏ ‏البوسنة‏   ‏جميلة‏ ‏مؤلمة‏ ، ‏أقول‏ ‏لشيخى ‏إننى ‏أشعر‏ ‏الآن‏ ‏أن‏  ‏كتابة‏ ‏قصيدة‏ ‏مثلها‏ ‏وأحسن‏ ‏منها‏ ‏هو‏ ‏خيانة‏ ‏لهؤلاء‏ ‏المشردين‏ ‏من‏ ‏البشر‏، ‏ما‏ ‏ذا‏ ‏يفيدهم‏ ، ‏أو‏ ‏يفيدنا‏ ‏الشعر‏ ‏الآن‏‏؟‏  ‏فيدهش‏ ‏أولا‏ ‏ثم‏ ‏يهز‏ ‏رأسه‏ ‏متعاطفا‏ ‏معى.

……….

عندى ‏عادة‏ ‏كنت‏ ‏أفخر‏ ‏بها‏ ، ‏والآن‏ – ‏بعد‏  ‏ سيربرينسكا  ‏ (‏كمثال‏)- ‏أدعو‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يخلصنى ‏منها‏، ‏وهى ‏اختلاط‏ ‏الخاص‏ ‏بالعام‏، لم أحتمل، لا أكتمل ‏فالحدث‏ ‏العام‏ ‏يدخلنى ‏حتى ‏النخاع‏، ‏أتقمص‏ ‏الظالم‏ ‏وكأننى ‏هو‏ ، ‏فأنا‏ ‏مسئول‏ ‏عما‏ ‏فعل‏، ‏وأتقمص‏ ‏المظلوم‏ ‏فأشعر‏ ‏بالانسحاق‏ ‏والخزى ‏أننى ‏ما‏ ‏زلت‏ ‏أعيش‏!! ‏

……….

عموما، فقد علق شيخى على معظم نهاية المقال – من حيث المبدأ- بما طمأننى على موافقته فى النهاية برغم جرعة الألم والإيلام التى سادته، جاءت نهاية المقال هكذا:

‏1- ‏إن‏ ‏خطأ‏ ‏التعجيل‏  ‏باستقلال‏ ‏البوسنة‏ ، ‏يا‏ ‏سيدى ‏على ‏عزت‏ ‏بيجوفتش‏- ‏ربما‏ ‏كان‏ ‏بداية‏ ‏مصيدة‏ ‏الإبادة.

‏2-  ‏إن‏ ‏الخطأ‏ ‏التالى ‏مباشرة‏ ‏كان‏ ‏منع‏ ‏تسليح‏ ‏المتحاربين‏ (لماذا‏ ‏يا‏ ‏ربى ، ‏مقابل‏ ‏ماذا‏؟‏)‏.

‏3-‏ إنه‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏شيء‏ ‏إسمه‏ ‏الأمم‏ ‏المتحدة‏، ‏فلنكفر‏ ‏بها‏ ‏حالا‏ ‏ودائما‏. ‏

‏4-  ‏إن‏ ‏اختلاف‏ ‏الموقف‏ ‏بين‏ ‏ما‏ ‏يجرى ‏الآن‏ ‏وما‏ ‏جرى ‏فى ‏حرب‏ ‏الخليج‏  ‏هو‏ ‏دال‏ ‏بما‏ ‏لا‏ ‏يحتاج‏ ‏إضافة.

‏5- ‏إن‏ ‏جنون‏ ‏صدام‏ ‏حسين‏ – ‏رغم‏ ‏كراهيتى ‏له‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏ ، ‏طول‏ ‏العمر‏- ‏له‏ (‏هكذا‏) ‏ما‏ ‏يبرره.

‏6-  ‏إن‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‘ ‏النظام‏ ‏العالمى ‏الجديد‏’ ‏هو‏ ‏الوجه‏ ‏القبيح‏ ‏الصريح‏ ‏لما‏ ‏صار‏ ‏إليه‏ ‏ما‏ ‏يسمى  ‏مجلس‏ ‏الأمن‏.‏

‏7-  ‏إننا‏ -‏إذن‏ –  ‏ينبغى ‏أن‏ ‏نحذر‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ “الجديد” ‏الغامض‏ ‏المعالم‏، ‏الكاذب‏ ‏المدعي‏- ‏الخائن‏ ‏المتخاذل‏.‏

‏8-  ‏إن‏ ‏من‏ ‏يعيش‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏المآسى ‏بحجمها‏ ‏الحقيقى  – ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يجن‏-  ‏لا‏ ‏يملك‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يكفر‏  ‏أو‏ ‏يقتل‏. ‏

‏9- ‏إن‏ ‏من‏ ‏لا‏ ‏يملك‏ ‏أن‏ ‏يقتل‏ ‏القاتل‏ ‏الحقيقى ، ‏قد‏ ‏يجد‏ ‏نفسه‏ – ‏تخفيفا‏ ‏للألم‏ – ‏قد‏ ‏أزاح‏ ‏عدوانه‏ ‏إلى ‏أى ‏هدف‏ ‏سلطوى ‏أو‏ ‏قيمة‏ ‏معاصرة‏ ، ‏وما‏ ‏يكون‏ ‏يكون (‏ولعل هذا‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏يفسر‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏الإرهاب‏ ‏عامة‏ ‏والإرهاب‏ ‏الإسلامى ‏خاصة‏).‏

‏10- ‏إن‏ ‏الكفر‏ ‏بهذه‏ ‏الشعارات‏ ‏العالمية‏ ‏السائدة‏  (‏حقوق‏ ‏الإنسان‏ – ‏الديمقراطية‏  …‏إلخ‏ ) ‏له‏ – ‏هكذا‏- ‏ما‏ ‏يرره.

‏11- ‏إن‏ ‏القيم‏ ‏العربية‏ ‏القديمة‏ ( ‏أقتل‏ ‏أسيرك‏ ‏إنى ‏ما‏ ‏نع‏ ‏جارى – ‏السموأل‏) ‏قد‏ ‏اختفت‏ ‏من‏ ‏العالم‏ ‏أجمع‏ ‏بما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏العرب‏ ‏والمسلمين‏ ‏طبعا.

‏12- ‏إن‏ ‏الإشراقة‏  ‏المتبقية‏ ‏التى ‏تخفف‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏يجرى ‏وتؤكد‏ ‏رحمة‏ ‏ربنا‏ ‏هو‏ ‏نشاط‏ ‏أمثال‏ ‏ما‏ ‏يسمى “‏أطباء‏ ‏بلا‏ ‏حدود” (لو صحت النوايا والأفعال، حتى لو كانت تسكينية)

‏13-‏ إنه‏ ‏لن‏ ‏ينقذنا‏ – ‏فى ‏النهاية‏ ، ‏مسلمين‏ ‏وبشرا‏-   ‏سوى  ‏الإنتاج‏، ‏والإبداع‏، ‏والقوة‏، ‏والإيمان‏، ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏عدا‏ ‏ذلك‏ ، ‏بما‏ ‏فيه‏ ‏الخداع‏ ‏السياسى ‏المحلى ‏والعالمي‏،  ‏والتعصب‏ ‏الغبى ‏والجمود‏ ‏تحت‏ ‏إسم‏ ‏الدين‏ ، ‏هو‏ ‏ما‏ ‏يهيئ‏ ‏لتمادى ‏هذا‏ ‏الذى ‏يجرى ‏وتكراره‏.” ‏

(انتهى المقال!!)

وللأسف فإن أغلب ما جاء فيما اقتطفت من نهايته ما زال يصلح للآن يا شيخمت الغالى!

ثم تنتقل إلى بقيه صفحة التدريب، حيث يشير الأستاذ بعد ذلك إلى الانجازات العلمية فى هذا العام بداهة، لكن بعض الكتابة لم تكن واضحه حتى عجزت أن أفك شفرة كثير من الكلمات فكل ما سأذكره هو أقرب إلى اختبار تداعى الكلمات لــ جوستاف يونج نشرة 17-3-2016 صفحة (ص 229) يقول الاجتهاد بعد تحفظى على فك الشفرة:

 “الانجازات العلمية التى أصبحت للأسف لا نكاد نذكر أصحابها لتحولها إلى مؤسسات أكبر من جهود فردية”.

فككت شفرة هذه الفقرة لأنها مرتبطه بحواراتى معه حول تقديسه للعلم حتى كاد يرفع شعار “العلم هو الحل”، وهو ما أشرت إليه فى أكثر من نشرة فى نقاش معه حول هذا الموضوع، ولعل أهمها (نشرة  18-2-2010)،وبرغم هجومى الشديد على أن العلم المؤسسى كاد يصبح أيديولوجيا ووسيلة فى يد السلطات  ضد وظيفة العلم الابداعى والحضارى، وبرغم أن شيخى لم يوافقنى على ذلك دون تحفظ إلا أنى فرحت اليوم وأنا أقرأ له هذا الرأى حتى لو كنت قد تجاوزت فى جمع كلماته إلى بعضها، وهأنذا أكمل حواراتنا يا شيخنا  وان المسألة ليست فى أنها مؤسسات حلت محل الأشخاص فحسب لكن فى أن هذه المؤسسات “مالية” “احتكارية” “عولمية” “سلطوية” برغم المسميات العلمية مما يمثل فى منتهى الخطورة، على العلم والحضارة معا، ليس فقط لاستغلالها نتائج العلم لصالح المال والسلاح والغطرسة، ولكن أيضا لاحتكارها مناهج بحث مغلقة لا تخدم إلا أغراضها العولمية.

  • ثم إنه أعقب ذلك بما لم أستطع قراءتة ومنه إلى “نصيب مصر”، فى ماذا لا أعلم!!، ولكن أظنه قد يعنى فى الاسهام فى الانجاز العلمى الحقيقى كما يتصوره، بأى قدر من الأشخاص أو المؤسسات، والله أعلم!
  • ثم ينتقل شيخنا بعد ذلك إلى محاولة اغتيال الرئيس مبارك، فأنتهزها فرصه فأعيد بعض ما كتبت أثر هذا الحادث فى مقال فى الوفد تاريخ 11-7-1995، وقد قرأت هذا المقال عليه وكان بعنوان “سيادة‏ ‏الرئيس‏ ‏كيف‏ ‏نحمد‏ ‏الله‏ ‏على ‏سلامتك‏؟‏ ……‏: ‏فرصة‏ ‏سانحة”، وكان خطابا مفتوحا قلت فيه بالنص:

……………

“… مخاوفى ‏يا‏ ‏سيادة‏ ‏الرئيس‏ ‏هى ‏عليك‏ ‏أنت‏، ‏وعلينا‏ ‏نحن‏، ‏عليك‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تتصور‏ ‏لا‏ ‏قدر‏ ‏الله‏ – ‏أنك‏ ‏معصوم‏ ‏وأنك‏ ‏فريد‏ ‏لا‏ ‏تتكرر‏، ‏وأنك‏ ‏وأنك……،  ‏…….‏، ‏لكن‏ ‏الأبقى ‏والأهم‏ ‏أنك‏ ‏رئيس‏ ‏قد‏ ‏خلت‏ ‏من‏ ‏قبلك‏ ‏الرؤساء‏، ‏وأنك‏ ‏بشر‏، ‏وأن‏ ‏لنظامك‏ ‏أخطاء‏ ‏تتزايد‏، ‏وأن‏ ‏حزبك‏ ‏الذى ‏ترأسه‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏مصر‏,، ‏بل‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏حزب‏ ‏أصلا‏، ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يمثل‏ ‏الشارع‏ ‏السياسى، ‏بل‏ ‏إنه‏ ‏لا‏ ‏يمثلك‏ ‏أنت‏ ‏شخصيا‏ ‏وأنت‏ ‏رئيسه‏، ‏إذن‏ ‏فهو‏ ‏لا‏ ‏يمثل‏ ‏أحدا‏ ‏أصلا‏.‏

(وكان هذا فى عز عنفوانه)

وقد أشفق علىّ شيخنا حين قرأت له هذه الفقرة، وزاد قرصة أذنى بعد أن وصلنا إلى نهاية المقال موجها كلامى للرئيس قائلا:

‏1) ‏إن‏ ‏قوى ‏الشر‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏حساباتنا.

‏2) ‏إن‏ ‏استغلال‏ ‏الدين‏ ‏أخطر‏ ‏من‏ ‏الكفر‏ ‏الصريح.

‏3) ‏إن‏ ‏الاعتماد‏ ‏على ‏فرد‏ ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الفرد‏ ‏هو‏ ‏الخطر‏ ‏الأكبر‏، ‏وتتناسب‏ ‏جرعة‏ ‏الفجيعة‏ ‏من‏ ‏فقد‏ ‏فرد‏، ‏أو‏ ‏التهديد‏ ‏بفقده‏، ‏تناسبا‏ ‏عكسيا‏ ‏مع‏ ‏اهتزاز‏ ‏النظام‏ ‏وهشاشته.

‏4) ‏إن‏ ‏الاعتماد‏ ‏على ‏القَدَر‏ ‏هو‏ ‏غير‏ ‏الإيمان‏ ‏بالقدر‏، ‏والقدر‏ ‏يرحم‏ ‏مرة‏، ‏لكن‏ ‏الله‏ ‏سبحانه‏ ‏جعل‏ ‏لكل‏ ‏أجل‏ ‏كتاب‏، ‏قبل‏ ‏وبعد‏ ‏أى ‏أمن‏، ‏و‏ ‏أى ‏حساب.

‏5) ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏يعنى ‏فقط‏ – ‏كما‏ ‏قيل‏- ‏أن‏ ‏الأوان‏ ‏قد‏ ‏آن‏ ‏لتعيين‏ ‏نائب‏ ‏لسيادتكم‏، ‏فهذا‏ ‏النائب‏ ‏بدوره‏ – ‏مثل‏ ‏كاتب‏ ‏هذه‏ ‏السطور‏ ‏طبعا‏- ‏له‏ ‏أجله‏ ‏وكتابه‏ ‏أيضا‏، ‏إن‏ ‏ما‏ ‏نحتاجه‏ ‏يا‏ ‏سيادة‏ ‏الرئيس‏ ‏ليس‏ ‏فردا‏ ‏بديلا‏ ‏عارفا‏ ‏جاهز‏ ‏ا‏، ‏ولكننا‏ ‏فى ‏أشد‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏نظام‏ ‏يفرز‏ ‏ويخرج‏ ‏القادة‏ ‏القادرين‏، ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏أفراد‏ ‏يحمون‏ ‏النظام‏ ‏المعتمد‏ ‏على ‏قدراتهم‏ ‏الخاصة‏، ‏وحدسهم‏ ‏الداخلى، ‏وإلهاماتهم‏ ‏الذاتية.

‏6) ‏إن‏ ‏الرقص‏ ‏على ‏السلم‏ ‏والتسويات‏ ‏الجانبية‏ – ‏خاصة‏ ‏مع‏ ‏هؤلاء‏ ‏الضالين‏ ‏المضللين‏ ‏من‏ ‏مشوهى ‏الدين‏ ‏وقتلة‏ ‏الأبرياء‏-‏لا‏ ‏يصنع‏ ‏شيئا‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يدعم‏ ‏قوى ‏الشر‏ ‏ويؤجل‏ ‏المواجهة”.

وبعد

لقد انتهزتها فرصة يا شيخنا لأتذكر كيف كنت أواكب الأحداث وأنا معك، أكتب وأقرأ لك أولا بأول وتنصحنى أو تقرص أذنى، ولا أعرف هل أنا الذى توقفت مؤخرا عن مثل ذلك أم أن الاعلام المكتوب هو الذى استغنى عن خدماتى.

والله زمان يا عمنا.

لم تغب عنى أبدا.

(ملحوظة : لم أشر إلى نسف السفارة المصرية فى باكستان فى إسلام إباد فى 9/11/1995 فليست عندى – الآن- معلومات كافيه).

آسف:

لقد انقلبت نشرة اليوم إلى ما هى مقالات على المقال، بدلا من “تداعيات على تداعيات”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *