الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (190) من موقف التمكين والقوة

حوار مع مولانا النفّرى (190) من موقف التمكين والقوة

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 28-6-2016

السنة التاسعة

العدد:  3224

 حوار مع مولانا النفّرى (190)

من موقف التمكين والقوّة

وقال مولانا النفرى أنه:

 ….

وقال لى:

قل للقلم عنى: يا قلم أبدانى من أبداك وأجرانى من أجراك وقد أخذ علىّ العهد للاستماع منه لا منك وميثاق التسليم له لا لك، فإن سمعت منك ظفرت بالحجاب وإن سلّمت لك ظفرت بالعجز، فأنا منه أسمع كما أشهدنى لا منك وله أسلّم كما أوقفنى لا لك فإن أسمعنى من جهتك كنت لى سمعاً لا مستمعاً، وإن أسمعنى من جهتى كنت لى سمعا لا مستمعا.

 فقلت لمولانا:

قلمى يا مولانا، خاصة فى هذه السن، وبعد هذه الورطة التى تعرفها، ورطة هذه النشرة اليومية التى سوف تدخل عامها العاشر بعد شهرين وأيام، وهى التى جعلت قلمى يمسك بعجلة القيادة بل ودواسة الوقود معا، قلمى يا مولانا كاد يصبح له استقلاله عنى، لهذا وقع منى هذا المقتطف من هذا الموقف موقعا مناسبا جدا فى هذه المرحلة وكأنه كتب لى.

أحاول يا مولانا ألا أستمع من قلمى بل “منه” قبل قلمى وبعده،

 أحاول ألا أسلم لقلمى بل “له”،

 لكننى أحيانا لا أستطيع التفرقة، وخاصة حين يندفع قلمى مترجما الوعى الشخصى إلى الوعى العام إلى ما بعده: فتنساب منه الكلمات رغما عنى،

 لا أشعر أننى حين أسمع من قلمى أنفصل عن استماعى “منه”، ولا حين أسلم لقلمى أننى أبتعد عن التسليم “له”، ومع ذلك لا أجرؤ ولا أدعى أن قلمى هو وصلة بينى وبينه، ولا أعرف كيف أظفر “بالحجاب” أو “بالعجز” لأتبين ممن أسمع ولمن أسلم.

قلمى – يا مولانا– يُسمعنى من جهته ولا أجرؤ أن أقتدى بك ولا بعشر معشار شجاعتك فأزعم أنه “وقال لى”

 أحيانا أنخدع وأتصور أننى أنا الذى أملى قلمى فيسمعنى من جهتى، وفى كلا الحالين ها أنت ذا تنبهنى يا مولانا أن قلمى لى هو “سمع” لا “مستمع”، سواء اسمعنى من جهته أو اسمعنى من جهتى،

 فما أطيب هذا وأكرمه ما ظلَّ سمعا لا مستمعا.

الحمد لله والشكر لك يا مولانا فكثيراً ما كنت أكتشف أثناء الكتابة أن قلمى سبقنى إلى رصد ما لم أكن أعرف أننى رصدته، وإلى رسم ما لم يخطر على بالى يوما أننى قادر على تصويره.

الفرق بين أن يكون القلم سَمْعا لا مستمعا هو فرق عظيم .

أما دورى أنا فى الاستماع فهو أن انتبه إلى الخداع الذى يمكن أن يجرجرنى إلى أن استمع للقلم لا له، أو أن أسلم للقلم لا له،

 ولست متأكدا أننى أنجح فى التمييز طول الوقت.

وبعد …

تَعَجَّبْ!!!

فرحت حين تذكرت أن كل هذا الفيض الذى تركته لنا  يا مولانا كان شفاهيا ومع ذلك …. كما ترى،

 الحمد لله، والشكر لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *