الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (64) Biorhythmic Psychiatry الجذور (11) خفاء نبضات المخ وغموض أطوارها

الطبنفسى الإيقاعحيوى (64) Biorhythmic Psychiatry الجذور (11) خفاء نبضات المخ وغموض أطوارها

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 27-6-2016

السنة التاسعة

العدد:  3223

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (64)

 Biorhythmic Psychiatry

 الجذور (11)

خفاء نبضات المخ وغموض أطوارها

مقدمة:

إن استعمال لفظ “الجنون” لوصف حالة دورية سوية (فى نهاية النهاية) هو خطأ منطقى يستحسن تجنبه، ثم إن البحث عن اسم آخر أو وصف آخر أو صياغة أخرى، قد يساعد على بداية النظر، فاحتمال تقبل فكرة الفرض، وقد أدى ذلك إلى التفكير فى عدولى عن استعمال هذه المصطلحات منعا للبس، فكانت التعديلات البديلة على الوجه التالى: حالة العادية الدفاعية (لتحل محل “حالة العادية “). حالة التفكيك التنشيطى المغامر (لتحل محل “حالة الجنون”). حالة إعادة التشكيل الإبداعى (لتحل محل “حالة الإبداع”)

حتى أنَتِهى من هذه الحيرة مع اعترافى بضرورة التمييز الواضح بين “الجنون” و”حالة الجنون” وأيضا بين “الجمود” و”حالة العادية”، أضفت خانة صريحة  عن “الجنون”  المرضى الصريح بدون صفة “حالة” لإظهار الفرق بين “حالة الجنون” و”الجنون”، آملا أن يحل ذلك الإشكال ويتوقف الخلط، ثم بدا لى أيضا أن علىّ أميز بين حالة العادية، العملية العاملة المفيدة وبين “فرط العادية”، ولكن هذه المرة أحتفظت لتعبير “حالة العادية” بأحقيته فى الإشارة إلى “السواء الإحصائى“، (السوى: هو الذى مثله مثل أغلب الناس!!) وبالتالى نُحسِّن سمعته على أرض الواقع، وأن أضيف مصطلح “فرط العادية”، بما يعنيه من اضطراب دخل حديثا بين اضطرابات الشخصية، وهو يعنى حالة الإفراط فى استعمال الميكانزمات التى  تَحُولُ تماما دون انطلاق وتفعيل النمو، وسوف نطلق عليها هذا الاسم الأحدث “فرط العادية” Hyper normality  .

وبالتالى تصبح التفرقة المطلوبة هى بين خمس مصطلحات: ثلاثة منها تمثل الإيقاع الحيوى الصحى (الصحة النفسية)، والرابع على أقصى طرف يمثل واقع الاغتراب البالغ لدرجة اضطراب الشخصية فى صورة فرط العادية، والأخير على أقصى الطرف الآخر يمثل الجنون بسلبيته، وخطورته وخموده وتفسخه وعجزه.

27-6-2016_1

الفرض بعد التعديل:

الصحة النفسية هى ناتج  انتظام الإيقاع الحيوى بالتبادل الإيقاعى بين حالات الوجود الثلاثة : “حالة العادية”، و”حالة الجنون”، و”حالة الإبداع”، (بالتعريف المتضمن فى الفرض الأصلى) دون التوقف عند أى منها على حساب كفّ الإيقاع الحيوى أو إنكاره أو إبطال مفعوله، ودون الانحراف بأى منها (من هذه الحالات بما فى ذلك حالة الإبداع) إلى أقصى اليمين حتى كفّ النمو نهائيا بالجمود، وأيضا دون الانفجار النزوى المجْهِضِ إلى اقصى اليسار: “الجنون” الذى يعلن فشل “حالة الجنون” أن تتبادل – مشاِركة – مع حالة الإبداع، أو أن تتراجع مسلمة لحالة العادية ولو مؤقتا، فتتمادى إلى التفسخ أو التناثر أو الانفجار أو الشطح فيما يسمى “الجنون” وليس حالة الجنون (1)

27-6-2016_2

إيجاز وتحديد:

وفيما يلى  إعادة تحديد لأبعاد المصطلحات المبدئية آملين فى قبول التعديلات المقترحة، وهو تجميع التوصيف لحالات الوجود الثلاث السوية، بالإضافة إلى حالات اللاسواء على الوجه التالى:

 (1) حالة العادية الدفاعية الفاعلة : هى إحدى مراحل دورة الإيقاع الحيوى العادى، وهى أطول عمرا وأكثر تواترا،  وأقرب إلى الواقع المُمَارَس، وأقدر على الإنجاز الراتب، وهى تتصف أيضا بالمرونة والمسامية، ومستعدة للتناوب مع حالتى الإيقاع الأخرى حسب القوانين الفسيولوجية، والنفسية، والظروف الملائمة لتنشيط الحالة التالية المناسبة، وهى العمود الفقرى للأداء اليومى الراتب الضرورى دائما أبدا.27-6-2016_3

 

(2) حالة “الجنون/اللاجنون” =”التفكيك المفترقى”: هى إحدى مراحل دورة الإيقاع الحيوى العادى أيضا،  وهى تتصف بكل من : التحريك والتفكيك والتنشيط والوعود، لكنها مخاطرة منذرة، كما أنها لا تقدم ضمانات مسبقة، وعادة ما تكون الأقصر زمنا، والأخفى ظهورا، لكن نتائجها الإيجابية إذا تجاوزت مجرد التفكيك تدل عليها.

 (3) حالة الإبداع: وهى المرحلة التى ينتقل فيها التفكيك السابق إلى إعادة التشكيل وتحمل التناقض والتوليف القادر على تخليق مستويات أخرى من الوعى:  الأمر الذى يتجلى فى اضطراد النمو، ومن أبسط علاماته: إبداع الذات أثناء دورات: النوم/ الحلم/ البعث الصحى الوقائى، أو أى ناتج إبداعى مسجل بأدواته المناسبة.

 
27-6-2016_4

(4) فرط العادية (لاحظ بدون لفظ “حالة”) وهى حالة جمود نمائى تشير إلى التجمد بالدفاعات المعيقة والمحيطة أو إلى دوام السير فى المحل داخل  دوائر مغلقة على نفسها.

 27-6-2016_5

 (5) الجنون: (لاحظ عدم استعمال لفظ “حالة”): وهى ما يشير إلى تمادى حالة الجنون أو الفشل الشديد لأى من حالات العادية العادية المنتجة والإبداع (وأيضا فرط العادية) بما يؤدى إلى التفكيك السلبى  فالتفسخ فالتمادى فى التدهور.

 27-6-2016_6

  وبعد

بالرغم من أن هذه الحالات الخمس لا يمكن رصدها بمحكات سلوكية محددة المعالم، أو قياسات موضوعية كمية، فسوف أحاول فى النشرات اللاحقة أن أرسم معالم أغلب الوظائف النفسية مع إشارات وصفية كما وصلتنى أساسا من الممارسة الإكلينيكية (فينومينولوجيا).

[1] ملحوظة هامة : (كل ذلك باستثناء حالات المرض العضوى الناتج عن تلف أو إصابة أو ضمور خلايا المخ مباشرة وهو ما نفينا أننا سنتناوله فى هذا الكتاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *