الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (61) Biorhythmic Psychiatry الجذور(8) الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (7) “الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى”(3) (مرة أخرى: الشعر أسبق إلى كشف المستور وقبول التحدى)

الطبنفسى الإيقاعحيوى (61) Biorhythmic Psychiatry الجذور(8) الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (7) “الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى”(3) (مرة أخرى: الشعر أسبق إلى كشف المستور وقبول التحدى)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 20-6-2016

السنة التاسعة

العدد: 3216

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (61)

Biorhythmic Psychiatry

النظرية التطورية الإيقاعحيوية 

  الجذور (8)

الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (7)

“الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى” (3)

(مرة أخرى : الشعر أسبق إلى كشف المستور وقبول التحدى )

مقدمة:

على مثال ما قدمنا من استشهاد فى عرض الطورين الأول والثانى: حين تبينت أن هذه الرؤى قد حضرتنى شعرا، من واقع الممارسة وغير ذلك،  قبل أن أستوعبها تنظيرا بعشرات السنين، أقدم – مثلما فعلت فى الطورين الأول والثانى – هذا الاستشهاد بشعرى (بالعامية المصرية) الذى يبين الحركة والتعدد بشكل مباشر لعله يعين على الإحاطة بما أريد.

قصيدة السويقة (من ديوان أغوار النفس) :

سوف أكتفى هنا بقصيدة واحدة بعنوان السويقة ، وإن كان جوها غريبا عن أهل المدن:

تمهيد:

هذه القصيدة هى قراءة فى عيون إحدى المشاركات فى تجربة العلاج الجمعى فى “مجموعة المواجهة” ، وقد قدمت شرحا لظروفها ومغزاها النفسمراضى فى كتابى “فقة العلاقات البشرية ” الذى ظهر فى (نشرة 15-7-2013 “السويقة: حوار العيون المزدحمة بِمَا  بِهَا”)  وسوف أنشر أغلب القصيدة، مع تجنب وصلها المباشر بنهايتها لسبب سوف أقوم بتوضيحه فى آخر النشرة.

كلمة “السويقة”  هى تصغير “سوق”  ولمن لا يعرف فإن لكل قرية فى مصر يوما محددا فى الأسبوع (وأحيانا يومين) ينعقد فيه سوق صغير لتبادل السلع والمنافع، ويعقد فى ساحة (أو جرن خالٍ) أو شارع مهجور محدد ومعروف، لكن هذا لا يمنع أنه أثناء الأسبوع يمكن أن تعقد أسواق أصغر (سويقات) فى مكان آخر، وكان سوق بلدتنا هو الأثنين والخميس، أما السويقة فكانت يوم السبت بمناسبة أن هذا هو يوم السوق الكبير فى المركز الأقرب (بركة السبع)  وكانت تعقد على شريط قطار الدلتا قرب المحطة ربما حتى يتاح لأهل القرية  أن يتبادلوا مصالحهم التى كانوا ينوون إنجازها فى سوق السبت فى المركز القريب، فيستغنون عن ركوب قطار الدلتا إلى المركز القريب(ذا الخط الحديدى الواحد الذى كان يأتى كل بضع ساعات بدون مواعيد) إليه، فإذا انقضت هذه المصالح فيما بينهم دون حاجة لشد الرحال بالقطار فخيرا وبركة، وإلا أكملوا المشوار وركبوا القطار إلى سوق السبت!!

المتن:

20-6-2016_1

……..

والنظرةْ الصاحْيـَةْ الواسْعهْ ‏الزحمهْ ‏، ‏

زىّ ‏سويقـةْ‏ ‏السبتْ، ‏فى ‏بلدْنـَا‏.‏

زى ‏القفف‏ ‏المليانة‏ ‏حاجاتْ وحاجاتْ،

محطوطه بالذاتْ‏،‏

على ‏قلب‏ ‏شْريط قطر‏ ‏الدَّلتا‏.

…..

20-6-2016_2

كلّ‏ ‏ما‏ ‏القطر‏ ‏يصفَّر‏، ‏بتلاقى ‏الزحمة‏ ‏اتفضتْ‏.‏

والقفف‏ ‏السودَا‏ ‏الَّنسْوان، ‏بتشيل‏ ‏القفف‏ ‏البيضاَ‏ ‏الملْيَانهَ‏‏ ‏حاجات‏ ‏وحاجات‏.‏

وَمَّا‏ ‏القطر‏ ‏يعدَّى: ‏ترجع كومْة‏ ‏القـُفـَفِ‏ ‏النسوانْ‏، ‏القُفـَفِ النسوانْ‏:‏ تتلخبط ْ‏على ‏بعض‏، كما‏ ‏دقن‏ ‏الشايب‏.

أهى نظرة عينـْـهـَا زى سويقة السبت

فيها كل كلام الدنيا، وفْ نفس الوقت

20-6-2016_3

فيها‏”‏رغبهْ‏”

 ‏على “دعوهْ”،

على ‏”‏إشمعنَى‏”، ‏

على‏”‏رعشِةْ‏ ‏خوفْ‏”،‏

على “‏صرخة طفلْ”،‏

على ‏حَـلَمـةْ‏ ‏بـِـزْ‏،‏

على “‏عايزه‏ ‏اختارْ‏”،

20-6-2016_4

‏و‏”‏انا‏ ‏مالى ‏ياعمْ‏”،‏

‏”‏مش‏ ‏عايزهْ‏ ‏ألمْ‏”،‏

على “‏نِفْسِى ‏أعيش‏”،

“‏بس ما تمشيش

‏”‏خلينى معاكْ‏”،

“‏خلينى بعيدْ‏”،‏

…..

وِاذَا‏ ‏قلت‏ ‏أنا‏ ‏أههْ‏، ‏أنا‏ ‏جىْ،‏

تسمعنى ‏كَمَا‏ ‏صُفارة‏ ‏القطر‏، ‏وتـْخَافْ‏.‏

وينط‏ ‏كلام‏ ‏العين‏ ‏جُوَّهْ‏: ‏فى ‏البطنْ‏، ‏20-6-2016_5

أو‏ ‏تحت‏ ‏الأرضْ‏.‏

وتْلاقى ‏سوادْها‏ ‏وِبَياضها‏ ‏بيجرُوا‏ ‏ورا‏ ‏بعض‏،‏

زى ‏النسوان‏ ‏اللى ‏بتجرى ‏بقففها‏.‏ 

       ……

‏ ‏وامّا‏ ‏ابعــِدْ‏ ‏تانِى،‏

ترجع‏ ‏كل‏ ‏الكلمات‏ ‏الساكته المليانهْ‏ ‏ألمْ وحاجات‏،‏

و‏ “‏تعالَى‏” ‏و”رُوح” و”قوام” “‏واستـَنَّى‏”،‏

‏”‏وانَا‏ ‏نِفسى ‏تْقَـرّب‏ .. ‏إٍلا‏ ‏شويةْ‏”. “‏طبْ‏ ‏حبّه‏ْ ‏كمانْ‏” ‏

‏”‏يانهار‏ ‏مش فايت!! ‏أنا‏ ‏خايفَهْ‏”

============

إلا أن القصيدة انتهت نهاية واقعية صعبة، تكاد تغلق ما نرجو تقديمه الآن إيجابيا فى التنظير، وكان من الأمانة أن أنشر النهاية متصلة لكننى لم أستطع لأنها قد تخرج عن سياق إيجابيات نشرة اليوم، وها هى:

والقفف‏ ‏المليانهْ‏ ‏الغلّهْ‏ ‏الكوسه البادنجانْ‏،‏

الحُـبّ‏ ‏العطف الخوفْ‏ ‏العَوَزَانْ‏،‏

‏ ‏تِفْضَى ‏من‏ ‏كله.

ولا‏ ‏يفضل غير‏ ‏قضبان‏ ‏القطر‏.‏

زىّ ‏التعبان‏ ‏الميتْ‏.‏ مستنيَّه‏ ‏السبت‏ ‏الجىْ،‏

                                                    ‏ ‏اللَّى ما بـيـجيش.

20-6-2016_6

  وبعد

آمل أن  أكون بذلك قد أنهيت هذه الاستطرادة الطويلة، وأعتقد أن المتابع – إن وجد – لا بد قد نسى أن بدايتنا كانت هى “المقابلة الإكلينيكية”، وأننا كنا قد عرجنا إلى “التاريخ العائلى”، وإذا به متصل أشد الاتصال وأوثقه بالتاريخ التطورى، وإذا بها فرصة تربط الأنتوجينيا الجينية بالفيلوجينيا التطورية وأزمات النمو، وإذا بنا فى حاجة إلى التعرف على تطبيق عملى من مدخل الممارسة الإكلينيكية على أطوار “نبض المخ” المستمر تجليا للإيقاع الحيوى، فكانت هذه الاستطرادة التى استغرفت من نشرة 24-4-2016 إلى نشرة 13-6-2016 فى حدود 148 صفحة A4.

 لا أجدنى مضطرا أن أعتذر، وأرجو أن أوفق فى ربط أغلب ما ورد فى هذه النشرات من معلومات وفروض واجتهادات بالممارسة الفعلية، وإن كنت لا آمل أن يحتملنى عدد آخر من الأصدقاء المحدودين، بارك الله فيهم جميعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *