الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / النظرية التطورية الإيقاعحيوية الجذور (7) الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (6) “الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى” (2)

النظرية التطورية الإيقاعحيوية الجذور (7) الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (6) “الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى” (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 19-6-2016

السنة التاسعة

العدد: 3215 

 

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (60)

Biorhythmic Psychiatry

النظرية التطورية الإيقاعحيوية

   الجذور (7)

الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (6)

“الطور العلاقاتى الجدلى الإبداعى” (2)

يتمادى إلى دوائر الوعى المفتوحة النهاية

مقدمة

نواصل بصعوبة تقديم نفس الموقف الصعب

المأزق (من جديد)

أبتداء لا بد أن نعترف بجهلنا بالنفس البشرية، وبالتالى بآليات ما تطورت إليه البرامج البقائية بعد أن اصبحت وجدانات.

 مع ظهور الوعى البشرى، دون إلغاء مستويات الوعى الأخرى، أصبح لزاما أن يعاد تشكيل كل المستويات معا لعمل علاقة ، فى كل لحظة، نابضة بالإيقاعحيوى أى: ضد كل جذب النكوص والانسحاب وإلغاء الموضوع، وايضا ضد مواصلة الكر والفر تعطيلا للنضج والنمو، واستهدافا لمرضٍ ما

التطور يحل  الصعوبة؟

يبدو أن العلم العصبى المعرفى(1) فى طريقه إلى اكتشاف حل لهذه الصعوبة، وهو يتبين ويبين لنا   أن العلاقات البشرية هى علاقات مستويات الوعى ببعضها البعض، وأنها غير قاصرة على مستويات الوعى البشرى الفردى ، ولا حتى الوعى البينشخصى، وانطلاقا من هنا تدرجت الفروض كالتالى:

الخطوط الأساسية لأطروحة الحل:

(1) الإنسان الفرد المعاصر أعجز منفردًا من أن يقيم علاقة مع إنسان فرد آخر بمشاركة كل مستويات وعيه، ومع ذلك لكى يكون إنسانا (بل كائنا قادرا على البقاء) لابد من مواصلة المحاولة.

(2) الدافع لمواصلة مواجهة الصعوبة ومحاولة معايشتها وتجاوزها هو تراجع المستويين السابقيين (الأول والثانى نشرة 16-5-19-6-2016_12016  &  نشرة 4-6-2016)  اللهم إلا باعتبارهما طورين دائمين يتناقص تأثيرهما وعمرهما مع استمرار النمو (وهما لا يختفيان وإنما تتغير تجلياتهما إلى الإيجابيات الممكنة) (2)

(3) الإنسان الفرد المعاصر يمكن أن يقيم علاقة مع هذا الكيان الآخر،  من خلال حركية إبداعيةمشتركة تحقق درجات متزايدة من النجاح  فى تخليق وعى مشترك مشارك،  وهو الذى عرف مؤخرا بالوعى البينشخصى، وهو كيان ولافىّ جامع نتيجة التشارك فى تشكيل وعى ضام معا.

 (4) يقوم الوعى البينشخصى بالتخفيف من صعوبة المأزق وتحدياته بتدعيم الوعى الشخصى لكلا الطرفين بحيث تصبح العملية “جدلا للتوليف” من خلال احتواء مكوناته الأصيلة تشكيلا متطورا أبدا، وتزداد مساحة تضفُّر مستويات الوعى اتساعا وفاعلية وإبداعا باستمرار.

 (5) هذا الوعى البينشخصى يعجز عن الاستمرار قاصرا على اثنين دون غيرهما، فتنشأ الحاجة إلى أن يتدعم بوعىِ، ووعىٍ، ووعىٍ، بكل ما يحمل كل وعى من مستويات، وكلما زادت عدد وحدات الدعم المشارِكَة خَفَّتْ الصعوبة واتسعت الدائرة.

(6) هكذ نجد أنفسنا فى رحاب ما يسمى “الوعى الجمعى” الذى يعمل بكفاءة أكثر فأكثر كلما اتسعت الدائرة وكثرت الوحدات المشاركة من البشر ابتداءً أو أساساً.

(7) كلما امتدت دوائر  الوعى الجمعى وتطورت التشكيلات الخالقة الجامعة، ازدات عمقا لتشمل  أعمق وأبعد مراحل التطور تاريخا، لتدعم الحياة بعضها بعضا.

(8) تعمل دوائر الوعى الجمعى فالجماعى بكفاءة أكثر فأكثر فأكثر كلما امتدت طولا (إلى عمق التطور) وعرضا (إلى مجاميع البشر ومِنْ ثَمَّ إلى المحيط عامة): عبر الناس، ثم طولا إلى الغيب إبداعا. 

(9) يضطرد هذا الإبداع من الشخص إلى الآخر إلى الآخرين إلى الطبيعة إلى المَابعد (أنظر لاحقا)

19-6-2016_2

 البدائل والدفاعات العاملة والمعوّقة:

على أن المسألة لا تسير هكذا بهذا التسلسل الصاعد تدرجا وكأنها حسبة تلقائية، فمع كل نبضة إيقاع تحضر آليات دفاعية لازمة لضبط توقيتات الإيقاع وانتظام النبض، وتظل مفيدة – مثل كل الدفاعات – فى حدود الوظيفة الدفاعية، لكنها قد تتمادى  (لأسباب ترجع إلى التاريخ التطورى أو العائلى أو الظروف المحيطة أو كل ذلك) حتى  تكون سببا فى التعطل، أو التوقف، أو الانتكاس، والمفروض أن النمو السليم يقبل هذه الدفاعات فى حدود دورها المناسب لطور النبض، فإذا زاد دورها عن دور الدفاع وضبط التوقيت، فإن المواجهة تحتد والمضاعفات تلوح ومن ذلك:

أولاً: قد تزيد الدفاعات لدرجة إنكار وجود التناقض أصلا فالاستمرار المسطح.

ثانياً: قد تفشل الدفاعات ولكن بعد الحيلولة دون تحمل متطلبات (ومضاعفات) مأزق النمو (بما فى ذلك ما يسمى الاكتئاب ومكافئاته) ومن ثم الأعراض أو المرض.

ثالثاً: قد تصل حدة الدفاعات إلى أن تقلب المقابلة إلى موقف استقطابىّ (إمّـا  <==> أو): إمازيف الحركة فى نمو مغترب <==> (أو)  العجز المرضى

رابعاً: قد يتواصل إرجاع كل ذلك إلى تفسيرات سببية فردية خطية على مسار الفرد، مما يقزم الحقيقة الموضوعية الجاهزة للوقاية والعلاج إبداعاً.

مواصلة النمو

البديل عن كل ذلك هو أن تنتصر برامج البقاء فى دعم التناول الطبيعى السليم، ويتم ذلك فى والمحيط، المناسب لمواصلة مسيرة التطور التى بعض معالمها:

(1) تحمل التناقض

(2) مواجهة التعددية

(3) مواصلة الاتساق مع حركية الإيقاعحيوى على كل المستويات (اكتسابا فإبداعا، نوما فيقظة، حلما فُلاً حلم …الخ)

(4) السماح بالامتداد إلى دوائر الجماعة، فالناس، فالطبيعة، فالكون، فالمطلق: إلى الغيب: إليه. (أنظر الشكل: تعمدت ألا اشرحه بالألفاظ حتى لا أشوِّه ما أريد توصيله)

مزيد من الفروض المتخلِّقة

1) إن الأصل فى الوجود الحيوى هو تعدد برامج البقاء معا، حتى بدا أن بعضها يناقض البعض الآخر، لكن مسيرة التطور والنمو تثبت أن هذا التعدد وذاك التناقض هو أساس النمو والتطور (والإبداع والإيمان).

19-6-2016_3

2) إن هذا التناقض ليس إلا فى الشكل ظاهراً لأن كلا الطرفين، (كل الأطراف/كل البرامج) هى فى خدمة نفس الهدف، وهو بقاء الفرد وبقاء النوع واستمرار الإبداع إليه.

3) يظل تعدد برامج البقاء قائما – بما يشمل التناقض –  ومع نمو هذه البرامج إلى وجدانات فاعله، وعقول بيولوجية بما فيها العقل الوجدانى الاعتمالى فى مرحلة تطور الإنسان، يتواصل الجدل ويتواصل النمو.

4) يجرى تنظيم هذا التناقض  بالانشقاق، أو بالتبادل السريع، أو بالجدل الخلاّق: إلى التشكيل الممكن.

5) تقوم دورات التبادل، والتوفيق بالانشقاق: بوظيفة هامة باعتبارها مراحل تكيفية مقبولة لحين فرصة الجدل الخلاق الأكثر تطورا فى مراحل لاحقة عبر نبضات تالية متتالية.

6) كلما قَلّت فرص الانشقاق والتبادل السريع مع استمرار النمو، زادت فرص تنشيط الجدل فى اتجاه مرحلة أكثر تمييزا للجنس البشرى وأرحب فرصة لاضطراد النمو نحو نمائية المفتوحة النهاية.

[1] – Cognitive Neuroscience

[2] – مثلا حين يتغير دور العدوان من التحطيم والقتل ومجرد الكر والفر إلى التفكيك كخطوة أولى فى عملية الإبداع (أنظر: يحيى الرخاوى، “العدوان والإبداع”  عدد يوليو  –  سنة 1982 مجلة الإنسان والتطور، 1982.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *