الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (244) (الكراسة الثانية رقم 2)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (244) (الكراسة الثانية رقم 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 7 – 7 – 2016

السنة التاسعة

العدد:  3233

mahfouz 2

صفحة 244  (الكراسة الثانية رقم 2)

7-7-2016_244-1أسعد ما يسعدنى‏ ‏أن‏ ‏أسمع‏ ‏عن‏
 ‏تنظيم‏ ‏البحوث‏ ‏العلمية‏ ‏وأكثر‏ ‏سعادة‏
 ‏أن‏ ‏أعلم‏ بثمراتها و‏لو‏ ‏في‏ ‏الأمور
‏ ‏البسيطة‏ ‏التي‏ ‏تزيد‏ ‏الانتاج‏ ‏أو‏
 ‏تحسن‏  ‏البيئة‏ ‏فلا‏ ‏نهضة‏ ‏بلا‏ ‏
علم‏ ‏ولا‏ ‏تقدم‏ ‏بغير‏ ‏البحث‏ ‏العلمي‏
 ‏وأسعد‏ ‏ما‏ ‏يسعدني‏ ‏أن‏ أسمع ‏عن‏
‏انشاء‏ مصنع ‏جديد‏ ‏أو‏ ‏شركة‏ ‏فهذا‏ ‏
يزيد‏ ‏من‏ ‏قوتنا‏ ‏الإنتاجية‏ ‏ويزيد‏ ‏من‏
 ‏ثروتنا‏ ‏ويعالج‏ ‏مشكلة‏ ‏البطالة‏ وبالتالى
 الاكتئاب (؟)  و‏المخدرات‏.
وأسعد‏ ‏ما‏ ‏يسعدني‏ ‏محاربه‏ ‏الفساد‏
 ‏بلا‏ ‏هوادة‏ ‏ورفع‏ ألوية القانون
  و ‏المساوامة‏ ‏بين‏ المواطنين
أما‏ ‏أتعس ما يتعسنى فهو

7-7-2016_244-2أن‏ أسمع‏ ‏عن‏ ‏وقوع‏ ‏حادثة‏
 ‏ارهاب‏ ‏أو كارثة‏ تفجير (؟)
 ‏أو‏ ‏أى‏ ثغرة ‏نتيجة ‏للإهمال‏
‏أو التسيب‏ ‏والسلبية‏
 ‏وليس‏ ‏بالضرورى‏ ‏لكى ‏يحدث‏ ‏ذلك‏
 ‏من الذى نحبه‏  ‏أو يختص‏ ‏ذلك‏ بالذى
‏ ‏نكرهه‏ ‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏الضروري
‏ ‏أن‏ ‏تقوم‏ ‏ثورة‏ ‏أو‏ ‏انقلاب‏ ‏يكفي‏
 ‏بأن‏ ‏تشحذ‏ ‏جماعة‏ ‏ ‏ ‏السلطة‏ ‏همتها‏
 ‏وتصمم‏ ‏علي‏ ‏عمل‏ ‏الخير مهما‏ ‏لاقت‏
 ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏المقاومة‏
 ‏والمكائد‏
 ‏ ‏و ‏الله‏ ‏ينصر‏ ‏من‏ ‏ينصره
13/ 12    نجيب‏ ‏محفوظ  ‏‏

 

القراءة

مازال شيخنا يواصل فى تدريباته فى هذه المرحلة كتابة مقالات بلا افتتاح ولا تمهيد، وهو ما اعتدنا عليه فى تداعياته طوال الكراسة الأولى، والمقالات غير التداعيات الطليقة كما ذكرت، وهى لا تحفز تداعياتى بدورها، ومع ذلك فأنا أجد أن مثل هذه الآراء التى ترد كأنها فى “وجهة نظره” الأهرام نموذج راقٍ تقربنى منه كمواطن أمين بسيط يحمل همّ وطنه، يسعد بما يسعده، ويتعس بما يتعسه، وهو حين يقول “أسعد ما يسعدنى” تقفز على السطح آماله فى بلده ولناسه قبل أى سعادة لأمر شخصى، وحين يقول أتعس ما يتعسنى تقفز الناحية الأخرى مخاوفه على ناسه ووطنه.

لأ أجد  فى نفسى رغبة أن أعدد ما يسعده وما يتعسه إلا أن أعترف أن هذا فعلا هو ما وصلنى منه ليس فقط طوال سنوات معاشرتى له، وإنما من كل ما عرفته عنه ومنه، ومازال العلم والبحث العلمى يحتل مكانه المقدس عنده كما أعرفه وكما أشرت سالفا، لكنه هنا يضيف ما يطمئننى أكثر لأنه يربط البحث العلمى بثمرته التى تعود على المواطن بشكل مباشر بدءًا بمستوى الضرورة، زيادة الانتاج وتحسن البيئة مثل مصنع جديد يزيد قوتنا الانتاجية ويعالج فى نفس الوقت البطالة والاكتئاب(؟) (1)والمخدرات، هكذا بخبطة واحدة.

ثم ينتقل شيخنا إلى مصدر آخر لسعادته وهو محاربة الفساد بلا هواده ويضع شروطه الرائعة بالتأكيد على حتم المساواة وبالقانون، وليس بالوعود أو بالتمنى .

وحين ينتقل إلى أتعس ما يتعسه يقفز الارهاب فى المقدمة، ثم إنى لم أستطع قراءة كلمتين يعد لفظ “كارثة” لعلهما “التفجير” و”التخريب” فوضعت علامة استفهام بعدهما، ومهما كانتا فقد لحقتهما: “نتيجة للإهمال أو التسيب والسلبية”.

يختم شيخنا تدريب اليوم بمزيد من التأكيد على أن هذا الموقف الذى يدعو إليه لا يرتبط بمن نحب أو نكره بل هو تجاه الجميع، ثم يضيف – بطبعه الحضارى التحذير من الفرقعات التى لا يُطمئن إلى نتائجها عادة، حيث يمكن أن تنتهى إلى فوضى عشوائية حتى لو سميت ثورة أو انقلابا، فهو يرى أنه يمكن تحقيق ما يسعده وإبعاد ما يتعسه بأن تشحذ السلطة همتها وتصمم على عمل الخير مهما لاقت فى سبيل ذلك من المقاومة والمكائد.

ثم يعود ليحدد موقفه من أن الحكم الرشيد هو عمل الخير، وأن عمل الخير هو نصر لله وأن الله ينصر من ينصره، ألم تكن هذه هى دعوته فى الصفحة السابقة (الخميس الماضى) “اللهم انصر من ينصرك”

أنا آسف يا شيخنا، هداهم الله.

وكل عام وانت بخير، ومصر بأمان وإبداع وإنتاج

[1] – لست متأكدا من صحة قراءتى هذه الكلمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *