الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الأهرام / هم قد ينتحرون،‏ او ينتحرون هكذا‏..‏ وليس نحن‏!!‏

هم قد ينتحرون،‏ او ينتحرون هكذا‏..‏ وليس نحن‏!!‏

نبذة: تفنيد علمى لاستحالة إرجاع حادث سقوط الطائرة نتيجة لانتحار البطوطى كما ادعت السلطات الأمريكية.

 

الأهرام 21-11-1999

هم قد ينتحرون،‏ او ينتحرون هكذا‏..‏ وليس نحن‏!!‏

يس من حقى،‏ ولا فى مقدورى ان احكم على،‏ او حتى ان افترض فرضا يفسر،‏ سقوط الطائره المصريه من الناحيه الفنيه او الهندسيه،‏ هذا امر له مختصوه،‏ من الفنيين والخبراء،‏ وقد يصلون او لا يصلون الى السبب،‏ هل هو اجهاد المعادن؟ هل هو خطا فى التصنيع؟ هل هو تخريب متعمد؟ الى اخر ما يمكن ان يثبتوه او ينفوه،‏ لكن الذى هو من حقى،‏ ومن واجبى،‏ وفى بؤره اختصاصى هو ان افتى فى دلاله الكلمات،‏ ومسئوليه الفاعل،‏ وطبيعه المرض النفسى،‏ واتهامات الانتحار الفردى،‏ وطبيعه المنتحر،‏ وظروف الانتحار الجماعى الذى يعدم فيه المنتحر غيره،‏ كل هذا يقع فى اطار معرفتى المباشره من واقع الخبره،‏ واللغه،‏ والثقافه،‏ التى ننهل منها جميعا،‏ والتى امثل بعضها حتما‏..‏

نبدا بالتنبيه على كيفيه التعامل مع لفظ او الفاظ،‏ وعلاقه ذلك باللغه والدلالات‏:‏ فى سياق معين،‏ وكيف يختلف الحال اذا قيل نفس اللفظ بصوت معين،‏ ولهجه معينه من شخص معين الخ‏…‏ خذ مثلا‏:‏

كم عدد الرسائل التى يمكن ان توجهها للسامع وانت تقول لا اله الا الله؟ فى مصر‏:‏ قد تقولها وانت تتنهد،‏ وقد تقولها وانت تمط شفتيك،‏ وقد تقولها،‏ تعجبا‏.‏ وقد تقولها فرحا بالنجاه من حادث،‏ وقد تقولها بعد ان تختم الصلاه،‏ وقد تقولها وقد تقولها الى ما لا نهايه،‏ وايضا دلالتها تختلف اذا قالها بائع خيار فى عزبه القصيرين عنها اذا ما قالها ميكانيكى وهو ينام على ظهره تحت سياره فى ورشته فى اول المنيل،‏ عنها اذا قالها خطيب جمعه على منبر مسجد فى بركه السبع منوفيه،‏ واستطيع ان اعدد لك مائه دلاله اخرى لنفس الالفاظ فى سياقات اخرى مختلفه،‏ ومثل ذلك يسرى على توكل على الله،‏ التى تختلف عن توكلنا على الله،‏ التى تختلف بدورها عن توكلت على الله،‏ ثم قل ما شئت فى ان شاء الله،‏ حين يرد والد على طفله فى الرابعه وهو يطلب منه طلبا انه ان شاء الله فيحتج الطفل قائلا بلاش ان شاء الله فانه يعنى انه من خبرته السابقه ارتبطت ان شاء الله،‏ لا بمشيئه الله سبحانه،‏ ولكن بعدم تحقيق مطلبه‏..‏ الخ‏.‏

واستطيع ان امضى فى مثل هذه الاستشهادات صفحات طويله وامثله كثيره،‏ ولكنى سوف اتوقف عند المساله الرئيسيه فى موضوع طائرتنا الهالكه وشهدائنا الابرار،‏ ثم اعود الى مزيد من الايضاح‏.‏

افهم ان يفتى الامريكيون‏ (او الانجليز او اى مله اخري‏)‏ فى مسائل التكنولوجيا،‏ والمافيا،‏ وحقوق الانسان،‏ ومهاره الروبوت الذى التقط الصندوق الاسود تلو الاخر،‏ اما ان يفتوا فى معنى النطق بالفاظ الشهاده او الدعاء بالعربيه يقولها ابمصرى،‏ استاذ،‏ مدرب،‏ طيار،‏ حاج،‏ ملتزم،‏ فهذه جنايه لا تقل عن جنايه مرتكب الحادث الاليم‏ (سواء كان الجانى مخربا ام مهندس تصنيع فى شركه عملاقه‏).‏

ثم ما هى قدرات مكتب التحقيقات الفيدرالى هذا الذى قد يحول اليه‏ (او قد حول اليه فعلا حسب توقيت نشر هذا المقال‏)‏ التحقيق؟ وهل نجح مكتب التحقيقات هذا سابقا فى ما هو اوضح وابسط،‏ مما حدث فى عمق ثقافتهم،‏ وبالفاظ لغتهم،‏ مثلا فى حل لغز مصرع مارلين مونرو او جون كيندى نفسه،‏ او فى سبب وفاه‏21 (واحد وعشرين‏)‏ من موظفى ولايه اركانساس ممن كانوا مستعدين للشهاده فى التصرفات التى جرت قبل تعيين المحقق ستار محققا مستقلا‏(8‏ حالات قيدت على انها حالات انتحار،‏ وكانت هناك حالتان تستلفتان النظر‏..‏ الاولى كاتى فيرجسون‏ (لانها‏)‏ تعرف حقيقه ما جرى.‏ والثانيه اد ويللى المدير المالى لحمله كلينتون الانتخابيه،‏ ثم ماذا عن امر‏:‏ الضحيه الاخرى فنسنت فوستر‏…‏ الذى خرج من مكتبه بعد الظهر وبعد ساعه من الزمن وجدت جثته ممدده على جانب ممر تحت اشجار حديقه،‏ وفى يد الجثه مسدس يوحى بان صاحبه انتحر،‏ ثم قتل جيرى باركس‏ (الضابط المكلف بتقصى وجمع اوراق مهمه‏)‏ وقد تنبا بقرب اغتياله بعد سماعه نبا مقتل باركس حيث قال لزوجته اننى الان رجل ميت،‏ وبعدها بيومين فوجئت بمن يخبرها ان زوجها لقى مصرعه حين اطلق عليه الرصاص من مسدس كاتم للصوت وهو ينتظر منحنيا على عجله قياده سيارته‏ (فى اشاره مرور‏)…‏ الخ‏ (كل هذه المقتطفات من مقال السياسه والقانون والحب والحرب فى عصور مختلفه مجله وجهات نظر العدد‏1‏ بتاريخ اول فبراير‏1999‏ للاستاذ محمد حسنين هيكل،‏ اتم الله عليه نعمه الشفاء ليعود الينا بالسلامه‏]‏ اقول‏:‏ على الرغم من كل هذه الحقائق،‏ والوثائق،‏ فهل نجح مكتب التحقيقات الفيدرالى او غير الفيدرالى ان يكشف اللثام عنها؟‏.‏

ان الانتحار عندهم‏ (المثل السابق‏8‏ من‏21‏ حاله وفاه غامضه‏)‏ وارد ومبرر،‏ سواء عرفنا اسبابه السياسيه،‏ او المافياتيه،‏ او طب النفسيه،‏ اما الانتحار الوارد عندنا فهو امر اخر،‏ فنسبته تصل احيانا الى واحد على مائه،‏ واحيانا اقل،‏ مما عندهم،‏ اذن فان التفسير بالانتحار هو وارد عند محققيهم،‏ وهم فى هذا المناخ،‏ فى هذه الثقافه،‏ فى هذه الظروف،‏ فكل ذلك هو الذى يفرز مثل الاحتمالات،‏ ومثل هذه التفسيرات،‏ سواء كانت لحادث طائره،‏ او فى غرفه نوم،‏ او عند اشاره مرور‏.‏

ومع ذلك،‏ ومع ان عندهم فى مثل هذه الحالات التى ذكرتها كامثله،‏ عندهم كل الوسائل،‏ وكل التسجيلات،‏ وكل انواع التنصت،‏ والتجسس،‏ والشفافيه،‏ فانهم لم‏ (ولن‏)‏ يحسموا امرهم فى من الذى قتل اوزوالد بعد ان زعموا انه قاتل كيندى الوحيد بعمل فردى،‏ ولا من الذى….‏ ولا من الذى…..‏

واذا بهم،‏ هم بهذا القصور الانسانى الطبيعى يلتقطون لفظين من صندوق اسود،‏ لا يعرفان دلالتهما الحقيقيه حتى لو ترجمهما محترف الى لغتهما،‏ يلتقطون هذين اللفظين فيسربونهما مع تاويل ملتبس الى وسائل الاعلام للعالم كله ان سبب الحادث هو‏:‏ ان الطيار المصرى الطيب المؤمن السليم المعافى الاب الاستاذ المدرب،‏ قد قرر الانتحار هكذا فجاه،‏ وكانه يصور فيلما من افلام الاكشن،‏ قرر ان يقيم حفلا انتحاريا يقتل فيه اكثر من مائتى بريء وهو يتوكل على الله،‏ وهو ذاهب الى لقائه سبحانه،!!!!‏ ما هذا يا ساده؟؟

سيداتى سادتي‏:‏ ان المنتحر عندنا،‏ لكى يفعلها وهذا نادر جدا جدا،‏ لابد ان ينسى ابتداء ان هناك الها،‏ وان هناك اخره،‏ كما لابد ان ينكر ان المنتحر هو فى النار خالدا مخلدا يكرر فيها نفس حادث انتحاره،‏ لابد ان ينسى كل هذا،‏ فاذا تذكره غصبا عنه،‏ فلابد ان يقنع نفسه انه مريض مجنون لن يحاسبه الله بسبب مرضه،‏ ومع ذلك فهذا التبرير عاده لا يكفى لان يجعله يقدم على الانتحار،‏ فاذا اقدم بعد كل ذلك،‏ فلابد انه اقنع نفسه ان الله قد يغفر له لازهاق روحه،‏ يغفر له لانه مريض،‏ ربما لان هناك ما يبرر فعلته من مرضه او من ظروف الحياه،‏ ولكن يستحيل فعلا ان يصور لنفسه،‏ حتى لو كان مجنونا،‏ ان الله يمكن ان يغفر لاى منتحر وهو ياخذ معه مائتى بريء بالمره‏.‏

هذا كله علم يا ساده يا كرام،‏ وهو ليس حتى تدينا،‏ فمن اين يعلمه المحققون الاجانب وهم يقررون مسئوليتنا؟ هذا علم نعلمه نحن لطلبه البكالوريوس كما كان المرحوم البطوطى يعلم طلبته ليخرجهم طيارين يقودون طائراتهم قائلين فى كل رحله سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏..‏ يا سبحان الله،‏ الا يخجلون؟‏.‏
وعلى الرغم من كل هذا،‏ فاذا كنا نتكلم علما لا نخطب حماسا،‏ فالاحتمال الذى طرحوه وارد،‏ لان العلم لا يستبعد شيئا بشكل مطلق لكنه يضع الاحتمالات فى حجمها،‏ فهو وارد،‏ بحسب علمى المتواضع بنسبه واحد فى المليار‏ (او اقل‏)،‏ وقد يرتفع الاحتمال الى واحد فى المائه مليون ثم واحد فى المليون،‏ ثم واحد فى الالف حتى يصل الى واحد من احتمالين مثلا‏ (كيف؟ لست ادري‏!!)‏ وهنا،‏ وهنا فقط قد يحق لمحقق ان يسرب مثل هذا الاحتمال للراى العام‏!!.‏ هذا المحقق الخواجه،‏ ترجمت له كلمات شهيد مصرى طيب فماذا يمكنه ان يفهم منها؟ ومن غيظى وحتى يشاركنى القاريء فعلا اعود ازيد الامر ايضاحا بمثل عملي‏:‏

فى جلسه من جلسات العلاج الجمعى…‏ وكنت مسئولا عن ادارتها قال أحد المرضى بشكل مباشر‏ (وليس من خلال صندوق اسود‏)‏ الحمد لله،‏ قالها بشكل لا يحمل المعنى الذى كنت اتوقعه منه،‏ او ارجوه له،‏ فقلت له‏:‏ ماذا تعنى بقولك الحمد لله هنا والان،‏ فرد ردا لم اقتنع به،‏ وعقبت على رده انه يقولها من انفه‏ (أنت يا أخى بتقولها كده وانت قرفان،‏ زى ما تكون بتقولها من مناخيرك‏)،‏ وسالنى احد افراد المجموعه وهل هناك معنى لحمد الله غير الحمد،‏ فقلت له طبعا حسب القائل والسياق والوقت والهدف،‏ ثم طلبت من كل فرد فى المجموعه بما فيهم شخصى والاطباء المتدربون معى،‏ ان نلعب لعبه علاجيه فيقول كل واحد منا الحمد لله بثلاث طرق مختلفه لتعنى معانى مختلفه،‏ وتعجب الجميع لكنهم حين عملوها فعلا،‏ تبينا جميعاكيف ان نفس الكلمتين الحمد لله حملت‏ (على الاقل‏)33 (ثلاثه وثلاثين‏)‏ معنى مختلفا عند قائلها وسامعها خلال ربع ساعه،‏ واثناء المناقشه بعد الجلسه سالنى المتدربون المشاهدون‏ (كانوا يتابعون ما نعمل داخل الجلسه‏)‏ عن دلاله ذلك،‏ فرحنا نشرح ونحاول فهم تنويعات لفظى الحمد لله،‏ فهناك‏:‏ الحمد له‏ (على كل حال،‏ قلناها او اسررناها‏)،‏ والحمد لله مثل التى تقولها عند عثورك على مفاتيح ضاعت منذ قليل،‏ والحمد لله وقد نجحت الا تصدم السياره التى امامك والتى توقفت فجاه دون انذار‏.‏ والحمد لله وانت تاخذ شهيقا عميقا،‏ والحمد لله وانت تزفر زفيرا مقتضبا وغير ذلك كثير‏.‏

هذا علم يا ساده يا كرام

وهو ليس فقط علما فى الطب النفسى،‏ ولكنه هو هو فى علوم اللغه‏.‏

وثمه فرع يسمى الطب النفسى الشرعى،‏ هو من اصعب فروع علمنا جميعا،‏ حيث لا يمكن ان نقرر ونحن نمارس هذا العلم حقيقه مسئوليه شخص ما،‏ ارتكب جريمه ما،‏ الا بجهد فائق،‏ وصبر وتحصيل وموضوعيه بلا حدود،‏ كل ذلك مرتبط اشد الارتباط بمعرفه اللغه،‏ والثقافه،‏ واللهجات ودلالاتها‏..‏ الخ‏.‏

فى جريمه قتل اتهم فيها طبيب بارز فى الخرطوم‏ (فى سنه‏1981‏ على ما اذكر‏)‏ وكان ضابطا متميزا فى الجيش السودانى،‏ وحاصل على اعلى الدرجات العلميه،‏ ونقيبا لاطباء الاطفال‏..‏ الخ،‏ وكانت التهمه قتل اربعه اخوه باحراق المحل الذى كانوا يستاجرونه فى عمارته ورفضوا اخلاءه‏…‏ واثير فى القضيه احتمال اصابه المتهم بمرض عقلى يعفيه من المسئوليه،‏ وحول القاضى القضيه الى الزملاء المتخصصين فى السودان،‏ فتحرجوا ادبيا وموضوعيا من التصدى لفحص زميل لهم،‏ فاعتذروا،‏ وخطر للقاضى ان يستدعى خبراء من انجلترا حيث هذا التخصص الدقيق فى احسن احواله،‏ ثم عدل باقتناع كامل،‏ فقد قدر ان الانجليز مهما بلغ علمهم لا يمكن ان يستوعبوا بالقدر المناسب السمات الثقافيه التى تفسر سلوك المتهم،‏ ومن ثم مرضه او مسئوليته،‏ حتى لو كان المتهم يحذق اللغه الانجليزيه مثل اهلها،‏ فاستدعانا القاضي‏ (المرحوم ا‏.‏ د‏.‏ يحيى طاهر وشخصي‏)‏ لفحص المتهم،‏ وذهبنا اول مره وجلسنا معه الساعات تلو الساعات واستمعنا للشهود،‏ وقرانا المحضروالتحقيقات وكنا ونحن فى وطن قومى واحد،‏ نتكلم بلغه واحده كنا نحتاج لمترجم من اخواننا السودانيين يقول لنا‏..‏ مثلا ان كلمتى الزول الازرق التى وردت فى التحقيق تعنى الشخص المائل للبياض نسبيا‏.‏ واضطررنا للعوده الى مصر دون الوصول الى تقرير نهائى،‏ ثم استدعينا مره اخرى للفحص،‏ والشهاده امام المحكمه‏…‏ الى اخره،‏ حتى وصلنا الى قرار صعب وادين المتهم رحمه الله‏.‏

اقول هذا المثل المطول لاظهر كيف ان الحكم على مسئوليه شخص،‏ يتكلم لغتنا،‏ نابع من ثقافتنا،‏ زميل لمهنتنا ومازال حيا كان من اصعب الامور،‏ فكيف يجرؤ محقق ان يفترض،‏ مجرد يفترض من كلمتين سمعهما من صندوق اسود،‏ لم يفهم معناهما الا من مترجم محترف‏ (ربما‏)‏ ترجم له اللفظين حسب معجم‏.‏ وطبعا استحال عليه ان يترجم الروح التى قيلا بها او النغمه،‏ او السياق،‏ يفترض هذا التجنى هكذا؟ المساله صعبه جدا،‏ جدا،‏ ولا اريد ان اتهم شركه بوينج،‏ ولا الموساد،‏ ولا الجماعات،‏ لكننى ارجح ان الظلم والاستعلاء،‏ قد بلغا مبلغا سمح لهم ان تنقلب ماساه استشهاد هذا العدد من اخوتنا وابنائنا،‏ الى اتهام شخص طيب،‏ استاذ درب نصف جيل طيارى مصر بشهاده الطيارين انفسهم،‏ وهو اب كريم رقيق،‏ وكانهم باستسهال اتهامه انما يتهمون شعبا باسره فى عواطفه ودينه وانتمائه الانسانى حقيقه وفعلا‏.‏ يا سادتى المحققين الافاضل،‏ اعانكم الله فى مهمتكم،‏ لكن المساله ليست هكذا‏.‏

لسنا فى الغابه الحمراء فى كاليفورنيا،‏ ونحن لا ننتحر جماعيا استجابه لاوامر جيم جونس،‏ ولسنا فى كنيسه معبد الذهب لننتحر بامر سيدنا الاله الجديد‏.‏ وحتى نحن لسنا فى الجزائر لنقتل الابرياء جماعيا‏ (حتى هذا،‏ نحن لا نعرف حتى الان من الذين يقتلونهم،‏ ولماذا‏).‏

لكل هذا اعلن ضروره الانتباه الى خطوره احتمال تدخلات شركات تصنيع الطائرات العملاقه‏ (وشركات الادويه،‏ وشركات التسليح‏)‏ ليس فقط فى التحقيق،‏ وانما فى السياسه ومصائر الدول‏.‏

فهل بعد كل هذا يحتاج الامر الى ان اذكر زملائى اطباء النفس بانه لن يفهم مرضانا،‏ ولا اصحائنا الا ناس منا يتكلمون لغتنا،‏ ويدرسون بها،‏ يعيشون ثقافتنا وينتمون لها،‏ ويفتون فى مسائل حياتنا وانتحارنا بما هو نحن وليس بما حفظوا من مصادر اجنبيه،‏ فيحولون دون استعلائهم هكذا علينا،‏ كما يحولون دون احتمال ان ننتهى الى القفز امامهم غاضبين‏ (غضب الشارع المصرى‏)‏ ونحن فى الاقفاص التى وضعونا فيها وعليها لافته تحدد موطننا الاصلي؟‏.‏

والامر يحتاج الى عوده‏.‏

رحم الله شهداءنا،‏ وهدى محققيهم،‏ فانهم لا يعلمون واعان محققينا فانهم مسئولون‏.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *