الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (35) Biorhythmic Psychiatry جدل مستويات الوعى معا: هو أساس نقد النص البشرى

الطبنفسى الإيقاعحيوى (35) Biorhythmic Psychiatry جدل مستويات الوعى معا: هو أساس نقد النص البشرى

شرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 18-4-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3153 

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (35)

Biorhythmic Psychiatry

جدل مستويات الوعى معا: هو أساس نقد النص البشرى

حين وصلنا إلى أن الإحاطة بما هو “الوعى” هى المدخل الأهم لفهم كل من الت18-4-2016_1طور ومن ثم الطبنفسى الايقاعحيوى  وعلاقته بالتطور، وسلمنا فى نفس الوقت بأن مفهوم الوعى بعد كل الجهود الفلسفية والنفسية والعصبية مازال غامضا وفى نفس الوقت هو من أهم – إن لم يكن أهم- ما ينبغى أن ننطلق منه، وحين أصيبت التعقيبات على ما أكتب فى هذا الموضوع: بالسكتة المهذبة الذكية، رحت أراجع نفسى متسائلاً: إذن ماذا؟

وجدت أننى قدمت ما استطعت من هذه المفاهيم خلال ندوات علمية طوال عشرات السنوات الماضية (1)، لكن فى مجتمع محدود، وبآليات تقنية أحدث تسمح بالحركة والتحريك، ويرجع الفضل فى تشكيلى للمعانى فى صورة وحركة إلى محاولة إتقان هذه الوسائل بفضل تشجيع الابن والأخ أ.د. جمال التركى، ثم بفضل كرم عمنا “جوجل” جزاه الله عنا خيرا، إلى أن ووجهت الآن أن كتابة هذه الأفكار – برغم أنها ترجمة لمعايشة حياتيه يومية – بالألفاظ على الورق إما أن تسطِّحها أو أن تجعلها ماثلة تجريدية ساكنة على غير ما أقصد بتوصيلها.

وقد اقترحت الابنة د. نجاة انصورة من ليبيا فى بريد سوف ينشر الجمعة القادمة، أن أقدم هذه المفاهيم بنفس الآليات التى قدمتها فى الندوات وهى : استعمال برنامج الباور بوينيت (Power Point) وأيضا الاستعانة بما تيسر من صور متحركة (انيماشن Animation) من عمنا جوجل، فوجدت أنه اقتراح جيد جدا، لكننى لم أستطع أن أخرجه إلى حيز التنفيذ على مستوى النشرات، اللهم إلا بإشارات محدودة إلى روابط فى الموقع، وخطر لى أننى لو أتاح لى ربى نشر هذه الأعمال فى طبعة ورقية فقد يكون من المناسب أن أرفق بكل كتاب قرصا مدمجا “سى دى” كشارح مساعد.

فجأة قلت:

وماذا لو أجرب اليوم أن أكمل تقديم مثل حى أمارسه على أرض الواقع مع عامة عامة الناس منذ حوالى نصف قرن، ماذا لو قمت بتوضيح حركية الوعى فى العلاج الجمعى بصور  – برغم افتقارها للحركة – من تلك الندوات التى قدمت فيها ما يجرى بواسطة شرائح “الباور بوينيت” ثم نرى مدى الفرق وطبيعة الاستجابة، مِمَّن يهمه الأمر؟؟ (2)

ما علينا: سوف أقوم بتقديم صور متلاحقة أمِلاً أن تُـعَبـِّر عن عُشر معشار ما كانت توصِّله حين كانت الفرصة متاحة لمشاهدتها متحركة على الشاشة،

 وفيما يلى بيان بتسلسل الفكرة حتى أرحم الصور من أن تُشَوَّه بالاختزال أو تُـتَّـهم بالغموض: .

1)   إن المخ البشرى هو أمخاخ متعددة، وتاريخ حى ممتد.

2)   إن المخ البشرى هو حديقة حيوان/أحياء: متراتبة ومتبادلة ومتجادلة.

3)   إن “الوعى” الفردى ليس فرديا تماما، حتى لو لم يوجد “آخر” يتبادل معه الحركية:

 وهو ليس مجرد ما هو “ضد اللاوعى”.

ولا هو ما يترادف مع الصحو.

 ولا هو مجرد وسيلة نتعرف بها على المكان والزمان والأشخاص.

 ولا هو مجرد مجمع نشاط لجهاز فسيولوجى تشريحى ممتد. (3)

4)  إن الوعى يشتمل ليستوعب بطريقته: كلَّ شىء نفكر فيه أو ندركه أو نعيشه دون ضرورة تحديدهِ ظاهراً مرموزا.

5)  إن الوعى البينشخصى هو : كيان يتكون باستمرار خارجنا إذْ يتخلّق من حركية الجدل النيوروبيولوجى، ويظل متداخلا ومتفاعلا نابضا مع مستويات الوعى الشخصى لأى “نص” حىٍّ آخر.

6)   إن المراحل التى تمر بها حركية الوعى فى العلاج الجمعى هى :

1-   مرحلة التساؤل  والتعارف والحذر والتردد،

2-    مرحلة تنشيط الوعى البينشخصى الثنائى ثم المتعدد الأطراف،

3-    مرحلة تخليق الوعى الجمعى من كل هذا.

7)  إن هذا التواصل يستمر ويتنوع دون رصد محدد، ثم هو يتكاثف ويتصاعد حتى يتخلق وعى جدلىّ مشترك للمجموعة ككل .

8)  ثم تتواصل حركية (برامج) “الدخول والخروج” من الوعى الشخصى إلى الوعى الجمعى المتكوّن، وبالعكس، مرورا طبعا بالوعى البينشخصى ويستمر ذلك طول الوقت.

9)  إن الوعى الجمعى لا ينمو على حساب أى من الوعى الشخصى والوعى البينشخصى، بل إن برنامج الدخول والخروج يتواصل فيما بين المستويات الثلاثة باستمرار باستمرار .

10)  إن كل ذلك هو بمثابة نوع من “التناص الآنى” الذى هو تشكيل إبداع حيوى جديد: (نصٌّ بشرىٌّ بديع يتخلّـق:) من إبداع حيوى يتجدد” وبالعكس: ذهابا وجيئه طول الوقت.

11)  إن التمسك المطلق (تقريبا) بمبدأ “هنا والآن” يساعد باستمرار على اضطراد هذه العملية فى مسارها الصحيح .

12)  مرة أخرى: إن كل ما يجرى فى البنود السابقة هو نوع من التناص: الذى هو فى عمقه نقد إبداعى للنص البشرى، لا يقوم به المعالج كناقد والمريض كنص، وإنما تقوم به كل النصوص البشرية المشاركة فى إعادة تخليق بعضها البعض نقدا (إبداعيا).

13)  إن مجرد تكوين الوعى الجمعى يستحضر تلقائيا دوائر الوعى الموجودة والممتدة خارج أفراد المجموعة إلى مركزها، ثم من مركزها إلى دوائر ممتدة من خلال وعبر شخوصها، ومن الوعى الجمعى المتكون جميعا منها وإليها ذهابا وجيئة، بشكل خفى، لكن متصاعد متمادٍ.

14)  إن هذه العملية حين تبدأ انطلاقا مما تكون فى المجموعة وبالمجموعة تمتد تلقائيا إلى ما بعدها مما قد يمكن تحديده أحيانا فى دوائر متزايدة فى الاتساع والإحاطة بما فى ذلك أن يتواصل امتداد دوائر الوعى إلى دورات  الإيقاعحيوى للطبيعة، فإيقاع الكون، إلى وجه الحق تبارك وتعالى.

وبعد:

فماذا إذن عن علاقة كل ذلك بالطبنفسى الايقاعحويى الذى ينبنى أساسا على الإيقاعحيوى والابداعية الحركية فيما بين البشر إلى أصلهم وغايتهم بما فيهم المريض والمعالج؟؟

عموما سوف نرجع إلى ذلك مرارا وتكرار.

(رجاء: إذا استطاع خيالك أن يشاهد هذه التشكيلات وهى تتحرك أكون شاكراً)

18-4-2016_2

****

18-4-2016_3

****

18-4-2016_4

****

18-4-2016_5

****

18-4-2016_7

****

18-4-2016_8

****

18-4-2016_9

****

18-4-2016_10

****

18-4-2016_12

****

 

[1] – الندوات العلمية الشهرية التى تعقدها جمعية الطب النفسى التطورى بدار المقطم للصحة النفسية منذ سنة 1974.

[2] – يا خبر!! يبدو أننى تناسيت أن عددا قليلا جدا قد “يهمه الأمر”، وأن من هذا العدد يوجد عدد أقل قد يعقب على فرق ما وصله من رسائل).

[3] – Ascending Reticular Formation

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *