الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (232) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (232) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس : 7-4-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3142 

mahfouz 2

ص 232 من الكراسة الأولى

  7-4-2016_1

 بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

الرحمن علم القرآن

العلم نور والمعرفة بهجة

الحسنة بعشرة أمثالها

كل نفس ذائقة الموت

       نجيب محفوظ

              1/10/95

 

   القراءة:

صفحة اليوم ليس فيها جديدا(1) إلا جملة واحدة هى “الحسنة بعشرة أمثالها”، ثم إضافة صفة جميلة للمعرفة بعد تذكيرنا بأن العلم نور، وقد سبق أن جاء فى تداعياتى حين وردت عبارة “العلم نور” (صفحة التدريب رقم (82) عدد1763، نشرة: 28-6-2012)، أنْ أثبتُّ كيف اختلفت مع شيخى حول تقديس العلم وكنت قد أثبت مناقشتنا حول هذه النقطة التى كانت خلاصتها كما وردت فى كتاب “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” أثبتها كما فى المقطع التالى:((2)

…….

“….. ثم قلت له: ‏أنت أديب مبدع رائع، تعطى ‏للعلم‏ فى حدود ما شاع عنه من عقدين أو ثلاثة أكثر ‏مما‏ ‏يستحق‏، وتنتطر منه أكثر مما يَعِدْ، كما أبنتُ له ما يصلنى من أن العلماء الأقدر على الإضافة الآن، ‏ يأملون فى توسيع دائرة حركتهم المعرفية ‏ ‏بالنهل‏ ‏من‏ ‏مناهج وروافد‏ ‏الفن‏ ‏والأدب‏ ‏والإيمان، ثم إن المناهج العلمية الأحدث تتحدى الآن ما أصبح يسمى الكنيسة العلمية، يتجلى ذلك خاصة بالنسبة للعلوم الكموية الأحدث، والعلم المعرفى الأحدث أيضا، لم أكن قد قرأت له بعد مقالى القصير “أينشتاين شاعرا”…الخ(3)

وحين قرأت هذه الإضافة اليوم وهو يضيف إلى عبارة “العلم نور” أن “المعرفة بهجة”، لم أستقبل “العلم نور” هذه المرة فى نفس سياق تقديسه للعلم عامة، بل استقبلته علما آخر لعله هو ما يصلنى حاليا وأنا فى صحبة مولانا النفرى، فمادام الله سبحانه هو نور السماوات والأرض فإن العلم حين يكون نورا لا يعود بالضرورة على العلم المؤسسى المغلق الممنهج، حتى أننى تصورت أن شيخنا حين يضيف هنا كيف أن المعرفة بهجة ربما قبل ولو نسبيا ما دار فى نقاشنا عن العلم المعرفى والمناهج الجديدة المفتوحة على الإبداع الفنى والإيمان فرحت أحمد الله وكأنه يطمئننى إلى ما وصلنا إليه، وأنه يمكن أن يوافق عليه ولو من حيث المبدأ، وهو بهذا يجعلنى أتساءل الآن هل النور الذى يصلّ إلىّ منه ومن مولانا النفرى هو علم أم معرفة، فليكن هو نور المعرفة، وهو هو علم نور السماوات، والأرض، والعقل، والقلب، والوعى، والوجدان.

ثم إنى حين عدت إلى صفحة التدريب رقم (162) انتبهت إلى ما كتبه هناك قبل عبارة “العلم نور” حيث كتب ما يؤكد علاقة العلم بالنور الذى غمرنى منه الآن ، وكانت تداعياتى المسجلة فى اتفاق مع  ماوصلنى اليوم (4). فقد سبقت عبارة “العلم نور” هذه العبارة:

“….. أن النور القادم من الغيب هو “يضئ المشارق والمغارب”

أما الجملة التالية اليوم وهى: “الحسنة بعشرة أمثالها” فقد شعرت أنها دعوة منه أن أرجع إلى الآية الكريمة: “مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ” الأنعام الآية”:160، ويتضاعف كرم ربنا فى قوله: “مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”البقرة الآية: 245، ثم بالمضاعفة أكثر فأكثر فى قوله “مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” البقرة: الآية: 261.

ولا أجد ما يقنعنى من التفسيرات المتاحة فأرضى بما وصلنى من كرم ربنا وعفوه ، وأعرف أنه آن الآوان أن ننتبه إلى الحد من المبالغة فى الترهيب على حساب الترغيب كما شاع أخيرا.

أما الجملة الأخيرة الجديدة: “كل نفس ذائقة الموت” فقد أوقفتنى اليوم عند فكرة تذوق الموت، فهل للموت طعم، وأتذكر ما سبق ذكره(5) فى تداعياتى على صفحة التدريب رقم (6) قائلا:

“…..أن الأستاذ لم يكن أبدا واجلا متى يأتيه الموت، وما زال يتردد فى أسماعنا حديثه المذاع مرئيا، والمسجل منذ سنوات من أنه يحب الحياة، ويحب الناس، ويحب الموت، وما جاء فى هذه النشرة اليوم من ذكره كيف أنه يحب البقاء قريبا من الله”.

وفى تداعياتى على صفحة التدريب رقم (29) الكراسة الأولى قلت(6):

“….رأيت هذه الشجاعة، شجاعة مواجهة الموت، فى شيخى ليس فقط فى تصرفه بعد محاولة اغتياله، ولكن فى ترحيبه بلقاء ربه لدرجة أن يحب الموت طريقا إليه سبحانه وتعالى، أنا لم أسمعه شخصيا وهو يقول مثل ذلك إلا تعقيبا على تصريح فرانسوا متران وهو يتكلم عن شعوره (متران) لو فوجئ بعد موته (كان ذلك بعد أن حكيت للأستاذ تصريح متران وهو ينتظر الموت بعد إصابته بالسرطان انظر(7) حين عقب شيخى على أن الخلود بجوار المحبوب (رب العالمين) مهما طال لا يبعث الملل كما صرّح متران، أضف إلى ذلك تصريحه فى برنامج تكررت إذاعته وهو يقول ما معناه أنه فى هذه الفترة المتأخرة من حياته يحب –ضمن ما يحب- “الموت”، وهو المعنى الذى ورد على لسانه وهو يعدد مواضيع حبه قرب النهاية ومنها “الحياة” وكذا “الموت”.

هذا موت آخر له مذاق آخر وقد اطمأننت أكثر وكأنه يتابعنى فى تنظيرى حول الموت وعن طبيعة الموت:(8) وقد كانت فروضى كالتالى:

“…ولعل هذا يدعم الفرض الذى وصلت إليه مؤخرا عن طبيعة “الموت” وكيف أنه يمكن أن يكون نقله من الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى إلى وجه الله، ولعل هذا هو ما أشرت إليه أولاً، وودت لو تجنبت الخوض فيه إلا أنه شديد الارتباط بحركية الوعى الجماعى الذى عاينته فى العلاج الجمعى، وفى العبادات الجماعية، وفى السعى الصوفى الإبداعى، وفى غير ذلك مما لا أعرف”.

وفى نشرة أخرى فى حوارى مع مولانا النفرى خاطبت مولانا قائلا(9)

“اعتبرت الموت يا مولانا “إعادة ولادة” نعرف عنها ما وصلنا عنها ونأمل فيها أفضل مما يلوح منها وحولها.

ثم اعتبرت الموت يا مولانا “أزمة نمو”  بمعنى أنه نقلة نوعية مثل أزمات النمو الثمانية التى وصفها العلماء أثناء رحلتنا النمائية التى لا نعرف عن أزماتها ما يكفى اللهم إلا أزمة المراهقة وإلى درجة أقل أزمة منتصف العمر، أما أزمة الولادة كأزمة نمو، وأزمة الموت كأزمة نمو فهما أبعد عن علمنا وربما عن معرفتنا إلى أن ينكشف لنا ما تيسر من أى منها”.

نعم يا شيخى الجيل : كل نفس ذائقة الموت هكذا (غالبا).

[1] – ما تم نشره سابقاً: -الرحمن علم القرآن:  ورد هذا النص صفحة التدريب رقم (15) نشرة  18-2-2010 ، وأيضا فى صفحة التدريب رقم (47)، نشرة 1-12-2011، وصفحة التدريب رقم (54) نشرة 19-1-2012 ، صفحة التدريب رقم 55، نشرة 19-1-2012، وصفحة التدريب 55، نشرة 26-1-2012 ، صفحة التدريب 65، نشرة 15-3-2012

وأذكر أننى ناقشتها بالتفصيل فى صفحة التدريب 54 ، نشرة 19-1-2012

– العلم نور: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (82) بتاريخ: 23-4-1995، نشرة 28 – 6 – 2012 ، وأيضا صفحة التدريب (99)بتاريخ 5-5-1995،  نشرة 18-10-2012

[2] – جاء فى نشرة: 18-2-2010 (فى شرف صحبة نجيب محفوظ)

[3] – الأهرام: 30-5-2005

[4] – نشرة: 17-7-2014 صفحة التدريب رقم (162)، “العلم نور، والمعرفة أنوار”

[5] – نشرة : 14-1-2010 ، صفحة التدريب رقم( 6) الكراسة الأولى

[6] – نشرة 14  -7- 2011 ، صفحة التدريب رقم (29):

[7] –نشرة14-1-2010 الحلقة السادسة فى شرف صحبة نجيب محفوظ

[8] – نشرة : 4-11-2013

[9] – حوار مع مولانا النفرى (16) نشرة: 23 -2-2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *