الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (21) Biorhythmic Psychiatry كتاب قديم وإعادة تنظيم

الطبنفسى الإيقاعحيوى (21) Biorhythmic Psychiatry كتاب قديم وإعادة تنظيم

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 19-3-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3123

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (21)

Biorhythmic Psychiatry

كتاب قديم وإعادة تنظيم

وقفة (كالعادة):

لم يبق إلا تسعة أشهر وبضعه أيام وتدخل هذه النشرة اليومية العنيدة عامها العاشر، وأنتهز هذه المناسبة فى وقت باكر جدا قبل إتمامها العام التاسع، لأشكر الزميل والابن الصادق الصدّيق أ.د. جمال التركى على مؤازرته وصبره ومثابرته وتشجيعه ليس فقط بالنسبة لهذه المحاولة الدؤوب وإنما لكل ما يأتى وما يَذَر، بارك الله فيه وجزاه عنا خيرا، أنتهز الفرصة لأعفيه بوضوح أن يكرر طبيته وكرمه التى قام بها مشكورا العام الماضى لأسباب سبق أن أوضحتها له، هذا إنسان نادر يطمئنى مجرد وجوده – ووجود أمثاله طبعا، إن وُجِدوا – يطمئننى على أن هذا الكائن البشرى المعاصر المتمادى فى الاغتراب، يمكن فى نهاية النهاية أن يقاوم التهديد بالانقراض الذى يقترب أكثر فأكثر كلما تمادى فى إهدار نعم الله عليه وتشويه فطرته.

المهم ونحن فى العام التاسع انتهت النشرة إلى أن تقسم وقتها كالتالى: ثلاثة أيام لواجبى “الأساسى فى الطب النفسى”، ويوم لصحبة شيخى محفوظ استزيد من تداعى ما طفى على وعيه بالصدفة البحتة، ويوم لأنوار مولانا النفرى لعل وعسى، ليتبقى يومان أحدهما لبريد الجمعة، والآخر (الثلاثاء) يظل حرا يتسابق عليه ما يشاء ومن يشاء ليخفف جرعة الطب النفسى والغموض الحدسى.

ونسأل الله بعض الثبات لمدة أطول.

مقدمة

الحمد لله أن ظهرت الحاجة إلى نشر النظرية التطورية الإيقاعية بشكل أكثر تماسكا وتكاملا لتوصلنا إلى الطبنفسى الإيقاعحيوى الذى آمل أن أتمكن  أن أظهر من خلاله كيف أنه يحتوى قدرا أكبر من معالم ثقافتنا الأصل بأبعادها الإنسانية واللغوية والتاريخية والإيمانية، وأن تتاح لى الفرصة من خلال تقديم الأمراض والحالات والخبرات تباعا.

الذى تبقى من الفصل الأول – الافتراضات الأساسية – فى كتاب “الأساس فى الطب النفسى”  (وقد بلغ هذا الفصل 341 صفحة A4) الذى تبقى هو كلمة عن صورة الجسم وصورة الذات ومخططهما، ثم منهج الفحص الإكلينيكى فى المقابلة (المناظرة) وجدوى “الصياغة”  الختامية التى أعتبرها أهم من التشخيص فى التخطيط العلاجى.

 أما صورة الجسم والنفس وتركيبتهما فسوف أستأذن الثلاثاء الحر أن ينزلا فى نشرتين متتاليتين قريبتين، أما المقابلة الإكلينيكية والتقييم النفسمراضى فقد يكون الأنسب أن يلحقا بالطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى وليس بالأساس فى الطب النفسى.

وبعد

ثم نعود للطبنفسى التطورى من مدخل التصنيف والتشخيص كما وعدنا فى نشرة الثلاثاء الماضى.

حين رحت أبحث فى أوراقى وجدت أصول هذا الفصل قد كتبت فى كتيب مستقل بالانجليزية سنة 1990 و قد حدثتها سنة 1992، وقد وجدت هذا الكتيب كاملا فى أوراقى ويصلح ليكون الأصل الذى ننطلق منه، وآمل أن تتاح لى الفرصة أن ألحُق به أولا بأول ما استحدث عن النظرية التطورية الإيقاعية، من ثم الإنارة الممكنة من منطلق الطبنفسى التطورى.

هذا الكتاب الذى عثرت عليه هو – كما قلت – بالانجليزية فقط، وهو يذكرنى بالوعد الأصلى حين بدات كتابى “الأساس فى الطب النفسى” بناء على ضغط زملائى الأصغر، أن يكون ثنائى اللغة، وهو نفس الوعد الذى ألمحت إليه مع الابن أ.د. جمال التركى والدكتور سليم عنابى فى صفاقس فى تونس (نشرة 16-5-2008) و(نشرة 20-12-2009) حتى وصل الطموح بهما أن يكون ثلاثى اللغة ( بوعد أن تضاف نسخة بالفرنسية)، وأرجو أن يكون المتابع قد لاحظ التزامى فى البداية بالنشر باللغتين الانجليزية والعربية، لكننى سرعان ما فضلت أن أنطلق بلغتى فقط فهى مصدر معارفى وجوهر ثقافتى رافضا أن تعطلنى الترجمة أولا بأول.

مازلت غير نادم على هذا الانطلاق بلغتى، ومن يريد أن يترجم ما يرى أنه يستحق فعليه أن يبذل الجهد وهو إذا فعل مشكورا: لابد أن يتيح لنا فرص فخرنا بلغتنا وثقافتنا، وأنا أعرف بعد تسع سنوات أن هذا قد لا يحدث ولو بعد تسعين سنة، لأن الذين يتابعون اجتهادى حاليا وهو خالص بالعربية هم قلة نادرة، فما بالك باحتمال أن يقرأه من يرى أنه يستأهل الترجمة، وأنا غير نادم على انفراد العربية بما نشر فى الكتاب دون الانجليزية حتى الآن، وسوف أواصل نفس النهج – غالبا – فى هذا الكتاب اللاحق “الطبنفسىى الإيقاعحيوى”.

ثَمَّ اقتراح قفز إلىّ وهو ألا أحرم الذى يفضل القراءة بالانجليزية لأسباب يراها أن أنشر له بعض ما هو مكتوب و19-3-2016_1جاهز فعلاً بالانجليزية ولو فى الهامش، ولو كملحق أحيانا بين الحين والحين إذا لزم الأمر، مع إضافات تحديث يسيرة، ودعونا نجرب اعتبارا من اليوم.

كان عنوان الكتاب القديم (الذى لم ينشر ولا إلكترونيا)

هو كالتالى:

وبالرغم من التحديد فى العنوان أنه “وجهة نظر مصرية” إلا أننى وجدت فى نص مقدمته ما يؤكد أن كلمة مصرية إنما تعنى عندى “مصرية عربية إسلامية إيمانية”

 وسوف أكتفى اليوم بالفقرة الأولى من المقدمة التى جرجرتنى إلى أن أعثر على تفسير لوجهة النظر هذه ورد فى ورقة أخرى لى كنت نسيتها، وهى ما جاء ذكرها فى المقدمة (انظر حالا).

مقدمة الكتاب:

سوف اثبت نص هذه الفقرة فى الهامش بالانجليزية كما أشرت فى المقدمة(1)

عنوان الكتاب:

مدخل تركيب نمائى لتقسيم وتشخيص الأمراض النفسية

(وجهة نظر مصرية)

أهــــــداء

إلى زملائى الأصغر الذين لم تتح لى الفرصة أن أعرض

عليهم أغلب ما كان ينبغى أن أعرض

مقدمة (الكتاب القديم):

……فى الندوة الإقليمية للجمعية العالمية للطب النفسى بالاشتراك مع الجميعة المصرية للطب النفسى (التى عقدت فى الفترة من 16 يناير إلى 18 يناير سنة 1992)، قدمت ورقة بعنوان “مستويات التكامل النفسى: رؤية إسلامية” ولم تكن لها علاقة بما هو شائع عن ما يسمى “الطب النفسى الإسلامى، بل أنها كانت فى واقع الحال محاولة لتقديم كيف أن دينى – مثل أى دين لم يتَشوه – يمكن أن يكون قناة معرفية لها حضورها فى طريقة تكوين المفاهيم الأساسية فى مجال تخصصنا كما فى غيره، وكان لذلك علاقة بأطروحة سابقة لى عن تأثير لغتى العربية، كتركيب معرفى أصيل (2)، هو أساس جوهر ممارسة الطب الفنسى فى ثقافتنا تأكيدا على أن كلا من الدين واللغة يمثلان بنية جوهرية لها تأثيرها المميز على الممارسة الإكلينيكية فى فرعنا خاصة، وهو ما اعتبر المحور الذى تدور حوله مجموعة هذه “الأوراق” (الأطروحات والفروض والملاحظات التى وردت فى الكتاب).

وقد وصلنى استقبال المجتمعين فى المؤتمر لهذه الورقة متناقضا مع ما كنت انتظره، ففى حين استقبلها رهط من الضيوف الأجانب المشاركين بتقدير وجهة النظر التى قدمتها فإن أكثر المشاركين العرب وبما فيهم المصريين قد أساءوا تلقيها واختزلوها إلى ما لم اقصده أصلا، ولابد أن أعترف أن هذا يرجع إلى خطئى شخصيا حين حبست افكارى بعيدا عن تناولهم فيما عدا قلة من الطلبة (الدراسات العليا بالذات) الذين يتصادف أن يحضروا لى محاضراتى ومروراتى الإكلينيكية ولقاءاتى العلمية.

وبعد

الذى تعجبت له فى هذه الفقرة من المقدمة هو أننى الآن – بعد ربع قرن – كنت قد نسيت هذه الورقة عن مستويات التكامل النفسى وجذورها فى الفطرة الإيمانية، مع أنه يبدو لى أنها كانت حافزا لأكتب هذا الكتاب لأخفف من بعض تقصيرى فى توصيل الرسالة إلى أصحابها.

رحت أبحث عن هذه الورقة كما ورد عنوانها بالانجليزية فى كل ملفات حاسوبى، ولم أعثر عليها، وسألت عنها زملائى الذين كانوا مسئولين عن هذا المؤتمر فلم يعطونى ما يفيد، لكننى وجدت صورة لها بالعربية مخزونة فى حاسوب قديم (كنت أيامها استعمل ماكنتوش (آبل) وليس  IBM)  ويبدو أنها تقطعت حين ثم نقلها إلى حاسوبى الـ IBM  هكذا جاءت ناقصة، لكن كان ما عثرت عليه كافيا للغرض الذى قصدته من الإشارة إليها حيث جاء فيه ما يلى:

أولاً: الاعتراف الكامل بعلاقة فكرى – بما فى ذلك النظرية التطورية والطبنفسىى الإيقاعحيوى – بلغتى ودينى وإيمانى.

ثانياً: أن هذا الاعتراف لا يعنى انتمائى إلى ما يسمى “الطب النفسى الإسلامى” الذى لا أمل من التحذير من احتمال الانسياق عبره وراء ما يسمى التفسير العلمى للنص المقدس بوجه خاص.

ثالثا: التأكيد على أننا إذا أردنا أن نطبب ونبدع أو ننقد أو نتحاور فلابد أن نبدأ من استلهام ثقافتنا (خاصة الدين والإيمان واللغة) لعلها تلتقى بعطاء الثقافات الأخرى من نفس منطلقهم من ثقافتهم.

هكذا: رأيت أن أخصص نشرة باكر لما وجدته فى هذه الوقة الناقصة، وهى النسخة العربية وليس الأصل بالانجليزية، ذلك أننى اعتبرتها تقدمه مناسبة لكثير مما سيرد فيما يسمى “الطبنفسى الإيقاعحيوى”.

ثم إنى أرجو أن يكون فى تقديم هذه الورقة القديمة ما يسجل مرحلة هامة من تفكيرى الذى آمل أن يتبلور ويتجدد أكثر فأكثر  بهذا التجديد والتفصيل فيما يسمى “الطبنفسى الإيقاعحيوى”.

[1] – Dedication

To my junior colleagues whom I had no chance to put forward under their attention most of what I should have done.

Yehia El Rakhawy                                                                                                            

Introduction:

During the WPA and EPA regional symposium (January 16-18 1992 Egypt) I have introduced my paper about “levels of psychic integration: an Islamic orientation”. It was not the least related to what is currently known as Islamic psychiatry or healing by faith. As a matter of fact it was introducing how our religion, could be a way of cognition that may influence our mode of conceptualization. This has been also related to my former thesis about the influence of the Arabic language, as a structure, on our psychiatric practice. How both religion and language as profound structures can influence basic conceptulization related to clinical practice is the core of these collected papers.

The feed-back of that paper was unexpectedly contradictory. While some many guests appreciated the point of view introduced, many of my Arab and Egyptian colleagues have misinterpreted the paper and reduced it to what they believe it should say, rather than what it actually introduced.

I found it my fault to keep my ideas out of reach of my colleague apart from very few students who happen to attend my lectures, clinical rounds or seminars.

[2] – يحيى الرخاوى: “مخاطر الترجمة‏ ‏بين‏ ‏تسطيح‏ ‏الوعى ‏واختزال‏ ‏المعرفة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *