الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (92): حول: “موقف القوة” (4)

حوار مع مولانا النفّرى (92): حول: “موقف القوة” (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 9-8-2014

السنة السابعة

العدد: 2535

 

حوار مع مولانا النفّرى (92)

حول: “موقف القوة” (4)

عن القوة والقدرة والشرك والانتساب

وقال مولانا النفرى فى “موقف القوة”

   وقال لى:

لن تركب القوة حتى تتفرغ لى من سواى.

 فقلت لمولانا:

أرجعتنا يا مولانا إلى موقف القوة، فكأنما وصلتـْـنى دعوة لأن أعيد تعميق الوعى إلى ما انتبهتُ إليه فى معظم المواقف التى عشتها فى رحاب ما استلهمتـَه منه يا مولانا، فإذا بى أتأكد أن ما بها من إنارة تكشف لنا “الشرك الخفى” ربما كان هو الاتجاه الغالب فى كثير مما وصلنى.

 نعم هو إصرار شديد الوضوح على تعميق وتوضيح وتأكيد  أنه “لا إله إلا الله”، تلك الشهادة المحورية التى لا تـُبنى حياة إنسانية حقيقية  إلا بها وحولها،

ونحن لكى نعيشها بحق، نحتاج إلى مواصلة الكشف عن كل احتمالات ما ينحرف بنا بعيدا عنها تحت أية دعوى، حتى لو بدت لا علاقة  لها بها، حتى لو زُيــِّـفتْ بما هو بديل عنها، فهو ينبهك يا مولانا، فتنبهنا، بكل رحمةٍ وإنارةٍ إلى ما يجنــّبـُنا كل أشكال الشرك، ومصائد الاغتراب، وألاعيب السهو.

الذى وصلنى ويصلنى مجددا اليوم عن “القوة” هو أن القوة: هى: حضور فاعل، ووعى قادر،

لا يكفى الحضور ليكون حضورا إلا  أن يكون قدرة فاعلة إليه.

ولا يكفى الوعى ليكون بصيرة إلا أن يكون وعيا  بواحديته، بلا ذرة من شرك: ظاهر أو خفى.

ركوب القوة هو حذق استعمال القدرة فى موقعها،

هذا يحتاج إلى توحيد بلا حدود، توحيد يتجلى فى أن نتفرغ له دون سواه،

هو توحيد يكون كل شىء به وله، فيكون  كل فعل وكل قصد وكل عائد هو سبيل إليه وليس بديلا عنه.

 التفرغ له ليس استغناء عن غيره، ولا انسحابا من الوسائل، التفرغ يكون بأن يـُسَخَّـر كلُّ ما عداه ليكون وسيلة  إليه.

هذا بعض وما صلنى فى نفس الموقف “موقف القوة” وأنت تبلغنا أنه “قال لك” أيضا فى نفس الموقف،

وقال لى:

“إن لم تنتسب إلى نسبى لم تنفصل عن نسب سواى”

فيصلنى يا مولاى من جديد تحذيرٌ من شركٍ آخر، فالنسب إلى نسبه تكريم أكبر، ورضا أعمق، وحب أصدق، وضمانٌ أمتن

معنى أن ننتسب إليه هو أن نكون منه إليه دون غيره، فلا شرك!

النسب إليه يحمينا من الشرك به، ومن تسحـُّب المكاسب أو المغانم أو  النجاحات بديلا عنه، الانتساب يامولانا علاقة أساسية أصلية جوهرية يتشابك بها ومعها كل ما يأتى بعدها منها أو إليها بما هى، ويـُختبر نجاحنا في ذلك بقياس أى احتمال انتساب إلى ما سواه، ونحن نتصور أنه إليه دون أن يكون كذلك، ولكى يكون كذلك لا بد أن تتوجه أسهم كل انتساب آخر نفس الوجهة، فيتسلسل كل انتساب فى تتابع أو تنافس أو تضافر  إليه،

فلا يكون نسب إلا نسبه، فى نهاية الأمر،

لا يفصلنى عن نسبٍ إلى  سواه أن أستغنى عن سواه، فهذه خدعة أخرى، وإنما الذى  ينقذنى من خفاء الشرك بالانتساب إلى سواه:هو أن أخلص الانتساب إلى نسبه هو تماما ودائما، فهو يقول لك يا مولانا فى نفس الموقف تأكيدا لما وصلنى:

                                    نسبُ السِّوى من السِّوى

النسب الحقيقى إليه هو الخالى من أى نسب آخر، من أى نسب إلى سواه،

 وحتى إذا بدا السوى مسلسلا إليه، ساعيا فى اتجاهه، فلا بد من التأكد أنه ليس إلا حلقة فى الطريق الصحيح، متى صدق النسب إليه،

 فيظل نسب السوى من السوى وإلى السوى، إلا أن يكون إليه، فلا يكون نسبا أصلا إلى السّوى.

هذا طيب

وصعب جدا

الحمد لله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *