الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (229) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (229) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 17-3-2016

السنة التاسعة

 العدد: 3121 

Dr.Yehia and Naguib Mahfouz smile

صفحة  229 من الكراسة الأولى

17-3-2016_1

بسم .الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

الجمال   العذاب   الهوان   الغضب

الكبرياء الجبروت الدكتاتور الخطّاء

والخطأ القاتل الحساب المساواة القانون

الضرورة الهجرة اللولؤ المرجان الجنة

الجحيم الأهوال .. الذل الضرب العدل

الاستكانة      اليأس     الموت – المخلص

من الكروب

      نجيب محفوظ

            28/9/1995

    القراءة:

هذه صفحة جديدة عجيبة، فقد اعتدنا أن نواكب ما يطفو على وعى شيخنا كل يوم كيفما اتفق وهو يتراوح بين جملة قصيرة أو اقتطاف محدود، أو اسم أغنية، أو ذكر أحد الأعلام، أو جنين قصة حلم، أو بيت شعر قديم، أو جديد، أو حكمة هادية، أو تنفيث محدود.

ثم إنى فوجئت الأسبوع الماضى نشرة 10-3-2016 صفحة (228) بجمل كدت اعتبرها قصة قصيرة ناقصة جدا، ثم عدت فاعتبرتها مبتدآت تبحث عن خبر لها، وقياسا على ما نعمله فى العلاج الجمعى ونسميه “مينى دراما” أو ألعاب علاجية، دعوتُ أصدقاء الموقع لإكمال هذه المبتدآت بخبر من عندهم بسرعة، وكيفما اتفق (كما نفعل فى العلاج الجمعى)، وفعلا استجاب صديق واحدٌ كتابة، وربما استجابت ندرة بينهم وبين أنفسهم ولم يخطرونى بالمحاولة، ومع أننى فى نفس النشرة كنت قد بدأت التجربة بنفسى، وسجلتها ضمن تداعياتى.

اليوم فوجئت أن التفكيك تعدى ذكر المبتدأ بلا خبر إلى ما يشبه الاختبار الذى وضعه “كارل يونج”، وقد أشرت سابقا إلى دهشتى من علاقة شيخنا بفرويد واحترامه الشديد لإنجازاته، مع أن فكره (فكر الأستاذ) وفلسفته أقرب كثيرا إلى كارل جوستاف يونج، الاختبار الذى وضعه هذا الأخير يعتبر نوعا من الاختبار الإسقاطى، وقد اسماه “التداعى على الكلمات”(1)وحين فوجئت اليوم بهذه الكلمات غير المترابطة – بقصدية عفوية!! طبعا – وعجزت عن أن أجمع بعض الكلمات المتجاورة إلى بعضها لتصلنى منها أى رسالة وفشلت، قلت أُبَاعِدُ الكلمات عن بعضها البعض، وأجعل كل كلمة فى سطر مستقل وأتركها للأصدقاء يمارسون هذه المرة اختبار يونج (التداعى على الكلمات) لكننى تراجعت

ثم تساءلت عن علاقة هذه الكلمات هكذا بلعبة الكلمات المتقاطعة التى تنشر فى المجلات (أو الصحف) والتى أتعثر فيها فى مجلتى المفضلة “ميكى”، وأنا لا أعرف قواعد هذه اللعبة، ولا أحبها، إلا أننى استشهدت بها وأنا أقارن تدريبات شيخى للعودة إلى الكتابة بتدريبات أستاذى المرحوم أ.د. أبو شادى الروبى للعودة إلى النطق بعد إصابته بجلطة فى المخ (2)

المهم، قلت أكمل تداعياتى اليوم بأكثر من واحدة(3): كيفما اتفق مثلا:

(1) بعض كلمات متجاورة متعلقة ببعضها:

  • “اللؤلؤ المرجان” أو
  • الجنة الجحيم” أو
  • “الكبرياء الجبروت الدكتاتور”

(2) كلمات شديدة التباعد، لكنها وردت بجوار بعضها، مثل:

  • “الجمال العذاب”
  • “القانون  الهمة”

(3) كلمات تصلح لتشكيل قصة:

  • “الذل” “الضرب” “العدل” “الاستكانة”

(4)  كلمات بدت مقابلة بالعكس مثل “الجنة” “الجحيم” لكنها لم توصّل لى رسالة استقطابية لأن الاستقطاب (إما…… أو) هو أبعد ما يكون عن فكر شيخنا، وبالتالى هو بعيد عن طَفْو وعى شيخنا.

 ثم حضرتنى ذكرى طفلية قديمة جدا، فقلت أثبتها كدليل على معنى “تداعيات” على “تداعيات”: تذكرت لعبة كنا نلعبها فى القرية ونحن أطفال جدا لا أذكر تفاصيلها، لكن كان من ضمن خطواتها أن يقول أحد الأطفال لزميله فى اللعبة تختار “الجنة الخضرا”، ولاّ “الجنة النار”، وحين كبرت قليلا عاما أو اثنين، بزغ عندى ما يبزغ عند الطفل حول السادسة تقريبا ما يسمى التفكير النقدى (الذى نقضى عليه باكرا بكل أساليب التربية فى المدارس والبيوت والسياسة والتعصب) فرحت أتساءل طفلا كيف يكون هناك ما يسمى “الجنة النار”، وحين قرأت الكلمتين متجاورين على سطح وعى شيخنا اليوم وافقت على ما خطر لى طفلا أن هناك جنة وهمية تلوِّح بالنعيم وهى عكس ذلك، لعلها الجنة التى عبر عنها وعينا الشعبى “دى جنة من غير ناس ما تنداس”، هذا المثل أكد لى ما كررته مرارا من ضرورة دعوة من يروجون “للنفس المطمئنة” بسطحية استسلامية أن ينتبهوا إلى الآية التى جاءت قبْلَ وعد ربنا لهذه النفس أن تدخل جنته، وهى الآية التى تقول “فَادْخُلِي فِي عِبَادِي” ثم ” وَادْخُلِي جَنَّتِي”.

ثم إننى مؤخرا عشت جنات كتيرة مستوردة يمكن أن ينطبق عليها وصف “الجنة النار” جنّات مزيفة مثل: جنة  الديمقراطية الزائفة، وجنة الرفاهية الرخوة، وجنة حقوق الإنسان المستوردة المكتوبة، وجنة الحكم بما أنزل الله التى يعرضها أبعد الناس عن معرفة الله، وغير ذلك كثير.

ثم إنى أترك بقية الكلمات المتناثرة فى هذه الصفحة (إبداعا) للقارئ: تلهمه ما يشاء أسوة باختبار التداعى على الكلمات لكارل يونج حين يُطلب من المـُخـْتـَبَّر أن يقول ما يخطر له مما تثيره كل كلمة من الكلمات التى يطرحها الاختبار.

ولكن

لاحظت فى آخر لحظة أن شيخنا قد ختم الصفحة بثلاث كلمات يمكن أن تكوّن جملة مفيدة، لكننى لا أعتقد أنه كان يعنيها تماما حيث كان ختام الصفحة هو “الموت المخلِّص من الكروب” وأنا أعرف أن علاقة شيخنا بالموت هى علاقة خاصة ورائعة فيها حب ورضا وترحيب، ولم يصلنى أبدأ أنه يعتبر الموت مخلصا من الكروب، لأن شيخنا كان يحب الحياة  بنفس القدر الذى يرحب به بالموت، وأكثر.

[1] – word association

[2] – دورية نجيب محفوظ: الخطوة الأولى، العدد الأول: ديسمبر 2008، المجلس الأعلى للثقافة، نجيب محفوظ: آخر البدايات

[3] – على أن كلمات كثيرة أخرى فى هذه الصفحة  لم أستطع قراءتها أو استنتاجها من السياق كما كنت أفعل سابقا، فوضعت مكانها فى النقل لحروف الحاسوب علامات استفهام(؟؟) بين قوسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *