الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (53) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (19) التاريخ العائلى (14) الفرق بين “الموقع” و”الطور” و”الموقف” Position, Phase and Attitude

الطبنفسى الإيقاعحيوى (53) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (19) التاريخ العائلى (14) الفرق بين “الموقع” و”الطور” و”الموقف” Position, Phase and Attitude

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 4-6-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3200

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (53)

Biorhythmic Psychiatry

المقابلة الإكلينيكية (19)

التاريخ العائلى (14)

الفرق  بين “الموقع” و”الطور” و”الموقف”

Position, Phase and  Attitude

مقدمة:

يبدو أن ما توصلنا إليه حتى الآن، برغم أنه يبدو فى الظاهر تفرقة فى التسمية والترميز، إلا أنه مع تطور الفروض وفحص الظواهر النفسمراضية  تأكد أنها فروق جوهرية لا بد من تحديدها، برغم عدم تعارضها مع بعضها البعض تعارضا مخلا بالتكامل، أو معطلا للتطبيق.

ذكرت فى الأسبوع الماضى (نشرة الأثنين: 30-5-2016) مايلي:

“هذا الاختلاف ليس ثانويا، فهو نقلة تحمل قدرا أخطر من المسئولية، بقدر ما تعد بمساحة أكبر من الأمل” ثم ذكرت: “أن هذه المدرسة تعتبر هذه المواقع: مجرد أطوار مستعادة (المراحل)  فهى بمثابة محطات لها معالمها وقوتها وطبيعتها وخاصة بلغة العلاقات الخارجية والداخلية بما يسمى “الموضوع”. إلا أننى أضفت أيضا أن “… التعديل الذى يضيفه الطبنفسى الإيقاعحيوى هو : إن هذه الأطوار هى أطوار تتكرر ليل نهار(وإن لم تتميز بهذه الأسماء تحديدا) وأن لها تجليات متعددة لا ترتبط تماما بهذه التوصيفات النابعة أساسا من أسماء أمراض (شيزيدى – بارنوى – اكتئابى) فهى تشير إلى أنواع من العلاقات موجودة طول الوقت، وأخيرا نبهت : “… أن التتابع ليس خطيا متتاليا، وإنما هو تَلاَحُقٌ دوائرى متنوع متداخل طول الوقت، فهى تشكيلات جدلية نشطة مكثفة (أنظر الأشكال فى نهاية النشرة!)

وبعد

حين أعدت قراءة كل هذه المقتطفات انتبهت إلى أن كل هذه الفروق ليست فى مجرد التسمية وإنما هى فروق جوهرية خطيرة،  والعجيب أنها غير متناقضة بل متكاملة كما أشرت حالا، لكل ذلك رايت لزاما أن اخصص نشرة أو أكثر لعرض هذه الفروق (وأيضا احتمالات التكامل)

لابد  ابتداء أن نتوقف أمام التدقيق فى دلالة استعمال الألفاظ والصفات التى تصنف هذه المراحل (الأطوار/المواقع/المواقف)، فى المدارس المختلفة خذ عندك مثلا ” مدرسة العلاقة بالموضوع تتحدث عن ما هو “موقع” Position أما الطبنفسى الإيقاعحيوى فهو يستعمل ألفاظ مثل طور stage  وأطوار Stages، الموقع:  صفة لمكان،  فهو لفظ يشير إلى الثبات بشكل أو بآخر، أما الطور:  فهو يشير إلى “مرحلة فى عملية”، سواء كانت هذه العملية فريدة أو متكررة ، وأخيرا فإن “الموقف” Attitude يختلف عن هذا وذاك،  فهو يتعلق أكثر بطعبية ما يتصفه به الموقع، أو يتشكل به الطور.

الطبنفسى الإيقاعحيوى نادرا  ما يتعامل مع الثوابت أو الأسباب الخطية، أما مدرسة الموضوع(1) فهى تسمِّى هذه المراحل “مواقع”، وهى مواقع غير ساكنة بشكل مطلق حيث أنها جاهزة لإعادة الشحن وأحيانا قيادة سائر المستويات فى حالات المرض والتدهور، الطبنفسى الإيقاعحيوى يتعامل مع هذه المواقع على أنها أطوار Phase فى عملية متواصلة مستمرة، وكل طور يعقبه طور آخر فتالٍ وتالٍ، وهذه الأطوار لا تكتمل مع كل دورة فى نفس الموقع  كما هو الحال فى حالة أطوار نبض القلب، وإنما هى تنتهى إلى تغير فى التشكيل مهما كان ضيئلا وغير ملموس وغير مسجل.

هذا هو الذى دعانى أن أخصص  نشرة اليوم لتوضيح الفرق الذى تدل عليه توصيف المراحل، التى أحيانا ما يضاف لها مصطلح ثالث لم نستعمله (ولن نستعمله كثيرا) وهو “الموقف” Attitude

فى الجدول التالى حاولت أن أميز بين ما تعنيه الألفاظ الثلاثة دون الدخول فى فذلكة لغوية، فالمسألة ليست اختلافا فى التسمية بقدر ما هى توضيح لدلالة الاختلافات، ثم هى فى نفس الوقت أن أبحث عن تسميات أخرى غير التسميات التى تجعلنا نتعامل مع مواقف نمائية عادية، هى موجودة دائما ونشطة عند كل الناس، أصحاء ومرضى، فلا داعى لاستعارة أسماء مرضية أو شبه مرضية لتسميتها كما بينتُ فى الأسبوع الماضى:

الاسم حسب مدرسة “العلاقة بالموضوع” الموقف الذى يشرح طبيعة هذا الموقع/الطور الاسم المقترح من وجهة نظرالطبنفسى الإيقاعحيوى
Schizoid  Positionالموقع الشيزيدى =  Object  Isolationnullification   Attitudeالموقف الإلغائى الانعزالى للموضوع Regressive withdrawal  defensive phase= الطور النكوصى الانسحابى   الدفاعى 
Paranoid Positionالموقع البارانوى    Confrontation Attitude with  hostile objectالموقف المواجهى للموضوع كخطر Fight – Flight Suspicious phaseالطور الكر /فري التوجسي
Depressive Positionالموقع الاكتئابى  Ambivalent Attiude with Possible Guiltالموقف ثنائى الوجدان، مع احتمال الشعور بالذنب Relating Dialectic Creative phaseالطور العلاقاتى الجدلى الإبداعي

 وبعد

حاولت أن أجد أبتدع كلمات مختصرة لتصف هذه الأطوار التى لم تعد مواقع من وجهة نظر مدرسة الطب نفسى الأيقاع حيوى، ونحتُّ بضعة كلمات جديدة أسوة بما كان يفعله المرحوم أ.د. أحمد مستجير، أو أ.د. على زيعور وكانت النتيجة غريبة حتى رفضت المغامرة بإثباتها، ولو لأخذ رأيكم فيها!!!

 وفيما يلى ما خطر لى من أشكال يمكن أن تقرّب ما جاء فى الجدول، مع التذكرة بأن عرض هذه الأشكال على برنامج الباور بوينت مع الشرح، سوف يأتى غالبا مع النشرة الورقية المصاحبة باقراص مدمجة :

4-6-2016_1

شكل يبين دوام حركية أطوار نبض المخ مع اختلاف نهاية كل دورة (علما باستحالة رصده أولا بأول)، والشكل هو لمجرد توضيح أن نبض المخ يجرى فى دوائر مفتوحة النهاية على خلاف نبضات القلب .

4-6-2016_2

شكل يبين أن أطوار نبضات المخ لا تتناقض مع دوام الحركة ، واستمرار النبض، وهو مثل الشكل الذى ورد فى نشرة سابقة (الأثنين) إلا أنه أضيف إليه  الشكل الأعلى لإظهار تكامل الفروض

[1] – ابتداء من هنا سوف أطلق على مدرسة العلاقة بالموضوع اسم مدرسة الموضوع اختصارا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *