الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (186) إسمع عهد ولايتك

حوار مع مولانا النفّرى (186) إسمع عهد ولايتك

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 31-5-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3196

 

 حوار مع مولانا النفّرى (186)

النفرى : إسمع عهد ولايتك

من موقف:

إسمع عهد ولايتك

وقال مولانا النفرى أنه:

 وقال لى:

إسمع عهد ولايتك: لا تتأول علىّ بعلمك، ولا تدعـْنى من أجل نفسك

فقلت لمولانا:

 الكثير يا مولانا مما يجرى الآن – ومن قديم– مما يسمونه التفسير، هو تأويل من خارجه، وما يصلنى من حدسك منه هو أولوية البدء بالإيمان به  سعيـًا إليه،

البدء يا مولانا هو أنه :  “كلٌّ من عند ربنا”.

 ثم يصلنى من هذا النهى نهىٌ  آخر عن بدعة يحسبون أنها تضيف إليه، وهى تختزله إلى علمهم، ولا اقول علمنا أو علمك، هذه البدعة:  أن كثيرين منا راحوا يتأوّلون عليه بعلومهم المتواضعة، وأكاد أقول : الخائبة، هذه البدعة التى تبعدنا عن أن “الحق لا  يحتاج دليلا من غيره”.

أما أن أدَعْه من أجل نفسى فهذه خدعة أخرى قد تكون أخفى، وقد يتورط فيها من أغلق وعيه عن حقه فى التواصل معه ، وقدرته على الامتداد إليه، مهما زعم أنه بتركيزه على نفسه يدعُ كل ما عداها كله كله، فيصلنى النهى هنا عن مثل ذلك، فكل من تـَمـَرْكز حول نفسه ترك غيرها حتى لو لم ينتبه لذلك، وهو يحسب أنها مرحلة إلى ما بعدها ، فهو يدعـْه ضمن ما ترك،  وإذا به يضل فى نفسه ولنفسه دونه، وما أخفى الشرك، لأنه : ما أخفت دبيب النملة.

ما قاله لك بعد ذلك مباشرة  (معطوفا بالواو) على هذه الجملة يؤكد نفى الشرك بشكل جامع مانع، فالجمل التالية  تقول:

وإذا خرجتَ فإلىّ

وإذا دخلتَ فإلىّ

 

وإذا نمتَ فـنمْ فى التسليم إلىّ

وإذا استقيظتَ فاستيقظ فى التوكل علىّ

هكذا ينتفى الشرك يا مولانا ونحن نحذر منه أكثر فأكثر لعله يُجتث من جذوره، فكل شىء إليه ، حتى “الحركة”، وبالذات الحركة:

بالخروج إليه ، والدخول إليه، تتواصل رحلات وبرامج الدخول/الخروج” نماءً واتساعـًا”، ليصبح أى توجه بعيدا عنه هو شرك مهما كان خفيا،

هكذا يامولانا يتواكب كل من التوحيد، والتسليم،  والتوكل على مدار دورات الليل والنهار، نسلـّمه أنفسنا (أرواحنا) ونحن ندخل لننام إذ نضع جنوبنا على الفراش باسمه، وبه نرفعها، ونحن نولدُ من جديد، (الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور)،

نحن نسلّم ونستلم كل يوم وليلة (وربما كل لحظة ونحن لاندرى) ،

 نسلم عهدة اليوم الفائت طالبين المغفرة،

ونستلم أمانة يوم جديد سائلين العون لحمل أمانته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *