الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (40) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (6) التاريخ العائلى (1) وراثة: زخم الطاقة ومدى حركية التفكيك لاحتمال التشكيل أو التفسخ

الطبنفسى الإيقاعحيوى (40) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (6) التاريخ العائلى (1) وراثة: زخم الطاقة ومدى حركية التفكيك لاحتمال التشكيل أو التفسخ

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 2-5-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3167

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (40)

Biorhythmic Psychiatry

المقابلة الإكلينيكية (6)

التاريخ العائلى (1)

وراثة: زخم الطاقة ومدى حركية

التفكيك لاحتمال التشكيل أو التفسخ

مقدمة:

مازلنا نناقش اللقاء الإكلينيكى لكتابة ورقة المشاهدة Sheet  بالطريقة التقليدية مع تعقيابت محدودة متعلقة جزئيا بالطبنفسى الإيقاعحيوى.

 ذكرنا فى النشرات السابقة ما تيسر عن (1) الاسم، (2) العنوان، (3)  مصدر وسبب التحويل. (4) أبعاد الشكوى ومغزاها

ونواصل اليوم.

‏5- ‏التاريخ‏ ‏العائـــلى (1986)

فى ‏مجتمعنا‏ ‏العربى ‏يكاد‏ ‏يكون‏ ‏السؤال‏ ‏عن‏ ‏التاريخ‏ ‏المرضى ‏فى ‏الأسرة‏ ‏من‏ ‏قبيل‏ ‏العيب‏، ‏أو‏ ‏هو‏ ‏على ‏الأقل‏ ‏مدعاة‏ ‏للخجل‏، ‏لذلك‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏السؤال‏ ‏رقيقا‏ ‏وغير‏ ‏مباشر‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏ويرجع‏ ‏الافتقار‏ ‏إلى ‏الحصول‏ ‏على ‏معلومات‏ ‏كافية‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏أيضا‏ ‏إلى ‏العجز‏ ‏عن‏ ‏تحديد‏ ‏حدود‏ ‏المرض النفسى،‏ ‏بمعنى غموض الحد الفاصل بين السواء والمرض. (نشرات الصحة النفسية من نشرة 26-10-2010 إلى نشرة 4-1-2012).2-5-2016

ويشمل‏ ‏التاريخ‏ ‏العائلى ‏ثلاثة‏ ‏مستويات‏: ‏المستوى ‏الوالدى ويشمل كل الأقارب ‏من‏ ‏ناحيتى ‏الأم‏ ‏والأب‏، ‏والمستوى ‏الأخوى (‏المستوى ‏المستعرض‏: ‏التاريخ‏ ‏المرضى ‏فى ‏الإخوة‏ ‏والأخوات‏: ‏الأشقاء‏ ‏وغير‏ ‏الأشقاء‏) ‏والمستوى ‏البنوى (‏الأبناء‏ ‏والبنات‏)، ‏مع التذكرة بأن‏ ‏وجود‏ ‏مرض‏ ‏نفسى ‏فى ‏الأولاد(1) ‏ليس‏ ‏أقل‏ ‏دلالة‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏الوراثية‏ ‏ومن‏ ‏الناحية‏ ‏التربوية‏ ‏من‏ ‏وجود‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏المرض‏ ‏فى الأعمام والحالات و‏الأجداد‏.‏

ويسأل‏ ‏الفاحص‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏الأمراض‏ ‏التى ‏لها‏ ‏علاقة‏ ‏بالأمراض‏ ‏النفسية‏ ‏والعقلية‏، ‏وأيضا‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يدرك‏ ‏أنه‏ ‏يسأل‏ ‏بلغة‏ ‏المريض‏ ‏وليس‏ ‏باللغة‏ ‏العلمية‏، ‏فالمريض‏ ‏عادة ‏لا‏ ‏يفرق‏ ‏بين‏ ‏المرض‏ ‏النفسى ‏والمرض‏ ‏العصبى، ‏هو لا يستعمل لفظ الجنون لوصف قريب له مهما بلغت حالته، ولكنه، أحيانا يفضل استعمال تعبير “معقد” أو ‏عقدة‏ ‏نفسية‏ ‏للإشارة‏ ‏بالإيجاب‏ ‏إلى ‏وجود‏ ‏مرض‏ ‏عقلى ‏فى ‏العائلة‏ ‏.‏

ولابد ألا‏ ‏يكتفى الفاحص ‏بمعرفة‏ ‏وجود‏ ‏مرض‏ ‏ما‏ ‏فى ‏الأسرة‏ ‏بل‏ ‏يستحسن‏ ‏محاولة‏ ‏وصفه‏ ‏ولو‏ ‏بطريقة‏ ‏تقريبية‏، ‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يمكنه‏ ‏الوصول‏ ‏إلى ‏تشخيص‏ ‏بذاته‏ ‏يكتب التشخيص‏ ‏المرجح ويثبت أنه‏ “بالتقريب” أو “غالبا”، ‏ و‏إذا كان مرضا صريحا واستلزم استشارة طبيب، يسأل الفاحص عن الطبيب الذى عالجه وعن ما إذا  كان قد دخل مستشفى عقلى أو نفسى أم لا؟ بل وعن العلاج ومسار المرض‏، ‏ومدته‏، ‏ومآله‏ (إذا أمكن).

 ‏ولا‏ ‏تفيد‏ ‏معرفة هذه التفاصيل‏ ‏فى ‏التعرف‏ ‏على ‏تاريخ‏ ‏العائلة‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏وجود‏ ‏مرض‏ ‏من‏ ‏عدمه فحسب،‏ ‏بل‏ إنها ‏قد‏ ‏تعين حتى فى التكهن بسير المرض، إذ كثيرا ما يكون مسار ومآل المرض متقارب فى أفراد الأسرة، حتى خيل إلى أن للمرض عمر افتراضى فى كل أسرة(2) وكذلك قد تتشابه نتائج المعافاة نوعيا مثل الرجوع إلى التدين أو مواصلة الإبداع أو العزلة المقبولة بهدوء دون أعراض جسيمة .. الخ بل إنه‏ ‏حتى ‏فى ‏انتقاء‏ ‏عقار‏ ‏بذاته‏ يمكن أن يوضع التاريخ الأسرى فى الاعتبار، ‏حيث‏ ‏تبيّن لى‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏المرضى ‏يستجيبون‏ ‏أفضل‏ ‏لنفس‏ ‏العقار‏ ‏الذى ‏استجاب‏ ‏له‏ ‏ذووهم‏ ‏رغم‏ ‏وجود‏ ‏عقاقير‏ ‏أخرى ‏مكافئة‏ ‏لفاعليته‏ ‏ومن‏ ‏نفس‏ ‏مجموعته‏.‏

التعقيب: (2016)‏

بالنسبة للمتن فى هذه النقطة: فقد ورد بعد ذلك تعداد مختصر لمعظم الأمراض الواجب السؤال عنها بطريق مباشر أو غير مباشر ، وسوف نعود إليها، لكن من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى، وفى خلال ستة عقود انتبهت إلى أن السؤال عن التاريخ الأسرى لا ينبغى أن يقتصر على الأمراض النفسية والعقلية والعصبية والإعاقات المحتملة والتى سيأتى ذكرها، وإنما لابد أن يمتد ويتعمق ليشمل ظواهر أخرى فى التاريخ الأسرى مثل ظاهرة “النوابية” (الدورية) أو الإبداع، وذلك استلهاما من الفرض الذى بدأ بتفسير كيف أن الفصام بالذات بلغت نسبة انتشاره  فى كل العالم 1 % (واحد فى المائة)، مع أنه يعتبر مرضا خبيثا تطوريا (3)، والحسبة التطورية تقول إن مثل هذا المرض ينبغى أن يكون انتشاره شديد الندرة (قارن ندرة مرض هانتجتون للرقص العصبى chorea Huntington’s كمثال) وقد وُضِعَتْ تفسيرات لذلك تفترضت أن الذى يُوَرَّث فى الفصام هو “جين” نافع  advantageous  تطوريا، وما الفصام إلا أحد طفراته السلبية، وقد فسروا بذلك وجود العديد من المبدعين فى عائلات الفصاميين بشكل يفوق بكثير مجرد المصادفة (4).

من هذا المنطلق، ومن خبرتى طوال ستين عاما، ومن رسالة للدكتوراة  أشرفت عليها للمرحوم أ.د. أسامة الشربينى بجامعة طنطا عن عائلات الفصاميين: انتهينا إلى فروض تفسر هذه العلاقة بين الإبداع والفصام، و هى التى تدعم أيضا فرض “واحدية الأمراض النفسية”(5)وفكرة الاضطرابات المفترقية(6) (نشرة 2-11-2010)

وبالنسبة للطبنفسى الإيقاعحيوى سوف أبدأ بعرض مجمل الفروض عن الوراثة.

الفروض:

 انطلاقا من أن المخ هو مفاعل للطاقة والمعلومات، فإنه كلاً من زخم الطاقة وأنواع المعلومات وترتيبها يعتبر من البنية الأساسية فى تركيب المخ البشرى، وعلى ذلك:

أولاً: إن ما يورث فيما يتعلق بهذا الصدد هو – أساسا-:

 (1) كم ومدى نشاط الطاقة الحيوية  عموما

وكذلك:

 (2)  مدى جاهزية  الحركية النوابية للتفكيك فالتشكيل أو الفشل والتفسخ.

2-5-2016_1

 ثانياً : إن هذين العاملين ليسا مستقلين عن بعضهما، ولكن يغذى بعضهما بعضا.

ثالثاً : إن الايقاعحيوى فى هذه الأحوال هو القادر على أن يوظف زخم الطاقة لدفع النمو (الإبداع) وهو هو إذا اختلت هارومونيته يمكن أن ينتج عنه نشاز مستويات المخ والوجود عن بعضها البعض، ومن ثمَّ المرض.

رابعاً : إن التنشئة والوعى المحيطين، والفرص المتاحة هى التى تحدد توجه هذه الطاقة الدافعة للتفكيك إلى استكمال الطريق حتى إعادة التشكيل .

خامساً : إنه بقدر تناسب زخم الطاقة مع جاهزية التفكيك مع القدرة على التشكيل فى مراحل النمو المتتابعة وفرص الإبداع الدائمة المتعلقة بالإيقاعحيوى يكون الناتج إيجابيا: إبداعا وبقدر فشل ذلك يكون الناتجسلبيا: المرض النفسى .

سادساً: فى حالة التورط فى المسار السلبى وبالرجوع إلى فرض “واحدية المرض النفسى” فإن تحديد نوع المرض(7) يرتبط بتوقيت، وبماهية نوع الدفاعات الغالبة للحد من تمادى الإمراضية إلى ما هو أخطر فأخطر من الأمراض.(8)

(وكل هذا سوف نرجع إليه تفصيلا)

وبعد

من هذا المنطلق ينبغى أن يكون فحص التاريخ الأسرى متضمنا كلاًّ مما يلى:

(1)  وجود مرض نفسى أو عقلى فى الأسرة.

(2)  تحديد دورية (نوابية) المرض جنبا إلى جنب مع تحديد نوعه – ما أمكن ذلك – فى كل حالة أو كل نوبة.

(3)  وجود مبدعين متميزين بالأسرة

(4)  وجود ظاهرة الدورية بشكل زائد وهى التى قد تظهر فى صور ليست بالضرورة مرضية مثل دورات:

 (أ) تغير المزاج الدورى دون مرض محدد

(ب) دورات النشاط الانجازى تبادلا مع فترات الاسترخاء أو الكمون

(ت) دورات السفر والترحال

(ج) دورات العبادة الدورية مثل العمرات وزيارة الموالد بانتظام والحج المتكررة

(ء) دورات النقلات الحياتية فى العمل أو التخصص أو العلاقات .

(هـ) زخم الانتاجية فى مجالات متعددة، وسرعة النقلات!

1- موقع ‏الصرْع‏ فى التاريخ العائلى (وعموما)

      ……………………

توقف واعتذار

استدرجتنى العلاقة الوراثية للصرْع بالمرض النفسى والمرض العقلى (الذهان) فشَغلت مساحة قد تحتاج أكثر من نشرة، وقد فضلت أن أؤجل هذا الموضوع الآن لأتناوله بالتفصيل، علما بأن الصرْع لن يأتى ذكره تفصيلا ومستقلا فى الأمراض النفسية لاحقا، ووراثته حسب فروض الطبنفسى الإيقاعحيوى لها وضع خاص.

ونبدأ فى ذلك – إن شاء الله – من نشرة السبت القادم.

[1] – سوف نرجع إلى مرض ابن إينشتاين وعلاقته بعبقرية وإبداعية والده

[2] – وكأنه يوجد سكريبت Script يتكرر فى العائلة، إذا تماثلت الظروف

[3] – Evolutionary Malignant

ويقصد به الذى يهدد بقاء النوع لخطورته على النوع ، بمعنى أن مدى عمر الفصامى أقل من الشخص العادى وعدد نسله كذلك أقل، تعد دكتوراه عن عائلات الفصاميين بالإشراف عليه، قام به المرحوم د. أسامة الشربينى كلية الطب جامعة طنطا، جارى البحث عن النسخة المودعة فى مكتبة الكلية.

[4] – وسوف نرجع إلى ذلك أيضا.

[5] – Unitary Concept of psychiatric disorders

[6] – Cross Roads Disorder

[7] – باستثناء المرض العضوى التشريحى مثل الالتهابات المخية والأورام والضمور العضوى

[8] – unitary concept of psychiatric disorders مفهوم واحدية الأمراض النفسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *