الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (50) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (16) التاريخ العائلى (11) الطبنفسى الإيقاعحيوى بين الحركة والتشكيل والموسيقى والشعر (1)

الطبنفسى الإيقاعحيوى (50) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (16) التاريخ العائلى (11) الطبنفسى الإيقاعحيوى بين الحركة والتشكيل والموسيقى والشعر (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 28-5-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3193

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (50)

Biorhythmic Psychiatry

المقابلة الإكلينيكية (16)

التاريخ العائلى (11)

الطبنفسى الإيقاعحيوى

بين الحركة والتشكيل والموسيقى والشعر

مقدمة

أنهيت نشرة الأثنين الأسبوع الماضى بوعد أن أتناول كل “موقع” من مواقع النمو (التى أصبحت عندى الآن: “أطوار النبض الحيوى المستمر”) كلٍّ على حدة بدءا من هذا الأسبوع ، وإذا بالمسألة أصعب من تصورى، بل لعلها أصعب من قدراتى، مما اضطرنى أن أبدأ بأن أوضح هذه الصعوبة ما أمكننى، وان أبين كيف وصلتنى عمليا، وأن أدعو للإسهام فى محاولة حلها.

الصعوبة تأتى من طبيعة النقلة التى نقلتنى من التعامل مع هذه المواقع (بل الأطوار) باعتبارها مراحل نمو الطفل، التى تُعَرّضُه لاحتمالات التثبيت (Positions) فى أى منها (بنسب متفاوتة حسب تطور العلاقة بالأخر/ الموضوع) إلى نقلات أطوار نبضات المخ باستمرار، وفرص التصحيح بناء على ذلك.

 سوف أواصل البحث عن لغة للتوصيل والتواصل لما أعيشه بهذا الصدد مع محاولة تجنب التعرض لتلك النبضات ذات الزمن متناهى الصغر (أجزاء الثوانى)، أو متناهى الطول (بلايين السنين)، سوف أكتفى – كما ذكرت الأسبوع الماضى بأن أقصر حديثى  – ولو كبداية – على هذه الأطوار الثلاثة للنبض الفطرى التلقائى، وهى هى التى يمكن أن تسير فى عكس الاتجاه فتصبح دورات للنكوص أو الانحراف أو التفسخ.

نعم: سوف أقصر حديثى على الثلاثة مواقع الرئيسية كما بينت مرارا: الموقع الشيزيدى، والموقع البارنوى، والموقع الاكتئابى، ثم تكتمل كل دورة بمرحلة الجدل الخلاق، وهكذا تصبح المراحل أربعة مكررة متتالية نابضة نامية، وهذا لا ينفى ولا يستَبْعِدُ أى نبض مواكب متآلف، أو مباعد متنافر (1)

المهم: إذا كانت دورات القلب هى امتلاء، فضخ، فضخ، فاسترخاء للامتلاء الجديد فالضخ وهكذا، دون أى تغيير فى المحتوى، فغاية المراد هو أن تقوم مضخة القلب هذه (الماصّة كابسة)(2)، بتلقـي الـدم مـن الأوردة الدمويـة، و هي الأوعـية التي تجمـع الـدم مـن جـميع أجزاء الـجسـم، ثـم تقوم بضخها إلي الرئـتـين لأكسدة الدم، و بعد عودة الـدم المـؤكسد مـن الرئـتـين إليه يعـيد القلب ضـخـه في الشرايين، وهى الأوعية الدموية التي توزع الـدم المؤكسد على جميع أجـزاء الـجسـم دون أى تدخل نوعى أو تخليق لمحتواها، إذا كان الأمر بهذه الميكنة الحيوية بالنسبة لدورات القلب فإن نبضات المخ ودوراتها لها نظام آخر، وبرمجة أخرى وهدف آخر ولا يمكن معرفة تفاصيل أى من ذلك إلا من خلال بعض ملامح النتائج، التى قد توحى بالفروض المساعدة الممكنة لفهم طبيعة دوام واستمرار النبض فى حدود الانتفاع بها فى فهم النفسمراضية، ومن ثم مواكبة العلاج.

إذن: لا مفر من محاولة عرض نموذج الفرض المتاح:

حين بدأتُ فى محاولة عرض بعض معالم نموذج هذا الفرض وجدت أننى أحتاج إلى أدوات “حركة” “متنوعة” “متداخلة” “متبادلة” “متكاثفة”، وبصراحة اسعفنى بشكل تقريبى  مع جرعة مفرطة فى الخيال، ذلك الجهد التقنى (التكنولوجى) الأحدث الرائع لبرامج حاسوبية ممتازة، تدعمت بهذا الثراء التشكيلى المتنوع من مواقع النت الأكرم، وفعلا اطمأننت إلى ما وصلنى من أن المعلومات عن الفطرة البشرية تصل إلى حدْس التشكيليين والمبدعين عامة، أوضح وأعمق وأصدق مما تستطيعه الألفاظ،  ألفاظ العلماء والمنظِّرين خاصة، على أن صور  الحركة التى راحت تجسدها برامج الحركية المتنوعة بما يسمى البرامج الإحيائية(3) animated، قد جعلتنى آنس لفكرة النبض الحيوى الخلاق أكثر فأكثر وأنه هو جوهر الحياة حين تتجسد فى الإيقاعحيوى النيوروبيولجى، وهكذا حصلت على أشكال متحركة كانت رائعة متداخلة متنوعة حتى أننى كنت أتماهى معها بحدسى وبإدراكى، وأنا أتساءل هل من المعقول أن أمخاخنا تقوم بمثل هذه الحركات الرائعة كلها طول الوقت ونحن لا ندرى، فى حين يلتقطها حدْس التشكيليين والمبرمجين هكذا، وبكل هذا التنوع والتباديل؟

 وحين أطلقت لإدراكى الأعمق الحرية، رحت ألتقط بعد كل عدة نبضات، رسالة مختلفة، بل إننى قد رحت ألتقط اختلافاً ما فى كل استعادة كل نبضة منفردة  بعد الأخرى برغم أنها هى هى.

وحين أخذت بعض هذه الأشكال وحوَّلتها إلى شكل صور ثابتة، ووضعتها على الورق، وقد تعمدت أن آخذ عدة أشكال مختلقة عن بعضها البعض، سواء فى التشكيل أو فى نوع أو اتجاه الحركة، أو الألوان، وأقول: حين وضعتها على الورق سَكَنَتْ بلا حراك، فافتقدت الرسالة التى وصلتنى جدا، وليس تماما، وهنا تساءلت: أى رسالة يمكن أن تصل إلى قارئ هذا الكلام – إن وُجِد – والأشكال ساكنة (ولا أقول ميتة) هكذا أمامه؟؟

ويا ليت الأمر اقتصر على ذلك، بل إن ما كان من هذه الأشكال وهى تتحرك بتكرار منتظم  طول الوقت، وبرغم أن حركتها راتبة معادة هى هى، أنها كانت تصلنى ليست فقط باعتبارها إدراك بصرى مدهش فحسب، بل إننى سمحت لحدْس التلقى أن يستمع إلى ما ينبعث منها فى صمت من إيقاع وألحان بشكل أو بآخر، حتى ظننت بأحاسيسى الظنون، فانفتح علىّ تحدٍّ آخر، وهو دور الموسيقى فى تشكيل الزمن بشكل يتجاوز رتابة تكرار حركية  هذه الأشكال بل هو قد يستوعبها لما يتجاوزها وكأنه وعى حى.

 وهنا تذكرت قولا قديما وصلنى عن تشارلز داروين فى سيرته الذاتية، فبحثت عنه وإذا بعمنا جوجل يذكره حرفيا:

قال داروين:  “إذا كان أمامى فرصة أن أعيش حياتى مرة أخرى، فإنى كنت سوف ألتزم بقراءة الشعر وسماع الموسيقى مرة واحدة على الأقل كل أسبوع” (السيرة الذاتية لشارلز داروين)(4)

وخرجت من هذه التجربة المفرطة فى الذاتية بما يلى:

أننى سوف أعرض فى هذه النشرة تلك الصور التى طمأنتنى إلى قدرة التشكيليين على استيعاب حركية ونبض الفطرة هكذا، ثم سوف ألحق بالنشرة رابطا من برناج الباور بوينت؟؟ يعرض نفس الأشكال حركيا داعيا من يمتلك هذا البرنامج(p.p) فى حاسوبه أن ينقلها ويشاهدها وهو يتذكر ما مررتُ به وحاولتُ أن أحكيه بصدق لعلى أجد من يشاركنى حتى يعذرنى فى التأكيد على الفرق بين الحركة واللاحركة، وعلى أولوية التشكيليين (والأطفال) بأن يكونوا مصدراً للتعرف على ماهية الفطرة.

هكذا وصلت دون قصد إلى الوعى أكثر بدور الشعر فى تصوير الفطرة البشرية، وتحريك أصولها، وملامسة أغوارها، باستيعاب كل من التشكيل والإيقاع فى آن واحد، أليس الشعر هو ولاف بين الصورة والإيقاع فى إبداع مغامر برغم أنه يستعمل نفس الرموز (الألفاظ)؟

 ولعل فى هذا ما يفسر لى كيف استطعت أن أصيغ أصعب ما وصلنى عن الفطرة البشرية من منطلق النفسمراضية فى شعرى: سواء بالعربية الفصحى (سر اللعبة)    أو بالعامية المصرية (أغوار النفس)

وهذا غالبا ما سوف أستعين به – برغم احتمال التكرار – فى شرح حركية هذه الأطوار لنبض المخ المتكرر بدءًا من باكر.
28-5-2016aa

  مرة أخرى:

    لا يمكن أن يصل للقارئ ما وصلنى من هذه الأشكال إلا وهى تنبض فى برنامج الباور بوينت،

 مرة أخرى: برجاء متابعة نفس الأشكال لإمكان تلقى الرسالة كما تلقيتها.  (أضغط على هذا الرابط)

[1] – لا مفر من ابتداع لغة مختصرة جديدة تصلح للتكرار مع تكرار الدورات، حاولت أن أنحت لهذا التتابع كلمة واحدة ولتكن “شبكج” (من: شيزيد – بارنوى – كآبة – جدل)، أو أن أبتدع جملة من الترجمة العربية لهذه المواقع: موقع التحوصل بلا موضوع، ثم موقع التوجس الكر فرّى، ثم الموقع العلاقاتى المتحدى، وأخيرا مرحلة التوليف لمواصلة إبداع النمو، فتكون الجملة المخلقة الجديدة هى دورات، التحوصل – التوجس- العلاقات- الإبداع” ثم تراجعت عن كل ذلك فلست ناقصا سخرية ورفضا، فعدلت حتى يحلها حلال: الإبداع.

[2] – فى قريتنا يستعمل هذه التعبير ( طلمبة ماصّة كابسة) لتسمية الطلمبات التى ترفع الماء ليس فقط من تحت الأرض إلى مستوى سطح الأرض ، وإنما إلى خزانات فى مستويات أعلى فوق  أسطح منازل بعض القادرين المؤلفة من دورين أو أكثر.

[3] – هذا هو الاسم الذى فضلته عن الترجمة إلى برامج الرسوم المتحركة، لأسباب أشرت إليها فى نشرات سابقة.

[4]- -“If I had my life to live over again, I would have made a rule to read some poetry and listen to some music at least once every week.”  Charles DarwinThe Autobiography of Charles Darwin, 1809–82

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *