الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (48) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (14) التاريخ العائلى (9) استدراك للتعريف بالإيقاعحيوى عامة

الطبنفسى الإيقاعحيوى (48) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (14) التاريخ العائلى (9) استدراك للتعريف بالإيقاعحيوى عامة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 22-5-2016

السنة التاسعة

 العدد: 3187

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (48)

Biorhythmic Psychiatry

المقابلة الإكلينيكية (14)

التاريخ العائلى (9)

استدراك للتعريف بالإيقاعحيوى عامة

استهلال:

  وأنا أراجع نشرة الأمس التى حاولت فيها أن أقدم الأبجدية الخاصة لهذا المدخل اكتشفت أننى أغفلت أن أذكر “الوعى“، قبل وبعد المصطلحات الفرضية والمنهجية (وهى “الحركة” – “الزمن” – “الطاقة” – “القياس”) مع أن الوعى بكل ما ذكرنا عنه “وما لم نذكر، وبما نعلم عنه وما لا نعلم” هو المجال والمحيط والوجدان والوسيلة والغاية لكل ذلك، فكيف نسيُتها.

طبعا لم أصدق أننى نسيته أو أغفلته، ولا أحسب أنكم  صدقتم، إذ  كان من المستحيل أن أقدم موقع الوعى فى هذا الطبنفسى الإيقاعحيوى الذى يستلهم معظم فروضه – إن لم يكن كلها – من حركية الوعى البينشخصى، فالوعى الجمعى فالوعى الجماعى فالوعى المجَــّرى ((1)  إلى الوعى المطلق إلى الغيب، إلى  وجه الحق تعالى، فكيف بالله عليكم أثبته ضمن الأبجدية الخاصة أو حتى أشير إلى أننى استعمله بمضون أو مضامين خاصة!!

رجعت إلى ملف الوعى فى كتابى (الذى لم يكتمل كالعادة) “الأساس فى الطب النفسى” ووجدت أن هذا الملف الخاص بالوعى قد بلغ “300” (ثلاثمائة) صفحة بالتمام والكمال، (من القطع الكبير A4) فكيف بالله عليكم أوجز معالم استعماله فى بضعة أسطر؟ أحمد الله تعالى وأحمد وعيى النشط الذى أبى أن يحضر مفهوم الوعى كلفظ فى أبجديتى الخاصة  مثله مثل: “الأسماء الأخرى”

مقدمة:

أنهيت نشرة أمس وأنا أتمنى أن “نبدأ فى التعرف على دورات التطور فالنمو التى نرجو أن ننجح (من خلال ما نقدمه عنها فى شرح حتمية النبض للاستعادة) بكل مستوياتها وقوانينها ومغزاها، ودورها فى استمرار الإبداع فالنمو فالتطور

حين هممت بذلك اليوم وجدت أنه لزاما علىّ أن أسهل الأمور ألف مرة قبل أن أواصل، ذلك أننى دهشت وأنا أعرض على زملائى وزميلاتى (وغيرهم) ان يعايشوا “الزمن” بكل هذا الاتساع، وأن يستشعروا المعنى الذى أردته بما هى “الطاقة” بكل هذه المسئولية، وان يواكبوا “الحركة” (والحركية) بكل هذا النشاط والحضور، وأن يقبلوا “القياس” على ما لم يثبت بعد،  حتى نقيس عليه؟ ثم ألومهم أنهم لم يعقـّبُـوا ولم ينقدوا ولم يحاوروا….الخ، دهشت وعذرتهم جميعا فأنا أعرف صعوبة تناولى، وجِدَّة مدخلى، واحترم المسافة، وكما أعرف كيف تمت برمجة العقل الظاهر (أعنى العقل الطاغى)  على سائر العقول، حتى صار لا يقبل إلا “الساكن” “المحدد المعالم” “المُسَبَّبْ” “الاختزالى”.

قررت أن أتوقف عن كل هذا التنظير المقدمة وأن أكتفى بعرض “الدورة الإيقاعحيوية الأبسط وهى الدورة المحورية المستعادة الأساسية”  التى أمارس من خلالها مهنتى فى كل من الفحص والعلاج، وخاصة العلاج الجمعى.

لعل ذلك يسمح لى أن  ثم انتقل إلى ما ينبغى إبلاغه من تطبيقات عملية، لعلها تدعم أقرب الفروض المتاحة لتوظيف حقيقة ما نشاهده ونعايشة عبر مستويات الوعى المذكورة، مما يعيننا فى أدائنا اليومى بديلا عن  الاختزال الكمى الذى يُفْرض علينا أن نمارسه  لصالح من لا يهمه الأمر (لا أمرنا ولا أمر مرضانا).

حين هممت بذلك وجدت أن ما وصل حتى الآن مما يهمنى أن يصلهم عن الإيقاع الحيوى ليس واضحا أو كافيا، ففضلت أن أبدأ بتعريف موجز بأهم أبعاده على الوجه التالى:

وإليكم بعض ذلك:

(1) أبسط البدايات هو أن نتذكر إيقاع الليل والنهار، وإيقاع النوم واليقظة، وتعاقب الفصول وإيقاع الطمث  شهريا عند النساء.

22-5-2016_1

2) ثم ننتقل إلى معلومات ليست متواترة للمشاهدة المتواترة مثل خسوف القمر وكسوف الشمس ، وإيقاعات المد والجزر22-5-2016_2

(3) ثم نتذكر إيقاع النبات وظهور زهوره فى الربيع مثلا، وأيضا سقوط أوراقه بانتظام دورى فى الخريف والشتاء.

22-5-2016  4

 (4) ثم نعلم أن كل أنماط السلوك هى منتظمة بشكل متتابع فى النشاط العصبى العضلى.

(5) بل إن كل جزئية من الوجود هى جزئية متكاملة فى مادة الحياة الأولية.

(6) وأن الإيقاعحيوى قد تخلق “فى الأحياء لتتوائم وتواكب الإيقاع الجيوفيزيائى والجغرافى الطبيعى فى البيئة المحيطة وفى الكون كله.

(7) وأن الإيقاع عادة يحافظ على دوريته المحكمة (فى السواء) حتى فى غياب الإشارات cues الخارجية.

(8) وأن الإشارات الخارجية متنوعة وتشمل الضوء والظلام ودرجات الحرارة.

(9) وأن الإيقاع الحيوى ينتقل بالوراثة.

 (10) وأنه يمكن تصنيفه إلى إيقاع أساسى وإيقاع غير أساسى، وإيقاع دائم، وإيقاع مؤقت.

(11) وأن ثم إيقاع قصير وإيقاع أقصر وإيقاع طويل المدى

(12) وحتى العمر الافتراضى للفرد يعتبر أن له إيقاع يورث فى العائلات (عائلة معمرة وعائلة عكس ذلك…إلخ) (أنظر نشرة 6-10-2014 إشكالة “الوقتية” (Temporality.

(13) كما تسمى كل مرحلة متميزة من أى دورة من دورات الإيقاعحيوى باسم يناسبها بما يربو على مائة نوع من الدورات.

(14) وأن أغلب الدورات تتداخل وتتراوح وتتمازج وتعتمد على بعضها البعض.

(15) وأنه يوجد قائد مستوى من مستويات الوعى (مايسترو) واحد عادة فى لحظة بذاتها ينسيق orchestrating بين كل دورات الإيقاعات، والساعات البيولوجية فى الإنسان، وهذا القائد فى المخ، وهو ليس ثابتا دائما ولكنه يتبادل مع مساعدين حسب التلاؤم وحركية النمو ودورات الإيقاع.

22-5-2016_6

(16) وأن الإيقاع فى الإنسان يبدأ منذ لحظة ولادته (وغالبا قبلها!).

(17) وأن الهرمونات تفرز من الغدد الصماء بإيقاعها الخاص لكل منها.

(18) وأن هناك إيقاع “النشاط/الراحة” غير “إيقاع النوم/اليقظة”.

(19) وأنه داخل النوم يوجد إيقاع شديد الأهمية هو إيقاع النوم النقيضى (نوم “الريم” حركة العين السريعة) مع النوم الخالى من هذه الحركة.

 (أنظر ملف الأحلام) (من نشرة 29/6/2015 إلى نشرة 23/9/2015)

22-5-2016   7

 (20) وأن أغلب ذلك يجرى طول الوقت نهارا وليلا، فى النوم واليقظة، فى الأحياء وغير الأحياء، فى النبات وفى المحيطاـ  بأقل درجة من الوعى المسلط عليه، وبأقل تدخل للإرادة المعقلنة

وبعد

إذا كان هذا هو واقع الحال فى الحياة عامة وفى الإنسان خاصة ((2)طول الوقت عند كل الناس (مع بعض الخلل المحتمل عند هذه المجموعة المسماة المرضى) وإذا كان التواصل بين هذه الإيقاعات هو عن طريق نشاط الوعى البينشخصى فالوعى الجمعى فالوعى الجماعى فالوعى المَجَرّى، فالوعى المطلق الممتد  إلى الغيب إلى وجه الله، وإذا كان العلاج يجرى ويتم عبر كل ذلك ومن خلاله:

ألا  يبرر كل ذلك أن يكون هناك ما يسمى “الطبنفسى الإيقاعحيوى”

وغدًا نبدأ فى ما وعدنا به فى أول هذه النشرة.

(1) (المجَرِّى من “مجّرة”  التى أنسب إليها هذا المستوى  اليوم بدلا من تعبير  الوعى الكونى الذى كنت استعمله)

(2) وأنا لم أتعرض للإيقاع فى المادة غير الحية احتراما للأسم الإيقاعحيوى حيث الأرجح أن لها إيقاعاتها الأخرى التى لها قوانين أخرى وقواعد أخرى فى المادة وغير الحية، وهى متوجهة إليه أيضا تسبيحا وتناسقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *