الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (238) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (238) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 26-5-2016

السنة التاسعة

 العدد: 3191

mahfouz 2

ص 238 من الكراسة الأولى

26-5-2016

بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
أنتظر مطلع الشمس. غايتنا الشمس
                            الوساوس
(??) اللعب فى الظلام  
لا تفرح ومنها وسواس مثل دوى الشيطان
لم أجد وسيلة لطرده سوى ترديد الآية:
قل اعوذ برب الناس اله الناس
ملك الناس من شر الوسواس الخناس
الذى يوسوس فى صدور الناس من
 الجنة والناس
                   نجيب محفوظ
     7/10/95

القراءة:

ماذا حدث اليوم يا عمنا؟ سطران فى وسط التداعى حيَّرَانى فى فك شفرة ما بهما من ألفاظ، أعانى كل أسبوع من مثل ذلك لكن اليوم المسألة أصعب فى محاولة أن يستقيم السياق، قرّبت وتصورت وحاولت، ومع ذلك أشعر أننى لم أنجح، مثلا: قرأت “دور” الشيطان “دوى” الشيطان قلت ربما اختفت بقية الياء فى الكتابة أو فى التصوير فأصبحت “دور”، كما زحرحت لفظ “الوسواس” إلى أسفل قليلا حتى يلحق بالجملة التالية، إن صحّ ذلك.

الشمس التى طلعت علينا اليوم من فيض طوفان وعيك يا شيخنا ليست أى شمس، وصلتنى أنها “شمس الشموسة” التى كتبها “بديع خيرى” ولحنها سيد درويش، هى شمس مصر التى كادت تغيب عن مصر لولا عطاء من تبقى من أبنائها لها، مثلك  أنت ومن يحبها كما أحببتها وتحبها، هذه الشمس هى غير الشمس التى تستأذنها أم كلثوم أن تتأخر حتى تستغرق فى الوجد فى ليلة أفضل من ألف ليلة، وهى تشدو: “وأقول للشمس: تعالىِ تعالى، بعد سنة، مش قبل سنة”، وتعجبت أنها لا تقول للشمس تأخِّرى، وإنما تقول لها. تعالى، فهى إذن تلوّح لها ثم تعتذر لمدة سنة (يا لمرسى جميل عزيز!!)، معايشة “الآن” هكذا هى استثمار للثوانى ما دامت اللحظة تستأهل ذلك، ولعله هو هو المعنى الذى حضرنى دون أن أربطه بكلمات مرسى جميل ولا بشدوِ أم كلثوم، حين كتبت فى بعض شعرى يوما أخاطب ربى أن يمد الليل قائلا:  “يا إلهى: أجِّلْ الفجر فقد طاب السهر”

هذه هى الشمس التى وصلتنى اليوم وأنت تنتظرها لتكشف أو تمحو اللعب والظلام، أو اللعب فى الظلام.

وبرغم أن مولانا النفرى قد صالحنى على الوسواس الذى يقربنا إلى الله مهما كان محتواه، فإنه إذا أصبح وسواسا له دوىّ فهو من الشيطان الآبق، فوجب طرده لأنه لم يعد ذِكـْرًا بل نشازا انفصل عن الوعى الكلى حتى صار  دوى الشيطان . وهنا لا يصلح له إلا أن نستنقـذ بربنا ونحن نتلو سورة الناس نستعيذ فيها برب الناس، إله الناس، وهى التى وردت من قبل فى تدريباتك(1) حيث ذهبت تداعياتى عنها إلى أن الاستعاذة فى الآية الكريمة هى من نوع خاص من الوسواس، فهى من شر الوسواس، وبالذات الوسواس الخناس، فليس كل وسواس هو خناس، وليست كل وسوسة هى شر مطلق، (صفحة التدريب رقم 69 الكراسة الأولى، نشرة: 29-3-2012).

[1] – وردت سورة فى ص 69 من الكراسة الأولى، نشرة: 29-3-2012 ـ وأيضا فى ص 209 من الكراسة الأولى ، نشرة 5-11-2015

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *