الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / بين الشماريخ والإعلام: يا رب سترك

بين الشماريخ والإعلام: يا رب سترك

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 22-4-2014

السنة السابعة

العدد:  2426

 

الثلاثاء الحرّ:

بين الشماريخ والإعلام: يا رب سترك(1)

قالت البنت لأخيها: ربنا

قال أخوها: ماله؟

قالت: ربنا سبحانه وتعالى

قال: ونِعمَ بالله! إيه فيه إيه؟ إيه اللى فكّرك بيه دلوقتى؟

قالت: هو حد يعرفه يقدر ينساه، اللى فكرنى إللى أنت شايفهْ فى النيلة التليفزيون ده.

قال: إيه مش عاجبـِك؟ ما هم لازم يورُّونا اللى جارى، مش إعلام بقى!

قالت: إعلام إيه وهباب إيه، الإعلام مش بس يِعْلـِمْ، دا لازم يعلّم،

قال: يعلّم مين؟

قالت: يعلّم كل الناس، خصوصا الغلابة اللى مضيعين نفسهم، وهما بيخربوها كده.

قال: وهمّا دول بيوصل لهم كلامْ ولاّ علامْ ؟

قالت: وهوه ده كلام، ولا علام، دا زعيق وشتيمة، وشماتة، وتهييج وحقد ونصايح خايبة.

قال: إنتى عايزاهم يعملوا إيه بالظبط؟

قالت: مش عارفة، إذا كانوا مش عارفين يعملوا حاجة، يسكتوا خالص.

قال: قصدك مين؟

قالت: قالت إللى بيزعقوا دول.

قال: ما هو لازم يزعقوا عشان يفهّمو الناس خطر اللى بيخرّبوا.

قالت: وهى الناس ناقصة فهم؟ الناس لازم تعرف ربنا الأول، تقوم تفهم كل حاجة صح.

قال: مش فاهم

قالت: إنت مش معايا خالص، أصل أنا ساعات بدوّر على ربنا سبحانه وتعالى فى وش اللى ماسك سيف، واللى ماسكة شمروخ، واللى متشنج، واللى مستحلف، واللى بيزعق، واللى بيتوعد، واللى بيهدد، ما لاقيش فى وش حد فيهم ربنا.

قال: وش مين وبتاع مين؟ ربنا بينوّر القلوب مش بيظهر فى الوشوش

قالت: وهوه اللى قلبه منوّر بربنا، مش يبان على وشه برضه؟

قال: آه صحيح، بس إنتى قصدك مين بالكلام ده بالضبط؟

قالت: كلهم

قال: طب نعمل إيه؟

قالت: نعبده إحنا، ونحمده، يمكن ينور قلوبنا

قال: ونسيبها تخرب على الناحيتين؟

قالت: هوه احنا لما نسيبها تخرب، يبقى بنعبده، ولاّ بنحمده ؟؟!!

قال: طب نعمل إيه إعملى معروف، رسّينى

قالت: نِنَــوَّر الناس، خصوصا الشباب الصغير ده، والبنات اللى زى الورد اللى نسيوا إنهم خلقة ربنا، نوريهم قد إيه هما خسرانين لما بيبعدوا عنه،

قال: يعنى إيه؟ وازاى؟

قالت: يعنى يتأكدوا قد إيه هما حا يبقوا حلوين لما يعرفوا ربنا بطريقة تانية.

قال: يعنى هما عارفين ربنا بطريقة أوّلانية لما حانوريهم الطريقة التانية

قالت: مش متأكدة، لكن ما داموا صغيرين، يبقى قدامهم فرصة أكبر

قال: فرصةْ إيه؟

قالت: إنتَ مالك النهارده، زى ما يكون مخك قفـّل

قال: بالعكس، إنتى عمالة تلهلبيه بالكلام اللى بيخـُضّ ده

قالت: خلاص، يبقى قلبك هوه اللى قفــِّـل

قال: يا شيخة حرام عليكى

قالت: أنا نفسى حد يوصّل لهم إن ربنا جميل جدا

قال: وده وقت الكلام فى الجمال والرومانسية

قالت: رومانسية إيه، باقول لك ربنا، تقول لى رومانسية

قال: طب نوصلـّهم ازاى، وهمّا ما بيسمعوش من اصله

قالت: نشيل الحجاب اللى بينهم وبين ربنا

قال: حجاب إيه ؟ ونشيله ازاى؟

قالت: يمشوا فى الأرض

قال: إيه؟ إمال هما بيمشوا فين؟

قالت: هما بيمشوا جوّا نفسهم، وبيسمّعوا اللى بيتقال لهم، وهات يا عمَى: جوّه، وبرّه

قال: يعنى إيه يمشوا فى الأرض؟ قصدك إيه؟

قالت: أصلهم لما حايمشوا فى الأرض، حايكتشفوا ربنا خلقها ليه، وخلقهم ليه، ويستحيل يقدروا يعملو اللى بيعملوه، أو يقولوا اللى بيقولوه لما يسمعوا تسبيح الجبال والطير مع تسبيح خلق الله

قال: يسمعوا ازاى ؟ يعنى إيه؟

قالت: لما تطلع لهم ودان بتسمع

قال: إيه؟ إيه ؟ تطلع لهم ودان!!؟

قالت: آه، وقلوب بتعقل

قال: قصدك عقول بتعقل

قالت: لأ..، “قلوب”!! .. عن إذنــَكْ

قال: رايحه فين؟

قالت: رايحه أقفل التليفزيون، أنا ما عنتش طايقة، نصايح نصايح، نصايح خايبة، وشتيمة، وزعيق،

قال: وانتى لمّا تقفلى التليفزيون، حايعرفوا ربنا توموتيكى؟

قالت: يمكن يسمعوا قلوبهم ثوانى قبل ما يناموا، والدنيا هس هس، ما فيهاش إلا رحمته

قال: آه صحيح، والله ما انا عارف هما بيناموا ازاى بعد اللى بيعملوه ده، طب وان ما سمعوش؟ وان ما عرفهوش؟

قالت: نعرفه احنا، إدعى معايا يا شيخ: ربنا يحمى مصر

قال: يحميها ازاى؟

قالت: يحميها بينا، ما هى أرضه، وإحنا بنعمّرها، نملاها باللى عايزه.

قال: ما همّا بيقولوا إنهم هما إللى عارفين اللى عايزه

قالت: يقولوا إللى يقولوه، شوف قلبك بيقول لك إيه، وانت بتشتغل وفاكرُه كل ثانية، وبس! كده تعمر مصر، وكل مصر، تعمر ونُص!

قال: ياه !!

قالت: آه

قال: يارب

[1] – تم المقال بموقع  اليوم السابع بتاريخ الجمعة، 11 أبريل 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *