الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 149 من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 149 من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:   10-4 – 2014

السنة السابعة

العدد: 2414

mahfouz 2

ص 149 من الكراسة الأولى

10-4-2014بسم‏ ‏الله‏ ‏الرحمن‏ ‏الرحيم

كل‏ ‏شيء‏ ‏بأمره

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

اقرأ‏ ‏بأسم‏ ‏ربك

الهادي‏ ‏هو‏ ‏الله

عندما‏ ‏يأتي‏ ‏المساء

من‏ ‏قد ايه‏ ‏كنا‏ ‏هنا

يا‏ ‏عشرة‏ ‏الماضى‏ ‏الجميل

لا‏ ‏حول‏ ‏ولا‏ ‏قوة‏ ‏إلا‏ ‏بالله

نجيب‏ ‏محفوظ

يوليه ‏1995‏

 

القراءة:

من حيث الخطوط العريضة ونص المتن يمكن القول أنه لم يرد جديد فى هذه الصفحة إلا بعض التنويعات الشكلية، والاختلافات الصياغية كما سيرد حالا، لكننى شعرت وأنا أراجع مغزى هذه التنويعات بريح “الدراسة الشاملة” تطل علينا قبل أوانها فخطر لى أن شيخنا يغرينى بالبدء فى الدراسة الشاملة، لكننى اعتذرت له وقلت فلتكن تجربة محدودة ثم نرى.

أولاً: بالنسبة لما ورد سابقا فقد أثبته فى الهامش كالعادة (1)

ثانياً: بالنسبة للشكل لاحظت – ربما لأول مرة – أن عبارة “كل شىء بأمره”  جاءت بين البسملة وبين اسمه فاسمىْ كريميتيه، وحين تتصدر الصفحة “كل شىء بأمره” لابد أن نحترم أين  حلت اليوم متقدمة ثم حضر هو وكريمتيه “بأمره أيضا”، وهذا طيب.

ثم إنى لاحظت أن التاريخ فى آخر الصفحة قد غاب عنه تحديد اليوم مع أنه أثبت تاريخ الشهر والسنة، وهو إما أغفله فى الكتابة وهذا لا يدل على شىء محدد إلا السهو، أو العجلة، ولا ينقص اليومية شيئا لأن الباحث يمكن أن يستنتج التاريخ بسهولة، فهو يكتب يوميا ويمكن استنتاج تاريخ اليوم من الصفحة السابقة أو اللاحقة، أو لعل تاريخ اليوم لم يظهر فى التصوير فأنا أشتغل فى نسخة مصورة بعد أن سلمت الأصل للأستاذ الدكتور جابر عصفور وأ.د. حسين حموده بالمجلس الأعلى للثقافة كما ذكرت فى مقدمة هذا العمل كله.

ثالثاً: ثم ننتقل إلى عينات للدراسة الشاملة

– اقرأ‏ ‏بأسم‏ ‏ربك :

وهى جزء من آية كريمة لم ترد بنصها قبلا هكذا، ولكن تمت الإشارة إليها مثلا فى  صفحة التدريب رقم (35) حيث جاء ما يلى:

“… نرجع لما خطه شيخنا، وأجدنى أربط بين عمق المعرفة، وبين سورة إقرأ ، وبين سورة المدثر، وذلك بسبب ما خطر ببالى من تداعيات أسمح لها أن تحضر مع حضور سطح وعى تدريبات شيخى كيفما اتفق .

لم يشغلنى النقاش الدائر حول أى السورتين نزل أولا “اقرأ” أم “المدثر”، نزلت قبل الثانية، وإن كان المنطق التاريخى رجح لى أن سورة المدثر هى الأولى، لبساطة الرسالة وجمال إنسانيتها، لكننى عدت أرى أن الوحى الإلهى حين يأمر رسول الله (عليه الصلاة والسلام) أن يحمل الرسالة، هو يأمره أولا بالمعرفة قبل أن يهدهده وهو يدّثر مرتجفا، وقبل أن يأمره بأن ينذر قومه بما ينبغى أن ينذروا به، ولا أعرف لماذا يصر المفسرون على هذا النقاش الذى يستغرق صفحات، وتختلف حوله الروايات كل هذا الإصرار، فما وصلنى هو أن رسولنا عليه الصلاة والسلام إنسان بسيط جميل ، يعيش خبرة النبوة بإنسانيته الرقيقة، يقرأ فى صفحات الفطرة بوحى من الله عز وجل، ويتفاعل مرتجفا  فى دفء زوجته حتى تصله رحمة ربه وأوامره أن يقوم لينذر، ويكبر ربه، ويهجر السوء أو الأصنام (الرجز)، ويعطى مما أعطاه الله دون أن يستكثر أو ينتظر مقابلا (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) هل هذا الرابط بين نهر المعرفة الكوثر، وبين نور البصيرة، وحمل الرسالة هو الذى جمع هاتين الآيتين إلى بعضهما فى وعى الأستاذ، ربما،  وربما لا،

 لكنهما اجتمعا فى قراءتى هكذا.

مقتطف من نشرة : 1-9-2011

أما فى صفحة التدريب رقم (54) فجاء ما يلى:

فقد وردت الآيتين الكريمتين:  “الرحمن علم القرآن“…..، وكانتا قد وردتتا سابقا ورد هذا النص فى نشرة  18-2-2010، صفحة التدريب رقم 15، ونشرة 1-12-2011، صفحة التدريب رقم(47).

فجاء فى قراءتى أننى:  “… لم أناقشه فى هذه الآية الكريمة بوجه خاص، وإن كنت أذكر أنه قد جاء ذكر سورة الرحمن كلها فى مقام آخر. أذكر أننا اتفقنا على إيحاءات جمالها، دون الغوص فى دلالة ألفاظها.

مقتطف من نشرة 19/1/2012

  أما فى صفحة التدريب رقم (122)

ثم إنى “…أذكر أنه  – شيخنا- شاركنى الرأى فيما توحيه سورة “إقرأ” أول نزول القرآن الكريم، وما صاحبها من اعتذار أو إعلان عن عدم القدرة “ما أنا بقارىء”، وقد أبلغته كيف أن هذا أوصل لى أن الأمر بالقراءة هنا ليس له أية علاقة بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمى لا يعرف القراءة والكتابة (وإن اختلف معنى “أمى” عند الباحثين والمفسرين) كما أنه لا علاقة له أيضا بالقراءة التى نعرفها أصلا، وإنما وصلنى أنها إذْن بالكشف للداخل والخارج على حد سواء بالطول والعرض امتدادا بلا حدود مما لا مجال لتفصيله الآن هنا”.

…….

…….

وأضيف الآن: (وقت كتابة هذا التعليق) أن التعلم هنا كان تعلم القرآن الذى أصبحت أراه حاليا يأتى قبل القراءة والكتابة، وهو أصل القراءة والكتابة بعد أن وصلنى أنه “وعى خالص“، فنلاحظ هنا أيضا أن الأستاذ لم يكتب عِلمَ يـَعـْلـَم أَعـْلم، وإنما عَرَفَ يعرف أعرف. وأخيراً فانظر إلى ترتيب الضمائر: أن “أكتب” و”أقرأ” و”أعرف” هى ختام الأفعال بعد “يكتب” و”يقرأ” و”يعرف”، وأيضا لاحظ بعد الزمن الماضى فى كَتَبَ قَرَأَ عَرَفَ.

مقتطف: من نشرة 29-8-2013

******

وبعد

 هل يا ترى سوف تتبع الدراسة الشاملة هذا المنهج بمعنى أن يحضرنى رأس موضوع مثل “أقرأ” أو “معنى المعرفة” أو “النهل من المعرفة”، فأرجع إلى المتن ثم إلى استلهاماتى منه فى محاولة الإحاطة بموقف مولانا من المعرفة أو من القراءة …الخ.

ربما

ولكن دعونا نطبق بعض ذلك على الفقرة التالية، وليكن عنوانها “الهدى”

 جاءت فى هذه الصفحة الحالية أن “الهادى هو الله” ولم ترد هذه العبارة من قبل بهذا النص لكن تمت الإشارة إلى كلمة “الهدى” وفعل “هدى”، “يهدى” فى أكثر من موضع، فهل يكون هذا موضوع بحث يجمع ما يتعلق بذلك، كله.

دعونا نرى العينة:

جاء فى تعقيبى على صفحة التدريب رقم (8)

… أجلت التعليق على ما كتبه أولا، وهو يقرر، أو يكرر أن “الهدى لمن اهتدى“، لأن هذا المعنى شغلنى كثيرا جدا، وتمنيت أن ترد مناسبة أرحب أتناوله فيها كما جرى بيننا أحيانا، فهى قضية مهمة بالنسبة لى، وقد انتبهت إلى أنها مهمة بالنسبة له أيضا استوقفتنى طويلا مع ما وردنى من تداعياتها، مثل:  “إن الهدى هدى الله”، و”…الله يهدى من يشاء”، كل هذا يثير التساؤل البدئى الذى يقول:  كيف يكون الهدى لمن اهتدى؟ وهل ينبغى أن يهتدى الإنسان أولا حتى يستحق أن يعيش الهدى، أو ينال الهدى أو يكمل الهدى، تماما مثلما  استوقفتنى الآية الكريمة ” يا أيها الذين آمنوا، آمِنوا…”، لقد آمنوا فعلا، فكيف يؤمنون من جديد. كان ذلك حين كان تفكيرى يميل إلى السكون نوعاً، أما حين تحرك وعيى مع حركية المعرفة، وعلمت أنه “لا شىء فى ثبات”، لا الهدى ولا الإيمان ولا حتى الموت، بمعنى أن كل شىء، وكل فكر، وكل وجدان، هو فى حركة متجددة، وبالتالى يكون الهدى (الجديد المتجدد)، لمن اهتدى (لمن حسب أنه وصل إلى غاية الهدى).

………..

………..

طيب، إذا كان “الهدى لمن اهتدى”، فماذاعن من لم يهتدِ، من أين يحصل على حقه فى الهدى؟

مادامت العملية مستمرة، لأن نبض الحياة/الموت هو عملية إيقاع حيوى مستمر، مما جعلنى أرى  الموت-أخيرا- باعتباره “أزمة نمو”، فالفرصة متاحة لمن لا يكف عن الحركة، والهدى ليس له حجم محدد، ولا نهاية معروفة، وهو ليس مرتبطا أيضا بمضمون بذاته، وفاتحة الكتاب تشهد بذلك، فهى لم تحدد الصراط المستقيم (اهدنا الصراط المستقيم) كما خنقه بعض المفسرين بغير وجه حق، وإنما أشارت إلى السائرين فيه، ليهتدوا، فيهديهم الله، فيهتدوا، فيهديهم الله بلا توقف

مقتطفات من نشرة : 28-1-2010

*****

وفى التعقيب على صفحة التدريب  رقم (66): جاءت الجملة الثانية المكررة فهى “الهدى من الله“، وقد نالت حقها وزيادة فى القراءات السابقة(2) ولم أرجع إلى هذه الصفحات تفصيلا الآن لأجد ما أضيفه سوى ما يتعلق بكلمة “هدى“.

 وقد انتهزتها فرصة لأرجع لكلمة “الهدى” فى اللغة (المعاجم) وفى القرآن الكريم، وإذا بهذا اللفظ، مثل كثير من الألفاظ العربية يحمل عددا من المعانى لا يمكن أن نجمعها جميعا ثم ننتقى منها ما يقصده الأستاذ وهى بهذه الوفرة حيثالهدى هو: الرشد، البيان، الدلالة، الطاعة، التقوى، النهار، الطريق، الحق فانتهزتها فرصة مرة أخرى لأرفض وصاية المعاجم على التعبير، وفى القرآن الكريم وجدت كل هذه المعانى متصلة بالهدى ومنها:

1- الثبات. 2- والبيان. 3- والسنة. 4- والإصلاح. 5- والدعاء. 6- والقرآن. 7- والإيمان. 8- والإلهام. 9- والمعاش. 10- والموت. 11- والإسلام.  12- والتوحيد.13- والتوراة. (وغير ذلك غالبا).

حين يكتب شيخنا “الهدى” فهو لا يعنى إلا ما هو الهدى وفقط، ثم أتذكر فجأة أن اسم الشهرة لإحدى كريمتيه هو “هدى” .

مقتطفات من نشرة:  2-3-2012

*****

 وقد جمعت فى نشرة 6/10/2011 كيف جاء كلمة الهدى والقرآن الكريم بتنويعات تكاد لا تحصى لن أكررها هنا وأكتفى بأن أضع رابطا، فقد ناهزت العشرين .

وبعد

هل فى العمر بقية للدراسة الشاملة ومازالت أمامى مئات الصفحات للدراسة المتفردة.

كله على الله والبركة فيكم.

[1] – – عندما‏ ‏يأتى‏ ‏المساء: وردت فى صفحة التدريب رقم (62) نشرة: 23-2-2012، وفى صفحة التدريب رقم (73) نشرة: 26-4-2012، وفى صفحة التدريب رقم (119) نشرة: 8-8-2013، وفى صفحة التدريب رقم (120) نشرة: 15-8-2013، وفى صفحة التدريب رقم (123) نشرة: 5-9-2013، وفى صفحة التدريب رقم (124) نشرة: 12-9-2013، وفى صفحة التدريب رقم (130) نشرة: 24-10-2013، وفى صفحة التدريب رقم (136) نشرة: 12-12-2013.

– من‏ ‏قد ايه‏ ‏كنا‏ ‏هنا:  وردت فى صفحة التدريب رقم (1) نشرة: 31-12-2009، صفحة التدريب رقم (11) نشرة: 4-2-2010، صفحة التدريب (40) نشرة: 20-10-2011، صفحة التدريب رقم (73) نشرة: 26-4-2012.

– يا‏ ‏عشرة‏ ‏الماضى‏ ‏الجميل: وردت فى صفحة التدريب رقم (74) نشرة: 3-5-2012، وفى صفحة التدريب رقم (105) نشرة: 22-11-2012، وفى صفحة التدريب رقم (142) نشرة: 13-2-2013،

– لا‏ ‏حول‏ ‏ولا‏ ‏قوة‏ ‏إلا‏ ‏بالله: وردت فى صفحة التدريب رقم (116) نشرة: 18-7-2013.

[2] – كما أثارت سلسلة من التداعيات فى كل من صفحات التالية حيث ظهرت فى صفحة التدريب (8) نشرة 28-1-2010،& صفحة التدريب (14) نشرة 18-2-2010،& صفحة التدريب (23) نشرة 1-4-2010،& صفحة التدريب (30) نشرة 28-7-2011،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *