الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ملف‏ ‏التفكير‏ (19) : استدراك بحضور ضيف مبدع كريم (أ.د. السامرائي)

ملف‏ ‏التفكير‏ (19) : استدراك بحضور ضيف مبدع كريم (أ.د. السامرائي)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 6-4-2014

السنة السابعة

العدد: 2410

 

 الأساس فى الطب النفسى

الافتراضات الأساسية

الفصل الثالث: ملف‏ ‏التفكير‏ (19)

استدراك بحضور ضيف مبدع كريم (أ.د. السامرائي)

عبر الشبكة (شعن) وصلتنى هذه المداخلة المضيئة، ولست متأكدا إن كانت موجهة تحديدا لشخصى شخصى، أم لشخصى ممثـِّلا لكل الزملاء الذين يمكن أن يتحملوا حوارنا بأية درجة من السماح

ما تحويه الرسالة هو أعمق وأصدق من أن يـُرد عليها

لكنه أنهاها بما يشبه التكليف  قائلا  “وعدتكم والبروفيسور الرخاوي بقصيدة من فيض أدري!

قررت أن أنشر مداخلته

ثم قصيدته “من فيض أدرى”

ثم ما تيسر مما تصورت أنه وفاء بوعد لا أذكره تحديدا، لكنه تكريم منه، فاخترت ما تيسر مما قد يصلح ليكمل اللحن بعد إذنه،

الحمد لله،

والشكر له،

وللأخ الجميل صاحب الفضل فى لقائنا د. جمال التركى رئيس الشبكة

وللزملاء الذين يتحملوننا أو يعذروننا

وعلى الله قصد السبيل

  أولاً: مداخلة أ.د. صادق السامرائى

على ضفاف التفكير والإدراك!!

أستاذي الدفاق الرؤى والأفكار، أوقعتني في أحبولة التفكير والوعي والإدراك ، ووجدتني صيدا يحوك شبكة أسره ليتموضع في أفق مطلق!!

وهذه الكلمات ليست ردا وإنما تفاعلا وتحاورا وتواصلا ، ومحاولة للمعرفة بتجاذب عقولٍ متشوقةٍ للإدراك والإشراق المنير.

وبعد

فالإرتقاء إلى نوال الأفكار جهد ومُجاهدة ، وصعود يحتاج إلى كفاءة بدنية وعقلية تتحمل الخطو الأصعب، يَعرفها مَن تسلقَ سفوح الجبال ، وأدركَ معنى وصوله إلى قممها.

فعندما تتسلق العاليات ، تشعر وكأن ساقيك قد أصبحا أثقل من الجبل الذي تتسلقه ، وكلما إرتفعتَ تقل نسبة الأوكسجين ويزداد عدد مرات التنفس، ويفزعك دوي القلب في صدرك؟!

هكذا تبدو عملية صيد الأفكار واستنزالها من معاقلها ومداراتها الكونية، فلا يمكن للفكرة أن تهب نفسها لمن يشاء، وقد يستحصلها عقل جاهد للإمساك بها عبر أجيال وأجيال!!

فالجينات أو الموروثات الكامنة في أعماق الأحماض الأمينية في النويات، هي أرشيف مسيرة وتفاعلات متراكمة تؤهل حاملها للإنبثاق، ووعي الفكرة المقصودة والرؤية المتوهجة في مفردات ذاتها.

ومن هنا فأن الأفكار العَلية، بحاجة لقدرات علوية، وطاقات تفاعلية ذات امتدادات متوافقة مع إيقاع نبض الوجود، ومتوائمة مع أمواج الكون الفسيح.

إن الوصول إلى هذا التناغم الإدراكي والتنابض الحي الأرحب، يفتح بوابات الإنغلاق، ويزيح صخور الحُجب، ويكشف ما وراء غطاء الذات المعصوبة بالرغبات، وسطوة النفس المتأججة الإنفعالات، والتوجهات المادية المحتدمة في ترسانة الأنانية والرغبوية الشديدة الإندلاق، في عالم يتحول فيه البشر إلى أرقام، ومفردات تدور في طاحونة الأيام، باسم التحضر والمدنية والإنفلات الإبتكاري واختراعات ما بعد الخيال.

ولهذا فليس من السهل الحديث عن موضوعات ذات أحضان لا محدودة، ومؤهلات غير موجودة، وصياغات ذات منطلقات ممدودة.

ولكي تتفاعل العقول لا بد لها أن تتحرر من آليات الذبول، والإنغلاق في أفق النظريات، لأن ما يُسمى نظرية محاولة للوصول إلى فهم ، وليس الإمساك بالحقيقة المطلقة، إنها وجهة نظر ذات قدرة على استحضار الحجج والأدلة والبراهين، التي تؤازر قَدَرا من الصوابية التي تمتلكها، وبتطور المعرفة وتراكمها، ربما يتم دحض النظرية أو تطويرها، لأنها بداية للفهم والمعرفة وليست نهاية لهما.

ولهذا فإن الإستناد على النظريات لا يعني أننا قد كشفنا جوهر الحقيقة وذات المعرفة ، وإنما حاولنا الدوران في أفلاكهما، وفي معظم الأحوال ، نقع ضحايا للنظريات لأنها مثل الصندوق، أو قيد الأسر الذي يملي علينا كيف نرى ونفكر ونتصور، وفي واقع الأمر نحن لا نرى ولا نفكر، وإنما نتبع رؤية فيها شيئ من الصوابية القادرة على البقاء لفترة مرهونة بدرجة المعرفة، وما يتوفر من مفردات قد تعززها أو تدحضها.

ومن المعروف أن النظريات تتبدل وأنها ليست مطلقة، ولا يمكن أن تكون ذات طبيعة خالدة، إلا إذا تحولت إلى قانون طبيعي ، موجود أصلا في الكون السرمد ، فنحن نكتشف ولا نخترع!!

فما نعيشه هو إكتشاف لموجودات فكرية وعملية قائمة في كون موزون متوازن، منضبط دقيق التفاعلات والتطورات، وأى حركة في أى موضع فيه تؤثر على بدنه الأكبر!!

إنه مثل بيت العنكبوت بآلياته وهندسته وترابطه وتواصله، وإحساسه بأية طاقة تمسّه أو تقترب منه.

وهكذا فأن المحسوس سيكون ملموسا، والموجود حاضرا، والقدرة على الإرتقاء إلى مدارات التفكير المتباين المدارات، تستوجب الكثير من المجاهدات والرياضات.

ومن العسير على الإنسان بعمره أن يكون قادرا على امتلاك الطاقات اللازمة لولوج أبواب المعارف العلوية والحقائق اليقينية، وإنما يتطلب ذلك تراكم إرادات ومجهودات أجيال متواكبة المحاولات، حتى تلد العقل المؤهل لفتح أبواب غياهب الإدراكات، ووعى أفكار ذات انطلاقات مادية وحضارية وصيرورات تفاعلية تؤهلها لصناعة الحياة.

إن التفكير قوة السعى نحو كشف محتوى المجهول وكوامن الذي لا يُرى إلا بعين اليقين.

ولا يمكن للأفكار أن تجري في أنهار الإدراك إذا تقيّدت بدائرة الثنائيات المفرغة، كما تطرحه بعض النظريات السلوكية التي تحاول تفسير المشاعر والمخاوف على أنها ناجمة عن تغيرات فسيولوجية!!

وأخيرا لابد من التساؤل عن كيفيات بناء العقول الحضارية ، القادرة على صناعة الحياة الكفيلة بالتعبير عمّا تحتويه من طاقات إبداع، وانطلاق وثّاب الرؤى والصيرورات، كما فعل السابقون في حضاراتنا المنيرة الأصيلة الإضافات؟؟!!

فإذا كان الأجدادُ قادرين فالأحفاد أقدر!!

وشكرا على إقحامي في موضوعات صعبة معقدة شديدة الغموض والهروب، لأنها قرينة السراب؟!!

وبكم نتحفز، ومنكم نستزيد، وبأفكاركم نتجدد، وحسبنا المزيد.

وأختم بهذا البيت الذي حضرني وأنا أقرأ إحدى رسائلك وسيأتيك بقصيدة حتما.

“أبوحُ بما يُخالجُني ويَفري…….فؤادَ متيَّمٍ في كونِ أدْري”

         د. صادق السامرائي

تحيات إدراكٍ وأمنيات تفكير فوق محجوب البصر!!

وعدتكم و البروفيسور الرخاوي بقصيدة من فيض أدري!!

ولابد من الوفاء بالوعد! خالص التقدير.      صادق.

  ثانيا:

   قصيدة ” أبوحُ بها ولا أدرى لماذا؟!!”

  أ.د. صادق السامرائى

أبوحُ بما يُخالجنى ويُفرى ……. فؤادَ متيّمٍ فى كونِ أدُرى

وكمْ وَسِعَتْ بأفكارٍ رؤانا ……. وغابتْ عَنْ مَداركنا بفَجْرِ

ولاحَتْ بَينْ أمْواجِ إنْدفاقٍ ……. تداعِبُنا بمجهولٍ وتُعرى

وتَسْكُبنا على رَمَضِ الْتِياعٍ …….. فنَعْرفها وتُسْقينا بَجمْر

وبينَ النارِ والماءِ اتْفاقٌ ……. كأنّ الماءَ مِنْ وَهَجٍ سَيجْرى

وإنّ النارَ فى ماءٍ تطامتْ ………… كوامُنها بأنهارٍ وبَحْرِ

إلى فِكَرٍ من الأفكار تِّروى ……. بجوْهَرها نداءاتٌ لسَبْرِ

وما نيلُ افْتِكارٍ دونَ جُهْدٍ ……. وغوْصٍ فى مَتاهاتٍ وقِعْرِ

فكيفَ الغوْرُ فى أفقِ اتْساعٍ ……….. يوافينا بأسْرارٍ لسِرِّ

كأنّ وجودَنا إشراقُ إلاّ ………….. وكائنـــةٌ ومُنْجِبَةٌ لدرِّ

أسائِلُ ذاتها عَمّا احْتواها …………. فتْرمُقنى بُمنشِئَةٍ لسِتْرِ

وما عَصَمَتُ عقولٌ مُجْتَباها ….. وما فطِنتْ لِما كَسَبَتْ بعُمْرِ

وإنّ الأنسَ مِنْ وَجَعٍ تنامى ……. فهذا الطّيرُ مَرهونٌ بَجزرِ

وقلبُ الَمرءِ ينطقها بنبْضٍ ………….. وإيقاعٍ يُخاطِبُنا بذِكْرِ

وهلْ غَرَقتْ بأفلاكٍ ودارتْ …. مَواكبُها، وَهلْ حُجِبَتُ بخِدْرِ؟

تَجوبُ نفوسُنا وديانَ باقٍ ……. وما ابقتْ ولا بَقِيَتْ بعَصْرِ!

قرونٌ مِنْ جَهالتِها اسْتحالتْ ………. كأهرامٍ نُعاينُها كنَدْرى

ترادَفتِ الْمَعانى دونَ كشْفٍ ……. وما وَصلتْ لخاتمةٍ وجَهْرِ

ومَنْ حَسِبَ الزمان بلا دليلٍ ……….. يواجهها بفقدانٍ وخُسْرِ

ومَن نظرَ الأمورَ بذاتِ عَيْنٍ ……. أيُبْصِرُها إذا كمَنَتْ بِحجْر؟

توازنُ سَعْيها بُرهانُ خلقٍ ……. وإنْ طارتْ فقد خَطّتْ بوِكْر

مَوازينٌ مُقدّرةٌ خُطاها …………….. بُحسْبانٍ ومُوجبَةٍ لأمْرِ

ترابطُ كلّها مَرهونُ شيئٍ ……. فما شاءَتُ وإنْ شاءتْ لصُغْرِ

أنَحْسَبُ أنّها مِشكاةُ ضَوْءٍ ………. وكمْ ذهبت بغبشاءٍ وظهْرِ

سُطوعُ مُنيرها أحْفى ألاها ……. وما وَضُحَتْ ولكنْ فى مَفَرِّ

مُعاتبتى إذا بَزغتْ ثريا ………… فهلْ أهْدتْ إلى جُزُرٍ وبَرِّ؟

نُعالِجُها بأوْهامٍ وظنٍّ ……………. ونَرْغبُها وإنْ جاءتْ بمُرِّ

أزليّةٌ مُؤبّدة بكُنهٍ …………………… وسَرْمَدُها بنيرانٍ وتِبْرِ

وهَيْجاءُ التصادى إسْتقادتْ ……… فأزدَتْ كلّ واضِحَةٍ ببئرِ

أنخشى أنْ نواجهَها بصدقٍ ……. وإنْ بَرزتْ سَنرميها بنُكرِ

كذا وَثبتْ إلى أجلٍ جَديدٍ ………… مُرائيةً فما ظهرتْ بيُسْر

خُداعُ النفس دَيْدننا المُفدى ……. فدَعْ نفسا وما فيها لحَشرِ!!

أجالِسُ هْمسَها والصمتُ رعدٌ ………. وإبراقٌ وإنذارٌ بقطرِ

وما بَلغتْ مَعارفنا حَجاها ……….. وكمْ شغفتْ بتعليلٍ وعُذرِ

كأنّ النونَ فى كافٍ تجلى …………. وإنَّ لكافِها كَرُّ بكَرِّ!!

أبوح بها ولا أدرى لماذا …….. لأنّ العقل مِن عَقّلٍ كبَدرِ!!

عقولُ وجودِها مِنْ ذات عَقْلٍ ……. ومَعقولٍ وعاقلةٍ وسِفْرِ

أحاورُ نيّرا توّاقُ عِلمٍ ……… يَرى الإنسانَ مَكتوبا بسَطرِ؟!!

فزِدْنا عَسْجَدا مِنْ فيْضِ شوْقٍ ……. وألْحانا مِنَ الْنغَمِ الأبَرِّ!!

  ثالثا:

 وبعد

لا أعرف سيدى كيف أوفيك حقك وأنت تشجعنى أن أستمر فخورا بلغتى، فرحا بمعرفتك، شاكرا من عرّفنى بكم، حامدا ربى، حذرا من أى تظير خانق، ناقدا لأى تاريخ مصنوع، محفيا بكل تاريخ قابع فى دنا DNA خلايانا، خائفا من أى إغارة مغتربة مبرمجة، متحديا بلغتنا العبقرية، وإيماننا المبدع، لصالح المعرفة إليه، مع وإلى كل خلقه، لعلنا نفلح أن نزكيها (=ننميها) إليه.

بحثت فى اوراقى وذاكرتى بالداخل والخارج،  فتنافستْ قصائدى تحبو إليك بما تحوى من  “فيض: لا أدرى” الذى هو ليس ضده “فيض أدرى”، (كما علمنا مولانا النفرى عن “الجهل الذى ليس ضده العلم”) ، وإيماننا بالغيب.

 وإليك تلك التى سبقت إلى رحابك حتى لو كانت قد سبق أن زارتك، فهى الفائزة بشرف المثول فى دائرة وعيك، ووعى كلِّ من تحملها من الزملاء، وغيرهم .

 القصيدة الفائزة

يا أيها الغيب المكوَّم عند َجذر القول، شوكِ الوصـل، غـور الصـدِّ، قـِف.ْ

لاتـُلــقِنى تحتِ السـنـابكِ والخيولُ مـطـهمه.

قفْ، واختبئْ خـلـفَ الوفـاءِ النـابـتِ المـتـعـدِّدِ الوجـهِ الملوَّن أحـرفاً لا تـنـطفئْ…،

قفْ.

لا تـطـلب الأخـرى المزيَّن حرفُـها ببريقِ وعـى الطـيـفِ لمَّـا يـكـتـمـلْ.

******

لا …، لـم يـُـقـَـلْ بعدُ الذى لا يـرتـسـمْ أبدا، لأنَّ الـرسـمَ ضد الإسـم، ضد الحـرف، ضـد العـيـن: ضد الحق، ضد الوجـدِ سـهْـمـا يغـــمد الجُمَلَ المفيدة فى الرمـال الزاحفهْ.

يا حولُ : ماذا حــوَّلــك؟

فى أىِّ شـبـهِ القـارةِ المنـسـيـة الربع المكوَّم خالياً خلفَ الشبكْ؟

فى أىِّ شـكـلٍ صوَّركْ؟

فى شـكـل عنقاء اليمامـة أيقظتْ نـومَ المـطـأطـئ رأســهُ خـلـف السـِّياج يـنـاهـزُ العـمـر الذى قـد أفـرزكْ !؟

فبأىِّ آلاء الحياة البـكـر عـاهـدكَ الـذى لا يـمـلكُ العـهـدَ الـذى قـد كـان لـكْ؟

أُمــدُدْ يمينــك خـلـف وهـم البُعد، بـعــدَ البَعـْدِ عـمـا أنـت فيه الآن، ليس الآن إلا من سَلَكْ.

ما أحـلـكـكْ !

يا أيها العجـز الفجور المختبئ، فى عمق طياتِ الحياءِ الباسـم المتهرِّب،

ما أغفلكْ،

لستَ المهـيأُ للرسالة جمرةً حمقاءَ تـُـخفى وجه ظلٍّ أشعلكْ.

قالت: وأيـمُ الحق لم تولدْ ولـــم يك للكيان الأشعث المهجور كُفْوًا أو أحَدْ، فظللتَ مشروعاً تدورُ كما الرَّحَى فى بؤرة الكهف المكوَّم خاليا خلفَ الشَّبَكْ.

فتحرك القمرُ المـغـطـى وجهه: بالطِّـين، بالسحب الجـلـيلـةِ، بالنـعـومـةِ، بالشـراسـةِ، بالـبـلهْ.

هل أُجهِضَ اليـومُ الذى لـم يـأتِ بعد؟ رغـم المـخاض المـنـتـظم؟

******

تبَّا ليوم ماولـدْ،

تبَّا لعـَـــيْنٍ لـم تـجـدْ، تبا لقلب لم يـعـدْ،

تـبـت يداه، طُمِستْ رؤاه، ما أغـنـى عـنـه مـا كـسـب.

القوَّة المــدوَّرة؟

وبـقـايَـا عُشِّ القبـَّرة؟

وريـاحُ رائـحـة تـفـوحُ بلا لقاحْ؟

ودوائـر الحـظِّ السـعـيد، دفاترِ التوفيـر سـِعْرُ الـفائـده؟

آل المآل إلى المحال.

ما دام عـقـربـهـا يـطـارد عـقـربا ضـل السؤال

ضلَّ السؤال طريقـه نـحـو السؤال الماثل المتمهل الخطو الذى ضل السؤال بدوره نحو التساؤل كدح كـل الموقـنيـن بـخـطوة الكدح الـذى يُبقى الحقيقة وسـط نور الحق ليس كمـثـلـها شئٌ مضى، شئٌ أتى، شئٌ يكون بلا كيانْ،

لكنه هو كل شئ.

وجهٌ بعـمق الشـوقِ نحو الشرقِ ينـتـظرُ الأنا،

لسـتُ أنــَــا.

يا سيدى !

آتـِـى بها من قـبـل أن يـرتدَّ طـرفُ الخـوفِ بعد القَرْعة الأولى؟

من قبل أن تمحو الرمالُ الزاحفةْ…… آثارَ أقدام الرُّؤَى؟

من قبل أن يـلـد السراب مياهه المتـفـجرة؟،

من قـبـل أن يتلون اللون الـذى لا لـون له؟

من غـيـر لـون يـنـطـق الطـيـر الــذى حـذق الـمـخارجَ والطـبـائعَ والرموزَ الشـفرةَ المـلـقـاة بين البيـن، بعد البين، نن العين، بؤرة الحدق.

فتمهلتْ،

وتلكأتْ، وتسرّبـَـت، وتسربلتْ،

 وتجمعت، وتفرقتْ ، فتآزرتْ، وتعددتْ،

فانضـم جيشُ النمل فى تشكيلة لم تكتملْ.

حتى استفاق وما استفاق وما ثمل.

لمْ تــُــطلق السهمَ الممزقَ بين أشلاء القـُزح

فإذا طرقتَ شعاعَها بين السحاب الهشِّ لمـّـا ينكسر:

 فاجمع به ما ليس فيه،

واجمع بــنـا ما ليس نحن فكلـنا ماضٍ إليه بكلِّ كلِّ الكل فى دور الدوار المنهمر،

 كدحا إلى بَـعْـد المدى.

******

وبعد

أكرر شكرى لك سيدى، وأحمد ربى، وعليكم السلام

                                                      يحيى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *