الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (74) : من: “موقف عندى”

حوار مع مولانا النفّرى (74) : من: “موقف عندى”

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 5-4-2014

السنة السابعة

العدد: 2409

 

 حوار مع مولانا النفّرى (74)

من: “موقف عندى”

وقال مولانا النفرى فى موقف “عندى”

                            وقال لى:

                                      الحق ما لو قلبك عنه أهل السماوات والأرض ما انقلبت

                                      والباطل هو ما لو دعاك إليه أهل المسوات والأرض ما أجبت

 فقلت لمولانا:

أية درجة وصلتّ إليها يا مولانا حتى يقول لك هذا هكذا،

فوّضك بذلك لتكون أنت مقياس الحق لا تحيد عنه لانه الحق، فهيهات أن يقلبوك عنه لأنه الحق، وقد وصلت إليه بكل هذا اليقين والوضوح والبساطة لأنه الحق

وأية درجة وصلت إليها حتى تنصرف عن الباطل  لأنه باطل بكل هذه السهولة السمحة،  فلا يستطيع أهل السماوات والأرض أن  يدعوك إليه ، فإن فعلوا وجدت نفسك منصرفا عن ما يدعوك إليه دون جهد أصلا

سامحنى يا مولانا،

ماذا لو خيل لمن هو ليس هو أنه وصل إلى هذا الموقع من الرضا واليقين، وهو بعد لم يصل، فاستعمل هذه القاعدة وكأنه عرف الحق وهو لم بعد ، وخيل إليه أنه علم ما هو الباطل وهو ليس كذلك،

 ليس بالضرورة أنه ليس كذلك تماما، ولكن على الأقل ، ليس كله كذلك ،

لقد خفت عليه، عليهم، بل خفت علىّ،

لقد أصبح يا مولانا كل واحد فينا يصل إلى أى “حق” يعتبره الحق الذى لا ينقلب عنه،

كذلك فإن “حق” غيره  هو “الباطل” لا باطل سواه،

أنا خائف

خائف من نفسى، أنا خائف عليهم يا مولاى،

خائف أن أتمسك بحق ليس هو الحق، وأن اشجب باطلا ليس هو الباطل

نحن نتقاذف بما نسميه حق كل منا وكأنه “الحق”

نحن نشجب كل من يختلف عنا، أو معنا، وكأنه “الباطل”،

لا يتحرك هذا عن حقه، وهو يتصور أنه أهل لما قاله لك، دون أن يعلن ذلك أو يعرفه

 ولا يراجع ذاك باطله ولا يراه حق غيره

هل تسمح لى أن أجعل هذه رخصة لك أنت وحدك لا تصلح لغيرك لو سمحت

أنا خائف

لست خائفا تماما، لكننى خائف

البر ما اطمأنت إليه النفس

أنا مطمئن

.. لست خائفا اصلا

أنا فرحان، وهو لا يحب إلا الفرحان

فهل تسمح لى أن أعيشه  يامولانا  دون أن   أسميه حقا

وأن أترك الآخر دون أن أسميه باطلا

لعلى بذلك انطلق من حق إلى حق، إلى حق ، سواء كان هو الحق الذى وصلنى أم أنه الحق الذى وصلهم،

الأرجح – يا مولانا-  أنه الحق الذى وصلنا معا دون أن نسميه أصلا

الحق الذى عثرنا عليه معا  هو الحق الأقرب

وهو يقربنا إليه

وهو حق كل منا حتى لو تغير اسمه، ما دام كل منا شارك فى صنعه، إليه

تجتمع الحقوق فى حق، إلى الحق، فمن ذا الذى يستطيع أن يزحزحنا عنه

والباطل ما ليس كذلك، فمن ذا الذى يستطيع أن يجذبنا إليه

ما زال الأمر صعبا، لكننى أشعر ببرد وسلام

هكذا

لا يمكن أن توصل إلينا ما قاله لك ، ثم تقصره عليك

اليس كذلك يا مولانا ؟

وصلنى ردك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *