الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 7-11-2014

حوار/بريد الجمعة 7-11-2014

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 7-11-2014

السنة الثامنة

العدد: 2625

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

سوف يكون الملحق اليوم هو التعويض المناسب لندرة المشاركة، وبالرغم من أن التعقيب الذى استدعى حضور هذا الملحق لم يصل إلى الموقع مباشرة، وإنما عن طريق “شعن” فإننى وجدتها مناسبة هامة لأوضح ما أعنيه وأنتمى إليه من مفهوم “التطور” فى حدود ما يسمح به ملحق البريد.

****

 قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ

صفحة (174) من الكراسة الأولى

أ. عمر صديق

استاذي العزيز،

اليوم استطعت ان اربط بين يومية الامس عن صوت البومة في داخل البطلة وتعليقك عن علينا تعلم لغة العصافير،

ولكن لم يصلني الربط بين وعي دارون الخارجي والداخلي

المقتطف:  فهداه ذلك إلى البحث عنها خارجه، انتهى

هل القصد هنا هو تشابه الانسان مع الكائنات الاخرى منها الحيوان؟ ولكن ذلك قد يكون من باب العلم والتعلم، حين علم الله ادم الاسماء كلها فهي في وعيه من باب علم الانسان وليس بالضرورة من باب التسلسل! هذه مجرد فكرة خطرت لي.

استمتعت بكنز الشقاء لعله يشرق خيرا وسعادة ولو بعد حين!

د. يحيى:

لا يوجد تشابه، ننى التشابه وإنما توجد تفس الأنماط مع فروق على سلم التطور عبر نبضات الإيقاع الحيوى وجدل النمو والإيمان والإبداع

****

الأساس فى الطب النفسى  الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس:    

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (38) 

اضطرابات الوجدان (العواطف)(4)

الاضطرابات الوجدانية: كمِّـيا (2)  ثانيا‏: ‏الانفعالات‏ ‏العسرة‏ (2) 

طبيعة عاطفة “الغضب” من خلال لعبة مع أسوياء‏

أ. عمر صديق

فعلا اللعبات ممتعة جدا وكاني اتفقت مع اعتراض المجموعة حتى وان كانت هى تمثيلية ولكن في النهاية يتم بناء فرضيات على ما يقال بل احيانا كان اللعبة تجبرني على ان اقول شيء هو مدبر مسبقا! عذرا ولكن هذا ما شعرته ليس فقط في هذه اللعبة ولكن في لعبات سابقة.

اقتراح:   اضافة لعبة جديدة عن كيفية تنفيس الغضب العادي، مثلا: انا لما باغضب…..

وثانية عن احساسنا بعد الغضب مثلا: انا لما اهدأ بعد الغضب باقول لنفسي……

والشكر الجزيل على العطاء

د. يحيى:

الاقتراحات دائماً مفيدة ومثرية، وفى العلاج الجمعى كثيراً ما يقترح أحد المرضى لعبة جديدة أو يقترح تعديلا للعبة قبل أو بـُـعيْـد  بدئها،وتكون إذاة ميدة

أرجوك مراجعة الفرق بين الاستجابات فى بداية الحلقة والاستجابات فى آخرها.

شكراً.

أ. أحمد رأفت

كيف نسيطر على الغضب؟

وما هى المواقف التى تؤدى بنا إلى الغضب؟

د. يحيى:

أنصحك أن تقرأ أرجوزة الأطفال، فهى أشمل وأبسط، وفيها الإجابة.

****

 الثلاثاء الحرّ:

 حول موضوع التنمية البشرية “والذاتية” وجدواها

أ. أحمد رأفت

علم التنمية البشرية عندما يتم تطبيقه يأخذ مدة زمنية أطول ويشعر بعض الأفراد بالملل والإحباط، لماذا؟

د. يحيى:

ليست عندى  خبرة بالتفاصيل عن تقنيات هذاالنشاط.

****

الأساس فى الطب النفسى: الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس:    

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (37)  اضطرابات الوجدان (العواطف) (3)

الاضطرابات الوجدانية: كمِّـيا (2)

د. نجاة انصورة

السلام عليكم وأحمدالله تعالى عودتكم سالمين من مؤتمر الإسكندرية والله يعطيك ألف عافية . وعيد ميلاد سعيد يارب عقبال مئة سنه منورنا جميعا سيدي الفاضل .

* أشكرك أستاذي على هذا التفصيل المبهر لملف العواطف حيث الرؤية لها أصبحت لدي أوضح بكثير مما قرأت عنها سلفاً.

المقتطف: حسب معايير العواطف المذكورة سلفاً من حيث إنها تنشأ من دافع الشعور بالألم النفسي الداخلي .. الخ

التعليق: إذن هي  تنشأ عن ألم داخلي حادث بالضرورة نتيجة موقف أو إستحضار ذكريات معينة مؤلمة في الغالب ..أم إنها قدتنشأ وتُفعل \” وهما \” أي بدون موقف خارجي وواقعي يثيرها… ربما الشئ بالشئ يذكر أيكون \” ثنائي القطب \” مثالا عن ذلك ؟!!

***  مزاج عسر أو ماتعارف عنه في معظم المراجع ب \” عسر المزاج \” ربما يقابل تقريباً كلمة ( الكََدر) هي تحمل نفس زملة الأعراض في معناها .

شكرا جزيلا سيدي … مودتي

د. يحيى:

أولاً: ليس بالضرورة أن يكون الألم الداخلى هو أساس كل العواطف.

ثانياً: كذلك فالعواطف أعمق وأسبق من استحضار ذكريات وهى أكثر ارتباطا بالإدراك بالمعنى الأشمل (كما جاء فى ملف الإدراك) وأيضا بالوعى الذى لم يفتح ملفه بعد.

ثالثاً: ثنائى القطب ليس مثالا على ذلك، وإن كان الألم الداخلى الذى يختفى وراء فرط النشاط ، ةشدة المرح والحركة هو موجود دائما (أو غالبا).

أ. أحمد رأفت

هل هناك استعداد بيئى واستعداد وراثى لحدوث الانفعالات؟

د. يحيى:

برجاء القراءة ببطء المسألة ليست بهذه المباشرة، العواطف تركيب فطرى أصيل فى الحيوان والإنسان على حد سواء.

أ. أحمد رأفت

هل تختلف علامات الاكتئاب من شخص إلى آخر؟ ولماذا؟

د. يحيى:

أنا آسف!!!

طبعا يا إبنى

ما هذا؟

****

رسالة من الشبكة العربية

Prof. Dr. Saleh Alsanie

السلام عليكم

اثناء القراءة أبدأ من هذه العبارة:

المقتطف: الإنسان اكتسب وظيفة تبدو خاصة به دون مَنْ قبله من أحياء،

التعليق: العبارة المذكورة تتكئ على نظرية دروان في النشوء والارتقاء الكائنات الحية الى ان وصل في اعلاه الى الانسان كما في كتاب (أصل الانواع) لدارون. لذا ارجو التصحيح او تجنب ما بجعلنا نسلم بتلك النظرية التي ثبت خطأها عند الغربيين قبل اهل الاديان، وجزاكم الله خيراً.

د. يحيى:

أظن أننا نحتاج إلى إعادة قراءة داروين شخصا وعالما ذا (وليس فقط كتب داروين) وإعادة قراءة “أصل الأنواع” 1859 وأصل الإنسان 1771 ثم التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان 1773، ثم نقرأ عشرات ( بل مئات الكتب التى أيدت النظرية بمناهج وتقنيات وأبحاث أحدث لم تكن فى متناول داروين وآخرها بالنسبة لى هو الكتاب الذى صدر حديثاً 2009 تأليف ريتشارد دوكنز بعنوان:  “The Greatest Show on Earth” تأليف Richard Dawkins وقد ترجم مؤخراً مع الشكر بواسطة الصديق د. مصطفى فهمى إبراهيم وظهر فى جزأين عن المركز القومى للترجمة فى 2014 (أنظر الملحق)، وهو من جزأين وكل جزء يربو على الثلاثمائة صفحة

 برجاء التمهل  قبل إصدار عبادرات مثل “التى ثبت خطأها عن الغربيين”!!! أما تعارضها مع الأديان فلا وجود له بعيداً عن التفسيرات البعيدة عن أصل الأديان وجوهر الإيمان (انظر الملحق).

****

الملحق

مقال: جريدة الوطن: بتاريخ  30-9-2014

داروين كمان وكمان

 د. خالد منتصر

صديقى العزيز السيناريست الموهوب محسن الجلاد كتب رداً أمس على مجموعة مقالاتى عن نظرية التطور، ……. بداية كنت أود أن ألفت انتباه الأستاذ محسن إلى أننى كنت موجهاً خطابى إلى شيخ الأزهر وليس إلى الله جل جلاله، لذلك كان لا بد من تعديل عنوان مقاله إلى «بل صدق شيخ الأزهر وكذب داروين»! لأن كل ما ذكرته سيادتك وأيضاً كل ما ذكره شيخ الأزهر هو رأى رجال دين وتفسيراتهم ووجهات نظرهم فى النص المقدس وليس رأى الله عز وجل، وإلا ما تعددت التفسيرات والفرق والاجتهادات، ذلك لأننى ببساطة لم أقحم اسم الله فى مقالاتى ولم أتطرق إلى الدين، بل ناقشت نظرية التطور من المنظور العلمى فقط، أما إقحام واستدعاء أن رأيك أو رأى شيخ الأزهر هو رأى الله فهو استدعاء يغطى على ضعف الحجج بترهيب ومصادرة من البداية على طريقة «خليك جدع وورينا نفسك واعترض بقى على كلام ربنا»!! الذى هو فى الحقيقة ليس رأى ربنا بل هو تفسيرك ورأيك المأخوذ من رأى رجل الدين المبنى على منهج النقل والترديد والتلقين.

كان لا بد من هذا التوضيح فى البداية حتى لا يزايد أحد على أحد ليقول للرأى العام: ها أنا أكثر تديناً وإيماناً وكأننا فى مزاد، فهذا الأسلوب هو الذى وأد واغتال محاولات جنينية لمفكرين إسلاميين قدامى ومعاصرين لإعادة النظر فى البديهيات والتفسيرات وتأويل الفهم القرآنى حتى لا تصدمنا حقائق العصر مثل ما فعله عبدالصبور شاهين فى كتابه «أبى آدم» أو عدنان إبراهيم فى خطبه فى فيينا التى اتفق فيها مع داروين، وقال إن الخطأ هو فى فهمنا للنص الدينى وليس فى داروين، وقال: لا مانع من أن تكون كلمة «كن فيكون» ملايين السنين كما هى تسعة أشهر فى الجنين وكما اليوم هو ألف سنة، وأحياناً خمسون ألف سنة، ما المانع فى تعديل مفاهيمنا بدلاً من الإصرار على مفاهيم متحجرة تصطدم بالواقع العلمى فتزداد الفجوة بين المسلمين وبين الحقائق العلمية والمنهج العلمى يوماً بعد يوم. أنت استدعيت الدين إلى ساحة مناقشة علمية هذه مشكلتك، وعليك أنت أن توفق وتحلها بفهم جديد وتأويل جديد وخروج عن الإطار التوراتى لقصة الخلق الذى يحدد عمر الإنسان أو بداية ظهوره أو بداية الخلق بستة آلاف عام، أو كما قال «أوشر» فى القرن السابع عشر إن لحظة الخلق بناء على حسابات الكتاب المقدس بدأت 9 صباح 23 أكتوبر 4004 قبل الميلاد! شواهد وأدلة داروين المفحمة ومعه علماء الجيولوجيا والحفريات أثبتت أن عمر الإنسان بالملايين، حوالى سبعة ملايين، وأنه لو حتى كنا نتكلم عن هوموسابينس، وهو الإنسان الواقف على قدميه، فنحن نتكلم على الأقل عن 160 ألف سنة، أما عمر الأرض فهو خمسة مليارات من السنين، فعليك يا أستاذ محسن أنت والشيوخ الأزهريين، بدلاً من الهجوم على داروين، عليكم بالجلوس للخروج من هذا المأزق ببعض المرونة، لأنه لو ظل هذا الإصرار على هذه التفسيرات ومعها تفسيرات أخرى مكتوبة فى أهم التفاسير عن الأرض التى فوق قرنين وعن آدم الذى يبلغ طوله مثل ارتفاع عمارة من خمسة طوابق… إلخ، فستكون النتيجة التى تحذر منها وتقول إن الكتابة عن داروين سببها، وهى أن يلحد الشباب الذين خرجوا من أسْر التوكيل لرجال الدين بالتفكير عنهم وبدأوا يفتحون الكتب والإنترنت ويقرأون ويطلعون وينتقدون، والشيوخ بتلك التفاسير متشبثون. لا تفعل كما فعل الشيخ بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية الذى اعتمد على تلك التفاسير فى قضية محسومة أيضاً، وهى قضية كروية الأرض ودورانها حول الشمس، حين قال فى فتواه عام 1976 إن «القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب أن يُستتاب وإلا قُتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين»، وقد استند بن باز للدلالة على جريان الشمس والقمر إلى بعض الآيات القرآنية، كما استندت أنت فى هجومك على داروين مثل قوله تعالى «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمَّى»، «وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»، «فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ». وقال بن باز فى تفسيره إن الجرى فى لغة العرب هو السير والانتقال من مكان إلى مكان، أما أدلة ثبوت الأرض فقد جمعها بن باز فى الآيات القرآنية مثل «جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا»، «جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا»، «الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا»، «وَأَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ» ومن تفسيراته أن كون الأرض فراشاً مشروط بكونها ساكنة لأنها لو كانت متحركة لما كانت فراشاً على الإطلاق. وحتى لا نقع فى كارثة وفخ مثل هذه التفاسير والفتاوى الـ«بن بازية» والتى يقول هو عنها أيضاً ويرهبنا بأنها كلام ربنا والواقع أنها تفسيره هو، والتى جعلتنا أضحوكة وسط العالم، أليس أحرى بك وبرجال الدين الأفاضل أن تقدموا رؤية جديدة متطورة بدلاً من تقديس تفاسير بشر لهم كل الاحترام لكنهم فى النهاية بشر سواء كانوا مفسرين أو فقهاء لهم كل احترام المجتهدين بمقاييس زمانهم ومعلومات عصرهم لكن ليس لهم تقديس الأنبياء المعصومين.

برغم أننى فى سلسلة مقالاتى قد شرحت نظرية التطور وسر قوتها وأيضاً سر عبقرية داروين التى تسخر منها، إلا أننى سأرد على أهم النقاط التى أثرتها فى مقالك، بالنسبة لقوة نظرية داروين التى جعلتها ترتفع إلى مستوى الحقيقة فهذا مستمد من قوة أدلتها التى باتت بالملايين، داروين نفسه عندما كتب شجرة العائلة التطورية كتب بجانبها I think، أى أنا أعتقد، وهذه هى بديهية العلم أنه نسبى وأنه قابل للتطوير والإضافة والحذف ولا ينتفض المجتمع العلمى غضباً كما نفعل نحن حين ينتقد أحد حديثاً للبخارى مثلاً أو رأياً لابن حنبل ولا يخرجون فى مظاهرات إذا ظهرت نظرية لأينشتين تضيف إلى نيوتن أو إذا أضاف مندل ووضح كيف تنتقل الصفات الوراثية الأكثر ملاءمة للبيئة والتى لم يكن يعرفها داروين وأثارت حيرته ثم جاء واطسون وكريك بثورة الـ«دى إن إيه» ليفككا ويحلا اللغز أكثر.. أرجوك يا أستاذ محسن، لكى يكون النقاش «علمى – علمى» وليس «علمى – فقهى»، أن تأتى بدليل من الحفريات يثبت أن الزواحف فى طبقة جيولوجية أعلى من الإنسان!! لن تجد إلا هذا الترتيب الهرمى الذى أخبرنا به داروين، وهذا سر عبقريته التى تسخر حضرتك منها! وحضرتك تقول: «لو كان التطور صحيحاً لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والناس تأتى إلى الوجود عن طريق التطور لا عن طريق التناسل فقط»!! اعذرنى يا أستاذ محسن، ففهمى المتواضع لم يستطع استيعاب ما تقول، وصدقنى لو أجهدت نفسك وقرأت كلمة من كتاب داروين لعرفت أن هذه النظرية عبارة عن تراكم صفات ملائمة تنتقل عبر التناسل والتكاثر! فما علاقة ما تقوله بنظرية التطور، أما ما تقوله حضرتك عن الحساء العضوى والظروف المناخية التى صنعت أول خلية فهذه نظرية أخرى تماماً ظهرت بعد وفاة داروين بحوالى 40 سنة على يد العالمين أوبارين وهالدين، فأرجوك يا صديقى العزيز أن تراجع معلومات الإنترنت وتلجأ إلى مراجع العلم الأصلية نفسها، وكذلك ما قلته عن أن نظرية التطور تصنف الناس إلى يهود وزنوج وجنس خارق… إلى آخر هذا الكلام، أود أن أهمس فى أذنك بمفاجأة وهى أن داروين تجنب الكتابة عن تطور البشر بالذات وتركها لمن بعده ليضيف إليها، ومفاجأة أخرى أن هذه التصنيفات هى تصنيفات هتلر والنازية، وأعتقد أنك تعلم جيداً أن هتلر ليس من عائلة داروين ولم يُضبط يوماً متلبساً بقراءة أفكاره ولو قرأها ما ذنب داروين؟؟! أما ما أخبرك به أصدقاؤك من الأطباء الجهابذة عن أن المضادات الحيوية ليست لها علاقة بنظرية التطور فللأسف الشديد هم لم يفهموا المعنى المقصود وأرجوك اسألهم لعلهم يفيقون: هل هم يصفون البنسلين لكل أنواع البكتيريا حتى التى كانت تستجيب له من خمسين سنة، وكيف يفسرون تغير البكتيريا ومقاومتها ومقاومة فيروس الإنفلونزا كذلك للتطعيمات التى تختلف كل عام، إلا أن البكتيريا والفيروس تطور نفسها وتؤكد مصداقية داروين؟ اسألهم كيف يفسرون نوع الهيموجلوبين المقاوم للملاريا الذى تشكل عبر طفرات التطور لدى دول الأفارقة التى تحتلها الملاريا؟ اسألهم كيف وجدوا أن هناك الآن فى كينيا وجاراتها من بائعات الهوى من أصبح لديهن مناعة ضد الإيدز؟ اسألهم كيف فى عصر الفحم فى إنجلترا عاشت فقط الفراشات السوداء المتوائمة مع محيطها وبيئتها آنذاك؟؟.. كيف يمكن تفسير كل هذا إلا بنظرية التطور، وأخيراً اسأل نفسك وتمعّن فى جسدك واطرح علامة استفهام عن جدوى ونفع العصعص الذى كان ذيلاً والجفن الثالث الضامر فى عيوننا والذى يوجد أصله فى القطط، والزائدة الدودية، وضرس العقل التى كانت ضرورية أثناء تناولنا لأوراق السيليلوز، وعن العضلة الأخمصية plantaris التى فى أقدامنا والتى كانت تُستعمل للالتفاف حول الأغصان، تساءل: لماذا لا تصاب الحيوانات التى تمشى على أربع بالانزلاق الغضروفى مثلنا عندما وقفنا على قدمين… إلخ، لكى تنقذ إيمانك وتدينك لا بد أن تؤمن بأن تلك تطورات وإلا ستقول مثل الملحدين إنها عيوب تصميم أو عدم دقة صناعة حاشا لله المنزه والذى نصرُّ كل لحظة على إقحام دين الهداية الذى أرسله رحمة للعالمين فى معارك جانبية تشوه هذا الدين وتصمه بالتخلف عن ركب الحضارة. أرجوك أستاذ محسن، اقرأ داروين، صدقنى ستستمتع ولكن اخلع قبل القراءة نظارات انتهت صلاحيتها، لا تخشَ على إيمانك فأنت حر فى قناعاتك ولكن أرجوك اخشَ وخف على مجتمعك ووطنك من هجران العقل ونفى العلم.

****

المقال الثانى:  جريدة الأهرام: بتاريخ 12-10-2014

أعظم استعراض فوق الأرض

  فاروق شوشة

لا يكاد يمرّ عام إلا وللدكتور مصطفى إبراهيم فهمى كتاب جديد مترجم، يضيف به إلى مكتبته الحافلة فى مجال الثقافة العلمية جديدًا تحتاج إليه العقول مؤكدًا أننا فى عصر العلم والمعرفة المتفجرة فى كل يوم بما لا يخطر على البال. وعن المركز القومى للترجمة صدر للدكتور فهمى عميد المترجمين فى مجال الثقافة العلمية ـ كتاب جديد من تأليف عالم البيولوجيا والحيوان فى إنجلترا تشارلز دوكنز الذى يعمل أستاذًا فى جامعة أكسفورد،

 وهو من المؤمنين بحقيقة التطور والتاريخ، مؤكدًا رسوخ حقيقة التطور وسخافة مزاعم منكريه، مستمدًّا أدلته وبراهينه من الأمثلة الحية للانتخاب الطبيعى ومن الأدلة الواضحة فى سِجلّ الحفريات، والطول الهائل لعمر الكون الذى تم التطور فيه، كما تقيسه الساعات الطبيعية مثل حلقات الأشجار والنظائر المشعة. كما أن هناك أدلة أخرى حاسمة، مستمدة من علم الوراثيات الجزيئية الكيميائية، فى الكائنات الحية.

فى المقدمة الضافية التى كتبها المترجم الدكتور مصطفى إبراهيم فهمى لكتابه الجديد المثير، يشير ـ أولاً ـ إلى أن مؤلف الكتاب دوكنز اشتهر بكتاباته فى الثقافة العلمية الموجهة لغير المتخصصين، لدرجة أنه قد خُصّص له كرسى أستاذية ـ فى جامعة أكسفورد ـ للفهم الجماهيرى للعلم، ظل يشغله حتى وصوله إلى سن التقاعد عام 2008.

ويشير ـ ثانيًا ـ إلى ما يركز عليه دوكنز فى كتاباته، من أن التطور لم يعد مجرد رأى أو فرض أو نظرية، بل هو الآن حقيقة علمية ثبتت نهائيًّا بالدراسات البيولوجية والجيولوجية والإحصائية، التى أكدت صحة الانتخاب الطبيعى باعتباره ميكانزمًا للتطور.

وينبهنا ـ ثالثًا ـ إلى أن العلم يعيش فى القرن الحادى والعشرين عصر الثورة البيولوجية. ففى القرن الماضى كانت هناك ثورة فى الكيمياء والفيزياء، أما قرننا الحالى فهو قرن ثورة البيوتكنولوجيا أو التكنولوجيا الحيوية حيث تجرى الأبحاث مثلاً حول الجينوم والهندسة الوراثية والاستنساخ. وقد بدأت تباشير هذه الثورة فى النصف الثانى من القرن العشرين، عندما اكتشف واطسون الأمريكى وكريك الإنجليزى تركيب الحامض النووى «الدنا» وهو المكون الأساسى للجينات أو المورثات، وأدى هذا إلى تسارع انطلاق الثورة البيولوجية. وأصبح علماء البيولوجيا يصرون الآن على أنه لا يمكن فهمها إلا فى ضوء التطور الداروينى مصحوبًا بما أدركه العلماء لاحقًا من وراثيات «مندل» مؤسس علم الوراثة الحديث. وأصبح تعريف الكائن الحى أنه كائن متطور.وأصبح التطور البيولوجى حقيقة من حقائق الكون أو ظاهرة مثل الظواهر العلمية الأخري، أى مثل كروية الأرض ودورانها حول الشمس، وهى حقائق كان ينكرها كثيرون فى أول الأمر، كما كانوا ينكرون التطور الداروينى إلى عهد قريب. لكن الغالبية العظمى من البشر تؤمن الآن بكروية الأرض ودورانها حول الشمس وقوة الجاذبية، مثلما تُؤمن بوجود ظواهر حقيقية أخرى كالأعاصير والزلازل والبراكين. ولم يعد أحد يشك فى حقيقة هذه الظواهر العلمية، بل هى تُدرَّس وتُحلَّل لمعرفة آلياتها ونتائجها. وإنما تظهر النظريات القابلة للاختلاف بشأن الميكانزمات والآليات. الانتخاب الطبيعى إذن هو آلية أو ميكانزم حقائق التطور.

ثم يشير المترجم الدكتور فهمى – رابعًا – إلى كتاب داروين المشهور «أصل الأنواع» وما أثاره من اهتمام واسع على المستوى العالمي، وما ثار من نقاش خلافى حول ما ورد فيه عن نظرية التطور من الناحية العلمية، بل اختلطت الأمور بمناقشة قضايا بعيدة عن علم البيولوجيا، قضايا دينية واجتماعية واقتصادية وأدبية. بالرغم من أن داروين لم يقم فى كتابه إلا بتسجيل الحقائق التى لاحظها فى كائنات حية مختلفة، وبخاصة بعد رحلته المشهورة على السفينة «بيجل» (1831 ـ 1836) وقد استنتج من هذه الحقائق نظريته عن التطــور والانتخاب الطبيعي. فـالعـالَم ـ فى رأيه ـ به كثرة من الأنواع التى تتزايد بالتكاثر، فى حين أن الموارد التى تعيش عليها هذه الأنواع محدودة نسبيًّا. واستنتج داروين ـ من هذه الحقائق ـ أن هناك صراعًا بين الأنواع، وبين أفراد النوع الواحد، من أجل البقاء فى الوجود على هذه الموارد المحدودة.. ولأن هناك كثيرًا من التباين والتغاير بين أفراد النوع الواحد، وقد يورث الأفراد لذريتهم هذه التغايرات، فقد استنتج داروين أن الأفراد الأكثر تلاؤمًا أو الأكثر تكيفًا مع البيئة هم الذين يُرجح بقاؤهم فى الحياة أكثر من غيرهم، وأنهم سيتناسلون بعدد أكبر، ويُورّثون لسلالتهم صفاتهم المواتية للبقاء، وبتراكم توارث هذه الصفات المواتية، تتكون أنواع جديدة من خلال هذا الانتخاب الطبيعي. وقد تستغرق عملية التراكم هذه آلافًا بل ملايين السنين. وبمرور الزمن زادت البراهين وزادت نظرية داروين رسوخًا وأصبحت حقيقة علمية. وأصبح مفهوم التطور والانتخاب الطبيعى فى المركز من كل علم البيولوجيا، وهو الذى يوحِّد بين كل أشكال الحياة من حيوان ونبات وكائنات دقيقة. وشاعت مصطلحات التطور والتكيف والبقاء للأصلح، وحدث توافق عام على حقيقة التطور وصحة الانتخاب الطبيعي.

ثم يشير ـ خامسًا ـ إلى أن الداروينية تثير انتقاد بعض غير المتخصصين بل تثير حفيظتهم وعداوتهم، ذلك أنها تعتمد على حقائق بسيطة، حقائق عن تكاثر الكائنات الحية، وما يصحبه من تغيرات طفيفة فى أول الأمر، تؤدى تدريجيًّا إلى نتائج بعيدة المدى بالتراكم والانتخاب الطبيعى على المدى الزمنى الطويل، ولايزال هناك أعداد كبيرة من غير المتخصصين لا يسيغونه ويرفضونه، حتى فى بلاد تغلب فيها الثقافة العلمية مثل أمريكا وإنجلترا. إن ما يقرب من 35% فقط من الراشدين فى هذه البلاد يؤمنون بحقيقة التطور. وتتزايد هذه النسبة مع تحصيل العلم فتصل إلى 52% بين خريجى الجامعات، وإلى ما يقرب من 65% ممن نالوا دراسات علمية عليا.

وعندما أثارت دوكنز هذه الإحصائيات، قرر أن يؤلف كتابه هذا لمناقشة منكرى التطور أو من يسميهم بمنكرى التاريخ. وكانت النتيجة هذا الكتاب الرائع: «أعظم استعراض فوق الأرض الذى ملأه بالأدلة القاطعة على حقيقة التطور وعلى سخف منكريه.

وتستمر المقدمة العلمية الضافية التى وضعها الدكتور مصطفى إبراهيم من خلاصة خبرته العريضة وثقافته العلمية الواسعة لذا فهو يشرح لقارئه أن التطور ليس فى البيولوجيا وحدها، بل فى كل العلوم الحديثة.

****

 وبعد

أما تطبيقى الخاص لهذه النظرية، وربطها بنظرية الاستعادة Recapitulation Theory   لإرنست هيكل  فقد وردت إشارات محدودة إليه فى نشرات متفرقة من هذه النشرة اليومية، وقد فضلت أن أؤجل الاستشهاد ببعض هذه المقتطفات إلى الأسبوع القادم، خاصة بعد محاضرتى الافتتاحية فى مؤتمر “الاسكندرية العالمى الحادى عشر” لكلية الطب جامعة الاسكندرية، الأسبوع الماضى، حيث شجعنى ما يسمى “الطب النفسى الترجمى Translational Psychiatry  (وهو العنوان الذى عقد تحت لوائه هذا المؤتمر) أن أعلن عن وعدى وعزمى لإشهار ما يمكن أن يسمى الطب النفسى الإيقاعي التطورى، Evolutionary Rhythmic Psychiatry  نسبة إلى النظرية الإيقاعية التطورية Evolutionary Rhythmic Theory  وقد يساعدنى فى ذلك تخصيص يوم أو  أكثر فى الأسبوع من نشرة الإنسان والتطور لهذه المهمة.

 

شاهد أيضاً

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (175) الفصل‏ ‏الرابع: “‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه”

 نشرة الإنسان والتطور الخميس: 25-4-2024 السنة السابعة عشر العدد: 6081 تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *