الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (73): من: “موقف التذكرة”

حوار مع مولانا النفّرى (73): من: “موقف التذكرة”

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 29-3-2014

السنة السابعة

العدد: 2402

 

 حوار مع مولانا النفّرى (73)

من: “موقف التذكرة”

            وقال مولانا النفرى فى موقف “التذكرة”

                وقال لى:

لكل شىء شجر، وشجر الحروف الأسماء،

 فاذهب عن الأسماء تذهب عن المعانى،

وقال لى: إذا ذهبت عن المعانى صلحت لمعرفتى

 فقلت لمولانا:

علّمتنا يا مولانا ألا نقف عند الحرف، وألا نقدسه، وألا نستسلم لما قال، ولا لما قيل عنه، ولا لما قيل فيه، ثم تأتى الآن تبلغنا ما قاله لك، وأن الحروف لها شجر، فنطمئن إذا اضطررنا إليه، ونحن دائما مضطرون إليه، إذن نستنبته لتتخلق الأسماء، هذا أوضح، لكننا لا نكاد نطمئن إلى شجر الأسماء، حتى تصلنا وصية أن نذهب عنها، حاضر، لكننا ما إن نذهب عنها حتى تذهب معها المعانى حسب التوصية، فهل يا ترى المعانى هى ثمر شجر الحروف، ولماذا ذهبت ونحن لم نكد نمد يدنا نقطفها، صحيح أنه لا ثمر إلا من شجر، فلماذا نذهب عن الشجر أصلا، فيذهب الثمر؟ ولماذا ترعرع الشجرمن الحروف إذن؟

 ما فائدة الشجر إن لم يطرح ثمرا لا نكاد نهم أن نقطفه حتى يأتينا الأمر ألا نفعل،

 لماذا الشجر ولماذا الثمر إن لم نستظل بالشجر أو نقطف الثمر؟

لكن، نِعْمَ الأمر!

لا ينبغى أن يكون الهدف هو الثمر، ولا أن يكون الظل الجدير بأن نستظل به هو ما تحت الشجر،

جاء النهى يا مولانا أن نذهب عن الأسماء والمعانى لا أن نستغنى عنها، ولا أن نفرغها،

وصلنى يا مولانا أن هنا النهى هنا لا يُنتج عدما وإنما هو يفتح وعيا نوعيا تتناغم مستوياته معا بلا حروف ولا شجر ولا ثمر، فالأمر بالذهاب عن الأشجار والثمار هو ليس أمر بقطع الأشجار أو بإلقاء الثمار بعيدا.

الهدف كل الهدف هو ما قبل الشجر والثمر وما بعده، هو ما قبل الحروف وما بعدها، هو ما قبل المعانى وما بعدها.

كل ما نزرع ونحصد ليس إلا شحذا للوعى الأعمق، فيما يليه إلى ما يليه، هكذا ربما نصلح لمعرفة من ينبغى معرفته، فهى عملية شحذ للإعداد، شحذ قدرتى على أن أذهب حتى عن المعنى، يضعنى فى بؤرة الموقف عاريا إلا من الاستعداد للتلقى،

ربما هى “الوقفة”،

 فهل تكفى الوقفة بلا شجر الحروف، ولا ثمار المعانى؟

فى الوقفة أصلح لمعرفته بلا حروف ولا معان دون حذفها، فيظل الشجر هو الشجر والثمر هو الثمر لا يأسرنى أيها ولا هى نهاية المطاف،

 أذهب عنها لأعود إليها، قد استعملها إليه حتى أصلح لمعرفته؟

وهو المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *