الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة : 21-3-2014

حوار/بريد الجمعة : 21-3-2014

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 21-3-2014

السنة السابعة

العدد:  2394

حوار/بريد الجمعة

المقدمة:

يوجد ضيف عزيز فى حوار اليوم، هو أد. صادق السامرائى استضفته من الشبكة العربية “شعن” دون إذن منه، شكراً له، وليسامحنى مع تكرر شكرى للإبن الزميل أ.د. جمال التركى الذى جمعنا.

****** 

 حوار مع مولانا النفّرى (71)

“موقف الأعمال”

د. خالد عبد الناصر

أعجبنى العنوان “وعى بين يديه”، فهو قريب من لغة القوم.

د. يحيى:

أى قوم تعنى يا خالد؟

د. خالد عبد الناصر

كما تكون معى فى الصلاة، تكون معى فى قبرك، وكما تأتنس بى فى الصلاة، تأتنس بى فى قبرك، وكما تجدنى فى الصلاة، تجدنى فى قبرك.

د. يحيى:

يا ليتنا نستطيع.

أ. هالة

وصلنى آمان ما بان الله الذى نقف بين يديه مرددين الرحمن الرحيم، هو ايضا برحمته التى وسعت كل شئ سيكون معانا فى قبرنا الحمد لله ،  ليس كمثله شئ .

د. يحيى:

برحمته الرحمن الرحيم.

د. نجاة إنصورة

لحظة النقلة \” الحضور بين يديه\” سعيا وكدحا ملزما غير مخير..لحظة الإستحضار من وعي شخصي إلى وعى آخر أعمق عمقا، الوعى  البين شخصي \”معه سبحانه\” بكل مافينا من نقص، الحضور فيه وإليه، لحظة أراها جد رهيبه رغم سماحته متقبلا لنا كيفما نحن \” رضى عنهم \” سبحانك إني كنت من الظالمين.

د. يحيى:

ربنا المعين.

أ. أحمد سعيد

لعله لا طاقة  لي بالدخول في وعي الموت  إلى الوعي الكوني  إلى وجه الله  ،، ألا يدعو هذا إلى القلق .

د. يحيى:

يدعو ونصف

وسعت رحمته كل شئ

****** 

حوار/بريد الجمعة

د. نجاة إنصورة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذنا جميعا .

* أنا اهتمامي بما تكتب سيدي نابعا من فرض تعليمي وتوجهي يخص مدرستكم بالدرجة الأولى وليس كإطلاع عادي ولا أبالغ إن قلت إني أتعلم اتعلم على غرار \” إني أغرق أغرق \” نعم سيدي إني أغرق تعلما وهذا شرف مهنى أجدني فيه بكل ماتحمل الكلمه من معنى، وإن إهتمامي بالنشرات التخصصية منهاخاصة  متواصل ولاأعرف ماسبب عدم نزول ردود على ماأرسل من تساؤلات عدا الأخيرة منها والتي وردت ببريد الجمعه والأن تبين الأمر بأنه قد لاتكون وصلت لحضراتكم أساسا .لكنني اتابع الملف من بداياته وأنبهر بما يصلني منه وإني سيدي تقنعني بما تقدم لي ولزملائي الأفاضل من علم متمحور وناضج وكذلك مدعم

شكرا جزيلا سيدي والله يعطيك الصحة والصبر معنا جميعا… شكرا جزيلا لك

د. يحيى:

شكرا يا نجاة

ولكن أنت واحدة من البيت، برجاء مراجعة السكرتارية حتى يفيدوننى بنسب حجب ملاحظاتك الغائبة عنى.

****** 

 الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية

 الفصل الثالث: ملف‏ ‏التفكير‏ (12)

أعراض الاضطراب الجوهرى للتفكير (4)

د. نجاة إنصورة

*يتراءى لي بآن التفكير \”وعى كامل\” والإدراك ديناميك واعي للعقل

د. يحيى:

أعتقد أن التفكير هو أضيق مساحة من الإدراك الذى هو بدوره أضيق من الوعى، وأن ما يسمى “العقل” قد يُطلق على أى من ذلك حسب السياق، والمنظر، والهدف.

د. نجاة إنصورة

 ورد بالمقتطف \” وضع سيلفانو أريتي فرضا لتفسير الإبداع بأنه ثمة عمليات ثالثوية tertiary processes  تؤلف بين العمليات الأوليه والعمليات الثانويه حيث يكون التفكك والتكثيف ليس نتيجة الأفتقار إلى الروابط بقدر ماهو نوع من التعتعه اللازمه كخطوة بادئة نحو إعادة التركيب في توليف أسماه أريتي الولاف السحري \”

 التعليق: هذا يختزل نظريتكم في \”العدوان \” من حيث إنها هدم لأجل  إبداع فاعل … أعتقد إن مستوى التنظير وكعلاقة غير واضحة ولاهي مألوفه  يكون للإبداع فاعليته النابضة متى تجاوز العمليات التي تدور في فلكه اساسا ليكون ابداعا بعد \”العدوان \” تضفى فيه صفة إنه إبداعا بحق … مازلت انبهر بهذه النظرية مع عدم علاقتها بما ورد هنا بالنشرة ولكن الشئ بالشئ يذكر .

د. يحيى:

دور العدوان فى الإبداع هو فى طور مهاجمة القديم وتفكيكه، وربما الحفاظ على زخم حركيته، لكنه ليس له دور خاص فى تنظيرى- فى إعادة التشكيل- وهو ما يعنية أريتى “بالعمليات الثالثوية”، فهذا دور بناء الجديد، ولا يتفق بناء الجديد مع أى تفكك جديد إلا فى نقد النص وهذا إبداع لاحق أو فى إبداع جديد وهكذا.

د. نجاة إنصورة

في ظاهرة الطلاقة المرضيه كإحدى أعراض الإضطراب الجوهري في التفكير أعتقد إن المريض يكون ربما ايضا تحت تأثير \”هلاوسه\” فيتكلم تعبيرا إسقاطيا !!! .

 د. يحيى:

ربما، لكن الهلاوس بالذات ليست لها علاقة مباشرة ولا مصاحب غالب لعرض الطلاقة المرضية.

د. نجاة إنصورة

تداخل الموضوعات  يمكن ان تتضمن مايشبه أحلام اليقظة عند بعض الأسوياء الذين يكثر عندهم إعمال الخيال

شكرا جزيلا سيدي

د. يحيى:

يمكن

لكن إذا كان السواء سواء فسوف تكون البصيرة سليمة، وبالتالى سوف يمكن فضّ الاشتباك بين الخيال والواقع، ولو بأثر رجعى، وهذا ليس من صفة عَرَض تداخل الموضوعات كأحد أعراض الاضطراب الجوهرى للتفكير.

****** 

الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية

 الفصل الثالث: ملف‏ ‏التفكير‏ (13)

عينة من إبداع شخصى “له علاقة” 

د. نجاة إنصورة

*تبهرني التركيبة الشعريه الرفيعهرائعه

د. يحيى:

لقد غامرت بمراجعة ما سبق حذفه، وغالبا سوف أنشر تفاصيل خبرتى السابقة كتفسير لاحق لإبداع هذا النص، وربما يظهر ذلك فى نشرة بعد غد، ربما.

د. نجاة إنصورة

أشكر حضرتك على هذا التوصيف الدقيق للفصام وصور أعراضه المتكرره كونه أكثر الأمراض الذهانية ثباتا في أعراضه .

د. يحيى:

مازلنا يا نجاة فى بداية بداية الطريق

ابقى معنا.

د. نجاة إنصورة

المقتطف: هتفت بأعلى صمتى

 التعليق: العجز عن التعبير يأتي كنتيجة لفقد معنى الأشياء أو عن سقوط اللغه كإحدى أهم الإضطراب الجوهري للتفكير.؟!

شكرا لك سيدى

د. يحيى:

أظن هذا التفسير السببى المباشر، ليس هو الكامن فى عمق المقتطف الشعرى، ولا هو الذى أرصده عادة عند الفصامى، فالفصامى برغم كل رطائه الظاهر، وتفسخه المحتمل لا يعجز عن التعبير إلا كنتيجة للعجز عن التربيط، وعن تكوين المفهوم على المستوى التواصلى، أما لغة المرض الغائرة المتعلقة بغائيته فهى أرسخ وأعمق وأصعب، وعدم التواصل هنا هو احتجاجى “انسحابى” بقدر ما هو لغة خاصة.

****** 

الأساس فى الطب النفسى

 الافتراضات الأساسية

 الفصل الثالث: ملف‏ ‏التفكير‏ (14)

   اضطراب‏ ‏محتوى ‏التفكير‏ ‏

د. نجاة إنصورة

السلام عليكم .

*  هل بالإمكان تضمين مشاركات المتخصصين على شبكة \”شعن \” لنشرات الدكتور الرخاوي ودمجها مع حوار بريد الجمعه على الموقع والعكس لتعم الفائدة وتتبادل الخبرات ؟

ارجو ذلك أو على الأقل تتضمن فى حوار بريد الجمعه.

د. يحيى:

سوف أبدأ تنفيذ اقتراحك من عينة من مقال الصديق الزميل: أ.د. صادق السامرائى، برغم أنه لم يكن تعقيبا مباشرا على كتاباتى فى التفكير أو حتى فى الإدراك، لكننى أعلم أنه من المتابعين القلائل لما أحاوله.

د. نجاة إنصورة

إرجوا لطفا بعضا من الإستفاضه لمفهومي \” الضلالات المتسقة \” \”الغيرمتسقة \”من حيث مستوى شواذها وحكمنا على  ذلك وعلاقتها بواقع المريض الحقيقي النمطي أو التوهمي !!لأهمية التشخيص الفارقي لهما ..إنتباهي . شكرا جزيلا لكم

د. يحيى:

هذه النقطة لها بقية شبه تفصيلية فى النشرات القادمة، برجاء متابعتها لو سمحت.

د. نجاة إنصورة

لفت إنتباهي مصطلح \” الجنون الجمعي \”shared insaniy\”  الهستيريا الجماعيه مدخلا نحوه!! وبما إنه يشاع بالمشاركة والتقليد ألا يمكننا الإعتقاد بإحتماليه  أن تكون أيديولوجية ما بالأصل جنونا جماعيا خاصة في المجتمعات البذائية \”الستاتيك\” ؟!!

أبدعت سيدي شكرا جزيلا لك

د. يحيى:

الهستيريا الجماعية بالذات ليست جنونا جمعيا والضلالات الجماعية إذا كانت جماعية بحق تصبح “ثقافة” أو “أيديولوجيا” فعلا.

وللحديث بقية.

****** 

أ. باسم التهامى

هل هناك فرق بين  Overvalued Ideas  وبين المواقف Attitudes من حيث محتوى تعريف كلاً منهما؟

د. يحيى:

الأفكار المغالى فيها أقرب إلى الأيديولوجيا منها إلى المواقف، والأفكار المغالى فيها لا يمكن تحريكها أو تعديلها إلا بصعوبة فائقة تصل إلى ما يوازى غسيل المخ، أما المواقف فبالتعديل السلوكى يمكن تصحيحها أو تحديدها أحيانا ولو نسبيا.

أ. باسم التهامى

أريد معرفة الفرق بين الضلالات وضلالات اللاضلالات ؟

 لقد توصلت  إلى ان هناك بعض الأفراد الذين يرون المعتقدات الغير موجودة فى الواقع بالنسبة لأحد من مرضاهم بانها أوهام وتأليف من المريض فأنا توصلت إلى هذا المصطلح وهو ضلالات اللاضلالات.

د. يحيى:

لم أفهم ما تريد، ولا أوافق على اقتراحك، ولا على مصطلحك “ضلالات اللاضلالات”، ولا أذكر أننى استعملته، برجاء الإيضاح.

****** 

“الإعلام بلا صاحب”.. ومخاطر تشغيله “بالريموت”

أ. أيمن عبد العزيز

أنا لا أثق فى الإعلام ووصل الأمر أنى لا أشاهد البرامج الحوارية والسياسية، وذلك عكس ما كنت أفعل قبل ذلك.

إعلام المصلحة وعدم الحيادية، إعلام الإقناع بما هو مقتن، أنا أصبحت أمارس التفكير التأمرى؟

د. يحيى:

التفكير التآمرى من أعظم برامج البقاء التى حافظت على الأحياء منذ بدء الخليقة.

أما بالنسبة للبرامج الحوارية فرجائى أن تقرأ مقالى الذى نزل فى موقع اليوم السابع، يوم الثلاثاء، بتاريخ: 18-3-2014 بعنوان: “فليقل خيرا أو ليصمت”.

****** 

بريد مستعار من الشبكة العربية

لم يصلنى بشكل مباشر هذا التعقيب وإنما ورد إلى الشبكة العربية النفسية “شعن” بعنوان “أفكار وتفكير قد حضر!!“، وقد رأيت أن أبادر بالرد ببعض ملامح رأيى لأن التعقيب شديد التعلق بكل ما جاء فى ملف الإدراك مننشرة 10-1-2012 إلى نشرة 10-3-2013 وبعض ما جاء حتى الآن عن التفكير من نشرة 2-2-2014 إلى نشرة 17-3-2014 ، وقد أعاود نشره فى الشبكة وقد أكمله لاحقا قبل ذلك

د. صادق السامرائى

(من نص المقال)

الأفكار قد تبدو كموجودات فيزيائية مثل الضوء والصوت، وربما  موجية الأصل أو كالفوتونات الضوئية.

الأفكار إنطلقت في لحظة ولادة الكون الشاسع المتسع من جوهر فكرة الكينونة المطلقة، المضغوطة بقدرات وحدانية فائقة قائمة في ذات “كن”.

فالكون بأسره وحدة متكاملة متفاعلة متوالدة متنامية، بأدق تفاصيل سلوكها وآليات تواصلها، وقدرات تعبيرها عن ذاتها ومكنونات جوهرها وإتجاهات طاقاتها.

والأفكار مفردات طاقوية تتفاعل وتتوالد ، وفقا لقوانين فيزيائية نعرفها ولا نعرفها ، فهي ذات طبيعة فيزيائية.

لكن الأفكار بذاتياتها اللامحدودة ، تتآلف كما تتآلف أطياف الضوء لتحقيق الرؤية ، فتبدو الألوان الكامنة في الضوء خفية، لكنها تتضح إذا مرت عبر حاجز منشوري أو هرمي الشكل!

……………

……………

… وكأنك لتشعر بأن الأفكار كالأطيار المحلقة في فضاءات وجودنا ، وما نحن إلا صيادون لها، ومهاراتنا في الصيد متباينة ، والكثير منا لا يعرف هذه الحرفة الإدراكية والإبداعية ، أو حرفة الإمساك بالفكرة حية.

فصيد الأفكار لا يعني قتلها بسلاح أو مدية ، وإنما أن تمسك بها بكامل حيويتها ونشاطها وعافيتها ، وهذا أمر صعب ، ويتطلب جدا وإجتهادا ورياضة ، وترويضا للذات وإرتقاءً إلى مدارات وجود الفكرة ، للقائها والإندماج بها، كما يحصل للإليكترون الدوار حول نواة الذرة ، فلكي يرتقي إلى مدار أعلى ، عليه أن يكتسب سرعة دورانية تتفوق على السرعة المطلوبة في المدار الذي يريد الخروج منه.

وإذا إفترضنا الطاقة الإدراكية الكامنة في الإنسان كالإليكترون الدوار حول الذات المطلقة، فأن عليها أن تكتسب قدرات الدوران في مدار أرقى ، لكي تتفاعل مع الفكرة الفاعلة في ذلك المدار الإدراكي.

وفي هذا تتباين مستويات المدارك وتتنوع الأفكار ، فلكل فكرة مدار ، والذي في مدار أصغر لا يمكنه أن يعي الفكرة التي في مدار أكبر ، والعكس ليس صحيحا ، لأن الذي في المدار الأكبر قد تحرر من أسر المدار الأصغر ،بعد أن إمتلك طاقات إدراكية تؤهله للوصول إلى ما يليه من المدارات الإدراكية المتسارعة ، الغنية بالأفكار الوهاجة الطامحة لصناعة ذاتها المادية والمعنوية في ميادين الوجود الحي.

وهذا يأخذنا إلى التساؤل عن هل أن الأفكار موجودات حية؟!

……………

……………

وقبل أن نتساءل عن كيفيات تفاعلنا مع الأفكار ، وكيف نتأهل لإستحضارها ، لا بد من التساؤل عن الآليات الفيزيائية التي تتصرف الأفكار بموجبها.

فلا يمكننا أن نسمي الأشياء من غير وصف دقيق لذاتها وشكلها وسلوكها وما يشير إليها ويميزها . ولنا في ذلك حديث آخر.

وأرجو المعذرة على هذا التعقيد الذي أحاول تجنبه ، إلا مع الأستاذ الرخاوي لأنه يأخذنا إلى عوالم فسيحة ، ويتصدى لموضوعات ذات إرتقاء إدراكي ووعي معرفي متفوق على عصره!!

د. يحيى:

ابتداءً أود أن أشكر صبرك ومثابرتك وتتبع اجتهاداتى المتواضعة، ثم أشكرك على هذه الاختراقات الإبداعية الرائعة وأعتذر مؤقتا عن الرد المفصل الآن، فأكتفى بأن أقول:

بصفة مبدئية أريد أن أوافق على الخطوط العريضة التى جاء بعضها فى هذه المقتطفات المحدودة، وإليك بعض بدايات الرأى:

أولا: كل ما ذكرته استقبلته على أنه يتبع “الإبداع” المركب من الفكر والإدراك والوجدان معا، وليس الأفكار بعد أن غلب عند الناس (والزملاء والعلماء) أن الأفكار هى “الأفكار” فحسب (!!!)

ثانياً: حاولت أن أجد لهذه المنظومات التى تحوى الوجدان والإدراك وهذه الأفكار معا مصطلحا أشمل، حتى وردت إلىّ كلمة بشعة، شعرت إزاءها أننى أول من يرفض هذا المولود المشوه المرسوم بين تنصيصين، وهو “الوجدَافِكرِدْراكية” المرافقة للإبداع الأصل، فأرجو أن ننساها فورا.

ثالثا: عثرت على أدلة تاريخية على أن النظرية (النظريات) توجد فى الكون وتتخلق فى الوعى الجمعى، ثم تتجلى فيمن هو أهل لها ممن اكتسب تملك أبجديتها واستعد لتلقى جُمّاع تشكيلها وإليك هذين المثالين وقد تجلى كل منهما فى مخين (دماغين/وعيين) لم يلتقيا، مع أنهما قد ظهرا فى نفس التوقيت برغم بعد المسافة واختلاف الإقامة والثقافة.

الأول: نظرية جيمس لانج(1) فى الانفعالات وقد ظهرت حول سنة 1885 – 1884 فى انجلترا وأمريكا معا، واختلفت العلماء حول من الأسبق إليها حتى سميت باسميهما معا.

ثانيا: نظرية أصل الأنواع (تطور الأحياء) والتى اشتهرت ظلما وإزاحة بـ “نظرية داروين” وقد ظهرت فى كل من بريطانيا والهند من العالمين داروين وولاس وأخذت تفاصيل فكر الأول (والاس) فى اتجاه إيمانى يقر العلاقة بين الحياة وخالقها، فى حين استُعمل فكر وإبداع الثانى لإثبات العكس وليظل الخلاف مشتعلا حول هذه النقطة حتى الآن، ومهما قيل عن الرسائل المتبادلة بينهما فإن إغارة داروين وأتباعه كانت قاسية واستبعادية لدور والاس وإنجازاته سواء تمت بواسطة أو بفعل أتباعه(2).

وبعد

عزيزى صادق

لن اتطرق فى هذا الحيز المحدود فى بريد اليوم إلى مخاوفى عن احتمال سوء فهم ما عرضت من رؤى إبداعية يا عم صادق وكيف يمكن أن تؤدى إلى ما يشبه السلبية فى تلقى “الأفكار الكونية الجاهزة”، بدلا من أن تحفز الحوار مع الكون لشحذ أدوات ومحاولات الإبداع حتى يجهر وعى المبدع لتلقى الأفكار معه وإليه، بما يليق بالإنسان كما كرمه خالقه ودعاه إلى مواصلة تكريم نفسه بالإبداع والكدح إليه.

 

[1] –  لانج : عالم الفسيولوجي الدنماركي ” كارل جورج لانج (1834  1950)   عام 1885 نظريته في الإنفعالات تتمثل في أن الإنفعالات تحدث نتيجة لشعور الشخص بالتغير في جسده أولا

وكان وليم جيمس ( 1842-1900 ) الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي قد توصل مستقلا إلى نظرية متشابهة . ونشر عام 1890 في كتابه مبادىء علم النفس نظريته في الإنفعال واضعا في حسبانه إسهام لانج . وقد عرفت النظرية فيما بعد بإسم نظرية جيمس – لانج . في الإنفعال.

[2] – ولد تشارلز روبرت داروين :عالم تاريخ طبيعي بريطاني  في إنجلترا في 12 /2/ 1809  لعائلة إنجليزية علمية وتوفي في19 أبريل 1882.

أما ألفرد راسل: فقد ولد في 8 يناير 1823 وتوفي فى7/11/1913  هو عالم طبيعة بريطاني، ومستكشف، وعالم جغرافيا، وعالم أحياء وعلم الإنسان وهو الذي طرح نظرية التطور بالانتقاء الطبيعي بصورة مستقلة عن داروين واشتهر بها.  أرسل والاس مقالته إلى داروين فأبدى إعجابه بها وبتطابق أفكارهما، فاشتملها في كتابه أصل الأنواع واستعمل بعض مصطلحات والاس فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *