الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 146 من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب – نجيب محفوظ – ص 146 من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  20-3- 2014

السنة السابعة

العدد: 2393

mahfouz 2

ص 146 من الكراسة الأولى

20-3-2014

القراءة:

أغلب ما ورد اليوم جديد، أما ما تكرر وهو الأقل فقد اكتشفت فيه نقطة منهجية أعتقد أنها سوف تفيدنى فى مرحلة القراءة الشاملة، كما سيأتى تفصيله حالا. أكتفى بذكر المكرر الوحيد بعيدا عن هذه النقطة فى الهامش(1) ثم ننتهى من الجديد أولا لنختم بالنقطة المنهجية المذكورة.

1) “إن‏ ‏تجتهد‏ ‏تنجح‏ ‏أما‏ ‏الاجتهاد‏ ‏فمختلف بين‏ جيل‏ ‏وجيل”:

الإشارة إلى الاجتهاد وربطه بالنجاح كانت ظاهرة حاضرة طوال التدريبات حتى الآن بشكل مباشر وغير مباشر، لكن الإضافة جاءت هنا مع التنبيه أن الاجتهاد (وليس فقط مقاييس النجاح تختلف من جيل وجيل، فالاجتهاد المرتبط بالتفوق أو حتى بالمذاكرة والشطارة لم يبخسه شيخنا حقه أبدا، لكن اجتهاده شخصيا الذى تمثل فى تاريخ حياته ورفض المنصب الجامعى وشهادة الدكتوراه ليظل يثابر ويجتهد أصبح مثلا جميلا يحتذى وهو أشهر من أن يذكر أصلا، لكن يبدو أنه هنا أراد أن يميز أن للاجتهاد وأنوعا ليس فقط بين الأفراد، ولكن أيضا بين الأجيال بشكل عام، فما يعد اجتهادا فى جيله وهو بعد طالبا فى الليسانس فى جامعة فؤاد لابد أنه اختلف لطالب الدكتوراه الآن فى جامعة هارفارد. ناهيك عن طالب التفرد وإبداعا فى جامعة الحياة، ناهيك أكثر عن طالب وجه الله كدحا إليه، وكل هذه المستويات هو رائد فيها.

2) * “إن‏ ‏المصرى ‏لا‏ ‏يهاجر‏ ‏فأصبحت‏ ‏الهجرة وطنه”:

    * “انما‏ ‏يقيَّم‏ ‏الإنسان بما سعى فى رزقه”:

لقد ربطُّ بين هذين السطرين المتلاحقين قصدا، خاصة بعد ما سبقهما مباشرة عن النجاح والاجتهاد، فبلغنى أنه ربما يعنى جيل المواطنين المصريين الذين كانوا يعزفون عن الهجرة أو يخافون من الغربة كان له نوع من الاجتهاد ولكسب الرزق مختلف عن جيل هذه الأيام التى نسمع فيها عن ملايين المواطنين المصريين فى الخارج وهم يعملون وينجحون، ليس فقط فى إعالة ذويهم وإنما فى دعم اقتصاد بلدهم، أما تعبير أن “تصبح الهجرة وطنا” (إن صحت قراءتى) فقد أفادنى كثيرا بمعنى أنه أوصل لى احتمال أن المواطن المصرى يحمل وطنه معه حالة كونه مهاجراً “فأصبحت الهجرة وطنه” وبألفاظ أخرى لم تعد الهجرة تركا للوطن وإنما هى إقامة وطن فى مكان آخر.

3) “الحب‏ ‏المتبادل‏ ‏هو‏ ‏الحب‏ الحقيقى”:

لست متأكدا من الكلمة (المتبادل) فإن كانت قراءتى صحيحة فأظن أن الأستاذ كان يعلن موقفه مما كنا نردده مازحين فى جلسات الحرافيش على أنه حب بالحساب “إن حبتنى أحبك أكثر.. وإن مليتنى راح أنسى هواك”(فريد الأطرش) أو “كتِّرلو  كتِّرلو  يا قلبى كترلو ومن عطفه كتِّرلو  ومن حبك كتِّرلو” (نجاح سلام)، فإن كان يعنى بالحب هذا المعنى البسيط المباشر، فهو ينبهنا إلى خيبة الحب من جانب واحد، أو”الحب مع وقف التبادل” (التنفيذ) ولم أفاتحه أبداً فى سؤال خطر لى كثيار وهو: هل يا ترى أحبت أم كلثوم أحمد رامى برغم تقديس هذا الأخير لها بما لا يخفى على أحد، وطبعا هو لم يجبنى على سؤال لم أسأله، وياترى من أين له أن يعرف، وكيف لى أن أجرؤ، لكن هذا المثال حضرنى ليؤكد أن هذا النوع من الحب “ليس هو الطبيعى” بشكل أو بآخر.

4) “الوهم ‏‏ ابن عم ‏الحقيقية‏”

قرأت هذه العبارة هكذا “الوهم هو الوجه الآخر للحقيقة”، فأنا أعيش منذ ممارستى مهنتى ما تأكد لى مؤخرا فى السنوات الأخيرة أن الواقع ليس فقط ما هو خارجنا وإنما نحن لنا واقع آخر هو البيئة (الحقيقية الموضوعية) داخلنا، وبالتالى فإننى أعامل مرضاى – عموما- وهم يعلنون الداخل خارجا وأحيانا، العكس، على أن الداخل الذى لا يراه الآخرون (أطباء، وغير أطباء) ويسمونه وهما إذا عبر عنه المرضى (أو الأطفال أو المبدعون) على أنه خيال أو أوهام، هو ببساطة واقع آخر وبالتالى هو الوجه الآخر للحقيقة.

فهل ياترى كان يعنى شيخى بقوله “ابن عم الحقيقة”  ما قرأته على أنه ” الوجه الآخر للحقيقة”؟ ربما.

5) ‏”الحب‏ ‏عزاء‏ ‏أبو زهرة (؟)”:

بصراحة لم أستطع أن أقرأ آخر كلمة وبعد اجتهادات كثيرة رضيت بأن أقرأ ما سوف أتركه كعلامة استفهام إذ كان أقرب ما قرأت هو “أبو زهرة” وأنا لا أعرف علاقة شيخى بالشيخ “محمد  أبو زهرة”، وإن كان ما استنتجته هو أنه كان يحبه ويقدره جدا، وأنا كذلك، وقد عرفت هذا الشيخ الجليل فى ظروف خاصة مؤلمة لست فى حل من ذكرها ولا التلميح لها، لعلها بلغت شيخى، فخطر له أن الحب عزاء له، هذا إن كانت الكلمة هى أبو زهرة، فعلمى عن شيخى مدى رقة قلبه وتعاطفه مع الناس.

****

أما عن شعر عدى بن زيد الذى تكرر لخمس مرات قبل ذلك واختلفت قراءتى له حسب وضوح الخط واجتهاداتى فى فك الشفرة فإليكم قصته:

أيها‏ ‏القوم‏  ‏المخبون على الأرض ‏ ‏

فكما‏ ‏أنتم‏ ‏كنا‏  ‏وكما‏ ‏نحن‏ ‏نكون

1) أول ما ورد هذا النص كان فى نشرة 18- 3 – 2010، صفحة التدريب (رقم 20) ، وقد كتبت آنذاك: “بالنظر فى هذين السطرين لم أستطع أن أفك فيهما أكثر من لفظ، فإن صح أقرب ما وصلنى مع التحفظ ورجاء الرجوع إلى التنويه المبدئى ، فإنى ارجح أنهما احتويا على إشارة إلى التواصل بين الأجيال، وفى نفس الوقت الجدية أو التجديد، حاولت أن أقرأ أول كلمة باعتبارها المعذبون لكنها لم تكن كذلك، فاكتفيت بما تصورته طالبا معونتك (عزيزى القارى)، أيضا حاولت أن أقرأ آخر كلمة فى نفس السطر على أنها المجددون، فافتقدت الدال الثانية، واكتفيت بأن تكون المجدون، وكلاهما من صلب ما ينشغل به وعى الأستاذ، (التجديد، والجِدّية) أما السطر الثانى، وبعد فشلى فى قراءة أول ثلاث كلمات كما اجتهدت (وأخطأت غالبا)، فإننى اكتفيت بآخر ثلاث كلمات وهن أوضح،” ..وكما نحن تكونون”، لم أتصور أنه يعنى أن يكون الجيل القادم مثلنا، ولكننى أرجح أنه يقول إن فيكم من يستطيع ما استطعناه ، وأكثر، فإذا ربطت ذلك بسابق ما اجتهدت فيه لكان الأرجح أن تكون الكلمة الأخيرة فى السطر الاول هى “المجددون”، وإن لم ينتقص من المعنى أن تكون “المُجِدُّون”

تعقيب الآن (19/3/2014): انظر كم كانت القراءة بعيدة عن الأصل، يبدو اننى لم أكن قد اعتدت الحظ بعد.

2) ثم ورد أيضا فى نشرة 13-10-2011 صفحة التدريب (رقم 39) ما يلى:

بصراحة قرأت “المخبون” لأول وهلة على أنها المجنون، ولم أستطع أن أقرأ كلمة الأرض أصلا، بل قرأتها مرة “والى مصر”، ومرة أخر “إلى مرض”، ربما ربطا بكلمة المجنون التى حلت فى استقبالى الأولى محل المُخِبّون، ثم إن الكلمة الأخيرة بعد الأرض لم تظهر اصلا، فتوقفت،

لكننى عثرت عن طريق سكرتاريتى (الابن “أحمد السيد”) على أصل البيتين فى كتاب لابن عبد البر بعنوان جميل طريف هو: بهجة المجالس وأنس المُجالس وشحذ الذاهن والهاجس” …. وأيضا فى كتاب“هواتف الجنان” لابن أبى الدنيا  (الفقرة 1/50) وجدت ما يلى:

حدثني أبو الحسن البصرى، حدثني سعيد بن حسان، قال: بينا ركب في فلاة من الأرض في ليلة ظلماء ووراءهم تحيط المقابر إذا هاتف يقول لهم:

أيها الركب المخبون …… وعلى الأرض مجدون

فكما أنتم كنا……  …….. وكما نحن تكونون

وسجلت اعترافى – آنذاك- أننى تعجبت من لفظ المخبون، مع إعجابى به، ربما لوقعه دون أن أحدد معناه، وحين رجعت إلى “الوسيط” وجدت ما يلى: خبّ خبا، عدا، خبَّ الفرس نقل أيامنه وأياسره جميعا فى العدو، وفى الحديث: لا يدخل الجنة خبٌّ ولا خائن”،

وتذكرت الآية الكريمة: “وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً”. صدق الله العظيم

****

 وبعد

(الآن 19/3/2014) :

 لقد سجلت كل ذلك لأعلن مدى صعوبة قراءة الخط، وفى نفس الوقت لأنبه أن هذا لاينبغى أن يحول دون مواصلة المحاولة،

 وأخيرا : إن احتمال التصحيح فالتصحيح وارد باستمرار مع اليقظة وزيادة الاتقان والمحاولات.

[1] – “جاء‏ ‏الحق‏ ‏وزهق‏ ‏الباطل” : ورد هذا النص فى صفحة رقم (126) ، نشرة: 26-9-2013، وفى صفحة التدريب رقم (139)، نشرة: 23-1-2014، صفحة التدريب رقم (142)، نشرة: 13-2-2014.

“فكما‏ ‏كنتم‏ ‏كنا‏ ‏وكما‏ ‏نحن‏ ‏تكونون” وأيضا “أيها القوم المخبون … على الأرض المجدون”: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (ص 20) بتاريخ: 18- 3 – 2010، وصفحة التدريب (75) بتاريخ13-10-2011 ، وصفحة التدريب (ص 107) بتاريخ: 7-2 – 2013، وصفحة التدريب رقم (128) نشرة: 10-10-2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *