الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ملف الوجدان واضطرابات العواطف (33): وقفة للتذكرة والمشورة مقدمة واعتذار

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (33): وقفة للتذكرة والمشورة مقدمة واعتذار

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 19-10-2014    

السنة الثامنة

العدد: 2606

 الأساس فى الطب النفسى

الافتراضات الأساسيةالفصل الخامس:    

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (33)

وقفة

للتذكرة والمشورة

مقدمة واعتذار

لظروف خاصة، وعامة، توقفت فجأة وأنا محتار ماذا أكتب فى نشرة الغد (الأحد) وبعد الغد (الأثنين)، وتساءلت أما آن الأوان لنغلق ملف الوجدان هذا كما فعلنا فى ملف الإدراك حتى لو لم يكتمل؟

نظرت فى حاسوبى فوجدت أن ملف العواطف قد وصل إلى صفحة رقم 214 من القطع الكبير (A4).

قلت أمر بسرعة فى الوثيقة لأرى الناقص فيها لأكمله أو أعتذر وأنتقل إلى ملف آخر، فإذا بى أفاجأ بعدد هائل من الافتراضات الأساسية والتساؤلات جدير بأن يجمع، ويطرح على الأصدقاء والمتابعين قبل أن نمضى، أو لكى نمضى إلى ما بعده أو إلى غيره.

وصلت إلى صفحة 101 فقط (النشرة رقم 2551) واقتطفت ما تيسر من تساؤلات وأسس ومبادئ قد تصلح أن تحدد لنا معالم ما تبقى أو تقنعنا بضرورة الكفاية، على أن مكمل المقتطفات غدًا

سوف أكتفى بذكر رقم النشرة وتاريخها، وأمركم إلى الله.

أرجو أن تقلبوا اعتذارى فعلا

وإليكم المقتطفات للتذكرة والمشورة:

******

المقتطف الأول: (نشرة الأحد: 6-7-2014السنة السابعة: العدد:  2501)

……………..

……………..

المشكلة‏… ‏والمسألة:

موضوع‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ” ‏الوجدان‏” ‏يمثل‏ ‏تحديا‏ ‏دائما‏، ‏وهو‏ ‏من‏ ‏أشكل‏ ‏ما‏ ‏صادفنى ‏فى ‏رحلتى ‏المعرفية‏، ‏ذلك‏ ‏أنه‏:‏

‏(1) ‏يكاد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏يحدد‏ ‏مسار‏ ‏حياتنا‏ ‏وأبعاد‏ ‏وجودنا‏ ‏وطبيعة‏ ‏تركيبنا

‏ (2) ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏أكثر‏ ‏ما‏ ‏نتحدث‏ ‏فيه‏، ‏ونتحدث‏ ‏به‏ ‏فى ‏لغتنا‏ ‏اليومية‏، ‏فى ‏الحب‏ ‏والحرب‏، ‏بله‏ ‏الاقتصاد‏ ‏والسياسة‏ (‏مؤخرا‏ !!) ‏

‏(3) ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فهو‏ ‏يكاد‏ ‏يكون‏ ‏أغمض‏ ‏النشاطات‏ ‏العقلية‏ ‏جميعا‏.‏

……………..

……………..

‏ولكنى ‏أذكر‏ ‏القارئ‏ ‏بأن‏ ‏ثمة‏ ‏أسئلة‏”‏قديمة‏” ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏ننساها‏ ‏ونحن‏ ‏نواجه‏ ‏بهذا‏ ‏التحدى ، ‏ومن‏ ‏ذلك‏:‏

‏1- ‏هل‏ ‏هذا‏ ‏النشاط‏ (‏الانفعال‏/ ‏العواطف‏/ ‏الوجدان‏) ‏هو‏ ‏نتاج‏ ‏مراكز‏ ‏بذاتها‏ ‏فى ‏المخ‏ ‏البشري؟‏  (‏كما‏ ‏حاول‏ ‏أن‏ ‏يؤكد‏ ‏ذلك‏ ‏التشريحيون‏ ‏الميكانيكيون‏)؟

‏2- ‏هل‏ ‏هو‏ ‏دافع‏ ‏حيوى، ‏له‏ ‏مظاهر‏ “‏بقائية‏”، ‏يسهم‏ ‏فى ‏الحفاظ‏ ‏على ‏الحياة‏ ‏عبر‏ ‏التطور؟‏ (‏كما‏ ‏قال‏ ‏داروين‏).‏

‏3- ‏هل‏ ‏هو‏ ‏غريزة‏ ‏مطورة‏، ‏لها‏ ‏قوة‏ ‏دافعية‏ ‏عامة‏، تتشكل إلى نوعيات مختلفة متعددة‏ ‏بحسب‏ ‏الموقف‏ ‏الخارجى ‏أو‏ ‏الداخلي؟

‏4- ‏هل‏ ‏هو‏ ‏طاقة‏ ‏كامنة‏ ‏جاهزة‏ ‏للبسط‏ Unfolding ‏اذا‏ ‏ما‏ ‏أطلق‏ ‏سراحها‏ ‏بالمثير‏ ‏المناسب‏ (‏المُطْلِقْ‏: Releaser) ….. ‏الخ‏

******

المقتطف الثانى: (نشرة الأحد: 27-7-2014 – السنة السابعة – العدد: 2522)

……………..

……………..

 الكتاب بعنوان: “الانفعال: وُلاَف نفسى- بيولوجى”  EMOTIONSA psycho-evolutionary synthesis ……)

 نقتطف جملة واحدة من الاستهلال الذى صدر به المؤلف Blutchick R بقول فيها: “…إن أفضل تناول لما هو انفعال هو أن نتناوله من منظور تطورى” ولقد كان لاسم الكتاب أثر فى نفسى حين جمع النفسى والبيولوجى فى لفظ واحد واستعمل لفظ الولاف أساسا لأطروحته!!

من هنا نبدأ:  من التطور ومستويات الوعى (التى تناولها دانيال دينيت باعتبارها :أنواع العقولKinds of Minds) (1)، ذلك أنه قد وصلنى من دينيت أنه لا يقصد لا العقول minds كما نعرفها ونتكلم عنها، ولا الوعى consciousness كما نختزله ونتصوره، وإنما يقصد برامج حياتية بقائية متراكبة متصاعدة هيراركيا من أول الفيروس حتى الإنسان العاقل  Homosapiens، أقول من هنا نبدأ، وأنا أعنى أن البداية من هذه البرامج هى المدخل الأكثر وعْداً بتناول ماهية وتطور الانفعال، من حيث أنه ليس إلا تجليات برامج بقائية تكونت عبر تاريخ الحياة، ثم لحقها الوعى بها بمعنى الدراية، ثم بعد ذلك تسميتها ما أمكن ذلك ، هذا ما وصلنى من كل من تناول الانفعال من منظور تطورى نفسى ولافى.

……………..

……………..

الافتراضات الأساسية، والأبجدية الخاصة

فيما يلى سوف أقدم الافتراضات الأساسية التى أعتقد أنها تمهيد لطرح فروضى الخاصة بماهية الوجدان، بعد أن اصبح أكثر جاهزية للطرح والتطوير عن ما كان عليه فى نشره الأول سنة 1980 (علما بأن مسودته كانت سنة 1974) ، كما سوف أشير على قدرالإمكان إلى بعض أبجديتى الخاصة القابلة للتغيير مع تنامى الطرح والمناقشة:

أولا: الإنسان، وهو يقف على قمة الهرم الحيوى بفضل الله  (2)، اكتسب وظيفة تبدو خاصة به دون مَنْ قبله من أحياء، وهى الوعى الظاهر فى الدرايةawareness  والكلام speech أى الوعى بالوعى وإعلانه.

ثانيا: البرامج المتصاعدة الترتيب والتركيب تتكون عبر تاريخ التطور نتيجة لتكرار آليات الحفاظ على  الحياة  للفرد والنوع بشكل مضطرد، وهى التشكيلات النيورونية والحيوية داخل وخارج الخلايا وليس فقط فى خلايا المخ ومشتبكاته.

ثالثا: هذه البرامج الشديدة التعقيد البالغة الدقة، لا تنشط كلها فى اتجاه واحد، لكن محصلتها – لمن تبقى من أحياء – هى إيجابية، بدليل بقاء هذا النوع دون ذاك.

رابعا: أغلب هذه البرامج لا تسمى “عواطف” أو “انفعال”، وطبعا: ولا “وجدان”، ولم تظهر أية  حاجة، ولا قدرة، لأغلب الأحياء – قبل الإنسان – لكى  تسميها أصلا.

خامسا: يظهر نشاط هذه البرامج بالنسبة لما (ومَنْ) دون الإنسان (وأيضا بالنسبة للإنسان) فى شكل التعبير عن آثارها وتنشيطها وحضورها، ولكن فى حدود ما نعرف،ليست فى الدراية الواعية بها awareness  Conscious أو التصريح بها، اللهم إلا فى مرحلة الإنسان، وذلك بأقرب ما استطاعت السلوكيات أن تسمح بها وخاصة سلوكيات التواصل باللغة وأبجدياتها.

سادسا: تصبح دراسة (أو النظر فى) الانفعال (أو العواطف) عند الحيوان خطوة مبدئية للتعرف على العواطف عند الإنسان، وربما هذا هو ما جذب انتباه تشارلز دارون إلى هذه المنطقة بعد اعلانه فروضه عن أصل الأنواع المباشرة (أنظر بعد).

سابعا: يصبح الوعى بتنشيط هذا البرنامج أو ذاك، فى هذا الموقف أو ذاك، نتيجة للاستثارة بمواقف معينة، يصبح هو ما يسمى باسم هذه العاطفة أو تلك (إن لزمت التسمية)

ثامنا: إن هذه البرامج متداخلة، ومتكاملة، وأحيانا متصادمة ومتصارعة، وهى متعددة من ابسط الاستجابة الانعكاسية، إلى أعقد التناقض الوجدانى عند الإنساان خاصة

تاسعا: إن هذه البرامج ليست منفصلة عن سائر البرامج البقائية، الدفاعية، والحيوية، والمعرفية، والجنسية، والتكاثرية، والعدوانية والإيقاعية التناغمية (الإيمانية)

عاشرا: إنه لا يوجد برنامج “حسن” وآخر “سيىء”، طالما هو قد تكرر وتأصل عبر التاريخ حتى ترسّخ واستقر وتنشّط كلما لزم الأمر حفاظا على التكيف والتلاؤم والتكافل، وغالبا ساهم فى الحفاظ على البقاء والاستمرار (بدليل بقاء نوع من الانواع)، وبالتالى لا توجد عاطفة (3) سلبية وأخرى إيجابية، فكلها برامج توصف فائدتها أو مضاعفاتها حسب توظيفها فى وقت معين وظرف معين لغرض معين

******

المقتطف الثالث: (نشرة الأثنين: 4-8-2014السنة السابعةالعدد: 2530)

……………..

……………..

أولاً: أهداف الندوة عن التعبير عن العواطف وتسميتها: (خمسة عشر بصفة مبدئية)

  1. إثارة أسئلة ومحاولة إثراء مناهج  البحث العلمى.
  2. محاولة تعرية صعوبة ومخاطر التعامل مع ظاهرة العواطف بالإعلان والوصف دون (أو بديلا عن) المعايشة والفعل.

   iii.  دعوة لممارسة العواطف/الوجدان أكثر، ولفظنتها أقل.

  1. فتح باب التعرّف على دور الوجدان فى معالجة (اعتمال) المعلومات Information Processing
  2. فتح باب التعرّف على دور الوجدان فى النمو.
  3. تنشيط مراجعة ونقد البديهيات (أو ما تصورناه بديهيات) فيما يخص العواطف.

  vii.  تقديم إشارات يمكن أن تكون مفيدة  فى التطبيق الإكلينيكى.

 viii. فحص مناهج بديلة يمكن أن تـُعين فى التعرف على الظاهرة: من ضمنها مناهج النقد، والتشكيل، والحدس، واستعمال الباحث نفسه كأداة للبحث …إلخ”.

  1. التحذير من اختزال العواطف بإغفال ”السياق“ فى تقييم الحالة الوجدانية لأى شخص كان.
  2. التحذير من اختزال العواطف بإغفال ”السياق“ فى تقييم وتسجيل ما يسمى “اضطرابات العواطف” كأعراض مـَرضِية، فى الفحص الإكلينيكى.
  3. خطورة اختزال ما هو عاطفة (وجدان) بتحديد موقع  معين (استبعادى exclusive) فى الجهاز العصبى خاص بها، وفى المخ خاصة، (فى الجهاز الحرفى Limbic System مثلا).

    xii.  خطورة وخطأ اختزال العواطف بربطها بتغير كيميائى بذاته تحديدا.

    xiii.  وبالتالى الاقتصار على التعامل معها  بالكيمياء المضادة، فقط أو أساسا.

   xiv. التنبيه إلى طبيعة ودور وحضور عواطف الطبيب والمعالج، فى مقابل عواطف المريض فى حركية وعى بينشخصى نشط.

  1. كيفية حضور العواطف المتبادلة بين الطبيب (والمعالج) والمريض فى العلاج النفسى عامة والعلاج الجمعى خاصة ، بل وكل العلاجات.

……………..

……………..

أما عن التساؤلات التى طرحت فقد كانت كالتالى (عذرا لبعض التكرار، كان تجميعا باكرا غالبا!!):

تساؤلات مطروحة (أربعون تساؤلاً !):

1-   هل العواطف هى  ما شاع عنها ؟

2-   هل يمكن حبس عاطفة  ما فى رمز (اسم) متعارف عليه؟

3-   هل العاطفة نقيض للعقل؟

4-   ما هى فوائد هذا الاستقطاب بين “العقل” و”العاطفة”؟؟

5-   وما هى مضار هذا الاستقطاب؟

6-  هل يمكن فصل عاطفة ما عن عاطفة أخرى تشبهها أو تتداخل معها؟

7-   هل يمكن فصل عاطفةٍ ما عن عاطفة أخرى نقيضة لها؟

8-   ما علاقة العواطف بالمعرفة (من أول الإدراك الحسي حتى البحث العلمى)؟

9-    هل يمكن تعريف العواطف بألفاظ منطوقة (أو مكتوبة)؟

10-   إلى أى مدى تفيد المعاجم فى تعريف العواطف؟

11-   إلى أى مدى تضر المعاجم فى التعرف بالتعرّف على العواطف؟

12-   هل يمكن تصنيف العواطف بدقة مفيدة ؟

13-  لماذا نتوقف عند وصف بعضنا البعض بما نظهر من عواطف ليست بالضرورة هى الأهم؟

14- هل توجد حلول عملية ومنهجية للاقتراب من توظيف كفاءة هذه الوظيفة الأساسية لتحقيق الصحة النفسية (وليس السعادة بالضرورة)؟

15-  هل يوجد ما يسمى عواطف سلبية وأخرى إيجابية؟ أم أن هذا يتوقف على عوامل أخرى (مثل تناسُبها مع المواقف أو توظيفها؟)

16-  ما علاقة العواطف بالدين؟

17-   ما علاقة العواطف بالإيمان؟

18-  ما علاقة العواطف بالإبداع؟

19-  ما علاقة العواطف بالسياسة ؟

20-  ما علاقة العواطف بالمال وسياسة السوق؟

21-  ما معنى تعبير “اضطراب العواطف” أو حتى ”الاضطرابات الوجدانية“ بالقياس بما يسمى السواء لما هو عاطفة؟ أى هل  يمكن تعريف الاضطراب دون التعرف على حدود السواء؟

22-  ما هو مدى الاتفاق (إكلينيكيا) على رصد (تشخيص) عاطفة ما؟

23-  كيف نقرأ أعراض اضطرابات العواطف والانفعال والوجدان؟

24-  ما معنى ظهور عاطفة ما فى وقت ما؟ (بين التعبير، والغائية)؟

25-  ماذا عن علاقة العواطف باللغة (فى تجلياتها وقــنواتها وأحوالها وإنارتها)؟

26-  ماذا عن علاقة العواطف بالوعى؟

27-  هل الدراية بماهية العاطفة ضرورية للاعتراف بها؟

28- كيف ندرك ونصف (ونرسم) عواطف الأطفال والحيوانات دون أن يعلنوها بالألفاظ؟

29-   المفهوم الجديد  المسمى “الذكاء العاطفى”: إضافة أم اختزال؟

30- ما علاقة العواطف: بالجريمة؟

31-  ما علاقة العواطف بالإعلام؟!!!

32- ما علاقة العواطف بالغرائز عموما؟

33- ما علاقة العواطف : بالجنس؟

34- ما علاقة العواطف: بالعدوان؟

35- هل  الجسد هو أداة تعبيرعن العواطف أم أنه يشارك فى تشكيلها؟

36-  هل توجد عواطف بشرية منفصلة عن ما يسمى: “العلاقة بالآخر”؟

37-  هل توجد عواطف أخلاقية وأخرى لاأخلاقية ؟

38-  هل يمكن برمجة العواطف كما شاع فى بعض العلاج السلوكى، والمعرفى، والتنمية  البشرية، وغسيل المخ، والإعلانات؟

39-  هل التنظير عن العواطف – مثل هذه الندوة– لصالحها أم ضدها؟

40-  كيف ندرُس، وندرِّس العواطف والانفعال والوجدان؟  

******

المقتطف الرابع: (الأثنين: 25-8-2014السنة السابعةالعدد: 2551)

……………..

……………..

1) الكيان البشرى، وبخاصة المخ البشرى، هو جمّاع برامج البقاء جيمعا.

2) برامج البقاء هى أصلا آليات الاستمرار والتكيف، وخاصة برامج الكر والفر، ثم برامج الجماعة والتعاون بين نفس النوع ، ثم برامج التكامل والتكافل مع البيئة والانواع الأخرى، ثم برامج تنغيمات مستويات الوعى معا نحو الوعى المطلق فالإيمان.

3) هذه البرامج تتكرر وتتأصل، وما ينجح فى تعهدها من الانواع،  هو الذى بقى، ويبقى، مكافأة على نجاحه فى الحفاظ  على حياة النوع جميعه واستمراره.

4) هذه البرامج – أذكّـر- هى هى مازالت موجودة فى الإنسان حتى اليوم،  وهى تظل  فاعلة ومهمة جدا حتى لو لم نعيها بشكل مباشر، أو اختزلناها او شوهناها بقصد أو بغير قصد، وخاصة حين نسميها  بأسماء عاطفية، أو نفعية، وأخيرا دينية سطحية، مجمدة أو مزيفة.

5) الوعى الظاهر، بمعنى الدراية، Awareness ببعض فاعلية هذه البرامج، ليس ضروريا لفاعليتها.

6) نضطر غالبا لتسمية هذه البرامج بأسماء عاطفية أولا، وإن كان هذا لا يعنى المزيد من كفاءة استعمالها لبقاء النوع، وإن كان قد يفيد فى تسهيل أو دعم بعض نواحى السلوك التواصلى خاصة، والبقائى أحيانا.

7) إن تسمية هذه البرامج بأسماء عاطفية (أو سياسية) ليست فى صالح التطور دائما، إذ كثيرا ما يحل الاسم محل الأصل، وكثيرا ما يتم تسهيل التلاعب فيه، أو التلاعب به.

8) إن التعامل مع هذه البرامج بأسماء العواطف مهم ومفيد، ولكنه لا ينبغى أن ينسينا أصلها التطورى، أو أن يصبح سبيلا لتهميشها لحساب ما يسمى العقل أو التفكير “الحل مشاكلى” Problem Solving Thinking.

9) إن مصطلح العقل البيولوجى لا يحل محل العقل العاطفى الاعتمالى، وإنما هو يجَذِّره إلى أصول أصوله، فيظل هذا الأخير “العقل العاطفى الاعتمالى” هو الأصل قبل هذا العقل المنطقى الأحدث، رضينا ام لم نرض.

10) إن ظهور آليات وتقنيات أحدث فأحدث، وخاصة بلغة الحاسوب وعلومه الأعقد فالأعقد، وفرص التواصل الأسرع والأشمل، قد رجحت كفة العقل المنطقى الحاسوبى برغم قصر عمره مقارنة بالعقل (الوعى) العاطفى الاعتمالى والعقل البيولوجى الأشمل).

11) إن مواجهة هذا الطغيان المتمادى من العقل المنطقى الحاسوبى الملتبس ، تتم فعلا عبر العالم من خلال نشاط هذه الموجة المتنامية من إعادة النظر، وتغيير المناهج، وتعميق الإيمان، ورفض واحدية السلطة، بما يشمل الحذر من النظام العالمى الموحد، وتنمية كل المناهج والأساليب العلمية الشعرية، والحدسية الواقعية (الإمبريقية) المسئولة.

12) إن ممارسة الطب النفسى (وما إليه من ممارسات مساعدة) من خلال محاولة تحقيق التوازن بين العقل البيولوجى، والعقل العاطفى الاعتمالى، والعقل المنطقى الحاسوبى، بل وبقية العقول مهما غمُضَ حضورها: هى ممارسة عملية مفيدة، وهى تجرى فعلا، حتى بدون هذا التنظير أصلا.

13) (كمثال تطبيقى) إن بعض أنواع العلاجات، وخاصة العلاج الجمعى، تتعامل مع عدد معلوم ومجهول من العقول (مستويات الوعى- منظومات العواطف) من خلال بعض تقنيات العلاج البسيطة مثل مبادئ:

  1. هنا والآن
  2. التعبير بأكثر من مستوى

     iii.    التقييم الإمبريقى المستمر

  1. تنشيط التواصل المتعدد القنوات لتنمية الوعى الجمعى
  2.   احتمال تنشيط الوصل بين العقل الجمعى والعقل الكونى إلى  الوعى المطلق
  3. التعامل مع الزمن بأقل الأقل من الوحدات المعروفة

     vii.    التعامل مع التغير بأشمل الأشمل من وحدات التراكم الجدلى الممكن

……………..

……………..

العقل ليس :

1) ليس هو ما يرد فى تعريف كلمة “عقل” فى المعاجم

2) ليس هو القطب الآخر للوجود مقابل العاطفة “العقل<==> العاطفة”

3)  ليس هو ما يستعمل فيما يصح ولا يصح بالمنطق الأرسطى (مثلا)

4)  ليس هو ما يصاحب ويفسر ما تثبته تجارب ما يسمى البحث العلمى

5) ليس هو ما يقابل ما يقوم به أى حاسوب مهما بلغت قدرته.

يمكن أن تضاف كلمة ”فقط“ بعد كل ما “ليس هو”

إذن ما ذا هو؟

يمكن التعرف على ما يمكن أن يكون (يسمّى) عقلا من :

* من البعد التاريخى (التطورى البيولوجى لا المحكى)

* من التضفر المنهجى Interdisciplinary Approach

* من تعدد مصادر المعرفة (معا(also : Interdisciplinary Approach

* من التكامل النمائى (مثلا: عدم فصل العقل عن العاطفة)  وهو موضوعنا الآن)

* من الحدْس المسئول

* من التجربة والمخاطرة (البوبرية على الأقل، نسبة إلى كارل بوبر Karl Poper)

بعض القضايا (الاسئلة) المثارة حول تطور العقل (العقول) :

* متى يصبح الذكاء الفطرى (البرمجة القادرة على الحياة فالتطور) عقلا؟

*  ما علاقة العقل بكل من التفكير والذكاء واللغة؟

*  أين يقع دور الوعى والدراية awareness بالنسبة لما نسميه عقلا؟

*  ما علاقة العقل بالدماغ (المخ)؟

*  ما علاقة العقل بالجسد ؟

*  متى اصبح العقل عقلا (عبر تاريخ التطور؟- خصوصا- بعد تعديل العنوان فى النسخة العربية(؟

هجوم مقبول، والرد عليه:

س: هل يصح أن يكون كل هذا الحديث عن العقل هو مدخل للحديث عن العواطف؟

ج: وهل عاد الحديث عن العواطف إلا حديثا عن عقل آخر، أقدم، وربما ارجح، حتى يصبح تجاوزه أو إهماله، أو التعامل تهميشا أو ترميزا هو من أخطر الأخطاء التى تعرض جنسنا للانقراض

هيا معا!!

[1] – دانييل دينيت: 1996 “أنواع العقول، نحو محاولة فهم الوعى”

 Daniel C. Dennet 1996 “Kinds of Minds Towards Understanding of Consciousness”

الكتاب المترجم صادر عن “المكتبة الأكاديمية” القاهرة  2003

  – (نشرة  25-12-2007 ” أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى ..  الطريق إلى فهم الوعى)

[2] – – كلما ذكرت صفة التطور انبرى من لا يعرف إلا ما يعرفه من مصادر متلبسة متصورا أن أى حديث عن التطور هو ضد الدين وضد خلق الإنسان كما تصور من ظاهر نصوص توقف عند ألفاظها، فى حين أننى لم تصلنى أية فكرة عن التطور أو من التطور إلىّ وأيقنت أن هذه العملية يستحيل أن تتم أو تستمر إلا بفضل الله سبحانه وقدراته وقوانينه لتعمير الأرض وإحياء الأحياء، هدى الله الجميع وأنار بصيرتهم وهم يتذكرون كيف يسبح له ما فى السموات والأرض.

[3] – أكرر أننى أستعمل لفظ العاطفى أحيان، والانفعال أحيانا أخرى فى هذه المرحلة حسب ما يرد لى، ويكون اقرب إلى السياق، ويبدو أننى سوف انتى إلى أن احتفظ بالستعمل كل هذه الألفاظ فى مراحل مختلفة من تطور الانفعال ولننتظر حتى نرى:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *