الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (102) “موقف بيته المعمور” (3): مذلة الشرك والعمى والغباء

حوار مع مولانا النفّرى (102) “موقف بيته المعمور” (3): مذلة الشرك والعمى والغباء

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 18-10-2014    

السنة الثامنة

العدد: 2605

حوار مع مولانا النفّرى (102)  

“موقف بيته المعمور” (3): (1)

  مذلة الشرك والعمى والغباء

  من “موقف بيته المعمور”:

وقال مولانا النفرى:

             وقال لى:

                       أما تراه إذا ما عمرته بسواى ترى فى كل جزئية منه خاطفاً كاد أن يخطفك.

 فقلت لمولانا:

ما زلت أحاول أن أتعرف على بيته المعمور، وبيتى الذى أحاول أن يكون معمورا به فى كل جزئية منه إذا ما ذكرتُه بما يتسير لى.

ويبدو أنه لا مكان لأية جزئية فيه إلا له، فإما أن تعمر كل جزئية به وإما أن يتسرب السوى إليه بشكل سرى، كالشعاع الذرى الخفى وهو جاهز لخطف كل نبض وكل انتماء وكل ولاء، وكل حياة، درينا بهذا التسرب أم عمينا عنه.

لكن ها أنت ذا يا مولانا تفرحنى بعد أن لاح له عجزى ورعبى وهو يحكى فى نفس الوقت ما يحذرنا منه، بل وهو ينذرنا بأن تلحق بنا أقسى الإهانة والمهانة، ألم يقل لك يا مولانا:

لا تحجبنى عن بيتك فانك إن أقمتنى على بابه وغلقته من دونى أقمتك على كل أبواب السوى ذليلاً وأظهرت تعززهم عليك.

 فأكملت لمولانا:

لم أتصور مجرد تصور أن أجرؤ مهما بلغ عماى وغبائى أن أحجبه عن بيتى وأقيمه على بابه وأغلقه من دونه، ماذا يمكن أن أناله من كرَم بعد تفضله ليكون قريبا حتى بابى، كيف يغرينى – مهما عميت – هذا الشرك والطمع وعمى الوعى والقلب والبصيرة، أن أغلق من دونه بابى؟ لألجأ لمن؟ للسوى العاجز مهما برق ولمع ولوّح وأغرى،

 وياليت السوى يقبلنى ويدعمنى بعد ذلك ليزيد عماى، بل إنه يتعزز علىّ ويتركنى ذليلا  أسأل ما جرى لى.

كله إلا هذا!!

هل يمكن تصوّر أن يصل الإنكار والجحود إلى هذه الدرجة؟ هو الذى يقدم علىّ إلى باب بيتى، كما سمح لى أن أرضى عنه “رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏”، ينبهنى حتى لا يخدعنى، ثم هو يعطى غبائى ونشازى فأحول دون أن يدخله فيقف على بابه، لعلها صورة مكبرة فحسب لتضخيم حجم الغباء والعماء، إن من يتصور أنه يمكن أن يستغنى عن الامتلاء به بالسوى حتى لو لم يدرك أنه السوى هو أغبى ممن يكفر به سرا أو جهرا، والعقاب كما نرى هو الإذلال حين يقف هذا الغبى يتمسح فى غيره، فيصده هذا السوى إهانة واحتقارا وهو يتعزز عليه.

يستأهل


[1] – كان المفروض أن تنزل هذه النشرة يوم السبت 4/10 بعد نشرتى السبت 20/9  والسبت 27/9 وهما الجزء الأول والثانى من موقف بيته المعمور (1&2)، إلا أن العيد حلّ فى هذا اليوم فنشرت مما علمنا مولانا عن الفرحة الجميلة الرحبة التى يحب الله من يرفل فيها، ثم استدْرِجْتُ إلى الفرحات الأخرى، لذلك لزم التنويه، لكننى مازلت أنصح المتابع لنا أن يعود إلى النشرتين المشار إليهما، حيث أن هذه النشرة الحالية مرقمة برقم (3) استلهاما من نفس الموقف، لكن بصراحة يمكن أيضا قراءتها مستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *