الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (160) من موقف “العزة”

حوار مع مولانا النفّرى (160) من موقف “العزة”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 2-12-2015

السنة التاسعة

العدد:  3015

 

  حوار مع مولانا النفّرى (160) 

من موقف “العزة”

وقال مولانا النفرى أنه:

وقال لى:

         ما أدرك الكون تكوينه، ولا يدركه

فقلت لمولانا:

توقفت يا مولانا عند “ولا يدركه” لأنها إذا وصلتنى كما اعتدنا لكانت نَهْياً عن السعى، هذه “اللا” ليست نافية ولا هى ناهية، هذه “لا” دافعة لمواصلة السعى، فالسعى فى ذاته هو مطلب الساعى المجاهد، الذى كلما أدركه لم يدركه.

رجعت إلى أول الجملة “ما أدرك الكونُ تكوينه”، وكان قد وصلنى مؤخرا كيف أن الإنسان إنما تميز باكتسابه الوعى ثم الوعى بالوعى، أكثر مما يتميز بما يسمى العقل، وهذا التميز بـ: “الوعى بالوعى” هو نشاط إدراكى حركى متصل، وليس معرفة فوقية محددة.

 وحين تجرأتُ على محاولة التعرف على الفطرة، خيل إلىّ أنى وصلت إلى بعض معالمها التى تُفَرِّقها عن البدائية وعن الفجاجة، لكننى لم أصل فى ذلك إلى رؤية جامعة مانعة، فالوعى المشتمل يا مولانا والإدراك: عقل القلب، هما الوسائل للتعرف على التكوين البشرى، فيصلنى الآن هذا الجديد بالتنبيه إلى صعوبة أن نعى ما هو الوعى، وأن ندرك ما هو الإدراك ولا يبقى أمامنا إلا مواصلة السعى والرضا باللاإدراك نحو الإدراك طول الوقت،

 هذا غاية ما يمكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *