الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حالات وأحوال (14) تابع: رحلة التفكيك والتخليق (10) اختراق الحواجز النفسية والفصُامية (فى مقابلة غير تقليدية)

حالات وأحوال (14) تابع: رحلة التفكيك والتخليق (10) اختراق الحواجز النفسية والفصُامية (فى مقابلة غير تقليدية)

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 1-12-2015

السنة التاسعة

العدد: 3014

حالات وأحوال (14)

تابع: رحلة التفكيك والتخليق(10)

اختراق الحواجز النفسية والفصُامية

(فى مقابلة غير تقليدية)

(باقى مرور (مقابلة) 21/8/2008: الجزء الثانى)

………..

………..

محمد: أنا جوايا كده مش طبيعى

د.يحيى: وإيه يعنى! هو احنا عارفين يعنى ايه الطبيعى عشان نعرف يعنى إيه المش طبيعى، يا راجل آدى احنا بندوّر أهه سوا سوا

نلاحظ الإشارة إلى صعوبة تحديد الحد الفاصل بين السواء والمرض (هوّ إيه الطبيعى وإيه اللى مش طبيعى) ولعل فى هذا دعوة ضمنية-للمريض وعموما- لقبول الواقع الداخلى، خاصة بعد أن أطلَقَت المقابلات والعلاج الجمعى عليه الأنوار ليصبح جزءًا لا يتجزأ من وجود المريض، وأن المطلوب هو تسهيل التواصل والجدل بين مكوِّناته فيصبح التنبيه الضمنى إلى الحد من مثل هذه التفرقة المباعِدَة الحاسمة بين الطبيعى وغير الطبيعى هو جزء من محاولة التبيصير بقبول “كل الموجود”، حتى يعاد التوليف فالتخليق، وكانت “استجابة” محمد توحى بالطمأنيئنة حتى لهذا الموقف المحيِّر للشخص العادى.

محمد: المهم إنك تسيبنى قاعد كده قدامك

د.يحيى: إيه؟ يعنى إيه؟

محمد: يعنى ماتقولّيش إمشي، خلينى قاعد كده، أنا باكلمك بجد، والله أنا عاوز أقعد مش عاوز امشى.

نلاحظ أنه لم يجر حوار من المعتاد أن يسمى علاج نفسى، برغم كل ذلك فقد بدا أنه تم لقاء مفيد، مما يجعلنا نستنتج أنه قد تم من خلاله – دون تحديد- توصيل معنىً ما، وليس بالضرورة رسالة ترييح!، وقد عبر عن ذلك محمد ببساطة برغبته فى إطالة اللقاء دون تحديد سبب لذلك، فنتذكر أنه جالس أمام الأطباء المتدربين والمقيمين دون أن يعمل حسابهم، ولا الطبيب بدا فى حواره مع المريض أنه يضعهم فى اعتباره بشكل معطِّل، اللهم إلا بتعبيره “أهم بيحاولوا”، وقد يعرج الطبيب أثناء الحوار إلى حضورهم ويكلم أحدهم أو يشير إليه، ثم يستطرد كما فى المقطع التالى:

د.يحيى: (لمحمد) ماتخافشى، بس والنبى تتوسط لى عند الدكتور عدلى(1) علشان أخش الجنه علشان انا كل لما باشوفه واشوف بصِّتُه، باقول يا رب استر

محمد: (إلى الدكتور عدلى) والنبى خلى بالك من الدكتور يحيى

د.يحيى: وأنا من ناحيتى إذا طلعوا الجماعة بتوع الدكتور عدلى دول مش همّا الصَّح، والله العظيم لادعيلهم، ولو إن ربنا مش محتاج دعوتى، ما هو عارف أكتر منى مليون مرة، بس هاقول له إيه ذنبهم، انت كلك عدل فى عدل، بحق وحقيقى، عدل يخش جوه البنى آدميين كده ويروح عادل، أه والله، يبقى هوّ دا العدل.

محمد: طيب، وأنا أعمل إيه

د. يحيى: ما انت معانا هنا وهنا

محمد: هنا وهنا فين؟

د. يحيى: مش مهم، قول  يا رب

كنت أود أن أحذف هذا الجزء من التسجيل كتابةً الآن، وأن أكتفى بتسجيله بالفيديو إن كان لهذا الأخير أن يظهر يوما، لكننى فضلت إثباته، لأننى بصراحة استعمل هذا الموقف العلاقاتى الأمين فى تسهيل التواصل “بين الجميع“، وأنا أعرف مخاطر التصريح فى ثقافتنا بمثل ما صرحت به، لكننى أجد فى تجنب ذلك على طول الخط نوعا من إظلام جانب من الوعى قد يعطلنا، وعادة ما أجد عند المرضى والذهانيين خاصة قدرا من القبول الواعى بعدل الله سبحانه، مما يؤدى إلى تسهيل التواصل والتعارف بين البشر أكثر مما أجد عند الأشخاص العاديين بما فيهم الدارسين والمتدربين، كما أننى أجد فائدة فى تعميق العلاقة العلاجية الأمينة فى رحاب الوعى الجمعى إلى الوعى المطلق إلى وجهه، أجد فائدة قد لا تتحقق بغير هذه المغامرة، وطبعا أنا لا أنصح أحدا أن يتبع هذا الأسلوب إلا إذا خرج تلقائيا من “دناه” DNA!!!

د.يحيى: لسه عاوز تقعد؟

محمد: آه عاوز اقعد

د.يحيى: ياللا ياراجل، أدينا قاعدين

محمد: هاجيلك الجمعة الجاية، انت مابتجيش الخميس فى رمضان مش كده، حاجيلك الأثنين

د.يحيى: لا يا عم أنا ماباجيش الاثنين، خلينا الأربع بعد الجروب.

محمد: ماشى، بعد الجروب

د.يحيى: أنا حاقول لك على مواعيد رمضان، أنا فى رمضان مابغيرش مواعيدى ابداً إلا مضطر، أنا رأيى اللى يغير مواعيده فى رمضان صيامه مش نافع، ربنا مش عامل رمضان علشان ننام طول النهار، دا تهريج

محمد: مواعيدنا فى رمضان يوم الأربع مش كده

د.يحيى: ما هو أنا حاقولك اهوه، أيوه ميعادنا الأربع، بس بنبتدى الجروب الساعه ثمانية ونص مش سبعة ونص، يبقى تخلى معادنا عشرة وربع ولا عشرة ونص.

محمد: ماشى

نلاحظ أنه لم يمض بعد طلبه أن تطول الجلسة سوى دقائق محدود (وربما دقيقة واحدة) ويمكن الانتباه لمعنى  وقيمة الوقت فى مثل هذه الحالات وهذه اللقاءات، لأنه ظهر من هذا التصرف أن مجرد إعلان رغبته فى البقاء، والاستجابة لها بالسماح الحقيقى قد أوصلت “رسالة القبول” فتعمقت العلاقة، فاطمأن أكثر قبل انهاء المقابلة مما دعاه هو الذى يطلب المغادرة فور اطمئنانه لذلك(2)

بصراحة: أنا محتار فى تصنيبف هذه اللقاءات تحديدًا، هل هذا هو ما يسمى العلاج النفسى، أم أنه متابعة تأهيلية، أم أنه كما وصلت أخيرا ما يستحق الوصف الجديد “مشاركة وعى بينشخصى فى تشكيل مستوى وعى جديد عند الطرفين”؟.

لعل كلامى فى هذه المقابلة عن علاقتى بالحيوانات والتطور، ثم إعلان حساسيتى من استعمال صفة “النفسية” للتبرير والتفسير، ثم كلامى عن وحدتى المقابلة لوحدته وكسرها، ثم دعوتى الضمنية لقبول بعضنا بعضا فى رحاب عدل الله، لعل فى كل ذلك ما يشير إلى أن وعى الطبيب مهنيا لا ينفصل عن وعيه ذاتيا طالما يخدم نقد النص البشرى على الناحيتين.

د.يحيى: انت بتقول إيه يا جدع انت، ماشى إزاى وعشرة ونص إزاى، انت شغلك الساعة كام؟

محمد: أنا مش شغال

د.يحيى: يا نهار مهبب، ايه اللى بتقوله ده، امال ايه اللى جابك؟ إمشى يالََهْ روّح

محمد: لأه والله باكلمك بجد، أنا ماليش نفس لأى حاجه، نفسيتى كده مش قابله اى حاجه

د.يحيى: اقسم بالله ما أشوفك تانى

محمد: ولا حتى ليّا نفس آكل ولا أشرب

د.يحيى:  حاترجع تقول لى نفسيتى ومش نفسيتى، عرفت أنا رفضت “محمد نفسية” ليه، أقسم بالله العظيم ما أشوفك تانى

محمد: عاوز أشتغل بس فيه حاجه مانعانى، نفسيتى مش قابله أى حاجه

د.يحيى: باقول لك إيه: شفت إمتى بتطلع كلمة “نفسيتى”!! لما تحب تبرر أنك تنام فى الخط.

محمد: والله العظيم عاوز أشتغل بس فيه حاجه منعانى

د.يحيى: مفيش حاجه إسمها عاوز ومش عاوز، ما احنا اتقفنا، امشى ياله إمشى روّح

محمد: يعنى أنا غلطت لما قلت لك إنى أنا ماباشتغلش

د.يحيى: لأ طبعا، إنت مش حاتكذب عليّا، إنت مابتكذبش علىّ أبداً

محمد: ماشى، أنا بقول لك الحقيقه

د.يحيى: ماهو الحقيقه لما تكون زفت، ماتبقاش فل وياسمين بمجرد أنك تقول إنها زفت، انت بتقول الحقيقة عشان تتحمل مسئوليتها، مش عشان تبررها “بنفسيتى ومش نفسيتى”، تقولها عشان نبدأ نغيّرها، إذا كانت زفت.

محمد: آه والله لما باقعد مع واحد صاحبى بيقول لى كده برضه

د.يحيى: دول باين أصحابك دول عيال جدعان، بيحبوك، باقولك إيه….؟

محمد: (مقاطِعاً) خلاص خلاص: هانزل الشغل يوم السبت

د.يحيى: وهاتشتغل فى عز رمضان، علشان ربنا يبارك لك، الصنايعيه الخِرْعِين بيبطلوا فى رمضان

محمد: لأه بس على قد ما انا تعبان، برضه رايح اشتغل برضه، الحمد لله

د.يحيى: أهو كده الجدعنه، بكره تشتغل لأن ده أساس العلاج زى ما اتفقنا، بس مش ضرورى تطربقها تانى

محمد: بصراحة أنا بابقى عامل دماغ وباشتغل وكل حاجه

د.يحيى: يا خبر اسود، إوعى يا واد يا محمد، انت كده حاتبوّظ كل حاجة

محمد: آه، عارف، بس دى حاجه بسيطه علشان تدينى قوة

د.يحيى: أنا عارف، بس قوة مزيفة وخطر وعمرها قصير، دا انت زى ما تكون بتكَرْبَجْ حصان فى مطلع، يشد شويه وبعدين يطب واقع قبل مايكمل المطلع، وتقع العربية الكارو اللى كان جاررها فوق دماغه

محمد: خلاص خلاص عرفت

د.يحيى: إياك يا محمد، ولا نُصّ قُرص، خلينا حبايب

محمد: حاضر حاضر ما انا عارف، حاحاوِل

“العمل” فى خبرتى، فى حدود ظروف مجتمعنا، هو محور جوهرى – كما ذكرنا فى بداية الحالة ودائما – فى خطة العلاج – وبرغم أن عمل محمد بالصورة التى كان يقوم به (طربقها) كان عاملا مهيَِئاً لما أصابه من حيث أنه كان يتصف بالإنهاك مع التهميش حتى حل محل وجوده كله، إلا أنه لا مفر من عودته إليه دون انتظار، وكثيرا ما يقول المريض “سوف أعمل حين أشفى” فأصححه بحسم أن العكس هو الصحيح وأنه سوف يُشفى حين يعمل”، وكثيرا ما أوصى كتابة أيضا على الوصفة (الروشتة): “يعمل وهو مريض – يعمل وهو مش قادر – يعمل وهو مش عايز- يعمل وهو بيموت”، وعادة ما يلتقط المريض ما أعنى، ويعمل بهدف الاسهام فى إنجاح خطة العلاج، فى حين يعتبر الكثيرون من الأهالى أن ذلك هو نوع من القسوة بشكل أو بآخر.

أما بالنسبة لهذه الأقراص (الترامادول غالبا) وهى بجرعة صغيرة أو متوسطة تعتبر منشطة فعلا وتساعد هؤلاء العمال المكافحين على مواصلة العمل وأحيانا على تطبيق ورديتين متواصلتين، فإن خطرها يزداد ويتضاعف بعد مثل هذه الكسرة الذهانية، ويصبح التوقف عنها توقفا نهائيا شرطا حاسما لا استثناء فيه لاستكمال العلاج، وتساعد مثل هذه العلاقة المتنامية بين الطبيب والمريض على الاستجابة لضغط الطبيب هكذا.

د.يحيى: ما فيش حاجة اسمها حا حاول، المسألة دى بقى ما فيهاش حا حاول، خلينى أقدر أكمل معاك

محمد: لأه فهّمنى علشان أبقى فاهم، فهمنى

د.يحيى: انت عارف أنا مابافهمش، أنا باساعدك انك تفهم، روح ياواد إشتغل وإياك زى ما قلت لك، يالاّ مع السلامة، أنا متشكر، كل سنة وإنت طيب، وَعْد راجل لراجل، تشتغل  وبلاش الهباب ده

محمد: خلاص ماشى

د.يحيى: ياللا مع السلامه كتر ألف خيرك مع السلامه

محمد: السلام عليكم

د. يحيى: وعليكم السلام ورحمة الله

نلاحظ تكرار شكر الطبيب للمريض وهو ما أشرنا إلى دلالته سابقا، لكن الشكر هنا له دور آخر لأنه يتوجه بشكل ما إلى الشكر على ما سوف يحدث، وليس فقط على ما حدث، بمعنى الشكر  على أنه سوف يعمل، وسوف يكف عن أخذ هذه الأقراص المنشطة، ثم على بقية ما يجاهد لنواصل “سوا سوا”!!، وهذا دعم لما سيكون، فضلا عن ما فيه من تحقيق فرض أن المستقبل “يحدث الآن”!

*****

بعض مقتطفات من الشرح للحاضرين بعد انصراف محمد

د.يحيى: آه ياناه يابا، طيب إنتوا شوفتوا العلاقه مع عيان شيزوفرينا وبارانويد!! هوّا ده اللى بتقروه فى الكتب؟ أديكو شوفتوه وهوّا داخل علىّ عشمان رغم اللى حصل المره اللى فاتت، وشوفتوه قبل كده خلال الجروب، وشوفتوا إبراهيم اللى كان متشخص تقريباً فصام بسيط وفجآه راح مخترع كلمة “محمد دلوقتى” عشان تصدقوا إننا مابنعرفش معنى كلمة فصام (شيزوفرينيا) اللى بنستعملها على العمال على البطال، طبعا مش كل حالة فصام حاتبقى كده، وما تنسون إن المقابلة دى بعد شهور من إنتهاء الجروب اللى حضور محمد فيه كان منتظم بنسبة كبيرة (3).

(يدخل محمد الغرفة ثانية فجأة دون استئذان، ولا يرفض د. يحيى ذلك قائلا):

د. يحيى: أيوه يا محمد

محمد: انت جاى الأربع اللى جاى أكيد؟

د. يحيى: أيوه جاى طبعا ……، بس على شرط

محمد: أيوه عارفُه

د. يحيى: إيه؟

محمد: أشتغل

(ينصرف محمد ويعود د. يحيى للشرح)

أنا عندى أربع خمس كلمات، معلشى أنا حاكررهم، أصل ماعنديش غيرهم، بلاقى فيهم نظريه باكملها، وساعات التكنيك بأكمله.

 أولاً: انتو لاحظتو لما قال إنه مش قادر يتجنن، هوّا اللى قال، أنا ماغششتهوش.

 ثانياً: وإنه مش نافع يرجع محمد طربقها لأنها سكة وفشلت بعد ما كسرها الجنون، وبعدين الجنون راخر ما عدشى نافع بعد ما سلطنا النور على تركيبته كلها، ووصله إنه ما عادش نافع فعلا، يبقى مافيش غير إننا نكمل، بس خلوا بالكم ما حدش يضمن أى نكسة فى أى وقت لأنه ممكن الظروف تكبس عليه، يطفى النور وهات يا لخبطة.

 ثالثاً: بعد ما فشل الجنون وهوّه رفضه معانا، رجع يتلكك فى “النفسية” وما “النفسية”، هو جى النهارده يدوّر على تفسير نفسى للى هوّا فيه، هوا جَىْ مبسوط إنه لقى اسم غير الأسامى اللى كنا بنشتغل فيها (طربقها/ فركشنى/ دلوقتى/ طربقها الجديد/ محمد الصغير) هُبْ راح جَىْ وقايل اسم عمرنا ما استعملناه فى الجروب، ليه؟ لأنه عاوز شماعه لحد ما يرجع فى كلامه، شماعة تسمح له إنه يكرر على العمال على البطال: “أنا مريض نفسى”، “أنا مريض نفسى”، وهات يا تبطيل شغل، وهات يا شكاوى وتفسير ولت وعجن.

رابعاً: أديكو شفتو إيه علاقة محمد دلوقتى بربنا، دى علاقة بتشاور على إن الحل يبدأ من محمد دلوقتى من غير ما نستعجل، محمد دلوقتى، ومافيش غير كده، وبرضه ما فيش إلا ربنا هنا ودلوقتى، وفى نفس الوقت فى كل حتة نعرفها وما نعرفهاش، هُبْْ يبقى لقينا حماية ومظلة دايمة وممتدة، حتى لو العلاقة هوّت أو سرقنا الكلام، فاحنا لو عرفنا نحافظ على وصلة الوعى شغالة ما بينَّا بجد هنا ودلوقتى، وممتدة وِبِنّشْطْهَا كل شوية: حاتفكرنا بربنا، وهات يا رحمة ومشاركة.

د. ساندرا: مش فاهمة؟

د. يحيى: بصراحة أنا منتمى للحركه، مش للمحتوى، الشغل حركة، ولما المريض بيشتغل باقول له متشكر، كل الفرق هو إنه كان بيشتغل سخرة على حساب كل حقوقه ووجوده ودلوقتى عايزينه يشتغل ويوجه عائد الطاقة بتاعته  لنفسه ولربنا وهو بينجز، عايزه يا ساندرا تعرفى العلاقة بتعمل إيه لما تقارنى صورته المرة ديه بالمرة اللى فاتت، دى علاقة فيها رؤية ومشاركة وربنا، إنتى لما تقولى لواحد ذاكر أو اشتغل لك ولربنا، غير لما تقولى له إشتغل ليّا، زى الأهل ما بيعملوا عمّال على بطّال فى عيالهم اللى بيذاكرو لهم، البنى آدم موجود علشان يشتغل وياخد ويدّى، هايقعد ويقول “نفسيه” و”مش نفسيه” و”محمد نفسيه“: مش حاينفع عشان كده رحت مقاطُعْه من الأول، ورفضت محمد نفسية من أصله عشان خايف من الشماعة والتبرير، ومع ذلك العلاقة بقت أمتن وممتدة زى ما انتو شايفين.

د. ساندرا: طب مش نراجع التشخيص أحسن؟

د. يحيى: نراجعه نعمل بيه إيه؟ هوّا اللى إنتوا شايفينه ده بارانويد وشيزوفرينيا برضه، فيه حد فيكم مصدق نفسه وهوّا بيحط اليافطة دى، ومع ذلك انا متأكد إن أغلبكم حاينسى احتياجه للتشخيص لو تعمق فى اللى جارى، مش معنى كده إن احنا ما نشخصى، لأ طبعا عشان الدوا والكلام ده، أنا باقول الكلام ده وعارف انكم حاتنسوه.

د. عدلى: ربنا يقدرنا

د. يحيى: ولا يهمك خبرتى بتقول إنكم حاتنسوه حاتنسوه، يمكن إلا حته، وأنا أتعلمت إن الحتة دى كفاية، أنا باتكلم بجد فأنا علشان أنا مصاحب المخ البشرى ومصاحب ربنا والحمد لله راضى بأى حته تفضل، بس إزاى يعنى، أنا باستغرب إزاى بنى آدم ربنا خلقه، ينسى الكلام ده اللى هو شافه بعينه وسجلناه هنا، عاوز أعرف حاينسى مين فيهم: “محمد طربقها” ولا “محمد فركشنى“، ولاّ “محمد دلوقتى“، وهُبْ يطلع لنا “محمد نفسيه” ونرفضه، إنتوا شايفين الخطوات والشغل وشوية دوا وعلاقه لافيها أبوك كان قائد طبيه ولا عمنا أدويب ولا الست إليكترا، مش معنى كده نهمل تاريخه وهو ملان باللى خلاه ينكسر، بس التفريغ والفضفضة عمال على بطال لوحدهم مش حايعملوا حاجة، التاريخ بتاعه احنا عرفناه من الأول، عندكم البت اللى كان خاطبها، وبعدين خبرته فى الجيش، وأنا لحد دلوقتى مش عارف هيّا كانت خبرة حقيقية ولا من المرض بس ما وقفناش عندها، ومع ذلك أهوه قدامكوا أهوه، قدرنا نبتدى من جديد وربنا يسهل، أعمل إيه؟ أنسى أنا كمان وأقول ده بيتهيألى وما حصلشى؟ طب إزاى اثبته للناس؟ إزاى أوصّله للخواجات اللى بيبيعوا الدواء علشان يذلونا، إزاى أبلغهم إننا بنستعمل أدويتهم على العين والرأس، كتر خيرهم، بس بنسع لها بشكل تانى، لأغراض تانية، إننا نساعد المخ إنه يبنى نفسه زى ما ربنا علّمه، إزاى حايصدقوا الكلام ده، أدينى باسجله لأن كل واحد لما يموت حيلاقى كل حاجة متسجلة، وأنا ناوى آخده معايا فى التربة إن شاء الله، ويمكن أسيب لكم نسخة عشان ربنا يحاسبكم.

شكرا

(ضحك)

وبعد

مازلنا مع محمد! وبقى الكثير

هل نستمر الأسبوع القادم؟؟ أم يكفى هذا؟

[1] – د. عدلى الشيخ هو طبيب مقيم، مسيحى، تصادف أن جده واسمه أ. د. عدلى الشيخ أيضا كان استاذى للأمراض الباطنة أثناء دراستى فى كلية الطب، وكان استاذا متميزا وكنت أحبه وخاصة حين يحضر متطوعا الساعة 7 صباحا يعلمنا المزيد من الأمراض الباطنة دون مقابل، ويبدو أنه قد بدأت علاقتى مع حفيده المسمى باسمه من خلال هذه الذكرى، وجاءت مداعبتى له مع محمد مثالا آخر لعروجى إلى مواضيع غير تقليدية بها جرعة شخصية زائدة، (إرجع إلى المتن من فضلك).

[2](ويمكن مقارنة طريقة إنهاء اللقاء فى الجلسة السابقة قبل أسبوع نشرة 24  / 11 / 2015

[3] – وقد عرضنا عينات منها فى نشرات سابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *