الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (102) الإدراك (63) الإدراك؟

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (102) الإدراك (63) الإدراك؟

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 15-8-2012

السنة الخامسة7-9-2011

العدد: 1811

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (102)

 الإدراك (63)

الإدراك؟

وبدأت المياه تتحرك

مقدمة:

فضلت أن أفرد نشرة اليوم للرد المناسب على مشاركة كنت فى أمس الحاجة إليها من ثلاثة من أهم من أعرف أنهم يأخذوننى فأخذ الجد، المكان الطبيعى الذى اعتدت أن أرد فيه على هذه المداخلات هو بريد الجمعة، أما وقد تركزت هذه التعقيبات على موضوع الإدراك من ناحية، كما أننا فى مرحلة التقاط أنفاسى فى تناولنا هذا الموضوع فى علاقته بالفهم والشعور…الخ، فقد وجدت أن نشرة حوارية توضع داخل الملف فى هذه المرحلة هى أوْلى بالتركيز والتقديم.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (99)

  الإدراك (60)

الإدراك: واللاشعور

(بداية قراءة لعبة: أخاف أقول كلام من غير كلام!!)

د. ماجدة صالح

يا دكتور يحيى أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أتعود وأسوء فيها “وأحملك المسئولية”

د. يحيى:

أهلا ماجدة.

أنا فى أشد الحاجة إلى مشاركتك انت بالذات لأنك تحتملينى من جهة، وتعرفيننى أكثر من جهة أخرى، وتساهمين بشجاعة متى اتيحت لك الفرصة.

أولا: وفيها ماذا لو تعودت عليه (علما بأنك لم تتبينى كل معالمه فهو عادة “مشروع كلام جاهز جدا، ومع ذلك فيبدو أنه أقرب إليك.

ثم إنك تعلمين أننى أتحمل مسئولية ما أفعل وما لا أفعل مادمت مشاركا فى تحريكه، ولولا ذلك ما غامرت بما تعرفين، على الأقل فى مجال المعرفة.

د. ماجدة صالح

تعليق وتساؤل:

هو مش كان أحسن لو كان غير الكلام ميكنش كلام من أصله (يعنى لغة غير لفظية)؟

د. يحيى:

هذا شىء، وذاك الشىء، أظن أن “الكلام من غير كلام” هو لغة مفهومية كاملة، لكنها أعمق وأقوى وأشمل وأكثر تكاملاً وتكاملا من اللغة اللفظية التى يسمح لها بالظهر من ثقوب ماكينة الألفاظ برغم أنها تصنع نسيجا محكما متماسكا.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (100)

  الإدراك (61)

إدراك الوعى الجمعى فى رحاب الوعى الكونى نحو وجه الله!

أ. هدى أحمد

الادراك والشعور و اللاشعور والوعى  واللاوعي مهما حولنا الاستيعاب أنها الحياة وأننا البشر

د. يحيى:

المختصر المفيد

لكن يا هدى ما دمنا قد امتحنا بمحنة “الدراية” بمعظم أبعاد ذلك بما فيه من أخطاء وتجاوزات وفروض واحتمالات فما عاد يصلح أن نكتفى بأنها “الحياة وأننا البشر” مع أن الذى وصلنى من هذه الكلمات الأربعة وصلنى بدلالة رائعة، من حيث أن الفئران، والتماسيح والبلابل والجراد والنحل والقرود لم يتعدوْا مرحلة إنها الحياة واننا القردة (ومعهم الإنسان)، أنها الحياة وأننا النحل، إننا الحياة وأننا البلابل، أنها الحياة وأننا الجراد، ثم أنهم بقوا ضمن الواحد فى الألف من الأحياء الذين لم ينقضوا، كل هؤلاء لم يتكلموا أو يكتبوا عن الإدراك واللاشعور والشعور، أنا لا أرفض تجاوزنا مرحلتهم لكن أرى أننا زودنا ها ضد قوانين بقائنا بشرا ، ……. كلمتك “إنها الحياة” وإننا البشر، ألهمتنى كل هذا.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (101)

  الإدراك (62) الإدراك بين “الفهم” و”عدم الفهم”

د.محمد أحمد الرخاوى

دخلتنا يا عمنا في منطقة شديدة الخصوصية -غالبا- يعيشها الذهاني في رحلة العلاج ويعيشها المبدع في مخاض ابداعه فقط قبل اتمام الولادة (لحظات ما قبل الولادة) ويعيشها الانسان العادي غصبا عنه وبيعديها عشان ميحاولش يعي اللي وصله من غير ما يفهم!!!

مستويات الوعي وبالتالي مستويات الادراك بفهم أو من غير فهم بتتناغم مع بعضها في لحظات تطول عند الذين يحاولون الصدق وتقصر بل وكواد  الذين يضعون الاقفال علي القلوب. انها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور

د. يحيى:

أولا: حمدًا لله على السلامة مرة أخرى

ثانيا: اتمنى أن تتواصل تعليقاتك بهذا الإيجاز، ولكن بقدر أقل لتقسيم الطبقى (منطقة شديدة الخصوصية) الذى يخفى عنك عظمة الشخص العادى الذى أرى أنك تحتاج إلى مصالحته بطريقة أخرى أرى ملامحها تلوح من بعد فى تردد.

ثالثا: فرحت حيت انتبهت إلى ما وصلك من اقتراب مستويات الإدراك من مستويات الوعى دون ترادف (أرجو ذلك).

أما حكاية أن ذلك خاص أكثر بمن يحاولون الصدق… الخ. فأريد أن أعود إلى تنبيهك إلى أن مسألة الصدق والكذب مسألة أخلاقية مكتسبة أكثر منها قيمة إنسانية متفردة، وأن التمييز لا ينبغى أن يكون بهذا المقياس، وأدعو أن ننتقل إلى مقاييس أطيب وأرحب، وخاصة حين تكتشف أن بعض الذين على قلوبهم الأقفال هم ممن يدعون الصدق أيضا، ربما مثلى ومثلك.

يا ابنى واحد واحدة

رابعا: عموما الاستشهاد بآيات الله البينات حتى لو كان مناسبا ليس دائما فى صالحك كما تتصور، ولا هو فى صالح المتلقى ولهذا حديث آخر.

د.محمد أحمد الرخاوى

أخيرا وليس آخرا ملحوظة أخيرة لم يرد لفظ “الفهم” ولا مرة واحدة في القرآن الكريم .، ولكن ذكر مثلا يعقلون ويّذكرون  ويتفكرون ودة حيدخلنا في اشكالية اللغة (يا محمد يا يحيي) وفي اشكالة ما هو العقل وما هو الفكر وما هو التذكر وهما جميعا ليسوا من أعمال المخ كما نعلمه ولكن من أعمال الوعي والادراك.

د. يحيى:

أما ملاحظتك أن الفهم لم ترد فى القرآن الكريم ولا مرة واحدة فهى ملاحظة جيدة، لكنها أبدا ليست مبررا أن تقلل من قيمة ما هو فهم، بقدر ما تحتاج إلى الرجوع إلى الثقافة العربية فى تلك الآونة والنظر فيم استعملت كلمة الفهم فيها آنذاك إلخ، لا توجد كلمة تُكرم وتعطى قيمة فى ذاتها لمجرد ورودها فى القرآن الكريم دون أن نأخذ فى الاعتبار كل ورود لها على حدة فى سياقها الخاص، لكن ملاحظة تكررا أو ندرة أو غياب كلمة ، فهو ملاحظة مفيدة لا أكثر ولا أقل، مثال هذا الربط التصنيفى جاء فى تعقيبك حين قفزت بلا مبرر إلى أن “….. ما هو العقل وما هو الفكر وما هو التذكر …. ليسوا من أعمال المخ كما نعلمه ولكن من أعمال الوعي والادراك” فهذا كلام لا يصح أن يقال لا استنادا إلى القرآن الكريم ، ولا إلى العلوم الأحدث مثل العلم المعرفى العصبى، ولا إلى عموض ماهية الوعى التى لم تتعرف عليه بما يكفى لا بمساعدة العلوم الحاسوبية الأحدث ولا النظريات الفلسفية الأكثر حداثة

واحدة واحدة يا محمد حتى أستطيع مواصلة العودة إلى إليك.

د.محمد أحمد الرخاوى

أما آخرا – بل بيني وبينك أولا- هو أن الله بلغنا أننا لن نؤمن الا أن نؤمن بالغيب (قبل اقامة الصلاةأو اي شئ آخر) وكأنه يبلغنا أن روعة الايمان هي في الكدح دون فهم الي أن نلاقيه!!!!

وقال أيضا\”ما كنت تدرى ما الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به\”

د. يحيى:

وصلنى أيضا حديد من هذه الفقرة قد أستعين به – بعد إذنك – فى كتاباتى اللاحقة، كما استعنت بالآية الكريمة ” يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى”، لأننى أحتج بها دائما أن هذا أمر منهى عنه لأمثال العقل البشرى المتواضع الذى نستعمله، ليس حظرا بمعنى النهى، وإنما هو حظر بمعنى التأجيل المفتوح النهاية إن وصلك ما أريد.

لكن بعد شكرك أن نبهتنى إلى هذه الآية الكريمة أقول لك: ألم تلاحظ أن الله سبحانه تعالى حين قال لنبينا ما كنت تدرى ما الإيمان، لم يجزم بعد ذلك مباشرة أن الإيمان هو كذا وكيت، وإنما أشار إلى الطريق إليه حتى لنبيه صلى الله عليه وسلم، ليبدأ من نور القلب (الذى هو من أعلى مراتب الإدراك غالبا) إلى ما ليس كمثله شىء، وهذا الأخير ليس قاصرا على الغيب يا إبنى كما تعرف، وأرجوا أن ترجع إن كان لديك الوقت، لمحاولاتى فى طرق باب ما هو غيب وعلاقته بالأبداع ثم بالكدح الذى اشرت أنت إليه حالا.

–  (نشرة 31-1-2012 الإدراك (6) الحوار يتواصل حول الإدراك (3) “ورقة مقدمة من: د. محمد يحيى الرخاوى”)

– (نشرة 29-2-2012 الإدراك (15) مرة أخرى: من أين نبدأ؟ “لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”)

رمضان كريم

وشكرا

****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (56)

 الإدراك (17)

علاقة الإدراك بالوجدان (العواطف) (2 من 2)

د. مينا جورجى

– أظن أن الادراك هو تلك اللحظة التى يتصالح فيها العقل أو الفهم مع الوجدان تصالح يشبه تلاقى الإلحان فى سيمفونية ليخرج لحناً جميلاً فى حالة الخففان أو لحناً شاذاً فى حالة المرض.

د. يحيى:

التقاطك يا مينا هذه اللحظة هو أمر أبهجنى جدا، لكن أن تجعلها هى هى الإدراك، فهذا يحتاج إلى تحفظ منى ليس قليلا، فالإدراك عملية تتم على كل المستويات طول الوقت، منها هذه اللحظة، ومنها ما دونها، وربما يتفجر منها ما بعدها فيتخطى الإدراك مرحلته إلى الإبداع فعلا، وهو الذى أوصلك إلى السيمفونية هكذا مرة واحدة. الإدراك يا مينا هو خلفية رائعة للإبداع، لكنه ليس هو هو كما وصفت هكذا حالا بشجاعة وحماس، أحببتهما منك جدا.

د. مينا جورجى

المقتطف:

“‏اللفظ‏ ‏إذ‏ْْ ا‏نشأ‏ ‏وتطور‏، ‏إنما‏ ‏نشأ‏ ‏وهو‏ ‏يلامس‏ ‏ظاهرة‏ ماً، ‏ثم‏ ‏هو‏ ‏يحاول‏ ‏احتواءها‏، ‏فيكشف‏ ‏ويكتشف‏ ‏تعدد‏ ‏وجوهها‏، ‏وثراء‏ ‏عطائها‏، ‏فيتحرك‏ ‏فى ‏سياقات‏ ‏متعددة‏ ‏ومتنوعة‏، ‏ثم‏ ‏يلحق‏ ‏به‏ ‏حرف‏ ‏مساعد‏، ‏أو‏ ‏تسبقه‏ ‏أداة‏ ‏موضحة‏، ‏فيقترب‏ ‏ويبتعد‏، ‏ويجتهد‏ ‏لاحتواء‏ ‏مضمون‏ ‏مناسب‏ ‏لما‏ ‏يريد‏ ‏وصفه‏، ‏ثم‏ ‏يعجز‏ – ‏عادة‏ – ‏فتفيض‏ ‏عن‏ ‏حدوده‏ ‏تولدات‏ ‏الظاهرة‏ ‏الأرحب‏، ‏فيلاحقها‏ ‏باستعمال‏ ‏جديد‏، ‏أو‏ ‏يساعده‏ ‏لفظ‏ ‏جديد‏”.

التعليق:

وصف أكثر من رائع وهذا تماما ما أشعر به أثناء كتابتى لحوار مسرحى. أو وصف مشهد مسرحى أو حتى كتابه مقال

وهذا الوصف لا يشعر به الا كل من يحاول أن يختصر الكل فى الكلام أو يوصف الكل فى مشهد أو فى مقال. خصوصا وصف المشاعر.

د. يحيى:

لست متأكدا يا مينا إن كنت فهمت صوابا أم خطأ، لكننى فرحت جدا حين رجحت أنك تكتب مسرحا، أو مشهدا مسرحيا، واشتقت جدا أن أقرأ بعض ذلك فعلا، مع التحذير من أخذ رأيى فيه بأكثر من حجمه

أما إعادتك لهذا المقتطف هكذا فقد أشعرتنى بشعور الرضا، حتى كدت لا أصدق أننى أنا كاتبه فعلا، لعله أنت يا إبنى، تصور يا مينا، حين يتلقى المتلقى ما يكتب بكل هذه الدقة ، ولا يفعل إلا أن ينقله، أشعر أنه اصبح ملكه مثل كاتبه، وربما أكثر،

بارك الله فيك يا شيخ

د. مينا جورجى

المقتطف:

“حبس العاطفة فى لفظها، وأيضا عن كيف يلغى الحديث عنها، أو الكلام فيها أو الشكوى بها عن معايشتها”.

التعليق:

وصف حبس أعجبنى ، أحيانا أحبس العواطف فى التفكير .

ثم أحبس التفكير فى اللفظ، فيكون اللفظ هو آخر “اختصار” لمشاعرى

د. يحيى:

برغم تحفظى أنا وأنت وغيرنا ضد هذا الاختصار، فلو أنك تأملت قليلا، لأدركت أن من أعظم وظائف اللغة أنها استطاعت أن تختصر ظواهر بحجم الكرة الأرضية فى جملة مفيدة من مبتدأ وخبر مثلا، أو أن تختصر مشاعر ملء السماوات والأرض فى بيت شعر، فلنحذر يا مينا ونحن نخاف من سجن وراء أسوار الالفاظ أن نستغنى عنها تماما فننتكس ونضيع

لا يوجد حل سهل.

د. مينا جورجى

المقتطف:

“واهتز‏ ‏كيانى ‏بالفرحهْ،  ليست‏ ‏فرحهْ”

التعليق:

ممتعة بجد

د. يحيى:

“عالبركة”

د. مينا جورجى

المقتطف:

“نَفَى الزعم بأن الفصامى متبلد الشعور أو منعدم العواطف

وقد تقمص الكاتب فصاميا وكيف أنه عجز عن وصف مشاعره الأعمق والأدق بألفاظ شائعة، فبدا متبلدا وبداخله ما بداخله، قال:

………..

أحكى ‏فى ‏صمت‏ٍٍ ‏عن‏ ‏شئٍ ‏لا‏ ‏يُحكى ‏

عن‏ ‏إحساس‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏اسم‏ ‏

إحساس‏ ‏يفقد‏ ‏معناه، ‏إن‏ ‏سكن‏ ا‏للفظ‏ ‏لميت‏ .

شئ ‏يتكور‏ ‏فى ‏جوفى ‏

يمشى ‏بين‏ ‏ضلوعى ‏

يصّاعد‏ ‏حتى ‏حلقى ‏

فأكاد‏ ‏أحس‏ ‏به‏ ‏يقفز‏ ‏من‏ ‏شفتى ‏

وفتحت‏ ‏فمى‏:‏

‏لم‏ ‏أسمع‏ ‏الا‏ ‏نفسا‏ ‏يتردد‏ ‏

إلا‏ ‏نبض‏ ‏عروقى ‏

وبحثت‏ ‏عن‏ ‏الألف‏ ‏الممدودة‏ ‏

وعن‏ ‏الهاء‏ ‏

وصرخت‏ ‏بأعلى ‏صمتى

لم‏ ‏يسمعنى ‏السادة

وارتدت‏ ‏تلك‏ ‏الألف‏ ‏الممدودة‏ ‏مهزومة‏ ‏

تطعننى ‏فى ‏قلبى ‏

وتدحرجت‏ ‏الهاء‏ُُ ‏العمياءُ‏ ‏ككرة‏ِِ الصلبْ‏..، ‏

داخل‏ ‏أعماقى

ورسمت‏ ‏على ‏وجهى ‏بسمة‏

تمثال‏ٌٌ ‏من‏ ‏شمع‏

ورأيت‏ ‏حواجب‏ ‏بعضِهمو‏ ‏ترفع‏ ‏

فى ‏دهشة‏ ‏

وسمعت‏ ‏من‏ ‏الآخر‏ ‏مثل‏ ‏تحية‏ ‏

ظهرت‏ ‏أسنانى ‏أكثر،  ‏

وكأنى ‏أضحك‏ ‏

ومضيت‏ ‏أواصل‏ ‏سعيى ‏وحدى ‏

وأصارع‏ ‏وهمى ‏بالسيف‏ ‏الخشبى ‏

السيف‏ ‏المجداف‏ ‏الأعمي‏.. ‏

والقارب‏ ‏تحتِىََ ‏مثقوب‏ ‏

والماء‏ ‏يعلو‏ ‏فى ‏دأب‏ ‏

والقارب‏ ‏تحتى ‏يتهاوى .. ‏

فى ‏بطء‏ ‏لكن‏ ‏فى ‏إصرار‏ ‏

فى ‏بحر‏ ‏الظلمة‏ ‏

فى ‏بحر‏ ‏الظلمة‏ .

التعليق:

وصف الحروف وهى تطعنه مؤثر جداً.

د. يحيى:

مرة أخرى: ذكّرتننى يا شيخ بما كتبته سنة 1972، واستشهدت به كثيرا، ثم خجلت من كثرة التكرار، وإذا بك تعيده وكأنك أنت كاتبه يا رجل، ما هذا الكرم بالله عليك، أحيانا أتساءل كيف وصلنى كل هذا الإحساس شعرا قبل أن أصل إلى مرحلة التنظير التى أنا فيها الآن، أو حتى قبل أن أكتب شرحا لهذا المتن، هو المرجع الأساسى لفكرى حتى سنة 1979 على الاقل (دراسة فى علم السيكوباثولوجى)، ما الذى يسبق ماذا ياترى؟ نعم مرضاى هم أساتذتتى فعلا، والفضل بعد الله لهم ولمثلك يا مينا ممن لا أعرف.

د. مينا جورجى

المقتطف:

“أن الإدراك الحقيقى التصعيدى جنبا إلى جنب الوجدان الجدلى النامى هما الطريق إلى الله، فرض هذا البحث الأساسى؟!”

د. يحيى:

كلما اقتربت من هذا الفرض الأساسى، رعبت من العيون المتربصة، والسوف المشرعة، والوصاية الجاهزة، وسوء التأويل الأعمى، وأجلت وأجلت وأجلت، ولكن إلى متى بالله عليك ؟ إن لم يؤد كل هذا إلى توضيح منهج آخر لحياة البشر، هو هوما حاول كل الأنبياء توصيل إليه بوحى من الله، وإن لم ينجح فى التأكيد على أن مصادر معرفة النفس البشرية ليست اساسا من الكتب، ولا من الورق، ولا من الشريعة، ولا من الشائع، ولا من التاريخ، وإنما من كل ذلك بقدر ما يمثل كل ذلك ما هو “ربى كما خلقتنى”، فلا معنى لكل ما أكتبه، وبينى وبنيك، ولا جدوى لأى علاج، وإن شئت المبالغة، فلا أمل فى نجاة الجنس البشرى من الانقراض

عذرا يا مينا أخشى أن أكون قد قلبتها غما

****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (57)

 الإدراك (18)

“علم الإدراك” يتجاوز “علم النفس”

نبدأ من ثقافتنا: من  حيث نمارس ونفعل

د. مينا جورجى

المقتطف:

“تغليب التفكير “الحلـّمـَشَاكلى” Problem Solving “

التعليق:

توصلت بأن هذه الطريقة فى التفكير –وإن كنت لا أحبذها- ولكن أحيانا تصح حدوداً لفكرى للشاطح الجامح. الذى لايجد من يهذبه أحيانا.

د. يحيى:

هذا صحيح، وبدونها، لا تأليف وزارة، ولا دراسة جدوى، ولا تخطيط مدن، ولا تخطيط اقتصاد، المسألة هى ألا تكون هى الطريقة الأولى والأخيرة لفهمنا حتى لأدق مشاعرنا، فمشاعرنا ليست مشاكل تحتاج إلى حل بقدر ما هى تحديات وجود تحتاج انطلاقا وإعادة تشكيل وإكمال تطور.

د. مينا جورجى

تسمية طرق التفكير بالاصنام أعجبنى

د. يحيى:

أظن أننى لم أعن به فقط طرق التفكير، ولكن كل ما أشركنا به مع ربنا هو صنم فعلا، من أول الفرض، حتى المنهج الثابت، حتى العلم المؤسسى الباهظ التكاليف، حتى المؤسسات العالمية التقليدية، حتى التهريج الورقى عن حقوق الإنسان الخصوصية بعيدا عن السامية بالسلامة، حتى الست الديمقراطية، حتى علم النفس، حتى مؤسسة الطب التقليدى، كلها أصنام، وبينى وبينك شرك بالله.

أما علاقة ذلك بالإدراك فأعتقد أن الإدراك لن يرجع إلى موقعه الجوهرى فى منظومة المعرفة إلا حين يتخلص من كثير من هذه الأصنام التى تحول بينه وبين السعى إلى الكشف والمشاهدة والإبداع والنور

د. مينا جورجى

المقتطف:

“لن نعرف الله، أو الطريق إلى الله إلا من خلال الإدراك وليس الإثبات بالعقل الحديث، أو التدبر بالفهم، والمنطق، فنحن فعلا فى نقطة البداية الصحيحة”

التعليق:

    جملة قوية

د.يحيى:

 وصفك هذه الجملة بأنها “قوية” أشعرنى بالطمأنية أننى على الطريق الصحيح الذى قد يصل من خلاله بعض ما أردت

****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (40)

الإدراك (2)

المعرفة الطريق إلى الله فالشفاء الحىّ

د. مينا جورجى

المقتطف:

تعدد الطرق فَرْحة

وتشتت الطرق فُرصَة

وتباعد الطرق مِحْنة

وتقارب الطرق امتحان

وتكامل الطرق ألفة

وتضفـّر الطريق دعوة

واختلاف الطرق رحمة

وتماثل الطرق استحالة

وكل الطرق الحقيقية هى أسهم فى اتجاه المعرفة الحقيقية

أسهم فى اتجاهك

التعليق:

تعبير أكثر من رائع

د. يحيى:

بصراحة – بعد أذنك – وجدت أن أقتطف ما اقتطفت ليكون خير ختام يا مينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *