الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (87) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (87) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

2-8-2012

السنة الخامسة

العدد: 1798
M_AFOUZ

ص 87 من الكراسة الأولى

2-8-2012_2

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

…………….

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين

اللي‏ ‏انكتب‏ ‏علي‏ ‏الجبين

‏ ‏لازم‏ ‏تشوفه‏ ‏العين

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 ‏ابريل‏ 1995‏

القراءة:

بعد العودة إلى اسم كريمتيه، بعد اسمه، كما بدأنا أول صفحة جاءت آية الحمد لله رب العالمين، فاستقلبت بها سورة الفاتحة كلها (لا أعرف لماذا) مع أنه لم يكف عن الحمد أبدا طوال معرفتى به، وطبعا قبلها، وما حولها، ولا أجد مبررا للإشارة اليوم إلى تكرار ذلك إلا عينات فى الهامش(1) مما قد أعود إليه فى الدراسة الشاملة غالبا.

أما الجديد فهو بداية موال:

– اللي‏ ‏انكتب‏ ‏علي‏ ‏الجبين‏ ‏لازم‏ ‏تشوفه‏ ‏العين

موال – اللى انكتب على الجبين  (سنة 1927)  تلحين وغناء محمد عبد الوهاب

اللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين
وعدك ومكتوبك ياقلبي كان مخبيه فين
ان كان كذا قسمتك بختك اجيبه منين
سلم امورك ياقلبي وامتثل لله
واللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين

وهو موال من أجمل ما أحببت شخصيا لمحمد عبد الوهاب، حتى أثناء الفترة التى كنت أتحفظ عليه فيها، حين صدقت ولو جزئيا اتهامه بالإفراط فى اقتباس بعض الجمل الموسيقية من هنا أو هناك، وذلك قبل أن أعيد النظر فيه وفى أم كلثوم بعد وفاتهما، وأيضا بعد أن وصلنى من شيخى منهما، وعن حبه لهما، وبعد تزايد خبرتى النقدية التى أكدت لى أن كثيرا من الإبداع الجيد هو إعادة ترتيب الموجود، مهما بدأ متفرقا فى ذاته.

ذات ليلة حرفوشية حكى لنا جميل شفيق – آخر الحرافيش الأصليين ملك الأبيض والأسود -عن معرض حديث له فى الزمالك على ما أذكر، جمع فيه أشياء متناثرة فى مجموعات ورتبها بشكل خاص: فرع شجرة، يد مقشة، فازة مكسورة، بقايا كرسى، ووضع كل جماعة فى تنسيق جديد، أحكم المسافات بينها بشكل جعله معرضا جميلا غير مسبوق، وإذا بأحد جهلة التذوق يعقب! قائلا له، أو لعله سمعه عابرا، بأنه: “ماذا فى ذلك من جديد؟ فأى واحد يستطيع أن يجمع أى شىء لأى شىء”،

 وهنا التقط شيخنا رد جميل شفيق قبل أن يكمل ويبدو أنه توقع الرد على المعلق فقهقه قبل أن يكمل لتوفيق صالح على ما أذكر، قال: لهذا المتطفل هذا صحيح، فما رأيك أن تفعل أنت بنفسك مثل ذلك ما دامت المسألة بهذه البساطة؟

وتعلمت بسرعة ما كنت أحتار فى صياغته أن الإبداع هو أن تجعل من القديم جديدا، ومن النشاز لحنا.

أما المعنى الذى جاء فى الموال فلم يكن غريبا عن علاقة شيخى بالقدر، وتمكنه من قيادة ناصيته طول الوقت، فى نفس اللحظة التى هو مسلم لكل ما قدّر الله له طول الوقت، تلك هى المسألة الرائعة الصعبة.

أما عن “كان مخبيه فين” فهذا هو الذى يجعل من إرادة الفعل معنى يجلب الماضى فى “هنا والآن” فيصلنى هذا الامتثال لله باعتباره دعوة للبدء من جديد.

شكرا يا شيخنا

رمضان كريم

[1]- ورد هذا النص صفحة التدريب رقم (36) بتاريخ: 8-9-2011 ، وفى صفحة التدريب رقم (44) بتاريخ: 17-11-2011،  وفى صفحة التدريب رقم (49) 15-12-2011 ، وفى صفحة التدريب رقم (55) بتاريخ: 26-1-2012، وفى صفحة التدريب رقم (61) بتاريخ: 16 – 2 – 2012، وفى صفحة التدريب رقم (67) بتاريخ: 29-3-2012 ، وفى صفحة التدريب رقم (80) بتاريخ 14-6-2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *