الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم (1 من 2)

هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم (1 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

1-11-2011

السنة الخامسة

العدد: 1523

 

تاريخ النشر السابق الأهرام: 1/6/1999

        الجزء الأول:

هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم (1 من 2)

مقدمة (الآن 1/11/2011):

فى سلسلة هذه النشرات التى بدأت منذ أسبوعين بدأت محاولاتى فى تقديم وجهة نظر قديمة/جديدة، انطلاقا من دينى ومن حقنا فى معاملة المثل، من حيث حق احترام الاختلاف والإفادة منه من جانب الذين يسمون المتقدمين (وهم كذلك فعلا بمقاييسهم وأيضا بالمقاييس الموضوعية الظاهرة)، وقد نبهت فى المقال الأول الذى نشر أصله منذ سنوات فى الأهرام بتاريخ: 14/5/1999 بعنوان: “العولمة ونوعية الحياة”، والذى قسمته على يومين الأسبوع الماضى إلى أن المسألة ليست مجرد سباق فى امتلاك الأدوات العصرية دون انتباه كافٍ إلى أين تقودنا، وإنما يتجسد الاختلاف، أو ينبغى أن يكون، اختلافا للتكامل: يسمح بأن يعطى كل فريق أفضل ما عنده لصالح مجموع العالم.

اليوم وغدًا سوف أقسم أيضا المقال الذى نشر من اثنى عشر عاما (بتاريخ: 1/6/1999) أى بعد المقال الأول بأسبوعين فقط، آملا أن يكون القارىء الصديق قد استوعب إيقاع التغير من المقالين السابقين مع الملحق، لعل حال العالم قد وصله بالأرقام ليشاركنى صعوبة وروعة كيف أنها مسئولية كل مسلم مثلما هى مسئولية كل إنسان مهتم بمصير الإنسان.

* * *

المقال الأصلى:

من‏ ‏حقنا‏، ‏بل‏ ‏من‏ ‏واجبنا‏، ‏أن‏ ‏نؤكد‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏هوية‏، ‏وأن‏ ‏نخاف‏ ‏من‏ ‏الإغراق‏ ‏الثقافي‏، ‏ومن‏ ‏التبعية‏ ‏الاقتصادية‏، ‏إلى ‏آخر‏ ‏مثل‏ ‏ذلك‏. ‏ويجرنا‏ ‏هذا‏ ‏بداهة‏ ‏إلى ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏خلاف‏ ‏جوهرى ‏بيننا‏ ‏وبينهم‏، ‏مرة‏ ‏فخورين‏ ‏بتاريخنا‏ ‏المجيد‏، ‏وأخرى ‏متعصبين‏ ‏لديننا‏ ‏الفريد‏، ‏وثالثة‏ ‏واهمين‏ ‏فى ‏قدراتنا‏ ‏الكامنة‏ ‏التى ‏تنتظر‏ ‏إشارة‏ ‏الانطلاق‏ ‏لنسوى ‏الأهوال‏،  ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏تصبير‏ ‏مفهوم‏، ‏وحكى ‏مسلٍّ‏، ‏لكن‏ ‏أن‏ ‏نتوقف‏ ‏عند‏ ‏ذلك‏، ‏أو‏ ‏نروح‏ ‏نكرره‏ ‏راضين‏ ‏عن‏ ‏أنفسنا‏، ‏حاكمين‏ ‏على ‏غيرنا‏، ‏متكلمين‏ ‏عن‏ ‏مستقبل‏ ‏لا‏ ‏نساهم‏ ‏فى ‏صنعه‏، ‏مرددين‏ -‏دون‏ ‏حياء‏ ‏غالبا‏- ‏أنه‏ ‏باق‏ ‏كذا‏ ‏ساعة‏ ‏على ‏قرن‏ ‏قادم‏ (تذكر أن المقال مكتوب سنة 1999)، ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏الذى ‏نتقدم‏ ‏فيه‏ ‏بسرعة‏ ‏غير‏ ‏مسبوقة إلى ‏قرون‏ ‏سحيقة‏ ‏مضت‏، ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏ونحن‏ ‏فى ‏غفلة‏ ‏عنه‏ ‏قليلا‏ ‏أو‏ ‏كثيرا‏، ‏فهذا‏ ‏هو‏ ‏الخطر‏ ‏المحيق‏.‏

إن‏ ‏خطر‏ ‏البكاء‏ ‏على ‏الأطلال‏ ‏ومحاولة‏ ‏استنساخ‏ ‏الماضى ‏لا‏ ‏يقل‏ ‏عن‏ ‏خطر‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏المستقبل‏ ‏دون‏ ‏الإسهام‏ ‏فى ‏صناعته‏ (من ‏الآن‏).‏

إن‏ ‏ثمة‏ ‏أسئلة‏ ‏أساسية‏ ‏تحتاج‏ ‏منا‏ ‏إلى ‏إجابات‏ ‏مناسبة‏ ‏قبل‏ ‏كل‏ ‏هذا‏، ‏أو‏:‏مع‏ ‏كل‏ ‏هذا‏، ‏أسئلة‏ ‏مثل‏:‏

  • هل‏ ‏حقا‏ ‏نحن‏ ‏غيرهم؟‏ (‏هنا‏ ‏والآن‏)‏
  • وهل‏ ‏من‏ ‏الضرورى ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏غيرهم‏ ‏؟‏ (‏لماذا؟‏، ‏وكيف؟‏)‏
  • وهل‏ ‏نستطيع‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏غيرهم‏ ‏لو‏ ‏أردنا‏ (‏أيضا‏: ‏لماذا‏ ‏وكيف‏ ‏؟‏)‏
  • وهل‏ ‏نحن‏ ‏قادرون‏ ‏؟‏ ‏وهل‏ ‏المسألة‏ ‏تستأهل‏ ‏؟‏ ‏وهل‏ ‏نحن‏ ‏نستأهل؟‏ ‏

إلى ‏آخر‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏الأسئلة‏ ‏التى ‏كانت‏ ‏وراء‏ ‏كتابتى ‏المقال‏ ‏السابق‏ ‏عن‏ ‏العولمة‏ ‏ونوعية‏ ‏الحياة(1)، ‏والذى ‏كان‏ ‏هدفى ‏منه‏ ‏باختصار‏ ‏هو‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏حقيقتين‏ : ‏الأولى: ‏إننا‏ ‏لا‏ ‏نملك‏ ‏أن‏ نرفض أو ‏نقاوم‏ ‏الوسائل‏ ‏الأحدث‏ ‏فى ‏الحياة‏ ‏المعاصرة‏، ‏ليس‏ ‏هذا‏ ‏من‏ ‏صالحنا‏، ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏فى ‏مقدورنا‏ ‏حتى ‏لوأردنا‏، ‏والثانية‏: ‏إن‏ ‏الاستسلام‏ ‏لنفس‏ ‏الوسيلة‏ (‏أو‏ ‏قل‏: ‏استعمالها‏) ‏لا‏ ‏يلزمنا‏ ‏بالضرورة‏ ‏بالتوجه‏ ‏إلى ‏نفس‏ ‏الغاية‏، ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏صعوبة‏ ‏فصل‏ ‏الوسيلة‏ ‏عن‏ ‏هدفها‏ ‏الأصلي‏، ‏ربما‏ ‏قياسا‏ ‏على ‏استحالة‏ ‏فصل‏ ‏الشكل‏ ‏عن‏ ‏المضمون‏ ‏فى ‏العمل‏ ‏أو‏ ‏النقد‏ ‏الأدبي‏. ‏

وكالعادة‏، ‏قوبل‏ ‏هذا‏ ‏المقال الأول‏ ‏من‏ ‏كثير‏ ‏ممن‏ ‏أعرف‏ ‏بما‏ ‏اعتدت‏ ‏من‏ ‏الحذر‏ ‏والرفض‏ ‏والاتهام‏، ‏وفى ‏أحسن‏ ‏الأحوال‏ ‏بالاحتجاج‏ ‏على ‏الصعوبة‏ ‏والغموض‏، ‏ولم‏ ‏يطمئننى ‏إلى ‏عكس‏ ‏ذلك‏ ‏إلا‏ ‏ذلك‏ ‏التقديم‏ ‏الشارح‏ ‏الموجزالكريم‏ ‏الذى ‏قدمته‏ ‏به‏ ‏صفحة‏ ‘‏قضايا‏ ‏وآراء”، ‏ثم‏ ‏إلإشارة‏ ‏الكريمة‏ ‏التى ‏جاءت‏ ‏فى ‏بريد‏ ‏أهرام‏ ‏الأربعاء‏ (‏د‏. ‏محمد‏ ‏شمس‏ ‏الريس‏ -28 ‏مايو‏)، ‏أما‏ ‏ما‏ ‏تفضل‏ ‏به‏ ‏أ‏.‏د‏. ‏زقزوق‏ ‏ردا‏ ‏على ‏ما‏ ‏كتبت‏ ‏فى (‏أهرام‏ ‏الجمعة‏ 21 ‏مايو‏) ‏فكان‏ ‏بردا‏ ‏وسلاما‏، ‏كسر‏ ‏وحدتي‏، ‏إلا‏ ‏قليلا‏، ‏أو‏ ‏إلا‏ ‏كثيرا‏.‏

أنهيت‏ ‏مقالى ‏السابق‏ ‏بوعد‏ ‏بعودة‏ ‏تفصيلية‏ ‏للتنبيه‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏الالتفات‏ “..‏إلى ‏احتمال‏ ‏يقول‏:

 ‏إننا‏ ‏فى ‏حديثنا‏ ‏عن‏ ‏العولمة‏ ‏نركز‏ ‏على ‏الوسائل‏ ‏دون‏ ‏الغايات‏ ‏منها‏، ‏ونهتم‏ ‏بسرعة‏ ‏وكم‏ ‏الإنجاز‏ ‏على ‏حساب‏ ‏النوع‏ ‏وامتداد‏ ‏الوجود”، ‏ولم‏ ‏أقصد‏ ‏بذلك‏ ‏تحديدا‏ ‏مقال‏ ‏د‏. ‏زقزوق‏ إذا أمكن ، ‏بل‏ ‏إن‏ ‏مقاله‏ ‏الأسبق‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏حفزنى ‏لكتابة‏ ‏مقالى ‏لأواصل‏ ‏ما‏ ‏بدأه‏ ‏هو‏، ‏وليس‏ ‏لأنتقص‏ ‏منه‏، ‏وحين‏ ‏قلت‏ ‘‏إن‏ ‏الأمر‏ ‏قد‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏خطوة‏ ‏أبعد” ‏كان‏ ‏ذلك‏ -‏ حتى ‏من‏ ‏واقع‏ ‏حرفية‏ ‏اللغة‏- ‏يعنى ‏الامتداد‏ ‏وليس‏ ‏الاعتراض‏، ‏ومع‏ ‏هذا‏ ‏فيبدو‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏وصله‏ ‏هو‏ ‏أننى ‏أدرجته‏ ‏أوأدرجت‏ ‏مقاله‏ ‏مع‏ ‏من‏ ‏يهتم‏ ‏بالوسائل‏ ‏دون‏ ‏الغايات‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏أقصده‏ ‏طبعا‏، ‏بل‏ ‏إن‏ ‏أملى ‏فيه‏ ‏وفى ‏أمثاله‏ -‏ممن‏ ‏هم‏ ‏فى ‏موقع‏ ‏المسئولية‏ ‏واتخاذ‏ ‏والقرار‏- ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الحوار‏ ‏دافعا‏ ‏لانطلاقة‏ ‏تستلهم‏ ‏النصوص‏ ‏لا‏ ‏تكتفى ‏بنقل‏ ‏التفاسير‏، ‏وتعيد‏ ‏صياغة‏ ‏الوعى ‏الإيمانى ‏لا‏ ‏تستنسح‏ ‏التدين‏ ‏الاغترابي‏، ‏لكننى ‏لا‏ ‏أنكر‏ ‏أننى ‏سعدت‏ ‏بعدم‏ ‏وضوحى ‏ذاك‏، ‏لأنه‏ ‏أتحفنا‏ ‏بمقال‏ ‏الدكتور‏ ‏زقزوق‏ ‏التالى “عود‏ ‏على ‏بدء” ، ‏ليؤكد‏ ‏رحابة‏ ‏الصدر‏ ‏ومسئولية‏ ‏الكلمة‏.‏

ثم‏ ‏نعود‏ ‏إلى ‏أصل‏ ‏الحكاية‏:‏

‏ ‏فيم‏ ‏الاختلاف ‏- ‏إن‏ ‏وجد‏ – ‏بيننا‏ ‏وبينهم‏‏؟‏ ‏وهل‏ ‏من‏ ‏سبيل‏ ‏إلى ‏اللحاق‏ ‏بهم‏ ‏؟‏ ‏أم‏ ‏أن‏ ‏الطريق‏ ‏الأصوب‏ ‏هو‏ ‏محاولة‏ ‏لقائهم‏ ‏من‏ ‏منطلقنا‏ ‏إلى ‏أمر‏ ‏مشترك‏ ‏يهمنا‏ ‏معا؟‏

 ‏وهل‏ ‏مجرد‏ ‏إتقان‏ ‏وسائلهم‏ ‏مع‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏هوامش‏ ‏الاختلاف‏ ‏هو‏ ‏كاف‏ ‏لنيل‏ ‏شرف‏ ‏الإسهام‏ ‏الحضارى ‏المنتظر‏ ‏والمشترك‏، ‏أم‏ ‏أن‏ ‏ثمة‏ ‏أساسيات‏ ‏جوهرية‏ – ‏غائبة‏ ‏عن‏ ‏أغلبهم‏ ، ‏ومغيَّبة‏ ‏عن‏ ‏أغلبنا‏ – ‏هى ‏التى ‏تحدد‏ ‏المآل‏، ‏لنا‏ ‏ولهم‏، ‏وقد‏ ‏تنقذنا‏ – ‏جميعا‏- ‏من‏ ‏احتمال‏ ‏الانقراض‏؟

إن‏ ‏المحاولات‏ ‏التوفيقية‏ ‏والتبريرية‏ ‏التى ‏تتناول‏ ‏مسألة‏ ‏اختلافنا‏ ‏عنهم‏ -‏ على ‏صدق‏ ‏واجتهادها‏- ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏توجزها‏ ‏فى ‏التنويعات والمزاعم‏ ‏التالية‏ :

أولا‏:‏هذه‏ ‏الحضارة‏-‏ حضارتهم‏-‏ نحن‏ ‏أصحاب‏ ‏الفضل‏ ‏فيها‏ (‏مثلا‏:‏فضل‏ ‏ابن‏ ‏رشد‏ ‏وإضافات‏ ‏الأندلس‏)‏

ثانيا‏: ‏هذه‏ ‏العلوم‏ -‏علومهم‏- ‏لها‏ ‏جذورها‏ ‏عندنا‏(‏حتى ‏فى ‏القرآن‏ ‏الكريم‏: ‏وهات‏ ‏يا‏ ‏تعسف‏ ‏فى ‏التفسير‏)‏

ثالثا‏:‏ هذه‏ ‏الإنجازات ‏(‏التكنولوجية‏ ‏مثلا‏)‏ نحن‏ ‏نستطيع‏ ‏تقليدها ‏(‏شبه‏ ‏رطانة‏ ‏مدنية‏ ‏توفيقية‏، ‏أو‏ ‘‏كنظام” ‏حضارة‏= ‏حضارة‏ ‏كومباتيبل‏ Compatible)‏

رابعا‏: ‏هذه‏ ‏المعلومات‏ ‏المستوردة‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نصيغها‏ ‏بالعربية‏ (‏تعريب‏ ‏الطب‏ ‏مثلا‏، ‏وكأن‏ ‏الطب‏ ‏أعجمى ‏الجنسية‏ ‏ولا‏ ‏يحتاج‏ ‏منا‏ ‏إلا‏ ‏إلى ‏ترجمة‏!!)‏

خامساً: ‏ناهيك‏ ‏عن‏ ‏محاولات‏ ‏عابثة‏ ‏تكاد‏ ‏تمسخ‏ ‏كلا‏ ‏من‏ ‏الإسلام‏ ‏والعلم‏ ‏معا‏ ‏وهى ‏التى ‏تسمى ‏أحيانا‏ ‏أسلمة‏ ‏العلوم‏ (‏فثمة‏ ‏زعم‏ ‏بوجود‏ ‏جغرافيا‏ ‏إسلامية‏-‏وليس‏ ‏جغرافية‏ ‏العالم‏ ‏الإسلامي‏-، ‏وطبيعة‏ ‏إسلامية‏، ‏وكيمياء‏ ‏إسلامية‏، ‏وطب‏ ‏نفسى ‏إسلامي‏.‏إلخ‏).‏

‏ ‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أنكر‏ ‏ما‏ ‏وراء‏ ‏أغلب‏ كل ‏هذا‏ ‏من‏ ‏حماس‏ ‏وحسن‏ ‏نية‏ ‏وإخلاص‏ ‏جهد‏، ‏إلا‏ ‏أننى ‏أخشى أن‏ ‏يحرمنا‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏فوائد‏ “‏الشعور‏ ‏بالنقص” كمنطق، لأن استسلامنا لهذه الدعاوى والمزاعم لابد وأن يعتم حدة ‏والوعى ‏بحجم‏ ‏قصورنا‏ ‏الحقيقي‏.

فإذا‏ ‏كان‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏التوفيق‏ (‏والتلفيق‏) ‏لا‏ ‏يفيد‏، ‏بل‏ ‏قد‏ ‏يخدعنا‏ ‏ونحن‏ ‏نتصور‏ ‏أننا‏ ‏نتميز‏، ‏فى ‏حين‏ ‏أننا‏ ‏لا‏ ‏نفعل‏ ‏شيئا‏ ‏إلا‏ ‏أننا‏ ‏نستبدل‏ ‏بغياب‏ ‏معالم‏ ‏هويتنا‏ ‏الحصول‏ ‏على ‘‏هوية‏ ‏مزورة” ‏غير‏ ‏متقنة‏ ‏التزوير‏، ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏كذلك‏، ‏فما‏ ‏هو‏ ‏البديل‏، ‏وما‏ ‏هى ‏القضايا‏ ‏الأوْلى ‏بالتقديم‏ ‏والعناية‏ ‏؟

هذا‏ ‏ما‏ ‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏أبينه‏ ‏فى ‏مقالى ‏السابق‏، ‏وقد‏ ‏بلغنى ‏أننى ‏لم‏ ‏أنجح‏ ‏تماما‏، ‏فلزم‏ ‏الاستطراد‏:‏

وهذا ما سوف أحاول شرحه فى نشرة باكر، (النصف الثانى للمقال الأصلى).

 

[1] – والذى نشر هنا الأسبوع الماضى على جزأين كما ذكرنا: الثلاثاء “الاختلاف نوعىٌّ، والإغارة متلاحقة” والأربعاء “حقيقة أن “الله موجودًا” تغيّر كل الوجود”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *