الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / … كيف يكون “الإسلام هو الحل”، للعالم أجمع، الآن؟

… كيف يكون “الإسلام هو الحل”، للعالم أجمع، الآن؟

 نشرة “الإنسان والتطور”

26-10-2011

السنة الخامسة

العدد: 1517

 

… كيف يكون “الإسلام هو الحل”، للعالم أجمع، الآن؟

نشرنا الأسبوع الماضى يومى الثلاثاء والأربعاء المقال الأول الذى سبق نشره بالأهرام بتاريخ 14/5/1999 بعنوان “العولمة ونوعية الحياة” على جزأين بعد أن غيرت العنوان، فنشر الجزء الأول بعنوان “الاختلاف نوعىٌّ، والإغارة متلاحقة” والتالى بعنوان “حقيقة أن “الله موجودًا” تغيّر كل الوجود”، ثم وعدت أن أنشر هذا الأسبوع المقال الثانى الذى نشر أيضا فى الأهرام بعد أسبوعين من المقال الأول فى أول يونيو 1999 بعنوان “هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم” إلا أننى وجدته مقالا متكاملا قصيرا قد يفسده التجزيئ، فقررت نشره مرة واحدة اليوم

 ثم أنى قرأت المقال للمراجعة استعدادا لإعادة النشر فوصلنى ما يلى:

أولا: المقال – على قصره – مزدحم بأفكار جوهرية سبق أن وردت فى كثير من كتاباتى، لكننى وجدتها هنا متكاثفة لدرجة الازدحام فخشيت على القارئ من التخمة.

ثانيا: وجدت أننى كنت – ومازلت – مشغولا بالتنبيه على نقد هذا الشعار شبه المقدس “الدين لله والوطن للجميع” وإحلال ما أراه أكثر عمقا ومسئولية وموضوعية وهو حقيقة (وليس شعار أن): “الدين لله والوطن لله والجميع لله”، على شرط ألا تستولى أية سلطة واحدة على هذه الحقيقة، فتعين نفسها وصية على الدين وبالتالى تعطى لنفسها الحق فى التحدث باسم الله دون سواها، أو نيابة عنه سبحانه وتعالى.

ثالثا: وجدت أيضا أن به توضيحا لاستحالة تهميش الدين (طريقا للإيمان سعيا إلى وجه الله) كما تجتهد منظومات أخرى من منطق جزئى أو عصرى أو مدنى تحت مسمى العلمانية أو العصرية أو المدنية، فالعلمانية أيضا لله وكذلك العصرية لله والمدنية لله (بنفس الشروط فى ثانيا)، وقد عذرت – ومازلت أعذر – من يخاف من السلطة السالفة الذكر – فى ثانيا أيضا- عذرته فى خوفه من أن تحول هذه السلطة المحتكرة لما هو لله أن تحول بيننا وبين الله. مع رفضى تماما محاولة هؤلاء الخائفين من السلطة المحتكرة أن يجنبوا الدين برمته وهم يتعاملون معه “فى الهامش”، “بعض الوقت” للترفية أو التسكين، أو ربما كاحتفالية اجتماعية أسبوعية أو أكثر.

رابعا: تأكدت، بعد رحلة عزاء فى خال أولادى بالشرقية، وقراءتى لوجوه الناس هناك وطول الطريق وعلى جانبيه لافتات المرشحين، وبعد معايشتى عددا متلاحقا من الجنازات خلال يوم وبعض يوم (أنتظر المقال يوم الأحد القادم) وبعد النتائج الأولية لانتخابات تونس، تأكدت أن الحكم القادم فى مصر هو إسلامى بالضرورة.

خامسا: ألهمنى الأمر الواقع أن أمارس مسئوليتى وأعلن أن الإسلام ليكون حلاًّ فلابد أن يكون حلا للسبعة مليارات بنى آدم على ظهر الأرض، ذلك لأننى لكى أكون مسلما، وألقى ربى حاملا أمانتى، علىّ أن أحمل همّ كل هؤلاء وأنا بينهم أمارس “إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.

سادسا: دخلت إلى صديقنا جوجل أسأله عن أعداد البشر اليوم (يمكن لأى زائر أن يفعل مثلى حين يكتب فى خانة “بحث” يكتب “تعداد العالم اليوم”) وإذا بى أفاجأ بجدول يحوى أرقاما مذهلة مفيقة من أول أعداد المواليد والوفيات حتى مبالغ الانفاق على إزالة السمنة وكذا ما ينفق على المخدرات عبر العالم، الخ الخ، كانت بعض الأرقام ثابتة، والأخرى لا تكف عن الحركة كل ثانية لأنها تزداد كل ثانية.

سابعا: قمت بطباعة قراءة أولى لهذه البيانات ثم قراءة بعد خمس إلى ست دقائق لأعرف كيف تتحرك مسئوليتى كمسلم مسئول عن كل هذا مع استحالة أن يسلم كل هؤلاء، ولا واحد فى الألف منهم قبل أن ألقاه.

ثامنا: توجهت إلى ربى أشهده على عجزى وقلة حيلتى.

تاسعا: رجعت إلى أرقام قديمة اعتدت أن أرجع لها كلما ملأنى الغرور أو استعجلت التغيير، أرقام تحدد عمر الكون وعمر الأرض وعمر الحياة وعمر الإنسان، ووجدت أنه علىّ كمسلم مكلف بتعمير الأرض، وأن أساهم فى دفع “عجلة التطور”، إلى وجه الله تعالى، أن أضع هذه الأرقام فى حسبانى.

عاشرا: رجعت إلى المقال الذى كنت أنوى نشره ووجدت أن قارئه إن لم يلم ببعض هذه الأرقام ويتأملها فقد لا أستطيع أن أوصل له ما جاء بالمقال، وكيف يكون “الإسلام هو الحل” لكل البشر حين يحاول كل مسلم وأنا معه أن يحقق بعض ذلك كل الوقت، وركزت على مسئوليتى وحدى، داعيا للآخرين بما تيسر، خاصة وأننى سألقى ربى فردا، طبعا دون أن أتمكن من إدخال كل الناس إلى الإسلام.

حادى عشر: قررت تأجيل المقال الذى كنت أنوى نشره اليوم حتى نتأمل معا مجرد عينة مما عثرت عليه – صديقى زائر الموقع – وذلك بعد أن تقوم بتجربة بسيطة (كما قمت شخصيا) وهى أن تنظر فى ساعتك، وتسبح الله لمدة دقيقتين فقط، حتى تعيش أصغر وحدة زمنية وأنت تنتقل إلى كل تلك الأرقام بما تحملنا مسئوليتها المرعبة وحداتها الزمنية أو الكمية وهى التى سوف ترد فى الجداول لاحقا.

ثانى عشر: قررت أن أؤجل نشر المقال هذا الأسبوع حتى أطمئن إلى إمكان وصول بعض ما فيه بحجم أقرب إلى الموضوعية ما أمكن ذلك.

ثالث عشر: قررت أن أكتفى بجدولين كعينة حتى نلتقى الأسبوع القادم.

جدول (1)

تعداد سكان العالم
التعداد الحالي لسكان العالم 6.998.704.157
المواليد هذا العام 107.827.104
المواليد اليوم 92.801
الوفيات هذا العام 46.052.015
الوفيات اليوم 39.635
النمو السكاني لهذا العام 61.775.088

 

جدول (2) 

أرقام من التاريخ (صدمة من الفكر التطورى)

  عمر الكون 9- 20 بليون سنة

  عمر الأرض 4-6 بليون  سنة

 عمر الحياة على الأرض  1-2 بليون سنة

عمر الإنسان 600 ألف سنة !!!

  جذور السلوك التدينى أمكن إرجاعها إلى 300 الف سنة

 علامات وإرهاصات نشأة اللغة  100  ألف سنة

  الأديان  السماوية + 4000 سنة

     ما يسمّى العلوم الحديثة 200 سنة (العلوم الحديثة جدا  50 سنة)

وبعد

الإسلام هو الحل حين نستلهم عطاءه لكل هؤلاء الناس، عبر طول هذا التاريخ

“..وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” (الآية 18 سورة يوسف)

“..وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ” (الآية 9 سورة النحل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *