الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حديث آخر: من وحى الجارى “هناك” و”هنا”

حديث آخر: من وحى الجارى “هناك” و”هنا”

نشرة “الإنسان والتطور”

28-9-2011

السنة الخامسة

 العدد: 1489

 

حديث آخر: من وحى الجارى “هناك” و”هنا”

 (أرجو ألا يكون معادًا)

س1 ـ الآن وعلى مر العصور يعيش الإنسان فى حروب وصراعات ليس لها أية ضرورة، هل لابد وأن نعيش فى حرب؟ ولماذا يحب البعض القتل والحروب؟

ج1- لم تُدرس آليات الحروب ومغزاها على مر السنين دراسة كافية حتى نستطيع أن نفسرها تفسيرا بما تستحق، وأعتقد أنه قد آن الآوان لفعل ذلك، حين نريد أن نجيب على جزئية السؤال الذى يقول: “هل لابد وأن نعيش فى حرب”؟ علينا أن نحدد أولا من الذى يصدر قرار الحرب؟ وما هو هدف كل حرب على حدة؟ فالذى يصدر قرار الحرب غير الذى يمارس فعل الحرب وكلاهما بشر، حتى أجيب بدقة عن الطبيعة البشرية علينا أن نراجع: هل كانت هناك حروب بين أفراد ومجاميع من أفراد النوع الواحد من الأحياء غير البشر عموما عبر تاريخ التطور؟ بمعنى هل حارب النمل النمل؟ وهل حاربت الضفادع الضفادع؟..الخ صحيح أننا نعرف أن السمك الكبير يأكل السمك الصغير لكن ذلك يتم – للأسف – دون حرب، وربما يجرى مثل هذا الالتهام القبيح ليحقق وظيفة بقائية لنوع معين من الأسماك وهو يحمل مغزى لا نعرفه حتى الآن.

الذى يمكن الإجابة عليه هو ما يتعلق “بغريزة العدوان”، باعتبار أن الحروب الإنسانية هى إحدى مظاهر العدوان السلبية، مع أن العدوان من حيث المبدأ – كغريزة بقائية – وبرغم سوء سمعته هو غريزة بقائية دفاعية هامة لأنه يشارك فى حفظ النوع فهو برنامج يحتوى طاقة رائعة تحافظ على الفرد ومن ثم على الحياة، ودوره هذا يكتمل بغريزة الجنس للحفاظ على النوع، لا يوجد ما يسمى العدوان داخل النوع إلا عند بعض الذكور فيما بينها للحفاظ على النسل الأقوى لحفظ النوع، وحتى هذا العدوان لا ينتهى بالقتل وإنما ينتهى بالإذعان، فإذا تقاتل كبشان على رأس قطيع النعاج فإن الذى يشعر بقرب هزيمته منهما يرفع علامة “الإذعان” وينسحب، فيكف الذكر المهاجم عن مواصلة عدوانه. الإنسان لا يفعل ذلك فهو يواصل عدوانه حتى بعد هزيمة المهزوم، فهو كثيرا ما يواصل عدوانه دون مبرر لمزيد من السيطرة والإهانة والإذلال.

لا أحد يحب القتل والحرب لمجرد القتل والحرب ولكنها الوسيلة الجاهزة لممارسة مزيد من الاستغلال فالسيطرة ومن ثم احتمال انقسام البشر إلى أنواع متباينة عن بعضها البعض، لا يمثل فيها المنتصر الأصلح للبقاء بعد اختلال قوانين البقاء نتيجة لتدخل الأقوى لتزييفها لصالحه، مع أن هذا المنتصر هو المنهزم جنبا إلى جنب مع المهزوم لأنه يسارع بانقراض النوع.

 الأنواع تنقرض جماعة إذا عجزت أفرادها عن استيعاب إيجابيات قوانين البقاء الطبيعية، والحروب الجارية هذه الأيام بين البشر هى من أخطر ما يمكن أن يقضى على الجنس البشرى كله: المنتصر والمهزوم معا.

س2 ـ ما أسباب التطرف الديني؟ والكراهية للآخر المختلف إلى حد الإبادة الجماعية؟

ج2- كما قلت حالا: الأرجح أن الجنس البشرى قد انقسم، أو هو فى طريقه إلى إتمام الانقسام، إلى مجموعات متباينة تكاد تمثل أحياءً مختلفة عن بعضها البعض، وهى تمارس نوعا من التسارع نحو الانقراض، مع التذكرة بأن 99.9 % فى المائة من كل الأحياء قد انقرضوا عبر تاريخ الحياة وأن المتبقى الآن على ظهر الدنيا ليس إلا واحد فى الألف.

التعصب هو جمود ضد حركية التطور، وهو تثبيت لحركة فصيل من البشر فى مواجهة فصيل آخر، وكل منهما يعتقد أنه يؤكد وجوده، وهذا فى ذاته من إنذارات الانقراض للفصيلين معاً،

أنا أقرأ معنى الحديث الشريف “إذا تقاتل مسلمان فالقاتل والمقتول فى النار” وأقيس عليه أنه: إذا التقى إنسانان فى حرب غبية، فالمنتصر والمهزوم معاً فى منحدر الانقراض.

س3ـ  كيف يمكن أن نقيم جسراً للتواصل الحقيقى لنعيش معا بتفاهم وسلام؟

ج3- جسور التواصل لا تقام بالمعاهدات الملتبسة، ولا هى تتحقق نتيجة تسويق قيمة خبيثة لصالح سيطرة فريق على الآخر، بعيداً عن برامج التطور ودروس التاريخ، أشهر القيم الخبيثة المعروضة فى السوق العالمية الآن هى القيم التى تتنباها دولة أقوى عسكريا وماليا (مثل أمريكا وهى تسوّق ما تسميه  العولمة أو حتى الديمقراطية الخصوصية!!)، وإنما تقام جسور التواصل بالعودة إلى أصل قوانين الوجود عامة، والوجود البشرى خاصة وهو الذى جاءت الأديان تعلمنا أبعاده فى فجر ظهورها، فهى جميعها تهدف أن يجتمع الناس (وليس أهل دين بذاته) حول محور واحد، فتتوجه حركتهم الضامة إليه حفاظا على الحياة، وهو محور مركزى وممتد بلا نهاية يلتقى حوله الناس متجهين إليه دون فيتقارب بعضهم إلى البعض تلقائيا، ويتجسد ذلك فى الأحضان والخناجر فى الجيوب.

إنما يتوحد البشر صادقين إذا توجهوا بفطرتهم نحو الهدف  المركزى المشترك بينهم جميعا نحو الوعى المحورى، الممتد تطويرا للنوع، وهذا هو ما جاءت الأديان المختلفة تعبر عنه كما قلت قبل أن تتشوه، بإعلان الوصاية عليها من غير أهلها، أو بالعمل على تهميشيها بواسطة الخائفين منها، “فالله سبحانه”، قِبْلَةُ كل دين هو الحل.

س4ـ فى بلاد الثورات العربية وغيرها من البلدان التى تعرضت لصراعات مسلحة هناك ـ أطفال وبالغين ـ من تعرضوا وعايشوا الموت واقتربوا منه حد الملامسة بالأيدي، هل سيعانون من اضطرابات مستقبلا؟ وكيف يتم تأهيلهم نفسيا لتجاوز الأزمة؟

ج4- الذين سوف يعانون من اضطرابات (لعلك تعنين نفسية) هم من بين هؤلاء، ومن غير هؤلاء، لكن نوع الاضطرابات تختلف، فالذين لم يتعرضوا لمشاهدة أو معايشة الموت الدم القتل السحل المباشر، هم أيضا ضحايا سموم مكافئة لمثل ذلك، وإن كانت أخفى، ليس معنى ذلك أننى أساوى بين هذه البشاعة الإجرامية القاسية، وبين استعمال البشر وتشويه طبيعتهم بلا حروب، ولكننى أحذر من نسيان بشاعات تسرى بغموض خبيث ولها نتائج مماثلة تخرب النفوس الإنسانية للأطفال والكبار على حد سواء.

أما مسألة تأهليهم لتجاوز الأزمة، فهذا ليس من اختصاص الجهود أو الاختصاصات النفسية فحسب، وإنما هى مهمة كل قوى الإبداع فى العالم فى مواجهة القوى المالية الكانيبالية الانقراضية

س5ـ هل الديكتاتور موجود دائما فى كل زمان ومكان؟ وبعض العوامل تجعله يظهر؟ أم تتم صناعته؟ وكيف نكتشف الدكتاتور؟ وكيف نتعامل معه؟ وهل قمع الطفل صغيرا تجعله ديكتاتورا مستقبلا؟ وكيف نكتشف الأمر مبكرا فى الطفل؟

ج5- الدكتاتور موجود بداخلنا منذ البداية، والطفل هو أجمل دكتاتور على ظهر الأرض، والديمقراطية الحقيقية هى تصارع دكتاتوريات الأفراد فى ساحة عدل حقيقى، وكل من يدعى أنه ليس دكتاتورا هو دكتاتور خفى دون أن يدرى، وهو عادة يظهر على حقيقته حين يستطيع، لكن كل ذلك هو مجرد بدايات، لأنه لو تمادى الديكتاتور فى غيّه فانه هو الخاسر فى النهاية لأنه سوف يعيش بلا آخرين.

س6ـ ما التحليل النفسى لكل من القذافى والأسد؟

ج6- أنا لا أمارس التحليل النفسى فى ممارسة مهنتى برغم احترامى الشديد لسيجموند فرويد على وفرة أخطائه وتجاوزاته، لكننى أستفيد من بعض أساسيات التحليل، ثم إننى أرفض فكرة التحليل النفسى لأمثال هؤلاء الرؤساء أصلا سواء منى أو من أى من الزملاء، إذا أن هذا مناف للعلم الذى لا يصلح أن يحصل على مفردات معلوماته من صفحات الصحف، أو من هتافات الميادين، أو حتى من أوراق المخابرات، إن أى وصف علمى لنفسية أى شخص (أو تحليلها!) رئيسا أو خفيرا يحتاج إلى لقائه ساعات أو أيام أو شهور أو حتى سنين عددا، ثم يا ترى يمكن تحليله أم لا،

 وأخيرا فأنا أرفض وضع لافتات المرض النفسى على أى من هؤلاء، لأننى أحترم مرضاى، وأعتبر أيا منهم افضل كثيرا من هؤلاء، بل أننى لا أعلق لافتات حتى على مرضاى.

س 7ـ كل منهما تعامل مع الثورة بسيكوباتية؟ أم بغباء وبوصف الناس من أملاكهما وما يحق لهم الاعتراض على شئ؟

ج7- أرجوك ألا تستسلهى استعمال كلمات مثل “سيكوباتية” أو حتى فصامية، ربما – يحق لك ولى- أن نستعمل كلمة “غباء” أما سيكوباتية فلابد أن نعرف معناها وأبعادها أولا، لكننى أوافقك على فكرة أن مثل هؤلاء يعتبر الناس من أملاكه الخاصة فعلا كما كان يحدث فى عهد الاقطاع حين كانوا يبيعون الأرض بالعبيد الذين يعملون فيها، وتُقيّم قيمة الأرض بعدد هؤلاء العبيد بدلا من عدد الأفدنة أو الهكتارات.

س8 ـ والأغرب من هذه النظم الظالمة الزبانية الذين يقومون بالتعذيب والقتل، حتى أن بعض زبانية ألأسد كانوا يقولون للناس قولوا لا إله إلا بشار. ما السبب برأيك؟

ج8- من كثرة الغرائب لا يوجد غريب هذه الأيام، ثم أننى أعتقد أن بشار أو أمثاله أخبث من أن يوافقوا على هذا القبح العلنى ثم إن هذا ليس أغرب ما يجرى حولنا، هو ليس أغرب مثلا من احتلال بلدٍ بشكل يصفق له العالم المتمدن حتى لو ادعى المحتلون أنهم يفعلون ذلك للتخلص من سفاح قذر، ثم يروحون يقتلون أبرياء على الجانبين من باب الاستعجال، ثم هم لا يخجلون من الجلوس لتقسيم تورتة الغنيمة البترولية علانية، ثم يصفق لهم العالم أيضا، حين يحدث ذلك ينبغى أن نعامله بنفس الاستغراب، لو عددت لك غرائب ما يسمى “العولمة” وما يسمى “الحرب ضد الإرهاب” وما يسمى العلم الحديث لخدمة شركات الدواء لا صحة الناس، فربما تكتشفين أن هؤلاء الزبانية، بضحاياهم المعدودين أقل غرابة من كثيرين من أصحاب الياقات البيضاء والقبعات المرتفعة على كراسى الحكم وحتى فى معامل الأبحاث.

س9 ـ لماذا زاد عدد البلطجية لهذا الحد؟ وكيف نتعامل معهم ونحد من شرورهم؟ وهل قانون الطوارئ المزمع تفعيله إيجابي؟

ج9- لقد خُصْخِتْ البلطجة، هذا كل ما هنالك، حلت البلطجة الأهلية محل البلطجة الرسمية، ومع هذا فالبلطجة الرسمية لها ما يميزها من حيث أنها جهة موحدة يمكن أن نثور عليها يوما ما كما حدث، أما البلطجة الأهلية فهى متنوعة من حيث صفات القائمين بها والأدوات المستخدمة فيها، والأهداف المتحققة بها، وأيضا من حيث التوزيع الجغرافى ونوعية الأسياد الذين تخدمهم.

أما عن التعامل مع هذه البلطجة الأهلية فأملى أن يتم تدريجيا ظهور معاام دولة حقيقية لها قانون تشم رائحته فى الشوارع والحوارى وليس فقط فى ساحات المحاكم.

وأخيرا فإن تفعيل ما يسمى قانون الطوارئ هو إجراء إسعافى، لا أوافق عليه إلا فى حدود تعريف كلمة “الطوارئ” فالحدث الطارئ يحتاج لمواجهة إسعافية طارئة تنتهى بانتهاء الحدث، لكن أن تصبح الطوارئ هى الأصل، إذْ تستمر ثلاثين سنة قابلة للتمديد التلقائى أو غير التلقائى، فإنه فى هذه الحالة تصبح الشرعية القانونية هى الاستثناء، وهذا قلب للأوضاع.

س10- الثورة عندنا كانت بلا قائد ، هل الأفضل وجود قائد وقدوة تحرك الجموع ـ السهل تحريكها أصلا ـ ام أن العصر أختلف؟

ج10- طبعا العصر اختلف، ونحن الآن فى مرحلة تفرز فيها الجموع قائدها، ولا يصنع فيها القائد أتباعه، لكن مع تدخل المال، والتكنولوجيا، ووسائل الإعلام، وغسيل المخ، واللعب فى الوعى، واستعمال ظاهر الدين، كل ذلك يجعلنا لا نطمئن كثيرا إلى أن جماهير هذه الأيام شبابا وشيوخا مثقفين وساسة، قادرون على إفراز القائد الرشيد الذى يستطيع أن يحتوى وعيهم الجمعى ليكمل مسيرتهم دون أن ينحرف بها سواء لخدمة ذاته أو لخدمة من شكلوه ليجذبوه بعيدا عن ناسه،

العصر اختلف، لكننى آمل أن يزيد التواصل التقنى الحديث بين الناس، وخاصة بين الشباب ليتكون من واقع تواصلهم ما اسميه “الوعى الكونى العالمى الجديد”.

س11- كيف نتحمل كل هذا الكم من الأخبار السيئة التى تدور حولنا فى العالم؟

ج11- وهل لنا خيار؟ كل ما علينا هو أن نعرف ماذا نتجنب من غيرنا ومن أنفسنا ونحن نكتشف السلبيات أولا بأول، كما أنه علينا أن نصر على ملء الوقت بما هو أحق بالوقت، وأن نقاوم التآمر القذر بالتأمر الإيجابى، وأن نعمق تفسيراتنا ونمدها من المحلى إلى القومى إلى العالمى إلى التاريخى، إلى التطورى بهذا التدرج، وأن نتجنب الهرب واليأس والتبرير والتأجيل ووضع اللوم على الآخرين دون أنفسنا، وأن نثق أن ما ينفع الناس هو الذى يمكث فى الأرض،

 أنا لم أستطع أبدا أن أمارس ما اسميه رفاهية اليأس، أو أن أمضغ لدائن التشاؤم من الوضع جالسا أو متفرجا أو حتى حاكما أو منظرا أو مفسرا.

العالم فعلا فى خطر، العالم كله وليس العالم العربى، وهذا أدعى لحفز المواجهة مجتمعين من كل صوب وحدب، من كل دين ومذهب لمواجهة هذا الخطر، كل من موقعه دقيقة بدقيقة.

س12- هل هناك سيكولوجية للشعوب العربية؟

ج12- أنا لا انتمى إلى المتحمسين للقومية العربية، لا بالخطب الرنانة، ولا بالتاريخ المزركش ولا بحسن النية، ولا بالحروب المجهضة، لكننى فى نفس الوقت أومن بعبقرية اللغة العربية، وأنها الدليل الأول، وربما الوحيد، الذى يؤكد لى أننا ننتمى إلى أمة واحدة، لها حضارة عميقة وممتدة استطاعت أن تفرز هذه اللغة العبقرية الرائعة، أنت لا تتصورين كيف أقف عند بعض الألفاظ العربية وبعض التعبيرات العربية، وبعض الشعر العربى وأتعجب كيف استطاع هذا الوعى الذى أفرزها أن يحيط بما تصفه مما وصلنى، ومما يعلن طبيعة الناس الذين أفرزوا هذه اللغة، التى أعتبرها الشهادة الرسمية أن أصحابها قد وصلوا يوما ما إلى درجة من التحضر والحرية والإبداع سمحت لهم بتخليقها.

الجواب إذن: طالما هذه هى لغتنا معا، فهناك سيكولوجية مشتركة للشعوب العربية، ولكن هذا يحتاج أن أضيف أن هذه مجرد بداية، وإلا أصبحنا كما قال المرحوم (رغم أنفه) عبد الله القصبيى “العرب ظاهرة صوتية”، إن لم ننطلق من عبقرية هذه اللغة كدليل على أننا أهل حضارة مختلفة يحتاجها العالم ليتكامل بها مع غيرها، إن لم ننطلق من هذه الحقيقة إلى بناء اقتصاد مشترك، وإبداع متفجر معا، واستقلال كامل فعلاً فلن تنفعنا لا عبقرية اللغة، ولا قومية الخطب، ولا عنترية الحروب المجهضة.

س13- كيف تقرأ الأفق والمستقبل فى مصر والعالم العربي؟ الوضع إيجابى ام سلبي؟

ج13- إيجابى طبعا حتى لو بقيت وحدى فعلاً، لأننى سوف ألقاه فردًا

أما تبرير ذلك فعليك أن تعيدى قراءة كل الإجابات السابقة.

 (صحيفة الشرق الأوسط اللندنية)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *