الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (82) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (82) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

28 – 6 – 2012

السنة الخامسة

   العدد:  1763

M_AFOUZ

ص 82 من الكراسة الأولى

28-6-2012

أعوذ‏ ‏بالله‏ ‏من‏ ‏الشيطان‏ ‏الرجيم

بسم‏ ‏الله‏ ‏الرحمن‏ ‏الرحيم

      ــــــــــــــ

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

         ـــــــ

العلم‏ ‏نور

العفو‏ ‏عند‏ ‏المقدرة

الحلم‏ ‏سيد‏ ‏الأخلاق

نجيب‏ ‏محفوظ

  23/4/1995

القراءة:

كما ذكرت الأسبوع الماضى، نشرة 21-6-2012 ، لم يعتد شيخنا أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى أن ذلك لم يرد قبل تلك النشرة إلا مرتين طوال 80 صفحة، وقد حاولت أن أذكر ما وصلنى من مغزى ندرة الاستعاذة مقارنة بالبسملة، لكن ما أن جاءت الاستعاذة فى هذه الصفحة حتى تصورت أنها سوف تتكرر لاحقا، وأنا لست أدرى لماذا عادت للظهور، وهل ستظهر قريبا ثانية، وبصراحة ليس عندى الآن إلا ما ذكرته الأسبوع الماضى.

أما ما ورد فى هذه الصفحة غير ذلك ، مما سبق وردوه قبلاً، فهو:

1- العفو عند المقدرة:

 وردت هذه العبارة فى صفحة التدريب 79 بتاريخ 7-6-2012

2- الحلم سيد الأخلاق:

 وردت هذه العبارة فى صحفة التدريب رقم 9 ، نشرة 28-1-2010،

 وأيضا فى صفحة التدريب 71 ، نشرة 12-4-2011

* * * *

لم يبق فى هذه الصفحة إلا “العلم نور

 شيخنا يعتبر أن الحل الأمثل لكل مشاكل الإنسان المعاصر سوف يأتى من العلم والعلماء، وقد تناقشنا طويلا فى هذه المسألة، وحاولت أن أبلغه ما وصل إليه حال ما يسمى العلم حاليا سواء من ناحية تقديسه ليصبح أيديولوجية أو دين أرضى مقدس، أو من ناحية سوء استخدام العلماء بواسطة الشركات العولمية لأغراض اغترابية أو تكاثرية (مالية سلطوية) أو تدميرية (استغلالية، استعلائية)، لكن شيخى كان دائما يدافع عن كل ما هو “علم” بكل حماس وحب، ويحتد نقاشنا وخاصة حين كنت أختلى به فى بعض خروجاتنا، وحين كان ينكشنى لنعاود الحوار، أو قد تأتى الصدفة بالموضوع وقد يحتد الحوار حتى يبدو شجارا، دار حديث الليلة كلها حول هذه القضية، وأجد عندى رغبة أن أنقل “بعض” ما جاء فى لقاءاتنا بدءًا بيوم 9/1/1995، بعنوان: “هل يصلح العلم أخطاؤه”.

ثم إنه كان ما إذا ذكر العلم، واقترن باحتمال تدخل السلطة الدينية فى أموره، كنت أعلن له فورا أننى أخشى على الإبداع كله بما فى ذلك الإبداع العلمى من أى تدخل سلطوى، ولكن الأستاذ كان يعترض دائما مؤكدا ثقته فى أى حكم مستنير حتى لو كان ذا لافتة إسلامية، الأمر الذى تجدد حاليا (28-6-2012) بشكل أوضح وأخطر:

……

جاء فى نشرة: 18-2-2010 (فى شرف صحبة نجيب محفوظ)

…….

“….. قال الأستاذ ‏بصوت‏ ‏متواضع‏ ‏بعد‏ ‏تفكير‏ ‏صامت‏، ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يظن‏ ‏أن الأمر ‏ ‏كذلك‏ ‏تماما‏، ‏وحتى إن‏ ‏كان‏ ‏كذلك‏، ‏فلنأخذ‏ ‏من‏ ‏العلم‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يحتاج‏ ‏لكل‏ ‏تلك‏ ‏المناهج‏ ‏الجديدة المحاطة بصفة الإبداع الغامضة‏، ‏ولنركن‏ ‏جانبا‏، ولو لبعض‏ ‏الوقت‏ ‏الخوض‏ ‏فى ‏المسائل‏ ‏الفلسفية‏ ‏ونوع‏ ‏التفكير‏ ‏الذى ‏يمزج‏ ‏العلم‏ ‏بالعالـِم‏”، ثم راح يؤكد أن الحل الحقيقى لأزمة الإنسان المعاصر، هو فى الإنجاز العلمى الحقيقى تحت كل الظروف.

“وكنت – كالعادة– أتعجب من اصراره على تقديس الحل العلمى بهذا الحماس:

“…. قلت‏ ‏له‏ ‏أراك‏ ‏مثل‏ ‏كثير من ‏ ‏الذين‏ ‏لا‏ ‏يعملون‏ ‏بالعلم‏ ‏فعلا‏، فهم ينتظرون من العلم ما لا يقدر عليه فى واقع الحال، ثم قلت له: ‏أنت أديب مبدع رائع، تعطى ‏للعلم‏ فى حدود ما شاع عنه من عقدين أو ثلاثة أكثر ‏مما‏ ‏يستحق‏، وتنتطر منه أكثر مما يَعِدْ، كما أبنتُ له ما يصلنى من أن العلماء الأقدر على الإضافة الآن، ‏ يأملون فى توسيع دائرة حركتهم المعرفية ‏ ‏بالنهل‏ ‏من‏ ‏مناهج وروافد‏ ‏الفن‏ ‏والأدب‏ ‏والإيمان، ثم إن المناهج العلمية الأحدث تتحدى الآن ما أصبح يسمى الكنيسة العلمية، يتجلى ذلك خاصة بالنسبة للعلوم الكموية الأحدث، والعلم المعرفى الأحدث أيضا، لم أكن قد قرأت له بعد مقالى القصير “أينشتاين شاعرا”…الخ(1)

……..

……..

كل ذلك عاد يحضرنى وأنا أقرأ فى تدريبه اليوم “العلم نور”، أكمل: نشرة 18-2-2010

“…. لكنه ‏عاد‏ ‏يصر‏ على ‏أن‏ ‏تضخم‏ ‏عطاء‏ ‏العلم‏، ‏حتى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏منهج‏ ‏محدود‏ ‏سوف‏ ‏يتيح‏ ‏لأى ‏حكم‏ ‏كائنا‏ ‏من‏ ‏كان‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏عصريا‏، ‏وأن‏ ‏يتقدم‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏حتى ‏يصلح‏ ‏أخطاءه‏ لصالح ناسه. أعلنت له شكوكى حول هذا الاحتمال،‏ ‏وجادلته كثيرا، ‏ ‏وضربت‏ ‏له‏ ‏مثلا‏ ‏من التسطيح‏ ‏الجارى ‏بسبب تلك ‏المحاولات‏ ‏التبريرية المتعسفة لتفسير ‏النص‏ ‏الدينى ‏بالعلم‏ ‏أو‏ ‏ما‏ ‏يتصورون‏ ‏أنه‏ ‏علم‏، وأن ما يصلنى من هذه المحاولات إنما يؤكد لى ‏أن‏ ‏مفهوم‏ ‏العلم‏ ‏فى ‏إطار‏ ‏حكم‏ ‏دينى ‏سيظل‏ ‏موصى عليه، أى محكوما‏ ‏بنصوص‏ ‏من‏ ‏خارجه‏، ‏ثم‏ ‏إن‏ ‏حرمان‏ ‏العالم‏ – ‏والمفكر‏- ‏من‏ ‏حريته‏ ‏الحقيقية‏ ‏لن‏ ‏يسمح‏ ‏بإضافة‏ ‏إبداعية، وقد ينتهى بنا الأمر أن نرضى بأن ‏ ‏نظل‏ ‏تابعين‏ ‏لغيرنا‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏محدود‏ ‏نسميه‏ ‏العلم‏، فى حين أنه‏ ‏لا‏ ‏يعدو‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ظاهر‏ مرحلة من مراحل تاريخ العلم ليس إلا، وأن الأرجح عندى أن الحاكم الخائف من التغيير الجذرى سوف يحتمى بتفسير النصوص دون إيحاءاتها، وأنه سوف ينتقى التفسير الذى يدعم موقفه وموقعه اللاعلمى، ثم يفرضه على العلماء وغير العلماء باسم العلم ليضع لنفسه وكرسيه حدودا آمنة.

 لا حظ الأستاذ حماسى، وربما أشفق علىّ، فأطرق ‏ ‏صامتا‏ مدة أطول فأطول، ثم‏ ‏رفع‏ ‏رأسه‏ ‏وهو يقول‏ ‏”إن‏ ‏الحرية‏ ‏الحقيقية‏ ‏قد‏ ‏تـُظهر‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الاحتمالات‏ ‏أمام‏ ‏الناس‏، ‏وفى ‏هذه‏ ‏الحالة‏ ‏لن‏ ‏يختاروا‏ ‏من‏ ‏يحقق‏ ‏مخاوفك‏ ‏هذه‏، ‏أما‏ ‏إذا‏ ‏اختاروه‏ دون أن يعرفوا عنه ذلك، ثم تبين لهم أنه سجن فكرهم فلن يعيدوا اختياره ‏فعلينا‏ ‏أن‏ ‏نتحمل‏، ‏ولنضع‏ ‏جانبا‏ ‏المناطق‏ ‏الإشكالية والمختلف حولها ‏بعض‏ ‏الوقت‏ ‏حتى ‏نقف‏ ‏على ‏أقدامنا‏، ‏ما‏ ‏داموا‏ ‏سيتركون‏ ‏العلم‏ ‏يترعرع”‏.‏

قلت‏: ‏كيف‏ ‏يترعرع‏ ‏العلم‏ ‏فى ‏جو‏ ‏محكوم‏ ‏بحدود‏ٍٍ ‏من‏ ‏خارجه‏.‏

قال‏: ‏سيترعرع”

……

تعجبت الآن وأنا أقتطف كل هذا، ونحن أحوج ما نكون إليه الآن (يونيو 2012) دعونا نتعلم منه مرة أخرى:

نشرة: 18-2-2010: (أيضا)

“…. سرعان‏ ‏ما‏ ‏رجعت‏ ‏إلى ‏الموضوع‏ ‏المتحدى ‏الأصلى ‏لأسأله‏ ‏عن‏ ‏الإبداع فى الفن والأدب ‏ ‏فى ‏ظل‏ ‏الحكم‏ (الإسلامى)‏ ‏الذى ‏يحاول‏ ‏أن‏ ‏يقنعنى‏ ‏أن‏ ‏أرضى ‏به إن أصبح واقعا‏. أجابنى ‏أن‏ ‏الإبداع‏ ‏قد‏ ‏يتوقف‏ ‏قليلا‏، ‏لكن‏ ‏الناس‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏ ‏بدونه‏ ‏وسوف‏ ‏يجدون‏ ‏له‏ ‏مخرجا‏ ‏مثلما‏ ‏وجدوا‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏ألم‏ ‏يكن‏ ‏الطرب‏ ‏والفن‏ ‏والشعر‏ ‏بل‏ ‏والشرب‏ ‏والرقص‏ ‏موجودين كلهم ‏فى ‏العصر‏ ‏العباسى ‏وعبر‏ ‏العصور‏ ‏الإسلامية‏ ‏كلها؟‏ ‏وأضاف‏: ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏التشدد‏ ‏المبدئية‏ ‏سوف‏ ‏يرتخى ‏الحكام‏ ‏ويتصرف‏ ‏المحكومون كل بطريقته‏، ‏الإنسان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يجد‏ ‏لنفسه‏ ‏متنفسا‏ ‏تحت‏ ‏كل‏ ‏حكم‏ ‏مهما‏ ‏كان‏، ‏لأن‏ ‏طبيعته‏ ‏غالبة،‏ ‏ووسائله‏ ‏لا‏ ‏تنتهي‏.‏

لم‏ ‏أجد‏ ‏ردا جاهزا‏، ‏وإن‏ ‏كنت‏ ‏مازلت‏ ‏منبهرا‏ ‏بما يقول، برغم رفضى وتحفظى، مندهشا‏ ‏من مفاجأة هذا الحوار. إن‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏ ‏بالذات‏ ‏الذى ‏يقول‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏بالذات‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏خططوا‏ ‏لقتله‏ ‏بالذات‏، ‏باستعمال شاب ساذج أعمى ‏لا‏ ‏يعرفه‏ ‏ولن‏ ‏يعرفه، أمثاله أبدا‏”.

* * * *

وحين كانت تأتى سيرة ما يشبه أن “العلم نور” كنت أصرعلى أن أوصل له ضرورة التفرقة بين العلم والمعرفة، وأنه غالبا يقصد كل المعارف بل وعملية المعرفة ذاتها التى تشرق بنور الوعى الباحث المستقصى المبدع أبدا، فتزيل زيف شراب الأنوار الكاذبة، كما ورد فى: نشرة: 24-2-2011 :

“…. فاستفسر الأستاذ عن ما أعنى من أن العلم حوله هالة خادعة، فقلت إن رأيى أن المسألة ‏مسألة‏ ‏معرفة، وتوسيع‏ ‏للوعى ‏وتعميقه، ‏وأن‏ ‏كلا‏ ‏من‏ ‏العلم‏ ‏والأدب‏ (‏والفنون‏) ‏والدين‏ ‏يقومون‏ ‏بهذاه ‏الوظيفة، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏أسميه‏ ‏دائما‏ ‏مناهل‏ ‏المعرفة‏ ‏المتوازية، ثم ‏تراجعت‏ عن‏ ‏كلمة‏ ‏التوازى ‏كما فعلت سابقا، لأن‏ ‏هناك‏ ‏علاقة‏ ‏مشتركة‏ ‏دائما‏ ‏من‏ ‏الحوار‏ ‏والإثراء‏ ‏بين‏ ‏كل مناهل المعرفة‏ ‏فى حين أن الخطان المتوازيان لا يلتقيان، ولم‏ ‏يعد‏ ‏العلم‏ ‏محتكرا‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏معرفة، ‏…….، ‏وبذلك تصبح‏ ‏المسألة‏ ‏‏أكثر‏ ‏اقترابا‏ ‏من‏ ‏الصحة‏ ‏والفائدة، بقى ‏أن‏ ‏ننتبه‏ ‏إلى ‏هيراركية‏ ‏هذه‏ ‏المستويات‏ ‏للمعرفة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قبلنا‏ ‏بتعدد‏ ‏مصادر‏ ‏المعرفة، ‏وأنا‏ ‏أعتقد‏ ‏أن‏ ‏العلم‏ ‏هو‏ ‏أهمها‏ ‏وأدناها‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت، ليس أدناها بمعنى أحطها، وإنما بمعنى ‏أن‏ ‏العلم‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏يعطى ‏الوحدات‏ ‏الأساسية‏ ‏للبناء، ‏أعنى أنه هو‏ ‏الذى ‏يعطى ‏أبجدية‏ ‏البناء‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏إقامة‏ ‏بناء‏ ‏بدونه، ‏وهو أيضا الذى ‏يعطى ‏الوقود‏ ‏اللازم‏ ‏لتشغيل‏ ‏الأداة الإنسانية‏ ‏والحضارية، ‏لكن‏ ‏لا‏ ‏اللبنات، ‏ولا‏ ‏الأبجدية‏ ‏ولا‏ ‏الوقود‏ ‏بقادرين‏ ‏على ‏دفع‏ ‏عجلة تطور‏ ‏الإنسان‏ ‏أوتحديد‏ ‏توجهه، ‏وإنما‏ ‏القادر‏ ‏على ‏ذلك‏ ‏هو‏ ‏الأدب‏ ‏والفن والدين‏، ‏وبألفاظ‏ ‏أخرى ‏إن‏ ‏الأدب‏ ‏والدين‏ ‏ليس‏ ‏ديكورا‏ ‏للوجود‏ ‏البشرى، وإنما هما الوجود البشرى ذاته، ‏أما‏ ‏العلم‏ ‏فهو‏ ‏الوحدات الأساسية لبناء هذا الوجود، ‏بهذا‏ ‏المفهوم‏ ‏لا‏ يصح أن ‏نضع‏ ‏العلم‏ ‏فى ‏موقع‏ ‏أعلى ‏من‏ ‏مصادر المعرفة الأخرى، ولكن فى نفس الوقت لا‏ ‏يمكن‏ ‏الاستغناء‏ ‏عنه، ‏وأيضا أيضا ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏الارتكان‏ ‏إليه‏ ‏وحده”.

وبعد

فإن تعبير “العلم نور” الذى وصلنى من هذه الصفحة أضاء لى المنطقة الغامضة التى كنت أتصور أنها اختلافا جذريا، فالعلم النور الذى ربما قفز إلى سطح وعى الأستاذ هذا اليوم، هو العلم الذى أمر ربنا نبيه به وهو يبدأ به وحيه إليه أن “إقرأ…”  نشرة: 18-2-2010

[1]- الأهرام: 30-5-2005

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *