الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (77) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (77) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

24 – 5 – 2012

السنة الخامسة

 العدد: 1728
M_AFOUZ

 ص 77 من الكراسة الأولى

24-5-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

أهل‏ ‏الهوى‏ ‏ياليل

الاولة‏ ‏آه

امتى‏ ‏الهوى

الأطلال

‏ ‏النيل

سلوا‏ ‏قلبى

كيف‏ ‏مرت‏ ‏علي‏ ‏هواك‏ ‏القلوب

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 ‏ابريل‏ 1995‏

القراءة:

معظم ما جاء فى هذه الصفحة جديد من الناحية الفعلية، لأن ما ورد قبلا إما لم يثر تداعياتى فى حينه، مثل “إمتى الهوى” التى وردت فى صفحة التدريب (11) نشرة 4-2-2010، أو أنه نشر ناقصا مثل “الأولة آه” ، التى وردت فى صفحة التدريب رقم (74) بتاريخ : 3-5-2012، وتأجل استكمال ما أثارت من تداعيات إلى هذه النشرة ، النص الوحيد الذى سبق نشره ولن نشير إليه هو: “كيف‏ ‏مرت‏ ‏علي‏ ‏هواك‏ ‏القلوب، وقد ورد  فى صفحة التدريب رقم (26)، ويمكن أن يرجع إليه من يشاء بتاريخ: 23-6-2011

(1) دعونا نبدأ الآن بـ “أهل الهوى يا ليل”،  لأننى أحب هذه أغنية جدا بكلماتها، ولحنها، وأداء أم كلثوم الماسى الفردوسى، من كلمات بيرم التونسى، وتلحين زكريا أحمد، وقد غناها أيضا “الشيخ زكريا أحمد، والشيخ إمام، وغيرهما

تقول كلمات الأغنية (كلها وأمركم لله):

اهل الهوى ياليل

أهل الهوى يا ليل فاتوا مضاجعهم

واتجمعوا يا ليل صحبه وأنا معهم

يطوّلوك يا ليل ويقصروك يا ليل

يطوّلوك يا ليل من اللي بيهم

وانت يا ليل بس اللى عالم بيهم

فيهم كسير القلب والمتألم

واللي كتم شكواه ولم يتكلم

واللي قعد بعد الحبايب وحده

وبات حزين يشكي هيامه ووجده

يشكو ولا مخلوق سمع شكواهم

إلا الكواكب فى السما سمعاهم

يطولوك يا ليل بالسهد والأفكار

والشمس بعد الليل يطلع عليهم نهار

وبعد طول الويل تعود لهم ياليل

ويقصروك ياليل فى صحبه هنيه

على وتر رنان فى الصبحية

فيهم ياليل خل عطف على خله

ويقوله لحن الشوق وخله يقول له

ويقصروك ياليل على هنا وسرور

والشمس بعد الليل يطلع عليهم نور

ويسألوك ياليل امتى تعود ياليل

ناس من قلوبهم تقول ياليل

وناس على الأرغول تقول ياليل

واحنا معانا بدر طالع فى ليلة قدر

فيها حبيب القلب وافا ووفّى الندر

هو يقول ياليل واحنا نقول ياليل

وكلنا بنقول ياليل أهل الهوى ياليل

لا أعرف كيف رسم بيرم التونسى العلاقة بالزمن بهذه الحركية الجميلة أبلغ وأعمق من نظريات علمية كثيرة، وقد عبر عنها شعراً بديعا سهلا لتجعلنا أم كلثوم نعيشها بأجمل وارق المشاعر هكذا،

شكراً يا شيخنا

(2) ومن “أهل الهوى” إلى “إمتى الهوى”،  هناك فرق!!

أغنية إمتى الهوى: (تلحين الشيخ زكريا احمد  – كلمات الشاعر يحيى محمد) وغنتها أم كلثوم عام 1936.

تقول كلماتها:

إمتى الهوى ييجى سوا وارتاح ولو في العمر يوم

يا ناس أنا قلبي انكوى وعيني ما يهواها نوم

في شرع مين يا منصفين العمر كله لوم في لوم

ليه يا ترى حيرتني يا دي الهوى بمــلاعبتك

إيه يعني لو ريحتني وعملت غيري لعبـتك

وتميل عليه وتقول له ليه طاوعتني ما هي غلطتك

في شرع مين يا منصفين العمر كله لوم في لوم

لكن دعونى أعترف أننى توقفت عند هذين البيتين:

“إيه يعنى لو حيرتنى، وعملت غيرى لعبتك،

وتميل عليه، وتقول له ليه:  طاوعتني؟ ما هي غلطتك

المعنى شديد الجمال، وهذين المقطعين يحضران إلىّ مستقلين بكل ما يطربنى ولو وحدهما، لكن عند الاستماع: إيش جاب لجاب، الله يسامح “أهل الهوى”

 (3) ثم يكتب الأستاذ كلمة “النيل” دون إضافة، وحين يكتب الأستاذ كلمة واحدة مثل ” النيل”، وقد وصلتنى أعم وأشمل من كلمة “الأطلال” لا أجد فى نفسى ميلا للبحث كيف وردت فى تدريباته من قبل، فأنا لا أعرف ماذا يقصد بكلمة واحدة بهذا العموم بما لا يسمح لى أن أتبين مساحة الوعى أو عمقه وراءها، فأحجم عن مزيد من التداعيات بلا دليل.

علاقة الأستاذ بالنيل علاقة خاصة، يمكن أن نلحظها – بطريق غير مباشر – فى عوامة “ثرثرة فوق النيل”، أو فى فترة إقامته فى عوامة كما سمعت، الأمر الذى لم افاتحه فيه أبدا، وربما أيضا فى العوامة “فرح بوت” مكان لقاء أصدقاء الثلاثاء، ناهيك عن علاقته بأغانى النيل سواء عبد الوهاب أو أم كلثوم أو غيرهما، مثلما سبق ذكره صفحة 27، (نشرة 30- 6-2011)  أما سكنه على النيل فى الدور الأول، تحول بينه وبين النيل أو حتى رائحته عربات مزعجة وشارعان غبيان مزدحمان فكنت دائما أداعبه قائلا: أن سكناه على النيل خدعة، أو لعله فرصة ليظل النيل فى خياله أجمل من معاينته مباشرة بالتطلع إليه من أعلى، فخياله أكثر واقعية وجمالا.

(4) ثم “الأطلال: اكتفى شيخى اليوم بكتابة اسم هذه القصيدة اللؤلؤة النادرة “الأطلال” لإبراهيم ناجى، وأعتقد أن هذا يكفى ليصلنا منه موقعها درة تتوسط أغانى أم كلثوم، وإن كان يصعب علينا أن نفضل أغنية على أخرى لهذه العظيمة التى أكاد أضيف لها صفة أخرى فأقول “الناقدة”، ذلك أننى اعتبرت أن مجرد انتقاء كلمات أغنية بذاتها، ثم أدائها بما يحيى هذه الكلمات فيوصلها إلى حس المتلقى هو ما يمكن أن أسميه نقدا، فالنقد عندى هو “إبداع على ابداع”، وهل يوجد أكثر من أن تعيد الكلمات التى كتبت على الورق تعيدها صوتا ساحراً يصدح فى نغم آسر، فتصل إلى وعى المتلقى على مستويات متعددة تبلغه رسالة أخرى غير ما تحمله الكتابة أو القراءة برسالة تكمل أو تضئ ما كتبه؟ لست أعرف ماذا جرى لى اليوم، فكلما هممت أن أقتطف مقطعا من فيض إبداع ما ألقى تدفقت علىّ القصيدة كلها، فمن شاء فليقرأ، ومن شاء فليترك،عذرا:

تقول كلمات الأغنية:

الأطلال

..يا فؤادي لا تسل اين الهوى..
..كان صرحا من خيال فهوى..
..اسقني واشرب..
..على اطلاله..
..وارو عني طالما الدمع روى..
..كيف ذاك الحب امسى خبرا وحديثا من احاديث الهوى..
..لست انساك وقد اغريتني بفم عذب المناداة رقيق..
..ويد مدت نحوي كيد من خلال الموج مدت لغريق..
..وبريق يظما الساري له اين في عينيك ذاك البريق..
..يا حبيبا زرت يوما ايكه..
..طائر الشوق اغني المي..
..لك ابطاء المذل المنعم..
..وتجني القادر المحتكم..
..وحنيني لك يكوي اضلعي والتواني جمرات من دمي..
..اعطني حريتي اطلق يديّا..
..انني اعطيتك ما استبقيت شيئا(شيّا)

..اه من قيدك أدمى معصمي..
..لم ابقيه وما ابقى عليا..
..ما احتفاظي بعهود لم تصنها..
..والام الاسر والدنيا لديا..
..اين من عيني حبيب ساحر..
..فيه عز وجلال وحياء..
..واثق الخطوة يمشي ملكا..
..ظالم الحسن شهي الكبرياء..
..عبق السحر كانفاس الربى..
..ساهم الطرف كاحلام المساء..
..اين مني مجلس انت به..
..فتنتة تمت سناء وسنى..
..وانا حب وقلب هائم وفراش حائر منك دنا..
..ومن الشوق رسول بيننا..
..ونديم قدم الكاس لنا..
..هل راى الحب سكارى..سكارى..
..مثلنا..
..كم بنينا من خيال حولنا..
..ومشينا في طريق مقمر..
..تثب الفرحة فيه قبلنا..
..وضحكنا ضحك طفلين معا..
..وعدونا فسبقنا ظلنا..
..وانتبهنا بعد مازال الرحيق..
..وافقنا..
..ليت انا لا نفيق..
..يقظة طاحت باحلام الكرى..
..وتولى الليل والليل صديق..
..واذا النور نذير طالع..
..واذا الفجر مطل كالحريق..
..واذا الدنيا كما نعرفها..
..واذا الاحباب كل في طريق..
..ايها الساهر تغفو..
..تذكر العهد وتصحو..
..واذا ما التام جرح..
..جد بالتذكار جرح..
..فتعلم كيف تنسى..وتعلم كيف تمحو..
..يا حبيبي كل شيئ بقضاء..
..ما بايدينا خلقنا تعساء..
..ربما تجمعنا اقدارنا..
..ذات يوم..
..بعد ما عز اللقاء..
..فاذا انكر خل خله..
..وتلاقينا لقاء الغرباء..
..لا تقل شئنا فان الحظ شااااااااااااااااااااء..
..فان الحظ شاااااااااااء..
..فان الحظ شااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء..

(5) ثم “سلو قلبى”: أم كلثوم هى ضيفة هذه الصفحة بلا منازع وقبل أن ننتقل إلى الآهات المصرية التى أخرنا استلهاماتها، دعونا نقف فى خشوع نابض طروب فخور، أمام هذه القصيدة الفريدة حقا، لأمير الشعراء جدا  أحمد شوقى، لا أعجب كيف كتبها فقط، بل إننى – مرة أخرى – أعجب لحس أم كلثوم وهى تنتقى ما تغنى من ديوان العرب كله، وكأنها تلم به جميعه، وتعرف من أين تؤكل الكتف، أو لعل القصائد تسعى إليها بما يليق بها، ثم يتجلى رياض السنباطى كعادته فيظهر المخبوء وغير المخبوء، فيحضرنا هذا الثالوث الطروب من جديد فى رحاب حلقة ذكر مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أجمل الجميع!

لحن رياض السنباطى هذه  القصيدة “سلوا قلبي” سنة 1946 وعندما اندلعت الثورة، ومنعت اغانى أم كلثوم من الاذاعة فترة، قال عبدالناصر متسائلا بعد أن جاء أمامه ذكر هذه القصيدة ضمن هذا المنع ما هذا هل هؤلاء مجانين؟ هل تريدون ان تنقلب مصر علينا؟  ويبدو أن غناء أم كلثوم لـ “سلوا قلبي” في عام 1946، كان بالفعل نقطة تحول تاريخية كبرى في تاريخها، وفي تاريخ الغناء والموسيقى العربية، وأنا لست واثقا من هذه المعلومة لكننى أثبتها من باب السرد العابر،

 وقد نجحت أخيرا أن أنتقى من القصيدة ما تيسر، وما أروع ما يصلنى من الكلمات مباشرة حتى بدون شدو أم كلثوم ولحن السنباطى، نقرأ معا:

وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ … فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

***

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ  … هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ:وَلّى  …  وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا

كتب أحمد شوقى هذه القصيدة في عشرينيات القرن الماضي،  في ذلك الوقت  كانت ثورة 19 في مصر قد احدثت بالفعل زلزالا طال كل مناحي الحياة في مصر .. طال السياسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية، وطال ايضا الموسيقى والغناء … ولهذا لم يكن غريبا ان تأتي القصيدة محملة ايضا بروح وطنية وثابة ومتأججة، كما كان حال ذلك الوقت الذي كتبها فيه شوقي

وقد شاءت الظروف عندما غنت ام كلثوم القصيدة في منتصف اربعينيات القرن الماضي، انه بالاضافة الى قيمتها الدينية، اعطتها الظروف قيمة وطنية بنفس القدر تقريبا … حين غنت ام كلثوم القصيدة، كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت لتوها . وكانت الحركة الوطنية المصرية في اوجها. وبالطبع، كان الاستقلال والتحرر من الاستعمار الانجليزي الغاشم، هو المطلب الاساسي للحركة الوطنية. في القصيدة كما نعلم من هذين البيتين :

     وَعَلَّمَنَا بِنَاءَ الْمَجْدِ حَتَّى  …  أَخَذْنَا إِمْرَةَ اْلأَرْضِ اغْتِصَابَا ..

وَمَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي  …  وَلَكِنْ تُؤْخّذُ الدُّنْيَا غِلابَا ..

حين كانت ام كلثوم تغني هذين البيتين في أي حفل او أية مناسبة، كان المحيط كله يشتعل حماسا وهتافا وتصفيقا … كان الجمهور ، برد فعله هذا ، يعبر عن ارادة الشعب المصري في ” بناء المجد”، وفي نيل مطالبه في التحرر والاستقلال ..

 (6) أخيرا جاء وقت الوفاء بما وعدت من أسبوعين لتناول الآهات المصرية بشكل أكمل:

(أ) أنهيت قراءة صفحة 74  الأسبوع الماضى بتاريخ 3 مايو 2012 نشرة الإنسان والتطور بما يلى”: “لم أكن متأكدا من هو مؤلف كلمات هذه الأغنية التى غناها سيد درويش ثم حفيده إيمان البحر درويش، عرفت أخيرا أنه بيرم التونسى كان الأستاذ قد حدثنى كثيرا عن بيرم وذكرت ذلك فى عملى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” مثلا (نشرة 22-4-2010 الحلقة العشرون)، كان بيرم كتلة من الألم الجميل الصعب المبدع، وقد وجدت له آهات أخرى غير التى غناها سيد درويش، فأبدأ بالتوصية بالرجوع إلى نشرة الأسبوع الماضى حتى نستعيد ما بدأنا به من بيرم والتونسى وغناه سيد درويش  الاوله آه .. والتانية آه … والتالتة آهالاوله بنيوتى سف المال ..” …إلخ

(ب) ثم نكمل معه الآن بقية آهاته، ولا أستبعد أنها حضرت جميعها فى وعى شيخى هذا الصباح:

ورجعت تانى اقول الاوله آه .. والتانية آه .. والتالتة آه

بنت البلد يا ولد محلا أيافتها

هوليود على بدعها تحلف بعصبتها

ولا بنات لندن رخرين يتلفوا لفتها

والخياطين فى باريس تحسد ملايتها

لو تطويها او تقصرها أو تحبكها أو تخنصرها

تسحر الدنيا بحسن منظرها

ده بنت البلد يا ولا، ولا على بنت البلد

احب بنت البلد من حسن عشرتها

ان اشتكيت الفلس ترهنلى حلتها

والا حنانها عليا والا غيرتها

انا اذا خاصمت العدو تفرش ملايتها

ولو تكلمنى مرة جارتنا آه يا خبشتها آه يا عضتها

يترعب منها اهل حتتها

ده بنت البلد يا ولا يا ولا على بنت البلد

(جـ) ونظل مع بيرم أيضا ولكن فى آهاته التى غناها زكريا أحمد، وهى تقول :

الأوله آه

الأوله آه والتانيه آه والتالته آه

الأوله عيرونى . إن انا فلاح

والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح

والتالته آه للى أحبه شط منى وراح

الأوله عيرونى ان نا فلاح – بدفيه

والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح – فى دهبيه

والتالته آه اللى أحبه شط منى وراحفى صبحيه

الأوله عيرونى ان نا فلاح  بدفيه – وعيشى حاف

والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح فى دهبيه – بمقداف

والتالته آه اللى أحبه شط منى وراح فى صبحيه – ما قال لى عواف

 

الأوله مش بإيدى دا قضا محتوم

والتانيه ومسيرها ناس تغرق وناس حتعوم

والتالته ميت هم يرحل ألف هم يدوم

الأوله آه والتانيه آه والتالته آه

(ء) الأوله آه

الأولـة أه . والتانية اه . والتالتة أه

الأولة:  مصر؛ قالوا “تونسي” ونفوني

والتانية: تونس؛ وفيها الأهل جحدوني

والتاتلة: باريس؛ و في باريس جهلوني

****

الأولـة: مصر؛ قالوا “تونسي” ونفونيجزاة الخيـر

والتانية: تونس؛ وفيها الأهل جحدوني — وحتى الغير

التالته: باريس؛ و في باريس جهلوني — ونا موليـيـر

****

الأولـة: مصر؛ قالوا “تونسي” ونفوني — جزاة الخيـر — واحسانـي

والتانية: تونس؛ وفيها الأهل جحدوني — وحتى الغير — ما صافاني

والتاتلة: باريس؛ و في باريس جهلونيونا موليـيـر — في زماني

(هـ)…… الأوله آه… والتانية آه…. والتالته آه

الأولـة: شربتنـي من فراقـها كـاسبمـرارة

والتانية: اه فرجتنـي عالجمـال ينداس — يا خسارة

التالته: يا ناس ياريتني كان لي فيها ناس – وإدارة

الأوله أه . والتانية اه . والتالتة أه

 

الأولـة: أشتكيها للي أجـرى النيـل

والتانية: لطَّشْتْ فيها ممتثل وذليـل

والتالته: بدمعي عليها غرَّق الباستيل

الأوله أه . والتانية اه . والتالتة أه

(و) ثم ننتقل إلى أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام

الأولة آه

والتانية آه

والتالتة آه

الأولة آه

والغدر لمن حكم  صبح الأمان بقشيش

والتانية آه

والندل لما احتكم   يقدر ولا يعفيش

والتالته  آه

والحر مهما انحكم   للندل ما يوطيش

الأوله غربتي

والتانيه بلوتي

والتالته كلمتي

أرغول يا أرغول  يا أبو النغم موصول

شطره تجيب شطره

والشطرة غنيوة  منظومة وحليوة

والسامعين أدرى

والسامعين أشتات  زي النغم مقامات

قسّم وغني وهات

وإملا المكان خضرة   بالفن والقدرة

والأولة آه

والتانية آه

والتالتة آه

ياعم يا قوال

يا أبو الحرير موال  كيفك  وكيف الحال

اغزل وسمّعنا

واشطح مع النغمات  ودوس على المقامات

هات إللي عندك هات  لمّن تشبعنا

د إحنا الحيارى دليل  مستنظرين مواويل

توصل مع المراسيل  والصهبة تجمعنا

صهبتنا صباحي  طول ما الألم صاحي

يا شوقي يا جراحي  يا حبي يا بُكْرا

يا صحبتي فى الهم  يا شركتي فى الدم

عزوتنا  لو نتلم  ونغني للفقرا

أخضر خضرضر مال  للعشق والموال

وكان أصيل الخال  لكن فقير الحال

شدّ الرحال فى الحال  جاب البلاد رحّال

ينزف على الأرغول  دم الصبا سلسال

أخضر خضرضر مرّ  على كل بحر وبرّ

داق الشتا فى الحرّ  والعشق له أهوال

رجع صاحبنا حزين  يقعد مع المساكين

ويغني للعاشقين  ويقسّم الموال

يا ليلي آه يا عين  يا عم يا جمال

ترعى جمالك وين  وأنت فقير الحال

يا ليلي آه يا عين  والمرعى للأندال

يا ليلي آه يا عين  يا عم يا جمال

والصبر مهما طال  ما حتنفتلش حبال

إذ لم قلوب وإيدين  يتمدوا ع الشطين

ويعمروا العيارين  ويطخوا راس المال

والأولة آه

والتانية آه

والتالتة آه

الأوله آه

الأوله اه على القلب اللى ما اتهناش

والتانيه اه على اللى صابر بس بخته ما جاش

والتالته اه على اللى فى دنيا لا مات ولا عاش

حبينا يا قلبى لكن شفنا حبايبنا

سابوا اللى يسوى، وراحوا للى ما يسواش

وبعد

بصراحة أثبتُّ كل ما عثرت عليه من “آهات مصرية” لتصورى شدة ارتباطها بما هو مصرى جدا، وأرجو أن تتاح الفرصة لمن شاء من محبى هذا الشعب، ودارسى وناقدى ومعايشى تاريخه بالعودة إلى هذه المختارات التى أرى أنها تعبر أصدق تعبير عن ما أسميته “ثقافة الألم الدافع المبدع”.

وتحضرنى الآن آهات أمريكية علاجية ثار حولها جدل مهم ذلك أن علاجا نفسيا ظهر فى أمريكا اسمه علاج الصرخة الأولى Primal Scream  لمبتدعه “جانوف” يقوم على فكرة  السماح للمريض (العصابى، ومضطرب الشخصية أساسا)، بعد فترة قصيرة من الحرمان الحسى، وبعد إعداد مناسب، وتتضمن فكرته الأساسية أن يسمح للمريض أن “يصرخ” بآهته  بأعلى ما عنده مع معالجه مرارا وتكرار لعدة أيام، وقد زعم هذا المعالج أن نتائجه إيجابية برغم ما ثار حولها من شكوك وتحذيرات.

آهات شخصية: قديمة وحديثة:

فجأة، حضرتنى موجتان من آهاتى شخصيا، حيث عثرت بين ثنايا ذاكراتى منذ حوالى ستين عاما على أهات شبابية فجة، كما عثرت فى بعض أوراقى على آهات أعمق وأكثر وجعا، كما يلى:

سنة 1954 كنت فى السنة الرابعة كلية الطب، وكان يدرس لنا مادة “الصحة العامة” الاستاذ الدكتور “سعيد عبده”، وكان زجالا، وشاعرا عاميا، وله عامود شبه ثابت فى أخبار اليوم على ما أذكر بعنوان “خدعوك فقالوا” يصحح فيه المعلومات شبه الصحية الشائعة والضارة غالبا، وقد ابتدع أسلوبا فى التدريس (والتقييم) شديد الجدة والإبداع، وهو أن يكلفنا نحن الطلبة بأن نجمع من الصحف اليومية المعلومات التى تتعلق بالصحة بكل مستويات صحتها أو خطئها، وأن نعلق عليها ونقدمها له قرب نهاية العام الدراسى، ووعدنا بأن تصبح جزءا من تقدير الامتحان، ولم أكن أثق فى احتمال تطبيق ذلك قانونا، لكننى فرحت شخصيا بالفكرة، وقلت أشارك بلغته، وكتبت أولى آهاتى المصرية، وسلمته الكراسة، ولم أحتفظ بنسخة منها، وحين حاولت أن أحصل عليها بعد انتهاء العام استحال ذلك، لكنها حضرتنى الآن من الذاكرة، وألحّ علىّ ما حضرنى منها لأثبت بعضه هكذا (1954):

الأوله آه

والتانية أه

والتالته آه

الأوله مالهارسيا والكِلِستوما

والتانية إبن البلد راحت عليه نومه

والتالته أصل البلد حاتانها مسئومه

الأولة ماالهارِسْيا والكِلِستوما، مارحناش بلاش

والتانية إبن البلد راحت عليه نومه، صحى مالقاش

والتالته أصل البلد حاتّانها مسئومه، مادام مالناش

……الخ

ثم أتوقف هنا لأشير أيضا فى بضعة سطور عينة مما عثرت عليه فى أوراقى ونشر أغلبه فى نشرة سابقة بعنوان “بدال ما يثور يفن” بتاريخ 7-9-2007

ومن ذلك:

الأوله آه …

ماهو  لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة

 لما الاقى الوِدّ  لعبة

لما الاقى الوعد كذبة

لما الاقى  القلب علبة

والتانية آه

ماهو  لازم إنى أزعل  لما الاقى الدنيا صعبة، وانِّنَا لازم نعيش،

لما الاقى الودّ  لعبة، خايبه، بتبيع  المافيش،

لما الاقى الوعد كذبة، والخداع ما بينتهيش،

لما الاقى  القلب علبة،  فيها عضم وخيش وريش

…… الخ

قف:

نظراً لأن التداعيات طالت منى حتى وصلنا صفحة 14، فأستاذنكم فى تأجيل نشر نص أهاتى الشخصية هنا، مع وعد، أن أخصص لها تعتعة الوفد وهى التى يعاد نشرها يوم الأحد القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *