الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (78) الإدراك (39) “العين الداخلية” (10) و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات” (9)

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (78) الإدراك (39) “العين الداخلية” (10) و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات” (9)

نشرة “الإنسان والتطور”

23- 5 – 2012

السنة الخامسة

 العدد: 1727

 24-4-2012

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (78)

الإدراك (39)

“العين الداخلية” (10)

و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات” (9)

Information Processing

موقع الجسم مَسْمَعًا للمخ

مقدمة:

(يستحسن مراجعة الحلقتين السابقتين على الأقل قبل قراءة هذه الحلقة)

شكراً!!

فصامى يعلمنا (9):

انتهت النشرة السابعة (قبل الماضية بما يلى🙂

          رشاد: طيب السلام عليكم، الخميس ولا الإثنين؟

          د. يحيى: الخميس بقى، ماتدوخنيش معاك

                    خليها الخميس.

                            شكراً جزيلاً .

برامج الدماغ وزحام المعلومات؟

.. الاستمرار مع مقابلة المريض

9-4-200923-5-2012

نبدأ هذه النشرة بلا مقدمات، ونحن نواصل نص الحوار بعد تحوير المنهج كما جاء فى نشرة أمس ومازال رشاد يعلمنا ما هو الفصام، دون أن ينفصم.

………

د.يحيي: نرجع بقى لحكاية البرامج، كلمة البرامج ديه جيبتها منين، يا رشاد؟ من كورسات الكمبيوتر؟

المريض: هى كانت برامج حقيقى، يعنى أنا دلوقتى قاعد على الكمبيوتر و”باسـطـّـب”Set Up برنامج معين، باحس إن البرنامج ده بيأثر فيا، فيه حاجات بتحصل لى، هى إيه؟ مش عارف!! لكن أقدر أقول لحضرتك من فتره قريبه كنت قاعد عند أختى

(*)  كان عندى طول الوقت تخوف من تأثير “كورسات” الكمبيوتر على طريقة عرض أعراضه، وقد أثار هذا الاحتمال بعض الزملاء الحاضرين، وأفهمونى أن تعبير “باسطـّب” ( من Set Up ) هو بعض لغة الحاسوب، ويعنى تنزيل البرنامج فى الكمبيوتر والتعرف عليه، أو شىء من هذا القبيل .

د.يحيي: فترة قريبة قد إيه؟

رشاد: يعنى من أسبوع من أسبوعين، اليوم اللى أنا جيت فيه هنا اتحجزت فيه، لقيتنى “باسـطـّـب برنامج، لقيت جسمى حاسس إن أنا مستعجل، دى مش أول مره، هو الاستعجال ده مش أول مره

د.يحيي: جسمك ولا مخك؟

رشاد: لأ جسمى كله

د.يحيي: جسمك وانت قاعد؟ مستعجل، وانت قاعد؟

رشاد: وأنا قاعد آه

(*)  من أهم ما وصلنى من المرضى، وأكمل فروضى هو دور الجسم فى التفكير والإبداع، وبالتالى فى “معالجة المعلومات” ولشرح ذلك يحتاج الأمر إلى تفاصيل لا يسمح المجال بها هنا الآن، ولكن يمكن الرجوع مؤقتا إلى نشرة: “تهميش الجسد على الناحيتين” 24-12-2007، و”عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ ” نشرة 6-11-2007، مقال روزاليوسف: هل تعرف ان لك جسد 16-9-2005، المعرفة… والجسد (كتاب : مراجعات فى لغات المعرفة) .

د.يحيى: على فكره الأولاد دول (مشيرا إلى الأطباء الحضور) ينوبك ثواب فيهم ما يعرفوش الحاجات دى، يعنى أول ما يسمعو كلمة مستعجل، يتصوروا إن واحد مثلا مزنوق رايح جرى دورة المية، أو واحد بيجرى عشان يلحق أتوبيس، إنما واحد قاعد وجسمه مستعجل، دى كتير عليهم شوية

(…………………….

…………………….)

(*)   من أول هنا يبدأ الحذف ووضع نقط مكان المحذوف، تجنبا للتكرار ومنعا للإملال كما ذكرنا فى نشرة أمس، لكنه حذف نأمل ألا يفسد محاولة إثبات الفرض المقدم.

رشاد: كنت قاعد عند أختى …، كنت قاعد جالس كده (يشير إلى جلسته).

د.يحيي: راح جسمك مستعجل ولا مخك؟

رشاد يعنى زى موضوع السفر

د.يحيي: برضه نأجل موضوع السفر ده دلوقتى عشان أنا مش عاوز أوعدك

رشاد: أصلى اللى حصل حصل فى نفس الوقت بتاع السفر يعنى

د.يحيي: هو الكلام ده من أسبوعين بتقول وأنت عند أختك

رشاد: ما أنا بقالى أسبوعين باجرى فى موضوع السفر

د.يحيي: خلينا الأول وانت بتاخد كورس الكمبيوتر، ومخك انشق نصين، وحكاية البرامج تانى، …. وإنها بتجيلك مش على هيئة كلام ومش عارف إيه، (ينظر للدكتورة) معانا يا دكتورة “م”، إيه رأيك يا رشاد، الدكتورة “م” معانا؟

رشاد: هى تستاهل كل خير أصلاً

د.يحيي: طب ما نوديها الجنة وخلاص

(*)   الدكتورة “م” مسيحية، وكان قد جرى نقاش بين د. يحيى وبين رشاد حول ما إذا كان ذلك يصعب العلاقة بينه وبينها أم يسهلها، ولم أحاول أن أثبت ما دار بالتفصيل كله خشية سوء الفهم من قارىء لم يحضر المقابلة كلها

 وقد تم حذف جزء آخر هنا من مناقشة سابقة أكد فيها رشاد أن هذا أمر بيد الله سبحانه وحده… الخ

 د.يحيي:  نرجع مرجوعنا وانت بتقول قاعد عند أختك إيه اللى جرى، أصل الحكاية دى حصلت وانت فى عز المرض الحالى بقى، مش كده؟

رشاد: الحالى؟ أه طبعا

د.يحيي: حسيت إن جسمك – مش انت- مستعجل؟

رشاد: آه، بعد ما “صطبت” البرنامج

د.يحيي: إنت كنت قاعد على الجهاز ساعتها؟

رشاد: لأه، هو كل الموضوع إن أنا شفت ده بس

(*)   يستعمل رشاد هنا تعبير باصطب البرامج فى مخه وكأنه أصبح يمارس عملية معالجة (اعتمال المعلومات إراديا)، وهو ما يتفق مع ما افترضناه فى  دور العين الداخلية حين ترصد الذراع الفاعل  Effectiveفى العملية

د.يحيي: البرامج دى اللى بتتكلم عنها، والكلام ده، دى برامج الكمبيوتر ولا كلام الكمبيوتر ولا وثيقه الكمبيوتر ولا برامج مخك

رشاد: هو كله كان بيصب فى مكان واحد

د.يحيي: يعنى إيه يا رشاد يا ابنى؟ وفين المكان الواحد ده

رشاد: فى المِجرى نفسيها

د.يحيي: والمِجرى دى فين، والله ما انا عارف إنت بتقول فى إيه، لو سمحت: واحده واحده اللى نوصل له نوصل له، واللى ما نوصلوش نركنه على جنب

رشاد: إنت طالب منى السؤال إيه بقى؟

د.يحيي: بتقول كل البرامج بتصب فى المجرى قلت لك المجرى دى فين، قلت كله بيصب فى مكان واحد.

رشاد: ما المِجْرَى دى فى عقلى

د.يحيي: فى عقلك؟ ماشى، والله أنا خايف أوافقك، كلمة بكلمة، تصعّب علىّ الحكاية أكتر من كده بكتير، كفاية كده؟

المريض: لأه

د.يحيي: يا رشاد أنا حاسس إنى تعبتك، فى أى وقت عايز نقف نقف

رشاد: ماشى يا دكتور23-5-2012

د.يحيي: طيب البرامج كانت تدخل فى المجرى اللى فى مخك، سميته عقلك دلوقتى، ماعليشى، بتقول (يقرأ)

“… إبتديت أحس بتعب من كل اللى حواليّا..”

إيه علاقة إن المجرى تتملى وإنك تتعب من كل اللى حواليك

رشاد: مافيش علاقة

د.يحيي: (يبدو ساهما) مافيش علاقة؟! إوعى تسرح منى

رشاد: لأ لأ ، بس زى ما تقول التعب ده جه بعد الدوره بتاعة الكمبيوتر

د.يحيي: بعدها حصل إيه ؟

رشاد: بعدها هو صحيح كنت بالاقى بعض الناس اللى كانوا بيتكلموا معايا، كنت بالاقى نفس الكلام اللى كانوا بيكلمونى بيه بيتكرر، كان يتعبنى

د.يحيي: إيه قصدك بالكلام اللى بيتكلموا بيه، (فيه حاجة اسمها اللى بيتكلموا بيه، ولا اللى بيتكلموه)

رشاد: الكلام نفسه تكرار الشئ

د.يحيي: تكرار الشئ ولاّ الكلام ؟

(*)  أعتقد أن رشاد بدأ “يرى” الكلام كيانا عيانيا منفصلا، إما على أنه “شىء”، أو على أنه للاستعمال من جانب قوة أخرى أو منطقة أخرى (بيتكلموا بيه)، وهذه –غالبا- ليست مبالغة أو تعسفا سعيا إلى قبول الفروض المطروحة، لكنها من جماع الخبرة التى تعلن انفصال الكلمة كيانا مستقلا أحيانا يقود الوجود، أكثر منه  ناتجا ووسيلة لتشكيل الوجود

رشاد: كان يسبب لى تعب

د.يحيي: طيب بتقول (يقرأ):

” … الكلام كان بيتعب مخى ويجيب لى صداع، بعد ما خلصت الكورس الناس كانوا بيتكلموا عليا، وموقفّين لى شغلى”.

 النقله ديه جت ازاى بقى؟

رشاد: النقله دى نقلة سفر، موقفّين لى شغلى، دى لها علاقة بالسفر

د.يحيي: نقلة إيه؟ وسفر إيه؟ ما يمكن هما موقفين لك شغلة السفر دى زى ما أنا موقفها لك دلوقتى، أنا كنت عايز أدور على ربطة ما بين مخك اللى انشق وبين المِجرى وبين مضايقتك من الناس وكلامهم

رشاد: الحكاية دى كانت صعبه قوى يا دكتور

د.يحيي: أنهى حكاية؟ هى كانت أصعب من الشق وأصعب من المِجرى

رشاد: مظبوط لأنها كانت…، أقول ولا لأ

د.يحيي: قول كل حاجة، قول اللى انت عايزه، استنى الأول لما اقرا لك اللى قلته قبل كده، بتقول (يقرأ):

“… فى الوقت ده كنت استقلت من الشغل، وحصل لى حاجه غريبه، إن مخى اتخرم كذا خرم”

عايزك تفهمنا الحكايه دى، بتقول إنه كان بيتخرم من نظرات الناس، إزاى بقى؟

رشاد: مظبوط كده

د.يحيي: قول لنا إزاى مخك يتخرم من نظرات الناس؟

رشاد: أنا شفت كذا واحد، كنت لما آجى أحس إن فيه خرم بابص، أشوف إذا كان حد باصص فيه ولا لأه، ده كان شك فى البداية

د.يحيي: لأ أنا عايز أعرف حكاية الاخرام دى بالتفصيل، زى ما عرفنا الشق وعرفنا المجرى، ولو اننا ما عرفناهمشى قوى، عرفناهم على قد ما قدرنا ويمكن نرجع لهم، عايز أعرف أزاى المخ يتخرم من نظرات الناس يا ابنى

رشاد: أنا نـَفْسِى يا دكتور مش عارف بس كنت أحس إن فيه أخرام

(*)  توجد دراسات عن تأثير مثل هذه “البحلقة” بالعينين فيزيقيا، وهو أمر ربطته أنا شخصيا بفروضى عن الحسد كقوة فيزيقية بعيدة عن الإيحاء ومثل هذاالكلام ، مما قد أعيد الإشارة إليه فى موقع آخر.

ثم إنى صورت هذا الموقف شعرا استلهمته من واقع معايشتى مرضاى فى قصيدة بعنوان: “ملهى العرى”،  ديوان “البيت الزجـاجى والثعبان“، قلت:

‏[‏حدود‏ ‏الذات‏ ‏وصكوك‏ ‏الملكية‏]‏

(1)

حين‏ ‏يشف‏ ‏جدار‏ ‏النفس‏ ‏يكون‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏المرآة‏ ‏جريمة

فلماذا‏ ‏نظروا‏ ‏هم‏ ‏من‏ ‏ثقب‏ ‏الباب

(2)

كان‏ ‏الداخل‏ ‏ملكى ‏رغماً‏ًً ‏عني

لم‏ ‏أستلم‏ ‏السنَدَ ‏ ‏من‏ ‏الوالد‏ ‏قطّ

أوصى ‏قبل‏ ‏وفاته

أن‏ ‏أبحث‏ ‏عنه‏ ‏فى ‏صندق‏ ‏الجد

سلم‏ ‏مفتاح‏ ‏خزائنه‏ ‏لامرأته،

ماتتْ‏.‏

وأشِيعَ‏ ‏بوسط‏ ‏الجمع‏ ‏الحاشد

‏- ‏القادم‏ ‏للمعزى ‏والفرجه‏ -‏

أن‏ ‏الداخل‏ ‏ملكى ‏دون‏ ‏منازع

وبوضع‏ ‏اليد

……

يدُ‏ … ‏مَنْ؟

(3)

………………….

………………….

(5)

لم‏ ‏يخجلْ‏ ‏أىٌّ ‏منهم‏ ‏من‏ ‏لعبة‏ ‏خلع‏ ‏الفكرة‏ ‏تلو‏ ‏الفكره

ملهى ‏العرى ‏المشبوه

ماذا‏ ‏يبقى ‏إن‏ ‏عَرفوا‏ ‏مكنون‏ ‏السر

وتجاه‏ ‏السهم

وفراغ‏ ‏القفص‏ ‏من‏ ‏الطائر‏ ‏

رغم‏ ‏تناثر‏ ‏حب‏ ‏البرغل

………………….

 ………………….

 (6)

ماذا‏ ‏وجدوا‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏بعد‏ ‏تمام‏ ‏الجرد؟‏

‏الطفلة‏ ‏تحبو‏ ‏

جثة‏ ‏أمٍّ‏ ‏تتكلّم

وعصاً‏ ‏عمياء

ومضارب‏ ‏مكسورة

وبقايا‏ ‏علبة‏ ‏سردين‏ ‏مفتوحه

فيها‏ ‏قول‏ ‏مأثوريُرجع‏ ‏أصل‏ ‏الإنسان

للسمك‏ ‏المحفوظ‏ ‏بعلبة‏ ‏ليل؟

 (7)

ماذا‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏يستأهل‏ ‏دس‏ ‏الأنف؟

رجل‏ ‏عنين‏ ‏يتدلى ‏منه‏ ‏العجز؟

حبل‏ٌ ‏شَنَقَ‏ ‏الأخر‏ ‏بالحُكْم‏ ‏الفوقيّ؟

…………………. الخ

د.يحيي: اخرام يعنى إيه؟

رشاد:… يعنى كنت ألقى الإنسان اللى هو بيتسبب فى حاجه زى كده كان بيركز بالنظر، ماكانش بيبص كده (ازاى يعمل خرم) وخلاص، كان بيركز فى النظرة نفسيها

د.يحيي: تقوم النظرة تعمل إيه؟  تخرم؟ طيب هى الاخرام دى مش زى المجرى لما تاخد كل العلم والعمل   زى ما بتقول مش تتملى الأخرام دى، ولا هى بتتعمل تنفـــِّـد الحاجات، مش لما أى حاجه بتتخرم مش بينفد منها الحاجات

(*)  هو الذى عبر عن المعلومات بـ “العلم والعمل”، وكأن العمل يدخل أيضا كمعلومات، وحين أعود، أو يساعدنى بعض المختصين إلى تفاصيل عملية “معالجة المعلومات” فى الحاسوب قد نجد أن الخلل الذى يحدث فيها يمتد إلى الذراع الفاعل فى العملية: تكوين الفكرة/المعلومة/القرار/الفعل، لكننى أكتفى هنا بما استلهمته من رشاد حين جمع العلم مع العمل وهو يصف حركية العملية.

رشاد: ممكن

د.يحيي: هوا انت سميته “خرم” ليه؟ هوه كان بينفد حاجات؟

رشاد: لأه

د.يحيي: إمال سميته “خرم” ليه

رشاد: هو كان إحساسى بيه إنه هوه خرم

د.يحيي: ماشى، يا ترى الوقت ده  هوه اللى ابتديت فيه تسمع أصوات بتقول كيت وكيت، يعنى إمتى ابتديت تسمع أصوات؟

رشاد: هى الأصوات من قبل الخرم

د.يحيي: الأصوات من قبل الخرم؟ أنا كان بيتهيأ لى غير كده، طب كمـّل

(*)  تتابع ظهور الأعراض، وتسلسل الوصف مهم، ولا توجد قاعدة ثابتة لتطور ظهور أعراض الذهان بما فى ذلك الفصام بكل تصانيفه، لكن المألوف ان نقابل تنشيط العين الداخلية فى البداية ، أى قبل ظهور الهلاوس ، وأحيانا الضلالات، لأن رصد الداخل بهذه الصحوة عند المريض قد يغنيه عن إسقاطه إلى الخارج ثم أعادة تلقيه باعتباره من الواقع الخارجى، أى هلوسة.

وفى العلاج الذى أمارسه مؤخرا، تكون أول خطوة هى الإقرار مع المريض، من واقع الخبرة الجارية، أن المسألة كلها، أو أغلبها هى حركية فى الداخل، يجرى إنكارها من المريض والطبيب (الذى لا يتبع هذا الأسلوب) على حد سواء، لكننا هنا نقبل فى جميع الأحوال كلام رشاد ومنطقه فى ترتيب ظهور الأعراض دون أن نفرض عليه ما اعتدنا ملاحظته فى آخرين.

رشاد: بقيت أحس إن فيه اثنين بيتكلموا مع بعض

د.يحيي: جواك ؟

المريض: آه

د.يحيي: جوه فين

رشاد: مافيش غير عقلى يا دكتور، يبقى فى العقل نفسه

د.يحيي: فى العقل!! إتنين بيتكلموا مع بعض فى العقل نفسه؟

(*)   على الرغم من إقرار رشاد أن هذا الكلام عليه هو بداخله “ما فيش غير عقلى يا دكتور، يبقى فى العقل نفسه” إلا أن الأصوات تصله كأصوات من الخارج، وليست أفكارا  مسموعة  Audible Thoughtsفضلا عن أنها تتكلم عنه، وليس معه ، وتتكلم مع بعضها البعض بنص كلامه.

رشاد: … (اثنين بيتكلموا مع بعض) بس على إيه مش عارف

د.يحيي: يعنى ما بيفسروش الكلام ؟

رشاد: لأه، خالص

د.يحيي: بس بيتكلموا،

(*) حين يعجز المريض أن يحدد مضمون الكلام، يذهب كثير من الأطباء إلى الشك فى الخبرة، أو إنكارها، مع أنها يمكن أن تكون أهم، وأكثر دلالة من الكلام المحدد المميز تفصيلا، لأنها تنبع من اضطراب أنظمة الداخل، وفوضى الترتيب نتيجة لخلل عملية اعتمال “معالجة” المعلومات كما ذكرنا، وقد نرجع إلى ذلك ونحن نعرض اللعبة التى سبق الإشارة إليها، والتى أجريناها فى ثلاثة جلسات متعاقبة مع مجموعة  العلاج الجمعى الجارى حاليا (لعبة : “أنا أخاف أقول كام من غير كلام لحسَنْ…..) فهنا تتكلم الأصوات، ولا تفسر الكلام، “بس بيتكلمو”!!

(آسف: وصلنا إلى صفحة 9، ولم نتحرك إلا قليلا، لكننى شعرت بأن الجرعة اصبحت مكثفة، ويستحسن التقاط الأنفاس حتى نستوعبها، فإلى الأسبوع القادم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *